اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2017, 10:34 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp أرجوزة غنيمة الأواه في الأسباب العشرة التي تنال بها محبة الله جل وعلا


أرجوزة
غنيمة الأوَّاه في الأسباب العشرة التي تُنال بها محبةُ الله جل وعلا
(عقد لكلام العلامة ابن القيم - رحمه الله - في كتابه النفيس "مدارج السالكين")
*
الحمد لله الودودِ مَن يَوَدّْ
مَن آمنوا به، تباركَ الصمَدْ
فَمَن أحبَّهم فيا هَنَاهُمُ
يا سَعْدَهم، قد بلغوا مُنَاهُمُ
ثم الصلاة والسلام السرمدي
على النبي المجتبى محمدِ
وآله وصحبه ومَن تبِعْ
سبيلهم، مُقتفيًا لا يبتَدِعْ
وبعد إن هذه أرجوزة
لطيفة في بابها وجيزة
سميتها: غنيمة الأوَّاهِ
فيما به الفوزُ بِحُبِّ اللهِ
ضمنتُها ما جاء في"المدارجِ"
فارْقَ بنَيل العلمِ في المعارجِ
وأسأل اللهَ السدادَ والرَّشَدْ
وأن يكونَ نافعا كلَّ أحدْ

فصل
في ذكر الأسباب العشرة، بعيارة موجزة مختصرة
قراءةُ القرآن بالتدبرِ
والعقلِ والفهم مع التفكرِ
تَقرُّبُ العبد بفِعْلِ النَّفْلِ
بعدَ أداء فَرْضه، في الأَصْلِ
دوامُ ذِكر الله بالجَنَانِ
في كل حالةٍ وباللسانِ
نصيبُه مِن حُب ربِّه عَلى
قدْر اشتغالِه به مُواصِلا
كذاك أن يُؤثِرَ ما أَحَبَّا
مولاهُ يبتغي بِذاكَ القُرْبَا
على الذي يُحبُّه ويَرغَبُ
فيه، وحينَها يبينُ الكاذبُ
لا يستوي مَن آثر الرحمانا
بِتابعٍ هواهُ والشيطانَا
وأن يكون قلبُه مُطالعا
أسماءَ ربِّه ووصْفَه مَعَا
فإنَّ مَن طالعها وأَدْمَنا
نالَ بها-يا صاحِ- غايةَ المُنَى
مَن ذا الذي لربه قدْ عرَفا
وما أحبَّه، وبالله اكتَفَى
سُبْحانه القدوسُ ذو الكمالِ
وصاحبُ الجمال والجلالِ
أيضا وأن تَشْهدَ ما أعطاكا
مِن نعمةٍ جليلةٍ أَولاكا
آلاؤه فينا بلا إحصاءِ
سابغةٌ من غير ما استقصاءِ
باطنةً نعماؤه وظاهرهْ
مِن نِعَم الدنيا كذا والآخرهْ
فله الحمدُ بلا انقطاعِ
والشكرُ سرمدا بلا امتناعِ
ثم انكسارُ القلبِ لله العَلِي
وذُلُّهُ معَ الخضوع الكاملِ
فإنه الجابرُ للقلوبِ
غفارُ ما كان من الذنوبِ
العِزُّ كلُّ العزِّ في انكسارِ
العبدِ[1] لله العزيزِ الباري
كذاك خَلوةٌ بذي الجلالِ
وقتَ النُّزولِ في دُجَى الليالي
كما يليقُ بالإله العالي
مِن غير تشبيهٍ ولا أمْثالِ
تدعوه أو ترجوه أو تُناجي
للفوزِ في الدارينِ بالإبهاجِ
مُؤَدَّبَا بينَ يدَي مولاكا
مُعْترفا بِما بِه أَولاكا
وخَتْمُ كلِّ ذاك باستغفارِ
وتوبةٍ ماحيةِ الأوزارِ
معَ انهمال الدمْع وانكسارِ
فهذه وَظِيفةُ الأسْحارِ
وأن تكون دائما مُجالسا
لِكُلِّ مَن أحبَّه مُؤانِسا
مُلْتقطا أطايبَ الثمارِ
مِن قولهم، وأجملَ الأزهارِ
فإنهم-يا خِلُّ-كلَّ آنِ
كلامُهم عن واهبِ الإحسانِ
وكُلِّ ما يُرضيه أو يُقَرِّبُ
منه، وفي الذي له مُحَبَّبُ
إنَّ اللسانَ غارفُ القلوبِ
يُبدي الذي بها مِن الغُيوبِ
هذا ولا تقُلْ سوى الكلامِ
النافعِ المفيدِ للأنامِ
ولا تَفُهْ بِما سِواهُ قَطُّ
فكم به مِن رُتْبةٍ تَنْحَطُّ
وآخِر الأسبابِ قل: مُباعدهْ
لكُلِّ ما ليست له مِن فائدهْ
مما يحُولُ بينَ قلبِ العبدِ
وبينَ مولاه المُعيدِ المُبدي
ونَبْذُ كُلِّ قاطعٍ وصارفِ
وعالقٍ وعائقٍ مُخَالفِ
حتى تفوزَ حينَها بالقُرْبَةِ
مِن ربنا، ورُتْبةِ المحبَّةِ
أنْعِم بِمَن بينَ الأنامِ يَمشي
وربُّه يُحبُّه ذو العَرْشِ
أنعم به، أنعم به، أنعم بهِ
يا سعدَه لفوزه بِحُبِّهِ
مِلاك ما مضى قلِ: استِعدادُ
له من الروحِ، وذا الإمدادُ
أيضا والانفتاحُ في البصيرةِ
لكيْ ترى بها شريفَ الرُّتْبةِ
يا ربَّنا يا واهب الإحسانِ
امْنُنْ بِذا الحبِّ مع الرضوانِ
أَعِنْ على فعْل الرشيد الفالحِ
واختم لنا بِخَتْم كلِّ صالحِ
هذا تمام هذه "الغنيمةِ"
نظمتُها في طابةَ الكريمةِ
*
نص كلام العلامة ابن القيم - رحمه الله -، قال في مدارج السالكين:
فصل فِي الْأَسْبَابِ الْجَالِبَةِ لِلْمَحَبَّةِ، وَالْمُوجِبَةِ لَهَا وَهِيَ عَشَرَةٌ:
أَحَدُهَا: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ وَالتَّفَهُّمِ لِمَعَانِيهِ وَمَا أُرِيدَ بِهِ، كَتَدَبُّرِ الْكِتَابِ الَّذِي يَحْفَظُهُ الْعَبْدُ وَيَشْرَحُهُ، لِيَتَفَهَّمَ مُرَادَ صَاحِبِهِ مِنْهُ.
*
الثَّانِي: التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ بِالنَّوَافِلِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ، فَإِنَّهَا تُوَصِّلُهُ إِلَى دَرَجَةِ الْمَحْبُوبِيَّةِ بَعْدَ الْمَحَبَّةِ.
*
الثَّالِثُ: دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ: بِاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ، وَالْعَمَلِ وَالْحَالِ، فَنَصِيبُهُ مِنَ الْمَحَبَّةِ عَلَى قَدْرِ نَصِيبِهِ مِنْ هَذَا الذِّكْرِ.
*
الرَّابِعُ: إِيثَارُ مَحَابِّهِ عَلَى مَحَابِّكَ عِنْدَ غَلَبَاتِ الْهَوَى، وَالتَّسَنُّمُ إِلَى مَحَابِّهِ، وَإِنْ صَعُبَ الْمُرْتَقَى.
*
الْخَامِسُ: مُطَالَعَةُ الْقَلْبِ لِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَمُشَاهَدَتُهَا وَمَعْرِفَتُهَا، وَتَقَلُّبُهُ فِي رِيَاضِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ وَمَبَادِيهَا، فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ: أَحَبَّهُ لَا مَحَالَةَ، وَلِهَذَا كَانَتِ الْمُعَطِّلَةُ وَالْفِرْعَوْنِيَّةُ وَالْجَهْمِيَّةُ قُطَّاعَ الطَّرِيقِ عَلَى الْقُلُوبِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْوُصُولِ إِلَى الْمَحْبُوبِ.
*
السَّادِسُ: مُشَاهَدَةُ بِرِّهِ وَإِحْسَانِهِ وَآلَائِهِ، وَنِعَمِهِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ، فَإِنَّهَا دَاعِيَةٌ إِلَى مَحَبَّتِهِ.
*
السَّابِعُ: وَهُوَ مِنْ أَعْجَبِهَا، انْكِسَارُ الْقَلْبِ بِكُلِّيَّتِهِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى غَيْرُ الْأَسْمَاءِ وَالْعِبَارَاتِ.
*
الثَّامِنُ: الْخَلْوَةُ بِهِ وَقْتَ النُّزُولِ الْإِلَهِيِّ، لِمُنَاجَاتِهِ وَتِلَاوَةِ كَلَامِهِ، وَالْوُقُوفِ بِالْقَلْبِ وَالتَّأَدُّبِ بِأَدَبِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ خَتْمِ ذَلِكَ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ.
*
التَّاسِعُ: مُجَالَسَةُ الْمُحِبِّينَ الصَّادِقِينَ، وَالْتِقَاطُ أَطَايِبِ ثَمَرَاتِ كَلَامِهِمْ كَمَا يَنْتَقِي أَطَايِبَ الثَّمَرِ[2]، وَلَا تَتَكَلَّمْ إِلَّا إِذَا تَرَجَّحَتْ مَصْلَحَةُ الْكَلَامِ، وَعَلِمْتَ أَنَّ فِيهِ مَزِيدًا لِحَالِكَ، وَمَنْفَعَةً لِغَيْرِكَ.
*
الْعَاشِرُ: مُبَاعَدَةُ كُلِّ سَبَبٍ يَحُولُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
*
فَمِنْ هَذِهِ الْأَسْبَابِ الْعَشْرَةِ: وَصَلَ الْمُحِبُّونَ إِلَى مَنَازِلِ الْمَحَبَّةِ، وَدَخَلُوا عَلَى الْحَبِيبِ. وَمِلَاكُ ذَلِكَ كُلِّهِ أَمْرَانِ:
اسْتِعْدَادُ الرُّوحِ لِهَذَا الشَّأْنِ،
وَانْفِتَاحُ عَيْنِ الْبَصِيرَةِ.
وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.[3].
*
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي ختم الله به الرسالات والنبوات، وعلى آله وصحبه ذوي المكارم المأثورات، والتابعين لهم بإحسان إلى الممات.
*
وأستغفر الله لي ولوالدي ولمشايخي وللمسلمين والمسلمات.
اللهم إنا نسأله حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
*
اللهم عمرْ قلوبنا بحبك، واجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

[1] في نسخة: القلب بدل العبد.
[2] قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
لَوْلَا ثَلَاثٌ لَمَا أَحْبَبْتُ الْبَقَاءَ:
1- لَوْلَا أَنْ أَحْمِلَ عَلَى جِيَادِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
2- وَمُكَابَدَةُ اللَّيْلِ،
3-* وَمُجَالَسَةُ أَقْوَامٍ يَنْتَقُونَ أَطَايِبَ الْكَلَامِ كَمَا يُنْتَقَى أَطَايِبُ التَّمْرِ.
يُرِيدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
1- الْجِهَادَ،
2- وَالصَّلَاةَ،
3- وَالْعِلْمَ النَّافِعَ.
وَهَذِهِ دَرَجَاتُ الْفَضَائِلِ، وَأَهْلُهَا هُمْ أَهْلُ الزُّلْفَى، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلْيَا.
وَقَالَ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ مَوْتِهِ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ لِجَرْيِ الْأَنْهَارِ، وَلَا لِغَرْسِ الْأَشْجَارِ، وَلَا لَنُكْحِ الْأَزْوَاجِ،
1- وَلَكِنْ لِظَمَأِ الْهَوَاجِرِ،
2- وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ،
3- وَمُزَاحَمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عِنْدَ حِلَقِ الذِّكْرِ.
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 269).
[3] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/ 18).

محمد آل رحاب
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:23 AM.