وداعا والقلب ينادي.. كريما ً حفر بفؤادي

[abomokhtar]

بقلم/ تراجي الجنزوري
وداعا أيها الشهر العظيم الكريم الطيب المبارك.
والله إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. وإنا لفرقك يا رمضان لمحزنون
ولم لا نحزن.. وقد غمرنا كرمك.. وعمنا خيرك وبرك؟!!
من أول ليلة.. "إذا كان أول ليلة في رمضان فتحت أبواب الجنان".
وفي كل ليلة..".."وإن لله في كل ليلة عتقاء من النار".
ومع كل ليلة.."من قام رمضان إيمانا واحتساب غفر له ما تقدم من ذنبه".
وفي نهارك.. "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
وفي جميع أحيانك.. "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ً".
وداعا شهر الرحمة.. وداعا شهر المغفرة.. وداعا شهر العتق من النار
أيها الأحبة.. ها هو الشهر العظيم قد ارتحل عنا مدبرا ً وعلى الله مقبلا.
وها هو يودعكم موصيا
كل عام وأنتم بخير.. وتقبل الله منكم الصيام والقيام وفضائل الأعمال .
واليوم أودعكم وهاهي وصيتي:
أولا : كن كريما ترى الوجود جميلا
ربكم الكريم.. أرسل إليكم رسولا ً كريما ً..وأنزل إليكم كتابا كريما..وجعل عيكم كراما كاتبين..وأهداكم الشهر الكريم
فكن كريما ً.. واعلم أنه:
لن تكون زوجا ً ناجحا ً.. ولا أبا ً ناجحا ً.. ولا أخا ً ناجحاً.. ولا داعية ناجحا ً.. إلا أن تكون كريما ً.. "إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".
ثانيا ً: كن واحدا ً لواحد تسلم
لما كان أول ما يبدأ به الصائم يومه هو تجديد وتجريد القصد.. وذلك بقوله (صلى الله عليه وسلم): " لا صيام لمن لم يبيت النية بليل".. "من صام رمضان إيمانا واحتسابا ً".. "من قام رمضان إيمانا ً واحتسابا ً".. كان ذلك باعثا ً لتجديد النية وتجريد القصد مع كل قول وعمل.. وأن يكون الله هو المقصود في كل حركة وسكنة.. وقولة وفعلة.
وليكن الواحد منا:
عبدا ذاهبا عن نفسه ..مقبلا على ربه.. متعلقا بأمره.. إذا تكلم فبالله..وإذا سكت فمع الله.. وإذا تحرك فإلى الله.. فهو بالله ومع الله وإلى الله.
ثالثا : "وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى"
فعلى قدر الزاد وكيفيته يكون بلوغ المرام.. وحتى يستطيع الصائم بلوغ مرامه وإتمام يومه شرع له "صلى الله عليه وسلم".. "تسحروا فإن في السحور بركة".
ولن يبلغ السائر إلى الله مرامه إلا بزاد يتقوى به .. "خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى".
والتقوى هي رأس الأمر وعموده وذروة سنامه "اتق الله حيثما كنت" زماناً ومكاناً.. ليلا ًونهارا..بحرا ً وبرا ً وجوا ً.. في المنشط والمكره.. في اليسر والعسر .
وليعلم الجميع أن عمود التقوى "إن دماءكم وأموالك وأعراضكم حرام عليكم".. فلنتق الله في الدماء والأموال والأعراض .
رابعا : إياكم والمفطرات
فمن تناول مفطرا ً متعمدا ً فسد صومه.
وكذلك أيها الأحبة:
إياكم والمعاصي ..إياكم والذنوب.. فإن الرجل يحرم الرزق بالذنب يصيبه.. وما حدث يوم أحد من مخالفة.. وما نتج عنها منكم ببعيد.. فإياكم والنظرة الحرام.. إياكم والخلوة بالأجنبية.. إياكم والرشوة.. إياكم وأكل المال العام.. إياك وانتهاك حرمات الله.. إياكم والتعدي على حدود الله.
خامسا ً.. لكل شيء نهاية
هاهي نهايتي معكم هذا العام..وهذه طبيعة الحياة كما حددها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه : "يا محمد عش ما شئت فإنك ميت.. وأحبب من شئت فإنك مفارقه.. واعمل ما شئت فإنك مجزي به".
كل باك فسيبكى.. وكل ناع فسينعى وكل مذكور سينسى.. وكل مذخور سيفنى ليس غير الله يبقى.. من علا فالله أعلى.
فلتكن نهايتك لله
ولن تتحصل على ذلك إلا بأن تكون حياتك لله.. فمن عاش على شيء مات عليه.. ومن مات على شيء بعث عليه.
أخيرا.. مبشرا ًَ: للصائم فرحتان.. وللسائر إلى الله فرحات
فرحة في هذه الحياة.."الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ".. نحن في سعادة لو علم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.
فرحة على فراش الموت.. اخرجي أيتها الروح الطيبة.
فرحة في قبره.. عندما يفتح له بابا ً من أبواب الجنة.
فرحة في العرض على ربه .. سبعة يظلهم الله.
فرحة عند الحوض.. عندما يشرب شربة من يد حبيبه لا يظمأ بعدها أبداً.
فرحة عندما يثقل ميزانه.
فرحة عندما يأخذ كتابه بيمينه.
فرحة وهو يعبر الصراط كالريح.
وتزداد الفرحة عندما يدخل الجنة بسلام.. وينال الرضوان..وينظر إلى وجه الرحمن " لهم الحسنى وزيادة "
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
اللهم أعده علينا أعواما كثيرة

[فيض خاطري]

جزاكم الله خيرا على الموضوع

[نسيــــــم الجنـــــــــة]

اللهــــــــــــم آميــــــــــــن



بــــــــــارك الله فيكــــــــم .... مشاركــــة رائعــــــــــة

[Mr. Hatem Ahmed]

جزاك الله خيرًا وبارك فيك