دنت نفسي (قصيدة)

[abomokhtar]

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الكيِّسُ مَنْ دان نفسَه، وعمل لما بعد الموت، والعاجِزُ مَنْ أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله))؛ حديث صحيح، أخرجه الحاكم في المستدرك.

دِنْتُ نفسي ولم تَدِنِّي لأني
طامِعٌ أنْ أنال جنَّة عدن
لوَّحَتْ لي بحُسْنها وهْوَ كون
فغدَتْ صبْوتي وحلْمي وظنِّي
ويقيني ففي الكتاب أراها
وأراها بمُهْجتي قبل عيني
وإذا ما علا الأذانُ أراها
وأراها في سجدة المطمئن
ولدى الذَّنْبِ إن عصيْتُ عتابًا
ولدى الخير إن فعلْتُ تهنِّي
لم أبالِغْ فجنَّة الله فَضْلٌ
ليس يحصى يظلُّ يغْني ويقني
قد غَدَتْ منْيتي وتوقي وعشقي
لا تلمني فإنها أبهرتني
♦♦ ♦♦ ♦♦
مرةً في المنام أبْصَرْتُ طيفًا
وهْوَ يَدْنُو فيه البشاشة منِّي
فيه سَمْتُ الملاك سمحًا وضيئًا
قال ماذا تريد قُلْتُ أجِبْني
هل لمثلي لنيلها من سبيل
قال لي إن أردْتَها فأطِعني
وَدِنِ النَّفْسَ واعْص دوْمًا هواها
وقل اللهُ قبل عزميَ عوني
لا تُطِعْها فإنها ذات دل
واحتيالٍ أفنانه ألف لون
إن تدعها تطغى عليك تجدها
أخطبوطًا إذا تمكن يفني
والحصيف الذي يردُّ هواها
باليقين الفعَّال لا بالتَّمنِّي
وتذكَّر أن الحياة رحيل
وإذا طال فَهْو غمْضة عين
♦♦ ♦♦ ♦♦
قلت والسعد في فؤادي هتون
دِنْتُ نفسي ولم تَدِنِّي لأنِّي
قد رأيتُ الدُّنا بكلِّ غناها
ذرَّةً من تراب جنَّةِ عدن


د. حيدر الغدير