اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-06-2015, 06:56 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي السفر في رمضان

السفر في رمضان

تُلجئ الظروف بعضَ الناس إلى السفر والانتقال من بلدانهم ومواطنهم إلى أماكن أخرى، ويلمس الإنسان بوضوح في كثير من أسفاره ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه؛ فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله))1؛ فهو إذن قطعة من العذاب في حال الفطر فكيف في حال الصيام؟ لا شك أنه أشد وطأة.
لذا كان من رحمة الإسلام وسماحته، ومراعاته لمصالح العباد؛ أن يرخِّص للمسافر الفطرَ حتى لا يجمع عليه مشقتين: مشقة السفر، ومشقة الصيام، ولا يحمِّله فوق طاقته كما قال - سبحانه وتعالى -: {وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}2.
وللمسافر الخيار بين أن يفطر حال أنشأ وتجهز للسفر؛ أو أن يفطر أثناء سفره للحديث الحسن الذي رواه الترمذي عن محمد بن كعب قال: "أتيت في رمضان أنس بن مالك - رضي الله عنه - وهو يريد سفراً، وقد رَحلَت له راحلته، ولبِس ثياب السفر، فدعا بطعام فأكَل، فقلتُ له: سُنَّة؟ فقال: سُنَّة، ثم رَكِبَ"3.
والإفطار في السفر رخصة وليس بواجب، فالمسافر إذن في رمضان مخير بين الأمرين: إلا أن الفطر أفضل لمن لم يقو على الصوم، والصوم أفضل لمن قوي عليه، وثقل عليه القضاء، وقد صام النبي - صلى الله عليه وسلم - مع صحابته في بعض أسفاره، فلما غربت الشمس طلب من بلال أن يعدَّ له طعام الإفطار، فلما أعدَّه شرِب منه وقال - مُشيراً بيده -: ((إذا غابت الشمس من هاهنا، وجاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم))4.
وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسافرون فيصوم بعضهم ويفطر البعض كما روى ذلك أبو سعيد الخُدْري - رضي الله عنه - فقال : "كنا نغْزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فمنَّا الصائم، ومنا المُفطر، فلا يَجِدُ الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم - أي لا يَعيب بعضهم بعضاً -، ثم يرَوْن أنَّ مَن وجد قوَّة فصام فذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن"5.
أما إذا شق على المسافر الصوم؛ فيحرم عليه، ويلزمه الفطر لما في الصحيح من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أفطر في سفر حين شق الصوم على الناس؛ قيل له: إن بعض الناس قد صام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أولئك العصاة, أولئك العصاة))6، ولما في الصحيحين عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -, كان في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه, فقال: ((ما هذا؟)) فقالوا: صائم، فقال: ((ليس من البر الصيام في السفر))7.
وفي هذا الموطن ينبغي التنبيه إلى أن المسافر في رمضان يجتمع له موطنان من مواطن إجابة الدعاء: موطن الصوم وموطن السفر؛ فليحرص على استغلال وقته بالذكر والدعاء؛ لعله أن تكون له دعوة صالحة مستجابة.
نسأل المولى القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، والحمد لله أولاً وآخراً.

1
رواه البخاري برقم (1804)، ومسلم برقم (5070).

2 سورة البقرة (185).

3 رواه الترمذي برقم (729)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (799).

4 رواه البخاري برقم (1805).

5 رواه مسلم برقم (1882).

6 رواه مسلم برقم (1878).

7 رواه البخاري برقم (1810).


اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:47 AM.