|
#1
|
|||
|
|||
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ بسم الله الرحمن الرحيم الآية : 33 {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ} يريد محمدا صلى الله عليه وسلم. {بِالْهُدَى}أي بالفرقان. {وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} أي بالحجة والبراهين. وقد أظهره على شرائع الدين حتى لا يخفى عليه شيء منها ، عن ابن عباس وغيره. وقيل : {لِيُظْهِرَهُ} أي ليظهر الدين دين الإسلام على كل دين. قال أبو هريرة و : هذا عند نزول عيسى عليه السلام. وقيل : ذاك عند خروج المهدي ، لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام 1 –قال صلى الله علية وسلم " لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات و العزى , فقالت عائشة :يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )* أن ذلك تاما , قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله " ..: المستقبل للإسلام : قال الله عز وجل : *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )* تبشرنا هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته و ظهوره و حكمه على الأديان كلها , و قد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم و عهد الخلفاء الراشدين و الملوك الصالحين , و ليس كذلك , فالذي تحقق إنما هو جزء من هذا الوعد الصادق , كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات و العزى , فقالت عائشة: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )* أن ذلك تاما , قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله " .. رواه مسلم و غيره , و قد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور الإسلام و مدى انتشاره , بحيث لا يدع مجالا للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله و توفيقه . و ها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ همم العاملين للإسلام , و حجة على اليائسين المتواكلين 2 - " إن الله زوى ( أي جمع و ضم ) لي الأرض ، فرأيت مشارقها و مغاربها و إن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها " . "السلسلة الصحيحة" 1 / 7 : و أوضح منه و أعم الحديث : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار ، و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل به الكفر " " لصحيحة" و مما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم و مادياتهم و سلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر و الطغيان ، و هذا ما يبشرنا به الحديث : " عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي و سئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، قال :فأخرج منه كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " . و ( رومية ) هي روما كما في " معجم البلدان " و هي عاصمة إيطاليا اليوم . و قد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف ، و ذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح ، و سيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى و لابد ، و لتعلمن نبأه بعد حين . و لا شك أيضا أن تحقيق الفتح الثاني يستدعي أن تعود الخلافة الراشدة إلى الأمة المسلمة ، و هذا مما يبشرنا به صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت " . هذا و إن من المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين و استثمارهم الأرض استثمارا يساعدهم على تحقيق الغرض ، و تنبىء عن أن لهم مستقبلا باهرا حتى من الناحية الاقتصادية و الزراعية قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا " و قد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب بما أفاض الله عليها من خيرات و بركات و آلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض الصحراء و إن غدا لناظره قريب . هذا و مما يجب أن يعلم بهذه المناسبة أن قوله صلى الله عليه وسلم :" لا يأتي عليكم زمان إلا و الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم " . رواه البخاري في " الفتن " من حديث أنس مرفوعا . فهذا الحديث ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة و غيرها مثل أحاديث المهدي و نزول عيسى عليه السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو من العام المخصوص ، فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقا . 51 - " أيما أهل بيت من العرب و العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام ، ثم تقع الفتن كأنها الظلل " " " خرج عمر بن الخطاب إلى الشام و معنا أبو عبيدة بن الجراح ، فأتوا على مخاضة و عمر على ناقة ، فنزل عنها و خلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، و أخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة ، فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين ، أأنت تفعل هذا ؟! تخلع خفيك و تضعهما على عاتقك ، و تأخذ بزمام ناقتك و تخوض بها المخاضة ؟! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ! فقال عمر : أوه لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ! إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله " . و في رواية له : " يا أمير المؤمنين ، تلقاك الجنود و بطارقة الشام و أنت على حالك هذه ؟فقال عمر : إنا قوم أعزنا الله بالإسلام ، فلن نبتغي العز بغيره " . اذا أسلم العبد 147 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أسلم العبد ، فحسن إسلامه ، كتب الله له كل حسنة كان أزلفها ، و محيت عنه كل سيئة كان أزلفها ، ثم كان بعد ذلك القصاص ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ، و السيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عز وجل عنها " الصحيحة" و قوله " كتب الله " أي أمر أن يكتب ، و بلفظ " يقول الله لملائكته اكتبوا " ،: الكافر ليس كذلك ، فلا يثاب على العمل الصالح الصادر منه في شركه ، لأن من شرط المتقرب أن يكون عارفا لمن يتقرب إليه ، و الكافر ليس كذلك . و الصواب الذي عليه المحققون ، بل نقل بعضهم فيه الإجماع أن الكافر إذا فعل أفعالا جميلة كالصدقة وصلة الرحم ، ثم أسلم ، ثم مات على الإسلام أن ثواب ذلك يكتب له . و أما دعوى أنه مخالف للقواعد ، فغير مسلم ، لأنه قد يعتد ببعض أفعال الكفار في الدنيا ككفارة الظهار ، فإنه لا يلزمه إعادتها إذا أسلم و تجزئه " : " و هذا الحديث يدل على أن حسنات الكافر موقوفة ، إن أسلم تقبل ، و إلا ترد . و على هذا فنحو قوله تعالى : ( و الذين كفروا أعمالهم كسراب ) محمول على من مات على الكفر ، و الظاهر أنه لا دليل على خلافه ، و فضل الله أوسع من هذا و أكثر فلا استبعاد فيه ، و حديث " الإيمان يجب ما قبله " من الخطايا في السيئات لا في الحسنات " . 4-قلت : و مثل الآية التي ذكرها السندي رحمه الله سائر الآيات الواردة في إحباط العمل بالشرك كقوله تعالى : ( و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ، و لتكونن من الخاسرين ) ، فإنها كلها محمولة على من مات مشركا ، و من الدليل على ذلك قوله عز و جل : ( و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الآخرة و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) و يترتب على ذلك مسألة فقهية و هي أن المسلم إذا حج ، ثم ارتد ، ثم عاد إلى الإسلام ، لم يحبط ، حجه و لم يجب عليه إعادته ، و هو مذهب الإمام الشافعي ، و اختاره ابن حزم و انتصر له بكلام جيد متين ، أرى أنه لابد من ذكره ، قال رحمه الله تعالى " مسألة - من حج و اعتمر ، ثم ارتد ، ثم هداه الله تعالى و استنقذه من النار فأسلم فليس عليه أن يعيد الحج و لا العمرة ، و هو قول الشافعي و أحد قولي الليث و قال أبو حنيفة و مالك: يعيد الحج و العمرة ، و احتجوا بقول الله تعالى : ( لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين ) ، ما نعلم لهم حجة غيرها ، و لا حجة لهم فيها ، لأن الله تعالى لم يقل فيها : لئن أشركت ليحبطن عملك الذي عملت قبل أن تشرك ، و هذه زيادة على الله لا تجوز ، و إنما أخبر تعالى أنه يحبط عمله بعد الشرك إذا مات أيضا على شركه ، لا إذا أسلم ،و هذا حق بلا شك . و لو حج مشرك أو اعتمر أو صلى أو صام أو زكى لم يجزه شيء من ذلك عن الواجب ، و أيضا -فإن قوله تعالى فيها : ( و لتكونن من الخاسرين ) بيان أن المرتد إذا رجع إلى الإسلام لم يحبط ما عمل قبل إسلامه أصلا بل هو مكتوب له و مجازى عليه بالجنة ، لأنه لا خلاف بين أحد من الأمة في أن المرتد إذا رجع إلى الإسلام ليس من الخاسرين بل من المربحين المفلحين الفائزين ، فصح أن الذي يحبط عمله هو الميت على كفره ، مرتدا أو غير مرتد ، و هذا هو من الخاسرين بلا شك لا من أسلم بعد كفره أو راجع الإسلام بعد ردته ، و قال تعالى : ( و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالهم ) فصح نص قولنا : من أنه لا يحبط عمله إن ارتد إلا بأن يموت و هو كافر ، و وجدنا الله تعالى يقول : ( إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) ، و قال تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) ، و هذا عموم لا يجوز تخصيصه ، فصح أن حجه و عمرته إذا راجع الإسلام سيراهما ، و لا يضيعان له . و روينا من طرق كالشمس عن الزهري و عن هشام بن عروة المعنى كلاهما عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسول الله عليه السلام : أي رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم ،أفيها أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسلمت على ما أسلفت من خير " . 6-قال ابن حزم : فصح أن المرتد إذا أسلم ، و الكافر الذي لم يكن أسلم قط إذا أسلما ، فقد أسلما على ما أسلفا من الخير ، و قد كان المرتد إذ حج و هو مسلم قد أدى ما أمر به و ما كلف كما أمر به ، فقد أسلم الآن عليه فهو له كما كان .و أما الكافر يحج كالصابئين الذين يرون الحج إلى مكة في دينهم ، فإن أسلم بعد ذلك لم يجزه لأنه لم يؤده كما أمر الله تعالى به ، لأن من فرض الحج و سائر الشرائع كلها أن لا تؤدى إلا كما أمر بها رسول الله محمد بن عبد الله عليه السلام في الدين الذي جاء به الذي لا يقبل الله تعالى دينا غيره ، و قال عليه السلام : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " . و الصابئ إنما حج كما أمره يوراسف أو هرمس فلا يجزئه ، و بالله تعالى التوفيق و يلزم من أسقط حجه بردته أن يسقط إحصانه و طلاقه الثلاث و بيعه و ابتياعه و عطاياه التي كانت في الإسلام ، و هم لا يقولون بهذا ، فظهر فساد قولهم ،و بالله تعالى نتأيد " . و إذا تبين هذا فلا منافاة بينه و بين الحديث المتقدم برقم ( 52 ) " أن الكافر يثاب على حسناته ما عمل بها لله في الدنيا " لأن المراد به الكافر الذي سبق في علم الله أنه يموت كافرا بدليل قوله في آخره : " حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها " ، و أما الكافر الذي سبق في علم الله أنه يسلم و يموت مؤمنا فهو يجازى على حسناته التي عملها حالة كفره في الآخرة ، كما أفادته الأحاديث المتقدمة ، و منها حديث حكيم بن حزام الذي أورده ابن حزم في كلامه و قد أخرجه البخاري في " صحيحه " 3- و منها حديث عائشة في ابن جدعان و هو قالت : " قلت : يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم و يطعم المساكين ،فهل ذاك نافعه ؟ قال : ": " لا يا عائشة ، إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " . الصحيحة" 1 / 442 : ف في الحديث دلالة ظاهرة على أن الكافر إذا أسلم نفعه عمله الصالح في الجاهلية بخلاف ما إذا مات على كفره فإنه لا ينفعه بل يحبط بكفره ، . و فيه دليل أيضا على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة المحمدية ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة رسول ، إذ لو كانوا كذلك لم يستحق ابن جدعان العذاب و لما حبط عمله الصالح ، و في هذا أحاديث أخرى كثيرة سبق أن ذكرنا بعضها والحمد لله رب العالمين |
#2
|
||||
|
||||
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
__________________
المصحف600صفحة على 30 =اكيد 20 صفحة عندنا 5 صلوات يعنى 20/5=4 صفحات يعنى تخلص القرآن فى الشهر وانت مستريح والدال على الخير كفاعله شارك وشوف كمية الحسنات اللى هاتجيلك |
العلامات المرجعية |
|
|