|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#181
|
||||
|
||||
اللهم ألف بين قلوبنا
وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وأزواجنا وذرياتنا وأوقاتنا وأموالنا واجعلنا مباركين أينما كنا اللهم إنا نعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار ونعوذ بك من فتنة القبر وعذاب القبر نسألك نعيماً لا يبيد وقرة عين لا تنفد ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم إنا نسألك مرافقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنة جنة الخلد ياارحم الراحمين |
#182
|
||||
|
||||
اللهم اجعلنا لك شاكرين
لك ذاكرين لك مخبتين لك أواهين منيبين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا وسدد ألسنتنا واسلل سخيمة قلوبنا اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسننا من الكذب وأعيننا من الخيانة إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا |
#183
|
||||
|
||||
بسم الله الرحمن الرحيم التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، وهو دين الرسل كلهم عليهم الصلاة والسلام الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، ولا تصح الأعمال إلا به، إذ هو أصلها الذي تُبنى عليه، ومتى لم يوجد لم ينفع العمل، بل هو حابط إذ لا تصح العبادة إلا به. أقسام التوحيد ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية. 1 - توحيد الربوبية: وهو الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم وهذا النوع من التوحيد قد أقرّ به المشركون الأوائل، فهم يشهدون أن الله هو الخالق والمالك والمدبر والمحيي والمميت وحده لا شريك له، قال تعالى: وَلَئَن سَألتَهُم مّن خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأرضَ وَسَخَرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللّهُ فَأنَّى يُؤفَكُونَ [العنكبوت:61]. ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم تنجهم من النار ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية، بل أشركوا مع الله في عبادته بصرفهم شيئاً منها لغيره. 2 - توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دالة دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: لَيسَ كَمثلهِ شَيء وَهو السّميعُ البَصير [الشورى:11]. وأيضاً إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه، ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا تحريف، ولا تأويل ولا تكييف، ولا نحاول لا بقلوبنا وتصوراتنا ولا بألستنا أن نكيف شيئاً من صفاته ولا أن نمثلها بصفات المخلوقين. 3 - توحيد الألوهية: وهو توحيد العبادة أي إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة التي أمر بها كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية، والإنابة، والإستعانة، والإستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها كلها، والدليل قوله تعالى: وَأَنَّ المَسَاجِدَ للّهِ فَلاَ تَدعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً [الجن:18]، بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله سبحانه وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العباده لا تصح إلا لله، فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله. وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله، ولا يكفي في التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من الأعمال الشركية التي تنافي التوحيد تماماً. وتحقيق التوحيد: هو بمعرفته والاطلاع على حقيقته والقيام بها علماً وعملاً، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً ودعاءً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة وتعظيماً وعبادة، وبالجملة فلا يكون في قلب العبد شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات والبدع والمعاصي كبيرها وصغيرها، ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة التوحيد وحقيقة لا إله إلا الله
|
#184
|
||||
|
||||
تذكِرة للمؤمنين:
- لا إله إلا الله، الكلمة التي أضاء بها الكون، الكلمة التي تطلع عليها الشمس، الكلمة التي فُطرنا عليها وندخل بها الجنة، الكلمة التي عُذب أجدادنا من أجلها. وهل تملأ لا إله إلا الله وقل هو الله أحد كيانك وحياتك؟ هيا نشعر بها، ما معنى قل هو الله أحد؟ تعني أنه لا أحد يرزق أو يكرم مثله، لا أحد يخلق غيره. لا يمكن أن أضع مزاجي وأهوائي في كفة وأوامره في كفة لأنه أحد. لن أعيش إلا لأجله وبه. هل تستطيع أن تشعر بها كما فعل بلال حين عُذب كثيرا ليكفر وظل يقول أحدٌ أحد؟ عمار بن ياسر الذي كانوا يضعوه على ظهره على فحم ساخن، فلا يطفئ النار سوى شحم ظهره حتى لا يقول لا إله إلا الله. أو كما عذبت ماشطة بنت فرعون بغلي أبناءها في الزيت أمام أعينها لتكفر بالله وتعترف بفرعون إلهً، ويقتل أبنائها وتقتل هي! يقول النبي" يوم المعراج شممت رائحة أجمل ما يكون في السماء فقلت يا جبريل لمن هذه الرائحة، فقال هذه رائحة العطر تفوح من ماشطة بنت فرعون وأبنائها الأربعة تملأ السماء عطرا " لأن كلمة التوحيد غالية. أرأيت كيف وصلك الدين؟ فلم يصلك على طبق من ذهب. هذه قصص أرويها لك لترى كم أن كلمة لا إله إلا الله كبيرة في حياتك، هذه الكلمة التي أصبحنا نتعامل معها في تهاون. يقول النبي " رجل من أمتي يقف بين يدي الله يوم القيامة، فينشر له صحائف سيئاته، فإذا بها 99 سجل من السيئات، كل سجل كمد البصر، فتوضع في كفة السيئات، فإذا بها كالجبال، فيعلم العبد أنه قد انتهى، فيسأله الله: أبقي لك شيء. فيقول: لا يا رب. فيقول له الله: أظلمك كتبتي؟ فيقول: لا يا رب. فيقول له الله: أظلمتك الملائكة؟ لا يا رب. فيقول له الله ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول الله تبارك وتعالى: بلا بقي لك شيء، فيقول وما هو يا رب؟! فيقال له بطاقة صغيرة. فيقول: يا رب وماذا تفعل البطاقة بجوار سجلات من السيئات. فيقول له الله سبحانه وتعالى: إني لا يُظلم عندي أحد، ضعوا البطاقة في كفة حسناته. فإذا ببطاقة مكتوب عليها لا إله إلا الله. يقول النبي فوضعت البطاقة، فطاشت السجلات،يقول النبي: ولا يثقل مع اسم الله شيء ". أكيد مرة قالها بكل إحساسه، وقلبه. قالها مرة بإخلاص نجا بها من النار. يقول النبي:" أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه" فقلها بكل جوارحك وكيانك، فمن الممكن أن تكون هي المرة التي تنجيكم. جاء رجل لرسول الله وقال له فلان كلما يصلي بنا يختم قبل أن يركع بسورة قل هو الله أحد، فجاء هذا الرجل لرسول الله وقال له أنه يفعل ذلك لأنه يحبها ففيها اسم وصفة الله ، فقال النبي" أعلم أن الله يحبك لحبك إياها" وفي رواية" بحبك لها تدخل الجنة". فهذه السورة ثلث القرآن لأن فيها معنى التوحيد. النبي يسمع رجل يدعو الله يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. فقال له النبي أتدري بما دعوت؟ دعوت باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سؤل به أعطى". النبي وهو عائد من غزوة تبوك ينزل له جبريل ويقول له أن يصلي على معاوية بن معاوية المزني، وأن هناك صفين من الملائكة أتوا ليصلوا عليه. وعندما سأله النبي لماذا؟ قال له: لأنه كان يحب سورة قل هو الله أحد يقرأها قائما وقاعدا صباحا ومساءا. فيا من علمتم وتيقنتم أنه الأحد، ويا من عشتم مع الأحد باللسان ولستم شاعرين بها، أشعروا بها وقولوا أنه لن يكون في حياتكم غير الله، سأعيش لـ لا إله إلا الله. عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نبعث، وبها ندخل الجنة، وبها نؤنس في قبورنا، وبها نقف بين يدي الله، وبها نرد على الملائكة، فعمروا بها قلوبكم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم" جددوا إيمانكم، فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب، قالوا فماذا نفعل؟ قال: قولوا لا إله إلا الله "فقولوها بإحساسكم. |
#185
|
||||
|
||||
|
#186
|
||||
|
||||
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { خذوا جُنَّتكم من النار ؛ قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يؤتين يوم القيامة مُقدِّمات، ومُعقِّبات، ومُجنِّبات، وهن الباقيات الصالحات }.
|
#187
|
||||
|
||||
|
#188
|
||||
|
||||
|
#189
|
||||
|
||||
طاعة الله وحقوق الجوارح
كيف تطيع ربك وأمر مولاك؟ هل لديك طاعة؟ لأذنك أو لعينك؟ لرجلك ولسانك؟ كيف تكون هذه الأعضاء مورد طاعة الله؟ وما هو دور القلب في تحريك الجوارح؟ بين الطاعة والعصيان: إن طاعة الله تتم من خلال الإلتزام بتطبيق البرنامج الإلهي الذي يمثِّل مجموعة الأوامر والتكاليف، والتي تشمل كل جوانب وأبعاد حياة الإنسان ويطلق عليها اسم الشريعة: "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً"(1). ويحذرهم في المقابل من مغبة العصيان والخروج عن حدود الطاعة لأن الجزاء أليم: "ومن يتولَّ يعذبه عذاباً أليماً"(2). ويتضح مما سبق أن طاعة الله لها وجهان: الأول: امتثال الأوامر الإلهية والعمل للإتيان بالواجبات. الثاني: امتثال النواهي الإلهية والعمل لترك المحرمات. وهذا هو الحد الأدنى المطلوب من الإنسان الإلتزام به، ويسمى ب (التقوى) وقد جاء في تعريف التقوى عن الإمام الصادق ?: "أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك". وهذه التقوى تؤدِّي إلى قبول الواجبات مهما كانت قليلة، وفي ذلك يقول الله تعالى: "إنَّما يتقبل الله من المتقين"(1). القلب إمام الجوارح: ورد في الحديث الشريف: "قلب المؤمن عرش الرحمن". القلب هو رئيس البدن والسيّد على الأعضاء تتحرك وفق إشارته وهذا ما تعنيه الآية المباركة: "قل كلّ يعمل على شاكلته" (2)، أي على شاكلة القلب. فإذا دخلت عظمة وقداسة الخالق تعالى في قلب الإنسان تنفذ حينها الشريعة الإلهية في جميع كيانه حيث تظهر آثار الطاعة والخضوع في قواه: (الباطنة) فيخشع ويسلِّم لحكم الله. (الظاهرة) فيلتزم عملاً بأحكام الله. جاء في بعض الأدعية: "اللهم اصلح الراعي والرعية". والمقصود بالراعي هو القلب، وبالرعية الأعضاء. وإن صلاح الراعي سيؤدِّي حتماً إلى صلاح الرعية واستقامة أمرها وتسخيرها في طاعة الله، أما إذا كان الراعي فاسداً يعمل بإمرة إبليس وجنوده فإن قوى الإنسان وأعضاءه ستتحرك بوحي من راعيها فتعصي وتنال المحرمات ويكون الإنسان حينئذ في عداد الفاسقين. لذلك كان اللازم علينا الاهتمام بإصلاح القلب الراعي لحركة الإنسان والموجِّه لها إما باتجاه الخير فتكون حركته رحمانية وإما باتجاه الشر فتكون حركته شيطانية. "ما تقرّب إليّ عبد بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه. وإنَّه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها" حديث قدسي. إن نتيجة تقرب العبد إلى الله والنظر دائماً الى طاعته هي أن يصل إلى الحد الذي يكون فيه المولى تعالى سمعه وبصره ولسانه. |
#190
|
||||
|
||||
جوارح الإنسان أمانة إلهية:
عندما خلق تعالى الإنسان من بدن وروح جعله مسؤولاً عن سلامة تصرفات أعضائه ونقاء روحه، واعتبرها أمانة لديه يستردها عندما يحين الأجل، وهذا مصداق قوله تعالى: "إنَّا لله وأنَّا إليه راجعون"(1). وهذه الأمانة مسؤولية إن أدّاها العبد تمكن من أداء باقي الأمانات وردها إلى أصحابها، وهي رأس الطاعات التي أمر تعالى بها حين قال: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"(2). واستعمال البدن في معصية الله يعتبر خيانة للأمانة وإساءة للحق الإلهي فيها. والجوارح التي تتردد بين الطاعة والمعصية والفاعلة للأعمال والحركات هي: اللسان الأذن العين اليد الرجل البطن والفرج. وهذه الأعضاء تسمى مملكة البدن وهي تشهد يوم القيامة على صاحبها وتفضحه على الملأ كما قال الله تعالى: "اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون"(3). ولهذه الجوارح حقوق ينبغي آدائها، ولا يتحقق الآداء دون المعرفة، وقد تعرض الإمام السجَّاد? لذكرها في بيانه للحقوق المتعلقة في ذمة الإنسان فيما يسمى ب (رسالة الحقوق). |
#191
|
||||
|
||||
حقوق الجوارح:
أما حق اللسان فإكرامه عن الخنى (الفحش في الكلام) وتعويده على الخير، وحمله على الأدب، وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا، وإعفاؤه عن الفضول الشُّنَّعة (الزائد القبيح) القليلة الفائدة. فدور اللسان هو ذكر الله والدعوة إلى الصالحات، والدلالة به على الله وسبيله، وإظهار الحاجات الطبيعية لحياة الدنيا والآخرة، فإن استعمل في غير ما خلق له فقد تعدى حدّه، وهو أغلب الأعضاء على الإنسان ويكاد يكون السبب الرئيسي لدخول جهنم: "هل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم" الرسول الأعظم. فمن صفات المؤمن أنَّه إذا تكلم قال خيراً وإلاّ فليصمت كما جاء في الحديث: "وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقاً إلى قلبك إلاّ لفوهة كريمة تُحدِث في قلبك خيراً، أو تكسب خلقاً كريماً، فإنَّه باب الكلام إلى القلب يؤدِّي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر". فالسمع شريك القول، ومن استمع لناطق فقد عبده فإن نطق عن الله، فقد عبد الله، وإن نطق عن غيره فغير الله عبد، وهذا يفرض اختيار ما يدخل عبر السمع واجتناب سماع الغيبة والفحش والخوض في الباطل. وقصره على استماع الحكمة والعلم النافع، فهو غذاء الروح وينبغي حسن الاختيار لهذا الغذاء، الذي من نتائجه الرحمة للإنسان كما ورد في القرآن الكريم: "فإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون"(1). وأما حق بصرك فغضه عمَّا لا يحل لك، وترك ابتذاله إلاّ لموضع عبرة تستقبل بها بصراً أو تستفيد بها علماً فإن البصر باب الاعتبار. فموضع النظر في الأصل لهداية الإنسان إلى حاجاته، والتأمل في آيات السماء والأرض والاعتبار مما فيها، فينبغي حفظه عن ثلاث: - النظر إلى محرَّم. - النظر إلى مسلم بعين الإحتقار أو الحقد أو الحسد. - الإطلاع به على عيوب المؤمنين والتجسس عليهم. وتبدو آثار النظر واضحة على إيمان الإنسان في الحديث المبارك: "النظر سهم من سهام إبليس مسموم". وسموم إبليس تكمن في سلب البركة وإذابة تقوى الله من قلب المؤمن. وأما حق رجليك فأن لا تمشي بهما إلى ما لا يحلّ لك، ولا تجعلهما مطيتك في الطريقة المستخفة بأهلها فيها فإنَّهما حاملتك وسالكة بك مسلك الدين السبق لك. وحفظ الرجلين يكون بعدم المشي بهما لأداء أمر محرّم، أو إلى باب سلطان لطلب ما عنده اعتداداً واحتساباً، أو إلى مواضع الشبهات، وفي المقابل فإن السعي بهما لإصلاح أمور المسلمين، أو قضاء حوائجهم، وسلوك طرق طلب العلم والعبادة هي الحقوق الكبرى لحركة القدمين في الحياة. وفي كلام للإمام الصادق ?: "وزكاة الرجل السعي في حقوق الله تعالى من زيارة الصالحين، ومجالس الذكر، وإصلاح أمور الناس وصلة الرحم والجهاد وما فيه صلاح قلبك وسلامة دينك". وأما حق يدك فأن لا تبسطها إلى ما لا يحلّ لك فتنال بما تبسطها إليه من الله العقوبة الأجل، ومن الناس اللائمة في العاجل، ولا تقبضها مما افترض الله عنها، ولكن توفرها بقبضتها عن كثير مما لا يحل لها وبسطها إلى كثير مما ليس عليها. وجُلّ الكلام أن على الإنسان كف جارحة يده عن حقوق الناس وأموالهم وأعراضهم، ورفع أذاها عنهم، وفي الحديث: "من لطم خد امريء مسلم أو وجهه بدَّد الله عظامه يوم القيامة". فالأصح هو الاتجاه لصرف قوتها في خدمة الآخرين وإبداء المعونة لهم، وبذل المال لأهل الحاجة والفقر والتصدق علي المساكين. "إماطة الأذى من طريق المسلمين عبادة". وأما حق بطنك فأن لا تجعله وعاءً لقليلٍ من الحرام ولا الكثير، وأن تقتصد له في الحلال، ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين وذهاب المرؤة، وضبطه إذا هم بالجوع والظمأ فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل برٍ وكرم، وإن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروة. فالحرص الشديد ينبغي أن يكون في مجال تطييب المأكل واجتناب الحرام والتوقف عند الشبهة، والسعي في طلب الحلال دون الخروج إلى حد الإسراف الموجب لقسوة القلب وفساد الذهن وخراب البدن والتثاقل عن العلم والعبادة والذي يؤدِّي إلى هيجان الشهوة (إذا شبع البطن طغا). وفي الحديث: "ما ملا ابن آدم شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان هو فاعلاً لا محالة فثلث لطعامهوثلث لشرابه وثلث لنَفَسِه " الرسول الأعظم(ص). "وأما حق فرجك فحفظه مما لا يحل لك والاستعانة عليه بغض البصر فإنَّه من أعوام الأعوان، وكثرة ذكر الموت، والتهديد لنفسك بالله والتخويف لها به". ولتحقق الحفظ عن الحرام تجب المبادرة إلى التحصن بالزواج. قال تعالى: "والذين هم لفروجهم حافظون"(1). وهذا الحفظ يحتاج لمعونة وهي قصر النظر عن الأجنبيات وإشغال القلب عن التفكير بهنَ، فضلاً عن استعمال سلاح الجوع الذي يخمد الشهوة ويؤدِّي إلى فتور الغريزة، وهذه الثلاثة: النظر، التفكر والطعام هي محركات الهيجان الجنسي ومغارسه |
#192
|
||||
|
||||
|
#193
|
||||
|
||||
|
#194
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
__________________
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك يا ارحم الراحمين |
#195
|
||||
|
||||
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, الصالح, العمل, ايمان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|