|
#1
|
||||
|
||||
ترجمة الراوي خلف بن هشام البزار (150 - 229ه) l
ترجمة الراوي خلف بن هشام البَزَّار[1]
150 - 229هـ د. طه فارس خلف بن هشام بن ثعلب، وقيل: ابن طالب بن غُرَاب، أبو محمد، الأسديُّ البغداديُّ البَزَّارُ، أصله من فم الصِّلح[2] (بكسر الصاد) قرب واسط[3]، واشتهر ببغداد، ولد سنة (150ه). ثانياً: مكانته وعلمه وصفاته: أحد رواة القُرَّاء السبعة، وأحد القُرَّاء العشرة في اختياراته[4]، الإمام الحافظ، العَلَم الحجَّة، صاحب الاختيار الذي أقرأ به وخالف فيه شيخه حمزة بن حبيب[5]، كان خَيِّراً فاضلاً، ثقة مأموناً، زاهداً عابدًا صوَّاماً، طلابة للعلم، صاحب سُنَّة، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة عاماً. قال أبو العباس بن محمد الدُّوري: ما رأيتُ أقرأ للقرآن من خلف، ما خلا خلَّاد المقرىء[6]. وقال الحسين بن فهم[7]: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام[8]. وقال مرَّةً: «أشكل عليَّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حَذَقْتُه»[9]، وفي ذلك من حرصه على العلم وإتقانه ما لا يخفى. ثالثاً: شيوخه في القراءة: قرأ خلف على: سُلَيم بن عيسى عن حمزة بن حبيب الزيات، وعبد الرحمن بن أبي حمَّاد عن حمزة، ويعقوب بن خليفة الأعشى، وقرأ على أبي يوسف الأعمش لعاصم، وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيِّبي وإسماعيل بن جعفر، وقراءة أبي بكر عن يحيى بن آدم، وقرأ على أبي زيد سعيد بن أوس عن المفضل الضبي، وغيرهم. قال ابن أشته[10]: كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلاَّ أنَّه خالفه في مائة وعشرين حرفاً. قال ابن الجزري: يعني في اختياره[11]. رابعاً: رواة القراءة عنه: قرأ عليه: أحمد بن يزيد الحلواني، وأحمد بن إبراهيم وراقه، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن الجهم، وسلمة بن عاصم، وأخوه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ، وإبراهيم بن علي القصار، وخلق سواهم. خامساً: منزلته في الرواية والحديث: حدَّث خلف عن: مالك بن أنس، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وأبي شهاب عبد ربه الحنَّاط، وأبي الأحوص، وشريكًا، وحماد بن يحيى الأربح، وطائفة. وحدَّث عنه: مسلم، وأبو داود، وأحمد بن حنبل، وأبو زُرْعَة الرازي، وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج، وأبو يعلى المَوْصِلي، وأبو القاسم البغوي، وعدد كثير. وقد وثَّقة يحيى بن معين والنَّسائي، وذكره ابن حِبَّان في الثِّقات، وقال: كتب عنه أحمد بن حنبل وكان من الحفاظ المُتقنين[12]. ولما سئل عنه الإمام أحمد بن حنبل قال: لكنَّه والله عندنا الثِّقة الأمين[13]. وقد أخرج له مسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه. سادساً: وفاته: توفي خلف بن هشام البَزَّار في بغداد في جمادى الآخرة سنَةَ (229ه)، وقد شارف الثمانين، وكان متخفيًا زمن الجَهْميَّة[14]، رحمه الله تعالى. [1] الجرح والتعديل 3/372؛ تهذيب الكمال 8/299؛ وفيات الأعيان 2/241؛ معرفة القراء الكبار1/208ـ210؛ سير أعلام النبلاء 10/576ـ580؛ تاريخ الإسلام 16/155؛ غاية النهاية1/272ـ274؛ تهذيب التهذيب 3/134؛ الأعلام للزركلي2/311. [2] فم الصِّلح: الصلح نهر ميسان من أعمال واسط، وفم الصلح هي من أرض السواد. الروض المعطار ص: 358. [3] مدينة واسط: تقع بين البصرة والكوفة، وسُمِّيت بواسط لتوسطها فيما بينهما، فهي تبعد عن كلِّ واحدة منهما خمسين فرسخًا. ينظر: معجم البلدان 5/ 347. [4] يقال له: خلف العاشر، لأن له اختيار خالف فيه حمزة، وروي عنه، وستأتي ترجمة رواة اختياره. [5] قال الذهبي في السير 10/577ـ578: له اختيار في الحروف صحيح ثابت، ليس بشاذ أصلاً، ولا يكاد يخرج فيه عن القراءات السبع، وأخذ عنه خلق لا يحصون. [6] الجرح والتعديل للرازي 3/372. [7] الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم، أبو علي البغدادي (211ـ289هـ): حافظ، علامة، نسابة، أخباري، تكلم فيه الحاكم والدارقطني. ميزان الاعتدال 1/545؛ سير أعلام النبلاء 3/427؛ لسان الميزان 2/308. [8] تهذيب الكمال 8/302؛ معرفة القراء 1/209. [9] معرفة القراء 1/209؛ تاريخ الإسلام 16/155. قال في مختار الصحاح ص 167: حَذَقَ الصبي القرآن والعمل به، إذا مهر، وبابه: ضرب. [10] محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة، أبو بكر الأصبهاني (000- 360 هـ): عالم بالعربية والقراءات، حسن التصنيف، سكن مصر وتوفي بها، قال عنه أبو عمرو الداني: «ضابط مشهور ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني حسن التصنيف صاحب سنة»، وقد صنف في القراءات، من كتبه: (المحبر) و(المفيد) في شواذ القراءات. معرفة القراء الكبار1/321؛ الأعلام للزركلي 6/224. [11] غاية النهاية 1/274. [12] الثقات لابن حبان 8/228. [13] تهذيب التهذيب 3/134. [14] الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان، الذى قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال، وزعم أن الجنَّة والنَّار تبيدان وتفنيان، وزعم أيضًا أن الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط، وأن الكفر هو الجهل به فقط، وقال: لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى، وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين على المجاز، وزعم أن علم الله تعالى حادث، وقال بحدوث كلام الله تعالى كما قالته القدرية، قال أبو منصور البغدادي: وأكفره أصحابنا فى جميع ضلالاته. ينظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص: 199. |
العلامات المرجعية |
|
|