|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
التائب الجديد ( شعر )
متى ما ثنيتَ النفسَ عما تحبهُ إلى ما يحبُّ اللهُ غيرَ مُعاودِ فقد صِرْتَ مقبولَ المتاب موفَّقًا فحافظ على التقوَى وكُن خيرَ حامدِ فليس بسُبْلِ اللهِ حاظٍ مُسَدَّدٌ سِوى كلِّ ساعٍ ذي انصياعٍ مُجاهدِ وقد تُحْقَر الزَّلَّاتُ في جَنْبِ عَفْوِهِ ولكنها همٌّ على قلبِ ساجدِ يرى في معاصي اللهِ رغمَ شهوده ورغمَ جلالِ اللهِ أنكى الشدائد فألقِ المفاتيحَ التي كنتَ حُزْتَها لِحَافاتِ دارِ الويلِ مهما تُراودِ وبادِرْ إلى ما تكْرهُ النفسُ حازمًا تقُدْها لِدار الخلد ذاتِ المَساعِدِ إذا لم تَجِدْكَ النفسُ للحقِّ قائدًا تَحَسَّبَتِ الشيطانَ أبْطلَ قائدِ وحافِظ على الطاعات يَكْفِكَ شُغْلُها فراغًا يُمَلِّيهِ ارتيادُ المَكايدِ تَرَاضَ قضاءَ اللهِ فالسُّخْطُ مُوتِرٌ وما أسهَلَ الغضبانَ صَيدًا لِصائدِ ولا أكْتُمُ التَّوَّابَ نُصحًا خَبِرْتُه فَتَحْوِي صلاةُ اللهِ كلَّ الفوائدِ ولمْ يَنْهَ عن فَحْشَا ولا مُنكَرٍ كما نَهَتْ عنْهُ مِن ناهٍ مُدِيمِ التعاهُدِ فلا تَحْرِمِ الأوقاتَ منها جميعَها ففي أيِّ وقتٍ قد تَعُودُ لِوَاجدِ وليس يُضِيعُ اللهُ إيمانَ مؤمنٍ وليسَ بَهَدَّارٍ صلاةً لِعابِدِ ويُبْعَثُ منا المرءُ كانَ مُصلِّيًا على ما توفَّاهُ نزيهَ المَقاصدِ بلا أيِّ أدرانٍ أَغَرَّ مُحَجَّلًا وفِيًّا بعهدِ الله أَوْفَى مُعاهِدِ وإلا فلا نورٌ ولا حوضَ واردٍ وليس له برهانُ صَبٍّ وعابدِ فبادِرْ بهذا الخير لا باخِلًا بما تبدَّدَ مِن وقتٍ على خُلْدِ آبِدِ ولا تُلْهِكَ الزيناتُ في جسْم عيشِنا يُخبِّي بها جِلْدًا طَفُوحَ الصَدَائِدِ وذاتًا بها عَدْوَى الجحيمُ مَكانُها وُقِيتَ وَبَاهَا فادَّكِرْ غَيْرَ عائدِ لِتَصْبِرْ مع القُصَّادِ نفسَكَ دائمًا فليسَ كوجهِ اللهِ قَصْدٌ لِقاصِدِ ومَن يُحْرَمِ الوجهَ الكريمَ فما له سوى الدُّونِ مِن عيشٍ مُفنًّى وخالدِ فمَن يُدخَلِ الجنَّاتِ لم يَلْقَ نِعْمَةً ككشْفِ حِجابِ اللهِ خيرِ المَشَاهدِ أيمن عز الدين علي السيد
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|