كيف نجدد سحر الحب والدفء بين الزوجين
تقدم الصحف والمجلات وقاعات المحاكم كل يوم دروسا موضوعية في كيفية حل الخلافات التي تحدث في الحياة الزوجية، وبما ا ن بعض المعارك الزوجية قد وصلت إلى حد كبير من ا ل***، فقد أصبح ( الذكاء الاجتماعي والعاطفي) سبيلا أساسيا لحماية الزيجات من الانهيار. وعلى سبيل المثال، تبين إن الزيجات التي دامت طويلا تميل إلى التمسك بموضوع واحد وهو إعطاء كل طرف للطرف الأخر الفرصة لعرض وجهة نظره في بادئ الأمر، بل يذهب هولا الأزواج إلى ما هو ابعد من ذلك أي إن يظهر كل طرف للأخر، انه ينصت إليه تماما وما دام كل طرف استمع إلى خلجات الطرف الأخر، فغالبا ما يشعر المتظلم عاطفياً إن هناك من التعاطف ما يقلل حدة التوتر.
والأمر الذي يلاحظ انه مفقود في معظم الحالات التي تنتهي بالطلاق، هو إن أيا من الطرفين المختلفين لا يحاول إن يخفف من حدة التوتر، وان الاختلاف الفاصل الذي يفرق بين معارك الأزواج التي تنهي حياتهم الزوجية بالطلاق عن غيرهم من الأزواج الذين تستمر حياتهم الزوجية رغم الخلافات هو وجوداساليب التعامل التي تضيق هوة الشقة بين الزوجين أو غياب هذه الأساليب، ذلك لان آليات الإصلاح التي تحول دون تصعيد الجدل إلى مرحلة التفجر العنيف ما هي إلا مجرد أمر بسيط مثل الإبقاء على استمرار المناقشة والتعاطف وخفض حدة التوتر هذه الاتجاهات الأساسية تشبه ( المنظم ) العاطفي الذي يمنع انطلاق التعبير عن الانفعالات من الوصول إلى نقطة الغليان كما يبعد الطرفين عن التركيز على القضية المثارة.
وعدم التركيز على المسائل التي تثير العراك بين الزوجين مثل تربية الأطفال، وال***، والأعمال المنزلية، هو الاستراتيجية العامة التي تجعل الزواج ناجحا، بل هو الذكاء العاطفي الذي يشترك في رعايته كل من الزوجين، وبالتالي تتحسن فرص نجاح العلاقة بينهم، ومن بين المهارات العاطفية القلية، القدرة على تهدئة النفس وتهدئة الطرف الأخر بالتعاطف والإنصات الجيد. الأمر الذي يرجح حل الخلافات العائلية بفاعلية، وهذا ما يجعل من الخلافات الصحية بين الزوجين ( معارك حسنة وايجابية) تسمح بازدهار العلاقة الزوجية، وتتغلب على سلبيات الزواج التي إن تركها الطرفان تنمو فقد تهدم الزواج تماماً.
ولا شك في إن هذه العادات العاطفية كلها لن تتغير بين يوم وليلة لأنها تحتاج إلى المثابرة واليقظة على اقل تقدير، لكن الأزواج يستطيعون إحداث تغيرات أساسية تتسق مع تحركهم من دوافع، فمن المعروف إن كل أو معظم الاستجابات الانفعالية التي يمكن إثارتها بسهولة في الحياة الزوجية قد حفرت في كل منا منذ طفولته، فقد بدأنا نتعلمها من خلال علاقاتنا الحميمة، وما صاغه آباؤنا فينا، إلى إن وصلت إلى الحياة الزوجية كاملة التشكيل، ومن ثم فقد نشأنا على عادات عاطفية معينة، قد تكون أحداها هي المبالغة في رد الفعل بالنسبة لاتفهى الأمور، أو الصمت المطلق مع أول علامة لقرب مواجهة ما، حتى لو كنا قد أقسمنا إننا لن نفعل مثل ما كان إباؤنا يفعلون.
منقول