|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
الملك الجليل (قصيدة)
مَن أَلْهَم الطفلَ الرَّضيعَ هِدايةً
للثَّدْي يذهَبُ دونما تَوجيهِ ويُقلِّدُ النَّشءُ الكبارَ تشبهًا حتَّى يَصِيرَ مطابقَ التَّشبيهِ يأتي سَوِيًّا للحياةِ بفضلِهِ وبصورةٍ جلَّتْ عنِ التشويهِ فكأنَّما هذا الصغيرُ بفعلِهِ إن مات جيلٌ.. ذِكرَهُ يُحْيِيهِ مَنْ يَرزُقُ الطيرَ الشَّريدَ طعامَهُ يغدُو خماصًا جائعًا يَأْوِيهِ ويعودُ شَبْعانَ الحَشَا.. ولفَرْخِهِ حَمَلَ الطعامَ وماءَهُ يَسْقِيهِ والطيرُ صفَّتْ بالسَّماءِ جناحَها يقبِضْنَ.. ثم يُشِرْنَ بالتَّأليهِ قَدْ علَّم اللهُ اللَّطيفُ.. بعلِمِه يا وَيْحَ مَن في مُلْكِهِ يَعْصيهِ! وبقولِهِ للشيءِ: (كُنْ) عَمَر الدُّنا وبلَوْحِهِ المَحفوظِ بالتَّنزِيهِ فصفاتُه جلَّت، فلا زَمَنًا، ولا كونًا ولا شيئًا إذًا يَحْوِيهِ حتى ولا أمرًا إذا يقضي بِهِ قَدْ جلَّ عَنْ أفعالِهِ تُنْسِيهِ لا يغفُلُ اللهُ الجليلُ عنِ الخَلا ئِقِ لا، ولا كَثَراتُهم تُلهِيهِ وبكلِّ يومٍ ربُّنا في شأنِهِ يُعْلِي امْرأً يعطي امْرَأً يُدْنِيهِ أَوْ قَدْ يُعجِّلُ سُؤْلَهُ في أمرِهِ وبلطِفْهِ حتَّى القضا يُرْجِيهِ ويَجِيءُ يومَ العَرْضِ يَقضِي بَيْننا ويُقِيمُ ميزانًا لنا يُنْشِيهِ يَعْفُو ويَقبَلُ الاعْترافَ لمُذنبٍ وبرَحْمةٍ مِن نارِهِ يُنْجِيهِ أمَّا الَّذي قد عانَدَ اللهَ العظي مَ لحُكمِهِ.. بجهنَّمٍ يُرْدِيهِ فقد اعتَرَفْنا - ربَّنا - بذُنُوبِنا فارحَمْ إلهي مذنبًا تُحْيِيهِ محمد لطفي الدرعمي
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|