|
#1
|
|||
|
|||
قراءة تانية ثانوي الترم التاني
القراءة 1- السلام عثمان عبد الحميد توبة
س1 : قصة الحروب منذ نشأة الخليقة إنما قصة سلطان متغطرس ، أو مجنون يريد أن يشبع غروره وكبرياءه على حساب دماء الناس وأرواحهم ، ولكنه الطموح الإجرامي الذي لا يقف عند حد سأل أحد الفلاسفة (الإسكندر الأكبر) ملك (مقدونيا) بعد فتح (أثينا) ماذا تنوي أن تفعل ؟ : أغزو (فارس) ، وبعد (فارس) ، أغزو (مصر) ، وبعد (مصر) ، أغزو العالم ، وبعد العالم ؟ ، أستريح وأستمتع . فسأله الفيلسوف : وماذا يمنعك أن تسريح وتستمع الآن ؟ ولكن (الإسكندر الأكبر) لم يسترح ولم يستمتع ، لا في الوقت الحاضر ، ولا في أي وقت من الأوقات ، فقد دهمته الحمى وهو محموم بمطامعه في غزو العالم ، فمات في (بابل) دون أن يحقق شيئا لنفسه ولا لأمته . فما أسوأ الطمع ، وما أفدح ثمن الغرور . وليس معنى هذا أننا دعاة استسلام ، أو دعاة تهدئة كما يقولون حين يشيرون – تأدبا – إلى دعاة الهزيمة ، حاشا لنا ذلك ، وإنما نحن لا نؤمن بالحرب التي لا تحقق غير الدمار ، وسفك الدماء ، وإهدار الموارد و الكرامة الإنسانية إشباعا لهوايات مجنونة عند بعض الحكام والزعماء وإننا إذ ندين هذا الفريق من الحكام أو الزعماء نشعر بالإكبار الحق لموت الإنسان دفاعا عما يؤمن به من قيم ومبادئ ، فما أنبل هؤلاء البشر ولقد روى التاريخ آلاف الأمثلة على ذلك ، فقد تجرع (سقراط) كأس السم ، وقبلت (جان دارك) أن تحرق وأقدم على الموت في فروسيه وبسالة ملايين من البشر العاديين خلال الحروب التي استمرت عدة قرون ، فأعظم بتلك الأمثلة الرفيعة النبيلة . وهذه الحروب في مجموعها قد تمثل إقبال الإنسان على الانتحار ، لكنها كانت تنطوي أيضا على شيء من البطولة ، شيء من النبل ، شيء يكاد يرفع الرجل العادي من إلى أعلى الدرجات . إن أعظم حب ينطوي عليه قلب الإنسان أن يضحي بالروح من أجل صحبة ووطنه ، فهذه المشاهد من قصة الإنسان تبعث فينا المهابة والتوقير والعجب والرثاء . ولكننا إذا استطعنا اجتناب خطر الحرب التي تهدد البشر ، ذلك الخطر المفجع أ فإن الأجيال التي ستحيا في عالم تحرر من الحرب ستنظر في قابل القرون إلى النصب التذكارية ل***ى الحروب الكبرى في التاريخ بشعور يختلط فيه الكبرياء بالحزن والإعجاب بالرثاء ، ولسوف نذكرها إذا أمسى المساء وأصبح الصباح إننا نحب النهار ولكننا لا نخشى الليل ، ونحب السلام ، ولا نخشى الحرب ، وعلينا أن نسهم بكل جهدنا في أن نستخدم الطاقات التي أودعها الله الكائنات استخداما يعود بالخير على الإنسانية لا بالدمار . هناك أمر يجب أن نأخذه مأخذ اليقين هو إنه إذا قام نزاع في العالم فلن يكون أمام أي جانب من الجانبين المتنازعين فرصة للنصر . بالمعنى الذي يفهم من هذه الكلمة ، فالحرب العلمية إذا أطلق لها العنان فأغلب الظن إنها لن تدع أحدا على قيد الحياة ، فليس أمام النوع البشري إلا أن يختار واحدا من اثنين : إما السلم عن طريق الاتفاق ، أو السلم عن طريق الموت الشامل ، فالمسلم والمسيحي واليهودي سواء في إيثارهم للحياة على الموت . لهذا فإن الخطر الذي يهدد بفناء ال*** البشري وموت كل حيوان يحيا على الأرض - يجب أن تتصدى له البشرية بشجاعة – عثمان عبد الحميد توبة : كاتب مصري ، ولد في 19 سبتمبر 1915 وتوفى 1980 ، عمل وكيلا لوزارة الثقافة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للفنون والآداب ، ومن مؤلفاته : (حيرة الأدب في عصر العلم – السلام وجائزة السلام) اللغويات : (متغطرس) متكبر – (دهمته) فاجاته – (سفك) إراقة – ( إهدار الموارد) إضاعتها – (تجرع) شربه شيئا فشيئا – (المهابة) المراد : التعظيم – (المفجع) المؤلم – (إيثار) تفضيل الدرس الثاني اللغة والهوية : الدرس : إن اللغة هي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسنا ، وجودا ً متميزا ً قائما بخصائصه ؛ فهي قومية الفكر ، تتَّحد بها الأمة في صور التفكير وأساليب أخذ المعنى من المادة ؛ والدقة في تركيب اللغة دليل على دقة الملكات في أهلها ، وعمقها هو عمق الروح ودليل الحس على ميل الأمة إلى التفكير والبحث في الأسباب والعلل ، وكثرة مشتقاتها برهان على نزعة الحرية وطموحها ؛ فإن روح الاستعباد ضيق لا يتسع ، ودأبه لزوم الكلمة والكلمات القليلة . وإذا كانت اللغة بهذه المنزلة ، وكانت أمتها حريصة عليها ، ناهضة بها ، متسعة فيها ، مكبرة شأنها ، فما يأتي ذلك إلا من كون شعبها سيد أمره ؛ ومحقق وجوده ، ومستعملَ قوته ، والآخذ بحقه ، فأما إذا كان منه التراخي والإهمال وترك اللغة للطبيعة السوقية ،وإصغار أمرها ، وتهوين خطرها ، وإيثار غيرها بالحب والإكبار ، فهذا شعب خادم لامخدوم ، تابع لا متبوع ، ضعيف عن تكاليف السيادة ، لا يطيق أن يحمل عظمة ميراثه ، مجتزيء ببعض حقه ، مكتف ٍ بضرورات العيش ، يوضع لحكمه القانون الذي أكثره للحرمان وأقله للفائدة التي هي كالحرمان . لا جرمَ كانت لغة الأمة هي الهدف الأول للمستعمرين ؛ فلن يتحول الشعب أول ما يتحول إلا من لغته ؛ إذ يكون منشأ التحول من أفكاره وعواطفه وآماله ، وهو إذا انقطع من نسب لغته انقطع من نسب ماضيه ، ورجعت قوميته صورة محفوظة في التاريخ ، لاصورة محققة في وجوده ؛ فليس كاللغة نسب للعاطفة والفكر حتى أن أبناء الأب الواحد لو اختلفت ألسنتهم فنشأ منهم ناشيء على لغة ، ونشأ الثاني على أخرى ، والثالث على لغة ثالثة ، لكانوا في العاطفة كأبناء ثلاثة آباء . وقد استشعر هذا الخطر كثير من الدول ففرضت قيودا صارمة من أجل الحفاظ على الكيان اللغوي من التشظّي والذوبان والتماهي في كيانات أخرى واتخذت خطوات إيجابية للحفاظ على لغتها ؛ منها : - جعلها لغة التخاطب والحديث في كل شئون الحياة . - تشكيل مؤسسات علمية لرعاية اللغة ومتابعة المتكلمين بها وبحث ما يعترضهم من مشكلات . - توجيه وسائل الإعلام للمحافظة على اللغة وعدم استخدام المستويات الهابطة منها . فعلينا – أبناء اللغة العربية – توخي الحذر من محاولات إضعاف لغتنا العربية . وما ذلت لغة شعب إلا ذل ، ولا انحطت إلا كان أمره في في ذهاب وإدبار ، ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضا على الأمة المستعمرة ، ويشعرهم عظمته فيها ، فيحكم عليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد : أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجنا مؤبدا ً ، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بال*** محوا ونسيانا ، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ؛ فأمرهم من بعدها لأمره تبع . فأنتم – شباب العرب – حراس أشرف لغة فهل عرفتم دوركم ؟ تشظى العود تطاير قطعا . أى تحطم التماهي الاختلاط والامتزاج الدرس الثالث مصريون مصريون : الدرس : مصريون .. مصريون نحن بكل قطرة من دمائنا ..بكل مسرى من مجرى دمائنا ، مصريون بأعراقنا التي ورثناها عن آبائنا ومصريون بأعراقنا التي تختلج بها قلوب أبنائنا . آمالنا كلها تطوف بارض مصر وسمائها ومسالك الهواء في اجوائها ، ومجرى الجداول من نيلها وأمواج البحرين على ضفافها . وغايتنا أن يكون الرغد والرخاء والأمن والنماء أحضان مصر وحياتها وترابها ونبتها من الشجرة اللفـَّاء عريقة الجذور إلى أعواد الزروع الحديثة الاخضرار . وفي يوم من الأيام هتف قائل محموم : " لا يكفي أن نقول مصر حتى تنحني الرءوس " . ويله يوم نادى هذا النداء .. ما اعظم ما تبجح ! وما أبغض ما فجر به ! كان في ذل اليوم ذا منصب واتخذ من منصبه جُنَّة يستجن بها ؛ ليهاجم مصر ، وهو مصري من ألفاف حنايا مصر .. جعل منصبه درعا ليطلق صيحته الرعناء الحمقاء التي لا أشك أن مددها كان مالا دنسا تسرب إليه في ليل من الحاقدين على مصر والشانين من أقزام الدول . وحسب الأحمق أن صيحته ستبتلعها أفناء مصر ، ولا تلتفت إليها ويون هو قد زاد خزانته مالا ، وزادت زمته المالية المتجردة من الأمانة ثراء بالنقود ، وليس يعنيه من بعد أن تزداد فقرا إلى الشرف والكرامة والوطنية والانتماء . ويحه ماذا قال ؟ وأي غاية تغيّا ؟ وأي هدف تقصد ؟ إننا نحن – أبناء مصر – إذا سمعنا كلمة مصر خشعت منا القلوب ، ووجفت منا حبات الأفئدة ، وخضعت منا الجباه . فلا محبا لوطنه مشغول بغيره . فإن يكن هناك يسار فليكن يسارا مصريا أو يمين فليكن مصريا . وإن تزيا اليساربالإشتراكية أوتسربل اليمين بالتطرف الديني فلا بد للقلوب أن تبقي مصرية أصيلة عميقة الإيمان. ليس مصريايمد يديه خارج مصر ليصيح : ان العالم كله وَحْدَةٌ ، وإن الووطنية شعوبية ، وإن الوفاء للدولة تفريق بين أبناء الإنسانية . فمن احضان الأم تنبت الإنسانية في العالم ومن عبير تراب الوطن نشعر بالوجود البشري ومن لم يعرف كيف يحب أمَّه جهل كيف يحب وطنه ، ومن لم يعرف كيف يحب وطنه جهل كيف يحب الإنسان في كل مكان . كاذب ذلك الذي يدعو إلى خير البشرية قبل ان يدعو إلى خير وطنه وهو يتقاضى من اجل ذلك أموالا هي احقر ما يصيب الإنسان من مال على وجه الأرض . إننا نرفع مصر شعارا وأسألكم يا أبناء مصر الخُلـَّص الشرفاء ... أتعرفون نداءً أجمل في القلوب او أعذب في الآذان أو أسعد للنفوس من هذا النداء ؟ كأني أنصت لكم تجيبون : لا مصري المولد أو السكن منكر لروعة هذا النداء . إننا نرفع مصر شعارا ؛ لأننا نعرف ان هناك فئات من الناس انتمت مصالحها إلى غير مصالح مصر .. ونعرف أن مصالح هذه الفئات أصبحت مرتبطة ارتباطا وثيقا بما يجر على مصر الخراب والهوان . وهيهات ألف هيهات لن يصل الخرب إلى مصر مهما يجد بهم السعي . وهيهات ألف هيهات فلن يطول الهوان نسمة من اجواء مصر ؛ إنها كنانة الله في أرضه ، ونحن أبناؤها ، ودماؤنا حصنها دون أي عربيد يحاول ان يمس ذرة من ترابها بهوان ، هذا شعارنا نرفعه ونموت دونه يرفعه معنا أبناء مصر قاطبة من أقصى بحرها شمالا إلى أقصى أسوانها جنوبا ومن حدود صحرائها في الغرب إلى حدود صحرائها في الشرق . الشجرة اللفـَّاء الشجرة العظيمة الكبيرة جُنَّة يستجن بها حماية ووقاية ألفاف م لِف وهي البستان مجتمع الشجر حنايا والشانين الكارهين والغاضبين |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#3
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرًا
__________________
إن الذي ملأاللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد |
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
__________________
أبو محمود
|
#5
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرًا
__________________
الحمد لله رب العالمين |
العلامات المرجعية |
|
|