|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لماذا نجح صلاح في ما فشلنا فيه؟
لماذا نجح صلاح في ما فشلنا فيه؟
المصريون يكرهون الأمل. لماذا؟ لأن الأمل يخيب، أما اليأس فما أخلصه. اليأس صديق وفي، لا يمكن أن تطلب اليأس ولا يجيبك، هو دائما ينتظرك مهما هجرته. يسجل لاعبو الكونغو هدف التعادل في مرمانا، يطلب 100 ألف مصري في استاد برج العرب اليأس، في لحظة واحدة كان اليأس هناك. لن نصعد لكأس العالم. لن نصعد أبدًا، يبدو أننا لسنا جزءًا من هذا العالم. فعل الصعود لا يناسبنا، نحن فقط نسقط بلا قاع ينهي مأساة السقوط. الغريب أن القنوط كان مصحوبًا لحظة تسجيل الهدف الكونغولي بصمت مقيت، دثر هذا الصمت الاستاد البعيد عن كل شيء، وفقد كل من في الملعب القدرة على النطق، تخيلوا أنني لم أسمع «أحا» واحدة بعد الهدف. كان المخيف فى الأمر أن الناس لم تغضب لأن الحزن قرر ألا يشاركه تلك اللحظة أي شعور آخر. كانت لحظة حزينة، حزن صافي مقطر تجلت فيه كل الانكسارات التي عاشها المصريون منذ الثورة. أعرف أن لوائح الفيفا تكفل لمنتخب الكونغو إحراز الأهداف فى مرمى الخصوم، مشكلتي مع الهدف هو الطريقة التي أتى بها. الصدمة؛ عندما تجاوزت الكرة عصام الحضري تذكرت كل الأماني التي تلاشت، كل الرجاء الذي فُقد، كل الأحلام التي لا نمتلك ليس فقط تحقيقها، نحن لا نمتلك رفاهية أن نحلم بها من الأساس. لا بد أن هناك خطأ ما. لا يمكن أن تحرز الكونغو هدفًا، لا يمكن أن يصفر الحكم محتسبًا الهدف، مؤكد أن بكاري جاساما سيتجاهل ما حدث، ربما لم ير الكرة ****** وهي تضاجع الشباك بلا أدنى اعتبار لمشاعرنا، احتسب الهدف. اختفت الأصوات فجأة من العالم، أما الألوان فقد تلاشت شيئًا فشيئا إلا الأسود الذى قرر التوغل كسرطان يلتهم كل شيء، العشب تخلى عن الأخضر واتشح بالسواد، العلم المصري كذلك؛ الأسود الذي يشكل ثلثه صار يكسوه بالكامل. ملت الكآبة الاستاد. قلت لصديقى إنني سأغادر، يطلب مني «شيكا» الانتظار حتى نهاية المباراة. أوافق ثم أغادر. كيف سنتقابل بعد الخروج من الاستاد؟ لا أرد. أتجاوز سبعة أو ثمانية مقاعد، مقاعد الاستاد بلا ظهر؛ مؤلمة تلائم ألم الذهاب إلى الاستاد. أصل إلى الدرج الأسمنتي، أنظر مرة أخيرة إلى الملعب. ضربة حرة يهلكها النني الذي يجننني، أين الكرة؟ في الرست هاوس. يبدأ الناس فى الصراخ واللعن. أقرر عدم النظر إلى الملعب.لا أدرى أحزنًا أم خوفًا من كرة أخرى يطيح بها لاعب الأرسنال الذي لم تشفع له أرسناليته؟ اتذكر اليوم منذ البداية وحجم المعاناة التي كابدناها. تذاكر المباراة المزيفة، نظارة سمير الطبية التي تهشمت بسبب التدافع أمام بوابة الدخول. شجاري مع الضابط الذي لا أتذكر ملامحه لضعف ذاكرتي، ولكن الذاكرة الضعيفة تتذكر بدقة قميصه الزيتي الرديء وشاربه غير المهذب كأخلاقه. كان يومًا مجنونًا وبالغ القسوة ولو علم لاعبو الكونغو ما واجهناه ربما لأحرزوا أهدافًا فى مرماهم رأفة بحالنا. تبدأ غددي الدمعية فى العمل، تمتلء عيناي بالدمع عندما أوشك على مغادرة الملعب، أحبسه جيدًا. فجأة أجد رجلًا يشدني من التي شيرت الذى صار أوسع بعد الشدة، «ما تمشيش، جبنا ضربة جزاء». حتى هذه اللحظة لا أدرى كيف سدد صلاح تلك الضربة وكيف نجح. محمد صلاح أثناء تنفيذ ضربة الجزاء الحاسمة أمام الكونغو مَن مارس الرياضة يعرف جيدًا فضل الأمل، عندما يركض صلاح أو يراوغ أو يمرر أو يسدد فهو يرى نجاح المراوغة والركض والتمرير والتسديد قبل نجاحه بالفعل ولذلك ينجح دومًا، نحن أمام شخص يعتنق الأمل تمام الاعتناق ولذلك فهو دائم القدرة على التجدد والنمو، نحن أمام مصري فشلت مصر فى تمصيره ولذلك يحتفى به الجميع. ثقافة النظام المصري هي ثقافة تحرص على إيصال رسالة مفادها أنه ليس هناك فائدة من أي حركة، تحركوا كما شئتم، سوف يستمر الوضع على ما هو عليه، حتى النمو والتقدم إلى الأمام ينبغي أن يكون بمقدار نحدده نحن، نظام يصدر الفشل كأنه قدر إلهي، القرية التي هي مسقط رأس صلاح تبعد عن ناديه فى القاهرة بأربع ساعات ونصف، وكان عليه ركوب أربع أو خمس عربات حتى يصل إلى مرانه، فلتلعب يا محمد الكرة مع أصدقائك فى أزقة بسيون الضيقة مرتديًا قميص الكرة المغشوش. لِمَ يا حبيبي تتكبد عناء السفر؟ تعلم صنعة يا أخي، فلتمكث هناك فى القرية لأن هذا هو القدر الإلهي، كما أن المسافة بين بسيون والقاهرة شاسعة. يبقى صلاح فى بسيون. هذا هو صلاح المصري. أما نجم ليفربول الحالي فقد رفض أن يتم التحكم فى أحلامه وطموحه بحجة الظروف والقدر وشبكة المواصلات المهترئة. صلاح لاعبًا في “المقاولون العرب” رئيس نادى الزمالك يرفض انضمام محمد صلاح إلى «الملكي» بحجة ضعف امكانياته. اليأس المصري الأصيل يتسلل إلى نفس محمد، لن يرتدي فانلة الزمالك التي حلم كل يوم أن يرتديها، سوف يبقى لاعبًا فى نادي يمتلكه مقاول ولا يشجعه أحد سوى العاملين بهيئة الطرق والكباري، ينال الاكتئاب من نفس اللاعب البسيط، ينخفض مستواه بشدة، يبقى صلاح فى المقاولين العرب. هذا هو صلاح المصري. أما هداف ليفربول الحالي فلم يقبل أن يبقى فى انتظار اللا شيء، منتخب مصر تحت 23 سنة يلعب مباراة ودية مع فريق بازل السويسري، صلاح يجلس احتياطيا، ينزل إلى الملعب في الشوط الثاني ويحرز هدفين، يطلب النادي السويسري خدمات الجناح المصري الطائر. صلاح يحتفل بأحد أهدافه مع بازل السويسري في مرمى تشلسي الإنجليزي الدوري السويسري ضعيف أما الفاتنات السويسريات فقويات جدًا. شتاء سويسرا قارص كما أن أوروبا مملة وبلا روح، نعم يوفرون لي كل شيء ولكنها وفرة رتيبة تبعث على الضجر، الكرة هنا مثل الحياة، أقصد أنها آلية جدًا وأنا أكره الألة، لا أحب ذلك النوع من اللعب الذي يتراص فيه اللاعبون كالجنود فى المعركة. لا أستطيع التأقلم هنا. يتحدثون الفرنسية، الفرنسية معقدة. يتحدثون الألمانية أيضًا، أعتقد أن الألمان أنفسهم لا يمكنهم تحدث الألمانية. أنا أحن إلى العربية وأشتاق لفوضى الدوري المصري والسهر على القهاوي وشرب السحلب والقرفة باللبن لذا سوف أعود إلى مصر، أقضي ما تبقى لي من عمر فى الملاعب ربما فى الأهلي أو الزمالك وليذهب الاحتراف إلى الجحيم. هذا هو صلاح المصري. أما أسطورة ليفربول الحالية فقد حصل مع بازل على لقب الدوري السويسري موسم «2012-2013»، وعلى وصافة كأس سويسرا في الموسم ذاته، كما حصد على المستوى الشخصي لقب أفضل لاعب في سويسرا، وفي 2012 حصل على لقب الموهبة الصاعدة الأفضل في أفريقيا، وكان أحد أبرز هدافي تصفيات مونديال البرازيل بالقارة الأفريقية. مع بازل يسجل في مرمى تشيلسي مورينيو هدفين فيطلب منه البرتغالي المتعجرف الانضمام إلى النادي اللندني كي يتوقف عن إحراجه فى كل مرة يلعب فيها بازل ضد تشيلسي. https://www.youtube.com/watch?time_c...&v=XXy3v9YXRsI في تشيلسي قرر مورينيو تحنيط الفرعون المصري على دكة الاحتياطي وكأنه طلب انضمامه كي يعاقبه، لم يجد صلاح فرصة للمشاركة كأساسي ،حيث شارك في بعض المباريات فقط وكان يلعب كبديل ولفترات قليلة جدًا، فى الموسم الثاني لا يتحسن الوضع إذ وجد نفسه أساسيًا في ثلاث مباريات فقط طوال الموسم ،مرة أخرى اليأس يهمس في أذن ابن بسيون بأنه الحل، اليأس مريح فييأس صلاح وينتهي تألقه إكلينيكيًا في لندن، هذا هو صلاح المصري. صلاح وتعليمات أخيرة من مورينيو قبل المشاركة كبديل في إحدى مباريات تشيلسي أما أيقونة ليفريول الحالية فقرر الرحيل من إنجلترا إلى فيورنتينا الإيطالي وهناك ينهي أسطورة عدم خسارة اليوفنتوس طوال 47 مباراة على ملعبه، يحرز هدفين كان أولهم هو الهدف الأفضل في إيطاليا هذا الموسم. صلاح بقميص فيورنتينا الإيطالي يتألق صلاح بعدها في روما ويتم اختياره كأفضل لاعبي فريق العاصمة الإيطالية لموسم 2015-2016، يسمع صلاح ما تقوله الصحف بأنه لاعب جيد، فقط جيد، يعتمد على سرعته ولذلك بإمكانه النجاح في إيطاليا لأن الدوري الإيطالي ليس فى قوة مثيله الإنجليزي، يكتفي صلاح بالتألق الملفت مع روما ويبقى هناك، هذا هو صلاح المصري. صلاح يتدرب في نادي روما الإيطالي أما محمد صلاح اللا مصري فلم يهب العودة مرة أخرى إلى إنجلترا ليصنع تاريخًا لنفسه ولمدينة ليفربول. أكره عندما أجد صحفًا إنجليزية تصف صلاح بميسي المصري لأن تلك هي المشكلة الحقيقية، الحقيقة أن محمد صلاح هو محمد صلاح، هو شخص آمن بنفسه وبقدراته فقط، ميسي لديه قدمين، صلاح لديه قدمين أيضًا، ميسي لديه مؤخرة، صلاح أيضًا لديه نفس المؤخرة، الحقيقة أن صلاح نجح لأنه عرف جيدًا أن المصريين أناس عاديون، يمكنهم النجاح مثل ميسي وغيره، فقط عليهم أن يعتقوا أنفسهم من ذلك السجن الداخلي، اليأس. صلاح وميسي صلاح مع ليفربول الإنجليزي آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 02-01-2018 الساعة 06:07 AM |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|