|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
قانون فيزيائي ينقض الإلحاد
لم يكن يطمع الملاحدة في شيءٍ أكثر من إثبات أزلية العالم المادي، لأن أزلية العالم قد تحررهم ولو جزئيًا من إلزام الصانع، ولذا كان لإثبات بداية العالم المادي وقعٌ محرج جدًا وصادم جدًا عليهم. يعترف الفيزيائي الملحد ستيفن وايننبرج Steven Weinberg، أنه كان يتمنى نظرية الكون الثابت الأزلي، لأنها أكثر جاذبية، وأبعد عمَّـا نادت به الأديان. -1-
لكن أُمنيات ستيفن وايننبرج اصطدمت أول ما اصطدمت بحائط العلم نفسه، ولم يعد لها مكان داخل العلم المادي، يقول الفيزيائي البريطاني دينيس شياما Dennis Scaima "لم أُدافع عن نظرية الكون المُستقر لكونها صحيحة، بل لرغبتي في كونها صحيحة، ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت ." -2- فاللعبة قد انتهت فعلاً، وبذلك يعترف أنتوني فلو Antony Flew فيلسوف الإلحاد في القرن العشرين قائلاً : "يقولون إن الاعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية، وأنا سأُدلي باعترافي: إن نموذج بداية الكون شيء محرج جداً بالنسبة للملحدين ، ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية." -3- ولذا لا أكاد أحاور ملحدًا إلا وأرى عنده نزوعًا نحو القول بأزلية العالم المادي، مع أن هذه مسألة تصادم العلم، لكنه هاجس الإلحاد الذي يجعل الملحد يتنكر لقوانين العلم في مقابل أيديولوجيته. الدليل على أن للكون بداية: أحد أكبر أدلتنا على أن للكون بداية وللزمان بداية هو القانون الثاني للديناميكا الحرارية Second Law of Thermodynamic ولتبسيط هذا القانون: فأنت لو كان عندك كوب ماء ساخن في الغرفة فإن الحرارة ستنتقل من الماء الساخن إلى جو الغرفة حتى تعادل درجة حرارة الغرفة درجة حرارة الكوب، وهكذا يسري هذا القانون على كل شيء في الكون وفي لحظةٍ ما ستتعادل حرارة كل شيء في الكون وعند هذه اللحظة سيحدث الموت الحراري للكون Thermal Death of Universe. -4- ولو كان الكون أزليًا لكان المفترض أن يصير الكون متوقف الآن –ميت حراريًا-، لكن في الواقع الكون الآن في حالة أقل من الانتروبي القصوى، ولم يصل للموت الحراري بعد إذن هو ليس أزليًا، وله بداية ثابتة ظهر معها الزمان والمكان. بل لقد ظهر الكون عن الحد الأدنى من الأنتروبي، وهذا يعني أنه حدوثه على غير مثالٍ سابق –مُبدع-. بالمناسبة هذا قانون وليس نظرية! وهو يسري على كل شيء، على الذرة وعلى المجرة! القانون الثاني للديناميكا الحرارية يسقط الوثنية: أيضًا للقانون الثاني للديناميكا الحرارية لوزام أخرى تُسقط فلسفات وثنية كبرى مثل الهندوسية والبوذية والديانات الصينية التقليدية. حيث تقوم هذه الديانات الوثنية على فرضية دوران الزمان -الزمن يسير في دورات cycling - حيث يعيد الزمان نفسه كل بضعة ملايين من السنين. -5- لكن هذا القانون ينسف هذه الفرضية الوثنية ، حيث يقرر هذا القانون أن الزمن يسير بطريقة خطية Linear وليس بطريقة دورية cyclic فيستحيل أن تنتقل الحرارة من جسم بارد إلى جسم أسخن. يستحيل أن ترتفع درجة حرارة الكوب الساخن على حساب الغرفة الباردة، وبالتالي هذا القانون ينسف الفكرة الدورية للزمن والعوالم. وأصبح هذا القانون يمثل أكبر ضربة يوجهها العلم لفلسفة دينية على الإطلاق وكانت الضربة من نصيب الديانات الهندوسية والبوذية والصينية التقليدية، وهذه كبرى الديانات الوثنية في العالم. فقد تبين أن الزمن يسير باتجاه خطي للأمام وليس دوري ولا رجعي للخلف. وهذا قانون لا ينكسر ولا ينخرم وبالتالي ففرضية دورية الزمان كما في الوثنية الشرقية أو أزليته كما في الوثنية الإلحادية تجعله في صدامٍ مباشر مع قوانين الطبيعة ذاتها! ويمكن استخدام هذا القانون لتحرير حجج أكبر ضد الإلحاد مثل: 1- إسقاط التطور: فالتطور يقوم على أن الزمن عامل بناء ومع الزمن يحدث تطور للأنواع، لكن القانون ينص على أن الزمن عامل هدم، وأن الطبيعة المادية لا تكفل مزيد من التعقيد مع الوقت بل الأصح مزيد من الهدم والتفكك والتبسيط. 2- إثبات العناية الإلهية والتدخل الإلهي في كل لحظة: فالتدخل الإلهي في كل ثانية وفي كل جزء من مليار جزء من الثانية - كل فيمتو ثانية يحدث تدخل إلهي - وإلا لتوقفت الحياة، والفيمتو ثانية هي الفترة الكافية لحدوث تفاعل كيميائي يمكن رصده. -6- وأي تفاعل كيميائي يحدث داخل الخلية يسير عكس قانون الديناميكا الحرارية الثاني، فهذا القانون يشترط أن الكون يسير نحو الهدم والتبسيط والتفكك، بينما التفاعل في الخلية يسير نحو البناء والتعقيد فالحياة تسير عكس قوانين الطبيعة وهذا لا يحدث إلا في حالة تدخل إلهي في كل لحظة. وهذا ينسف أيضًا المذهب الربوبي القائل بالعزلة الالهية - تعالى الله عما يقولون -. إذن القانون الثاني للثرموديناميك ينسف الوثنية وينسف الإلحاد وينسف الربوبية، وبذلك يكون الإيمان بالله قيوم السماوات والأرض -القيوم بذاته المقيم لغيره- حقيقة لا تنفك عن المتفكر في خلق السماوات والأرض {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار} (١٩١) سورة آل عمران. هوامش المقال 1- عالم داخل العالم، نيل توروك، ص 226. 2- The Unity of the Universe, N.Y., Doubleday, Dennis William Sciama, introduction 3- Henry Margentau, Roy A. Vargesse. Cosmos, Bios, Theos. La Salle Il: Open Court Publishing, 1992, 241 4- http://hyperphysics.phy-astr.gsu.edu...mo/seclaw.html 5- http://en.wikipedia.org/wiki/Hindu_units_of_time 6- https://physics.ucsd.edu/neurophysic...biol_final.pdf
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
لك منا كل الشكر والتقدير على هذة المعلومات القيمة جداً
|
العلامات المرجعية |
|
|