|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#391
|
|||
|
|||
![]() شكوى ***************
النهار إبتلعه ليل و ذاك أبلاه دوران الأرض في متلازمة الزمان و الكون. حديثي ذبذبات الشقاء لا تسيغها أذن. و النفس شكوى : لماذا لا ينصتون؟ يباغتني وعيي: قولك لا يستحق الإصغاء إليه. *************** بين جنبات النفس - تخنقني الدنيا بحبل من أحب. - كفي إذا عن حب الناس من دون الله. |
#392
|
|||
|
|||
![]() أحْسنُ تربية (كائنا ما يعني ذلك!) ***************أربي أولادي أحسن تربية و أضعهم في مدرسة مكلِّفة ليتعلموا أفضل تعليم. هكذا حدثتني بفخر. في الخلفية ، تنامى إلي صوت أولادها يتشاجرون على سبيل التواصل! تذهب الأم لتفصل بينهم ثم تعود قائلة ، لا أدري من أين اكتسبوا سوء الأدب! أود لو أخبرها أنهم تعلموا بعضه في تلك المدرسة المكلِّفة ، فقد عملتُ بها زمنا ، أعرف الخبايا. يبتلع الصمت كلماتي فقد أخبرتُها من قبل كثيرا فسدّت أذنها عن مقالتي. |
#393
|
|||
|
|||
![]()
(ربِ اجعلْنِي مُقِيمَ الصَلاةِ وَ مِنْ ذُرّيَّتِي ، رَبَّنَا وَ تَقَبَّلْ دُعَاءِ)الآية 40 من سورة إبراهيم
كان طالبا في الصف الأول الإعدادي عندما شاء لي الرحمن أن أدرس هذا الفصل. في لحظة إستقامة طلب مني أن أعينه ليلتزم في الصلاة ولأنني أعرف أن له أخين شابين فإنني توقعت أن تأثيرهما قد يفوق تأثيري في أمر كهذا، لذلك طلبت منه أن يلجأ إليهما ليقوما بتلك المهمة. كلاهما حريص على الدين ، أحضر له كبيرهما أشرطة سمعية لشيخ مشهور يعظ بغلظة (أسلوب يناسب ما الناس فيه من غفلة.) لكن كلام الشيخ لم يناسب سنه الفتي، حينها كان في الحادية عشر يتراوح بين الطفولة و المراهقة. فسكنته الكوابيس و صادقه الخوف و فارقته الصلاة. أما والده فقد أحضر له شيخا ليؤدبه و يعلمه القرآن ، فكان يوم حضور الشيخ يوم أدب يناسب وقار القرآن فإذا فارقه الرجل و هذا معظم الإسبوع ، عاد سيرته الأولى. أما باقي حاله فلا يسُّـر ، تتناوش تركيزه النت و الحاسب و يقضي الأصحاب على ما بقي منه ، لا ينجز كثيرا. درجاته ضعيفة فلا درس و لا مذاكرة و لا هدف أو سبيل. حينها إتخذت سبلا كثيرة لحثه على الصلاة و تذكيره بها لمدة عام كامل فإنتظم فيها ما شاء الله له أن ينتظم وحينها إنتظم تفكيره و نبضات قلبه و ألفاظه و اكتسى من الجدية ما جعله موضع إحترام أهله و أصدقائه. حينها شاء الله أن أترك عملي ذلك فأحزنه ذلك و أخبرني أنه يخشى أن يعاوده شعث الحال الذي كان فيه. ©©©©©©
|
#394
|
|||
|
|||
![]()
تساؤلات؟!
اِستوقفني كتاب "أولاد حارتنا" في معرض الكتاب . كتاباً ألفه نجيب محفوظ منذ نصف قرن و نشرته جريدة الأهرام وقتئذ على حلقات فأثار إعتراض الكثيرين و لم يتم نشر الكتاب آنذاك. كتاب اِستوحاه المؤلف من القصص الديني من بدء الخلق إلى قصص الأنبياء صلوات ربي و سلامه عليهم حيث الحارة نظير العالم و الجبلاوي الجد الأكبر الذي يحكم الحارة عجوز لم يعد يره أحد. "أدهم " و يرمز به لسيدنا آدم و "إدريس" و يرمز به لإبليس اِبنا الجبلاوي. يفضل الجد أدهم و يطرد إدريس من البيت الكبير (الجنة). يغوي إدريس أدهم و يتسبب في طرده من البيت الكبير فيعيش أدهم و زوجته أميمة في كوخ في الحارة خارج البيت الكبير. و من نسل أدهم يأتي البشر. يتخلص الكاتب من الجبلاوي في مشهد من القصة معلنا عن اِستغناء الناس عن الدين و الإيمان ، رواية مطبوعة بلغات أجنبية باسم "موت الإله". و قد كانت قصة أولاد حارتنا مع الثلاثية من حيثيات حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل. و حين كتب القصة، اِعترض الأزهر على النشر بينما فسر النقاد الرواية بأنها تهدف إلى نشر الإشتراكية التي تعطي الزمام لعقل الإنسان يهتدي به لما يلائم حياته. أعطى نجيب محفوظ حق طباعة الكتاب لدار الشروق و اشترط أن يوافق الأزهر عليها ليتم نشرها و بالفعل تصدر الكتاب كتب الدار العام الماضي. أثارت الرواية خلافاً حول حق الأديب أن يصوّر الرسل بما يقلل عصمتهم و بالتالي مرجعيتهم و حقه في نسج رواية تستلهم من قصص الأنبياء ثم يكملها وحي خياله؟ لقد سبق توفيق الحكيم إلى ذلك في روايتيه "سليمان الحكيم" و "أصحاب الكهف" لكنه لم يُثر ضجة عارمة كالتي أثارها محفوظ. يستخدم الحكيم شخصية أخبرنا بها الدين لينسج حولها قصة مختلفة يرتكب فيها الأبطال الخطأ. و موضع الخلط مماثل، إذ أننا اِعتدنا تنزيه الرسل و الأنبياء عن الخطأ.و قد حقّق الرسل بإيمانهم العميق قدراً من المثالية نطمح أن نحقق مثله. و روايتي الحكيم آذاتاني حين قرأتهما قديما. بعض ما أقرأ يستقر في النفس و يؤثر فيها رغما عني و هذا هو خطر نشر روايات كتلك. لكنني لا أفهم جدوى نشر أولاد حارتنا بعد موت الكاتب؟ فالجدل حولها يستهلك قوت يومنا من وقت و طاقة. ما نحن في غنى عنه. و الأخطر أن الرواية شكّلت وعي الكثير من كتاب القرن الماضي، فتحدثوا بجرأة عن أسس الدين التي لا نختلف فيها و كتبوا قصصا عن أبطال يمارسون الكبائر بلا حرج و لا مداراة. عالمانية اِبتدعوها و قيم تنبع من تجارب البشر و أمزجتهم بلا معايير أو مرجعية، لذلك بدا من تلبسوا بقيم الدين رجعيين وفق المنظور الإشتراكي فلماذا نعيد ذلك الزمان البائد تارة أخرى؟ |
#395
|
|||
|
|||
![]()
... و كتاب آخر
اِستوقفني كتاب آخر في معرض الكتاب عن تغير مفاهيم الإدارة في عصر الإنترنت. توقفت و قرأت فصلاً منه على عجل و ملخصه أن شبكة المعلومات لها خصائص معينة فهي عالمية و سريعة الاِنتشار و تستخدمها مستويات متنوعة من البشر لكل أنواع الخدمات. لا يملكها أحد و لا يحكمها أحد و استجابة الفرد للمعطيات أمامه على الشبكة فورية فلم تعد هناك فترات الاِنتظار التي كانت بين المرسل و المستقبل أيام البريد الاعتيادي. لذلك فإن على الإدارة أن تتغير و تكتسب نفس صفات الشبكة. هب أن شركة لها فرع "أ" و فرع "ب" كل منهما يقع في مدينة مختلفة. و أن مهندساً من هذه الشركة له عميل في المدينة أ لكن العميل يعاني من مشكلة لم يتمكن طاقم العمل في المدينة "أ" من حلها و بالتالي اتصل بالمهندس و أخبره بالوضع الحالي. المفهوم القديم للإدارة يُلزم المهندس بمراجعة رئيسه الذي سيأمر بحل المشكلة بإمكانيات الفرع "أ". الإدارة الحديثة تطلب من المهندس أن يتصل بموظفي الفرع "ب" لحل مشكلة العميل في أقرب فرصة. فإن وجد المهندس أنه يعرف موظفاً متعاوناً من الفرع الآخر فعليه أن يصل بينه وبين العميل لحل المشكلة حتى لو تجاوز رؤساءه ، الإدارة العليا لا يلزمها أن تعلم تفاصيل العمليات الداخلية الصغيرة لإعطاء المهندس حرية الحركة و التصرف. |
#396
|
|||
|
|||
![]()
قصيدة
أحببت الشعر فيما مضى و أثر في وجداني أوان الشباب. و الشاعر ذو أحاسيس مرهفة يعبر عنها بالكلمات في نظم مختلف عن باقي الكلام. أسوأ ما تفعله بالشعر أن تلحقه بمذكرة تفسيرية أو أن تبحث عن مواطن الجمال فيه. اِسمعه أو إقرأه و دعه يتغلغل في نظام مشاعرك و أفكارك ليؤثر فيها. تلك قصيدة لشاعر عربي من العراق اِنتشر و اشتهر في الثمانينات هو أحمد مطر ، لألفاظ شعره دلالة أبعد من الكلمات. تلك إحدى قصائده. ثورة الطين وضعوني في إناء ثم قالوا لي : تأقلم و أنا لست بماء أنا من طين السماء و إذا ضاق إنائي بنموي .. يتحطم! *** خيروني بين موت و بقاء بين أن أرقص فوق الحبل أو أن أرقص تحت الحبل فاخترت البقاء قلت: أُعدَمْ فاخنقوا بالحبل صوت الببغاء و أمدوني بصمت أبدي يتكلم! |
#397
|
|||
|
|||
![]() تعددت الجولات ...
من هنا وهناك في تلك الحياة .. اشتاق الي الحديث .. يضفي علي النفس دائما الجديد .. ويسير الركب .. ...... دمتي علي عطائك هذا ... في امان الله ،،
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل ![]() |
#398
|
|||
|
|||
![]() حديث شيق جميل ..
رآآقني كثيرا .. بوركتِ استاذتي وزادكِ الله علماً .. |
#399
|
|||
|
|||
![]()
إتصالات
يتكون المخ من ملايين الخلايا العصبية و لكل خلية منها زوائد متفرعة تتشابك مع بعضها عبر تلك الزوائد. و تنتقل الإشارة العصبية من خلية لأخرى عبر تلك التشابكات العصبية . تنقل مواد كيميائية الإشارة العصبية من خلية لأخري. الخلل في النواقل الكيميائية أو التشابكات في منطقة ما من المخ يمنع انتقال الإشارة العصبية بين الخلايا و يعطل عمل هذا الجزء من الدماغ و العضو الذي تغذيه تلك الأعصاب. تغذي الخلايا العصبية في قشرة المخ عضو محدد و تنظم عمل هذا العضو (عمق قشرة المخ نصف سنتيمتر) فمنطقة في قشرة المخ لتلقي الإشارات العصبية من العين و ترجمتها لصور و منطقة أخرى لتلقي الإشارات العصبية من الأذن و ترجمتها لأصوات و في قشرة المخ منطقة للغة و أخرى للأرقام. و الطريقة التي تتشابك بها الخلايا العصبية تحدد مهارات الأشخاص. فإذا كانت تشابكات الخلايا العصبية التي تغذي القدم اليسرى أكثر فاعلية و تعقيداً، يميل هذا الشخص لاِستخدام قدمه اليسرى. كما يمكن تدريب أعضاء الجسم فتزيد التشابكات العصبية في المنطقة المؤثرة فيه من قشرة المخ. مخ الطفل الوليد لا يحوي التشابكات التي تمكنه من التصرف كالبالغين لذلك يُدرب بعض الغربيين أبناءهم على السباحة و الرياضة و تعلم الحروف و القراءة بعد عدة أشهر من مولدهم بحيث يجيد هؤلاء تلك المهارات قبل دخول أقرانهم المدرسة! و قد احتفظ العلماء بمخ آينشتاين بعد موته في مادة تمنع التعفن و استخدموه في أبحاث تحاول حل لغز المخ البشري الفائق. و قد وجدوا حجم مخه كغيره من البشر، لكن التشابكات العصبية به تفوق البشر العاديين بدرجة ملحوظة. الإشارات العصبية التي تمر بين الخلايا في مخ شخص واحد ليوم واحد كعدد مكالمات التليفون التي تُجرى عبر العالم في يوم. و الإشارة العصبية تمر بسرعة مماثلة لسرعة مكالمة تليفونية و لأن الإشارة العصبية تنتقل عبر مسافة قصيرة داخل الجسم فإنها تستغرق زمناً قصيرا جداً. يستخدم كل انسان نواحي القوة في جسده و عقله. لاعب كرة قدم فائق لديه من التشابكات العصبية في مخه ما يجعله يقدّر سرعة الكرة التي يستقبلها و المسافة التي يرسلها إليها و الزاوية التي يضعها فيها و القوة التي يطلقها بها لتصل المرمى و يحقق الهدف. و قس على ذلك كل مهنة. و قد أخبر رسول الله (صلى الله عليه و سلم) الناس أنهم لا يدخلون الجنة بعملهم بل يدخلونها برحمة الله، فسألوه: هل نتكل على ذلك و ندع العمل؟ فأجابهم:"إعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خلق له." كل إنسان له مكان في السيناريو العام و له من القدرة ما ييسر له أداء دوره. ************* |
#400
|
|||
|
|||
![]()
السلام عليكم
محمد ، نقاء ، سرني مروركما و راقتني كلماتكما. في حفظ الله و توفيقه. |
#401
|
|||
|
|||
![]() فطرة الله
يصور علماء الأعصاب المخ بأجهزة الرنين المغناطيسي. تظهر الصور المخ بألوان مختلفة بحسب نشاط المخ و بذلك أمكنهم رسم خريطة للمخ يحددون فيها أي أجزائه تلزم لإدراك الصور و أيها يعمل لتفسير الأصوات و أيها ضروري لاِسترجاع المعلومات ...الخ. و قد اكتشف باحثون أمريكيون وجود منطقة في المخ لا تتوهج بالنشاط إلا إذا كان المرء يصلي. حالما يفكر أحدهم في الخالق و يبدأ بشكره على أي نحو، تظهر إشارات عصبية في هذه المنطقة من المخ. و عندها تتغير الإشارات العصبية في أجزاء أخرى من المخ. هذا الكشف يأتي من أطباء غير متحيزين لم يرثوا الإيمان من أهليهم و لم يحضهم مجتمعهم على الإيمان. و قد عنونوا بحثهم " المخ مفطور على الإيمان" " The brain is wired to believe" تعيد الصلاة ترتيب الأمور في عقلي فأفهمها على نحو مختلف ، تتبدل أحكامي على الأشياء فتتغير معها تصرفاتي! **************************** |
#402
|
||||
|
||||
![]()
اكملي يا بحر المعرفة
|
#403
|
|||
|
|||
![]()
جزاكم الله خيرا. ربي زدنا علما.
|
#404
|
|||
|
|||
![]()
بدأت أكتب
كان درسي يومئذ عن الصوت ، تغيب عني تفاصيله الآن ، الهدوء ينتشر في أرجاء الفصل لينصت من يرغب ، أراقب تلاميذي أثناء الدرس لأقدم تقارير عن آدائهم للمدرسة و آبائهم لاحقاً . لمحته ، يجلس في آخر الفصل، مفكر صغير في الثانية عشر من عمره ، بين الطفولة و الشباب ، به من النضج ما يجعله يفهم ما يقال له ، لكن حب الطفل للعب هو ما يجعله محبوباً بين أقرانه ، ملامح طفل و صوت لم تلونه خشونة الرجال بعد ، كرامة و حدة أعصاب تنبىء عن بذور رجولة تنبت، تزهر عما قريب . و قد احتفت المدرسات بهذا الفتى ، أذِّن له بالدخول و الخروج من الفصل دون إذن ، أمر محرم على غيره لسوء فعالهم ، يلخص ما يسمع في كراسته بخط أنيق ، كفاءته العقلية في استيعاب الكتب جعلت له الصدارة بين أقرانه و عند مدرساته ، يمزح مع طالب فلا يطيل ، لا ألفت انتباهه، الاِنتباه هو ، استعنا به على سياسة الفصل ، نصلح الأمور ليصلح حاله. اليوم لا ألمح استماعه لما أقول ، تشغله ورقة ، يقرأ بتمعن ، ترى ماذا تحوي؟ تشغل تلك الورقة انتباهي ، كيف يجرؤ أن لا يسمعني ؟! أستمر كأنني لا ألحظ شيئاً ، حين أجاوره آخذها من على مكتبه بهدوء، تأخذه المفاجأة ، يتركها لي. يعلن الجرس انتهاء الحصة و حضور الفسحة ، أمر يستعجله الطلاب ، يكاد يدهس بعضهم بعضاً هرباً إليها ، خطفاً للملعب و الكرة ، فاللعب بلا نظام لذلك يرتبه الأولاد بالخطف حيثما اتفق ، أما هو فلازال في الفصل يعتذر لي ، و أنا لا أقبل اعتذاره. يطالبني بمخطوطته ، لا .. حتى أعرف ما فيها ، أبدأ القراءة ، فيحاول خطفها من يدي ، أخبأها خلف ظهري و أصر : لن أعيدها . يعلن العصيان من فوق المكتب ، يقفز منه إلى غيره ، _ يمسك العناد زمام أمره : لن أنزل إلى الملعب حتى آخذها . مطلوب مني إغلاق الفصل الفارغ أثناء الفسحة لكثرة السرقات و التخريب و تمرد الطلاب المستمر ، و ها هو ألينهم عريكة يفيض به الكيل ، يتمادى إذ أكتم ابتسامة لاحت مني . _ لا لن أفعل ، هيا يا صديق فقد حان موعد نزولك ، لدي أشغال أخرى ، يطيل المكوث ، هيا يا صديق _ لا تغضبي . _ لا أقدر. يقفز جواري ، أقارنه بطول قامتي ، أجل تقريباً متساويان ، أنا لست طويلة و هو ليس بالقصير ، _ الورقة مقالة للكاتب . ينطلق في اللعب مع زملائه ، عسى أن يصلح اللعب ما أفسده الجلوس لمكتب وقتاً طويلاً ، بينما أذهب إلى المكتبة بجوار حجرة المدرسين ، أرتكب جريمة القراءة عوضاً عن الخوض في أخبار الممثلات و المطربين مع الزميلات و الزملاء ، ما لا أبالي به . لا انسجام بيني و بين من حولي . يودون لو أتركهم و شأنهم فأنا متزمته و غير اجتماعية من وجهة نظرهم ! و الكاتب طالب في فصلي يعبر عن ذاته على الورق ، كلامه بسيط كهيئته ، وجهه ينضح طفولة بالغة و براءة. مفاد كلامه الكثير التالي: ( لكل رأيه الذي لا ينبغي أن يفرضه على من حوله ، حتى لا يخسر الأصدقاء بعضهم . ) أجل بطبيعته وديع يكره الخلاف الذي كثر بين الأولاد حد الضرب المؤذي و الإهانات التي لا تتوقف ، تخنق المكان و تخطف روح الوئام فيستحيل مراراً لا يتوقف . أخبر الورقة أفكاره البريئة ، شكى لها عجزه عن مساعدة أقرانه . الأولاد يكبرون ... يترددون بين البراءة و التلوث ، و المدرسة لا تراعي حاجات الصبيان ، الفصل مختلط ، بنين و بنات ، بعضهم نضج فأدرك و آخرون لم يزُل الستر عن عقولهم و هؤلاء أنكروا ، و ختم قوله لزملائه على الورق : (برجاء توقفوا عن المواء في الفصل ، أنا لست بائع كباب.) كتبت رأيي بين السطور بقلم أحمر و الخروج على النص في مهنتي ممنوع منعا باتا. لكن كسر القوالب هو جوهر فكري . أمر كلفني وظيفتي و مكافأة الإمتحان مراراً . أما هذه المدرسة فقد قررت أن أغير فيها طريقتي ، أراوغ نفسي و غيري و أنوّع ردودي و أفكاري ، لكنني كلما رتبت أمراً بشكل مغاير أجده يعود حيث كان! لا حيلة تدرأ الخلاف سوى ترك المكان حفاظاً على السلام الإجتماعي به ! طويت الورقة ثم أعدتها للمفكر ، قرأها فأعجبته ، _ قال : أكتبي . _ قلت سلْ تُـجبْ . يناولني سؤالاً فأناوله إجابة مكتوبة من بنات أفكاري ، فيقرأه في أقرب فرصة ، ثم يصوره و يعيد لي أصله طالباً المزيد . ناولته اختياراتي من الكتب و المجلات ، دؤوب لا يمل القراءة و الدرس و اللعب . كنت قد وعدته أن أبقى في المدرسة حتى ينهي المرحلة الإعدادية ، لكن المرض اشتد بي حتى كدت أختنق . لابد من ترك العمل حالياً ، أمر ضايقه لكنه أهداني كتاب في آخر يوم لي في المدرسة ، هدية وداع مناسبة لكلانا ، لا صبراً لا فراق بعد فهي علاقة فكر لا لزوم فيها للحضور والإنصراف . أخرجت له نسخة مصغرة من الجريدة ، بها اختياراتي من أخبار العالم من علم إلى سياسة و مقابلات مع من نجح من البشر أو خاب ، كنت أرسلها له بالبريد الإلكتروني. ربطت بعض مبادىء الكيمياء البسيطة التي تعلمها في المدرسة بأفق الخلية الحية و أريته كيف تتحول الجزيئات كيانات حية ذات فاعلية ، غاية في الدقة ، آية في الجمال ، رونق وانضباط و تنافس و حيوية بلا مثيل ، صفات الخالق تتبدى في أصغر خلقه . تلك منهن .. بنات أفكاري ، نزلت بها من أفق الجامعة لعقل فتى شاب ، أعجبته تلك من بين ما كتبت ، قال زيديني منها ، فعلت زمناً ما . نشرتها و قرأها المئات و لاقت استحسان العشرات . كتب ذات رسالة : أتذكرين الكاتب ؟ صار يخرب مع من يخربون ، فصلوه من المدرسة! (استمرت مراسلاتنا نحو عام و نصف ثم شدته الإعدادية بعيداً ، أو ربما لم يعد الأمر مناسباً أو شيء ما) . ***************************** |
#405
|
|||
|
|||
![]()
قدر
لم أذهب للمسرح سوى مرة مع مجموعة للنشاط الخيري أخذوا بعض الأطفال لمسرحية عرائس في مسرح جامعة القاهرة. حين وصلنا في الموعد المحدد قيل لنا أن المسرح مشغول بآخرين و سيبقى على هذا النحو خلال الساعة القادمة. فأخذت بعض البنات للوضوء و صلاتي المغرب و العشاء. في المسرح ارتفع dj يصدح بأغاني ، ينتهي أحدها لترتفع أخرى في فحيح يملأ النفس صداعاً دفعني خارج المسرح حيث دخان السجائر لكثرته ينفر أكثر من الصوت داخله. تجاوزنا الوقت المقرر الرجوع فيه و المسرحية لم تبدأ بعد. استجمعت قدرًا من الجرأة و أخبرت أحد المشرفات بأنني عائدة للبيت. و قد كان ، إذ وجدت الحافلة أمام الجامعة و بها عدد قليل من الركاب. اِنطلق السائق في هدوء على طريق مُذلل غير مزدحم. مسبحتي بين أصابعي أُكمل ورد التسابيح الذي اعتدته ، يتناهى إلي صوت السائق الهادئ في حديث متقطع مع الراكب الذي يجلس في الأمام. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|