الصيام ليس مبررا لإهمال مصالح الناس العمل والعبادة .. زادك فى رمضان

[العشرى1020]

«العمل عبادة»..«أنا صائم»..جملتان تتردد ان على أسماعنا كثيرا.. وتضيع بسببهما كثير من حقوق الله وحقوق العباد، «فألعمل عبادة» عبارة يتكئ إليها كثير من المقصرين فى أداء الصلوات فتراهم كسالى قعودا عن أداء الصلوات يواصلون الليل بالنهار فى السعى على المعاش وتحصيل الأموال، ولا نصيب لهم من الصلاة وقراءة القرآن.. وإذا سألت أحدهم لم لم تصل الظهر أو العصر مثلا تراه منهمكا فى عمله أو تجارته أو نشاطه الذى يعمل به كان رده جاهزا: «العمل عبادة.. ونحن طوال اليوم نعمل وإن شاء الله ربنا سيغفر لنا ويسامحنا». وفريق آخر من الموظفين أو العمال تراه ينشغل بالعبادة فى أوقات وأماكن العمل الرسمية، فقبل الصلاة بوقت طويل يستعد بالوضوء ونحوه، وبعد الصلاة يختم الصلاة والاستغفار، ثم الانشغال معظم الوقت بقراءة القرآن فى أوقات العمل الرسمية، غير عابئ بمصالح الناس أو مهام عمله التى يتقاضى عليها راتبه، وإذا ما ذهب أحد ليعاتبه تغير وجهه ورد غاضبا «اتق الله ..نحن فى شهر رمضان وأنا صائم .. إننى كنت أصلي»!

ويقول الدكتور يسرى جعفر أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن شهر رمضان فرصة لعلو الهمة والإخلاص وحسن المراقبة الذاتية، لكن البعض لا يفهم ذلك أو يخطئ التطبيق بأن يخلط بين الواجب والمندوب والنافلة والفريضة، وذلك لأننا فقدنا الفقه الحقيقى للدين واهتممنا بالرسوم والشكليات وتركنا الجوهر. فالمسلم الصائم ينبغى أن يكون فى رمضان أكثر إخلاصا فى عمله وليس متقاعسا بسبب الصيام، فلا يجوز له أن ينشغل طوال ليله بالعبادة قياما وقراءة للقرآن ثم إذا أتى عمله فى الصباح أتاه كارها كسلانا خاملا لا يريد أن يكلم أحدا أو يطلب منه شيئا، وإذا سأله أحد أمرا يقول له معذرة، فإننى كنت طوال ليلة البارحة أصلى القيام والتهجد حتى الفجر ولم تر عينى النوم!!