|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أزمة التمثال.. «أبوالعربى» شاهداً
أزمة التمثال.. «أبوالعربى» شاهداً
عبد الناصر سلامة إذا لم تتم إقالة محافظ بورسعيد، ومحاكمته على الطريقة التى تم التعامل بها مع تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض، فنحن بالتأكيد نعيش شبه حالة الدولة فى أسوأ صورها، ذلك أن الطريقة التى استخدمت فى نقل التمثال المصنوع من النحاس، كما تداولها بالفيديو أبناء بورسعيد، تشير بالفعل إلى أن الهدف لم يكن النقل من ميدان إلى آخر، بقدر ما كان تدميرا متعمدا للتمثال الذى سقط على الأرض محطماً بفعل ذلك اللودر اللعين، الذى لم يكن يتعامل مع تمثال يجب الحفاظ عليه، بقدر ما كان يتعامل مع قرار إزالة، وهو ما جعل البعض يروج لشائعة أن الهدف العام سواء مع هذا التمثال أو غيره، هو الخلاص من ذلك الماضى أو التاريخ الذى يؤرق الطرف الآخر من السلام الدافئ. فى البداية، لمن لا يدرك من هو الشهيد عبدالمنعم رياض، كان من أشهر القواد العسكريين فى القرن العشرين، لُقِّب بـ«الجنرال الذهبى»، ذلك أنه شارك فى الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين، شارك فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨، العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦، حرب الاستنزاف، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، كما شغل منصب رئيس هيئة العمليات، عُين عام ١٩٦٤ رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة، فى حرب ١٩٦٧ عُين قائداً عاماً للجبهة الأردنية، حصل على العديد من الأوسمة والنياشين، استشهد على جبهة القتال وهو رئيس أركان حرب القوات المصرية وقت حرب الاستنزاف، سار الرئيس جمال عبدالناصر فى جنازته، وأصبح يوم وفاته ٩ مارس هو يوم الشهيد. المحافظ ظهر فى مداخلات تليفزيونية يبرر ما حدث بأن التمثال طوله متران فقط، ولا يتناسب مع قيمة عبدالمنعم رياض، وأنه تم تكليف أحد النحاتين بصناعة تمثال جديد أكبر حجماً، ولأن التمثال القديم لم يكن مخططاً وضعه فى مكان آخر، فإن كسره كان متعمداً!!، واعتقد المحافظ أنه بذلك أغلق الستار على هذه القضية، غير مدرك أنه بذلك يفتح ملفاً غاية فى الأهمية، وهو المتعلق بملكية مثل هذه التماثيل على مستوى الجمهورية، وعما إذا كانت مسجلة فى مستندات رسمية باعتبارها أملاك دولة، ذات قيمة مادية وتاريخية، أم أنها مشاع إلى الحد الذى يمكن معه تدميرها أو إهمالها بقرار محافظ أو رئيس حى. كلام المحافظ يؤكد أن الفرضية الأولى هى الحقيقة، بمعنى أن هذه التماثيل المنتشرة فى أنحاء المدن والميادين ليست مسجلة كجزء من التراث المصرى، بالتالى جاز التعامل معها بالبلدوزر كما شاهدنا فى حالة بورسعيد، وحتى إذا كان هناك تمثال آخر سوف يتم وضعه فى هذا الموقع، فهل هذا فى حد ذاته مبرر لتدمير التمثال السابق، هناك فى بورسعيد تحديداً والمدن والقرى التابعة لها، الكثير من المواقع التى كانت فى حاجة إلى التمثال، كما هناك من المواطنين الكثيرين أيضاً الذين كانوا يتطلعون إلى امتلاكه، حتى لو من خلال مزاد يقام لهذا الغرض. الأهم من ذلك أن كل التماثيل التى يتم وضعها فى الميادين بالمدن المصرية خلال السنوات الأخيرة، لا ترقى أبداً إلى ما يمكن أن نطلق عليه أعمالاً فنية، لذا فقد استخدم المحافظ تعبير «عملنا واحد جديد»، ذلك أنها مسخ واضح، يتم صنعها على طريقة تجارة الجملة، أو على طريقة صناعة الأغنية هذه الأيام، من خلال ذلك الألبوم الذى يتضمن عدداً من الأغانى التى تم تأليفها وتلحينها وغناؤها فى ساعة صفا، أو إن شئت قُل فى ساعة مزاج، وبذلك لم نعد نرى إنتاجاً فنياً من النحت على مستوى الأعمال السابقة عالية المستوى التى نقف أمامها مشدوهين كلما مررنا بها حتى الآن. أعتقد أن أى تمثال فى أى موقع يصبح قيمة مادية، كما هو قيمة تاريخية ومعنوية، بمعنى أن التفريط فيه كالتفريط تماماً فى الممتلكات أو العهدة الحكومية بالمصالح والمؤسسات والوزارات، بما لا يمنح أى مسؤول الحق فى إصدار قرار بتدمير هذا التمثال أو ذاك، ذلك أنه يمكن التعامل معه فى الوقت نفسه كأثر مضى على صناعته أكثر من ٥٠ عاماً أو ١٠٠ عام، أسوة بالفيلات والمبانى الأثرية، خاصة أن التمثال الجديد المزمع وضعه سوف يتم سداد تكلفته المادية من خزينة المحافظة، كما جرت العادة، أى من خزينة الحكومة، بالتالى كان من البديهى أن تفكر المحافظة فى الاستفادة المالية من التمثال السابق فى حال أراد أحد اقتناءه، مادامت لا تريده. أستطيع تقدير الحالة المعنوية السيئة لشعب بورسعيد جراء التعامل مع هذا التمثال بهذا الشكل، وهو ما جعلهم يروّجون لهذه القضية بهذا الشكل على مواقع التواصل الاجتماعى، ذلك أن المواطن البورسعيدى، حتى من هم فى سن الصبا والشباب، مازالوا جميعاً يعيشون حالة الوطنية المصرية بكل ما تحمل من فخر، حواراتهم دائماً وأبداً مشحونة بمعانى الحرية، ومفردات المقاومة، والدفاع عن الأرض والعروبة، وهو ما يجب وضعه فى الاعتبار حين اتخاذ قرار يتعلق بالتاريخ، أو الجغرافيا، أو حتى الشخصيات الوطنية التاريخية، ما بالنا إذا كنا أمام حالة شهيد على الجبهة، وليس أى شهيد، وهو ما لا يدركه كثير من المسؤولين. ملحوظة: أعتقد أن الفنان هانى رمزى «أبوالعربى» جسّد هذا المعنى جيداً فى فيلم «أبوالعربى وصل» مع الفنانة منة شلبى، حيث كان يطوف على المكاتب الحكومية حاملاً تمثال والده الشهيد، فى حالة فنية كوميدية، إلا أنها تحمل الكثير من المعانى التى لم يستوعبها محطمو تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض.. ربما كان عليهم أن يشاهدوا الفيلم على أقل تقدير، مادام الوقت لم يسعفهم لقراءة التاريخ. http://www.almasryalyoum.com/news/details/1229672
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
رمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|