☼☼☼☼☼☼☼☼ضميرهم حين يستيقظ!☼☼☼☼☼☼

[simsim elmasry]

ياسر أبو العلا يكتب: ضميرهم حين يستيقظ!

ياسر أبو العلا




كعادته يكشف المستور، ويخبرنا بتفاصيل لم تصل إلينا بعد، وكعادته أيضا يسبق الكاتب الكبير فهمى هويدى فى النطق بما نريد، والنشر قبل أن نفكر فى ذلك.. منذ أيام كشف عن شكاوى وردت إليه من العديد من زملاء المهنة ورفقاء القلم وحاملى أمانة الكلمة يشكون إليه فيها من تعنت المسئولين فى صحفهم، وإرغامهم على "الكذب".. وهو الكذب نفسه الذى يقبله –للأسف– الكثير من الزملاء، ويفضلون الحفاظ على لقمة العيش بدلا من الحفاظ على شرف الكلمة.
الزملاء الذين رفضوا الانسياق وراء أوامر قابضى الآلاف من رؤساء ومديرى التحرير يؤكدون أن مهنتنا ما زالت بخير، وأن الشرفاء لا ينتهون، وأن الحرة تموت وتجوع وتتشرد ولا تأكل بقلمها، ولا "تكبس" كبسة واحدة على "الكيبورد" لا ترضى ربها أو ضميرها.
ورغم سعادتى بما نشره "هويدى" إلا أننى لم أفاجأ؛ فهذه الضغوط يعرفها كل العاملين فى المهنة، وهى ضغوط كانت تمارس قبل ذلك فى عدد محدود من الصحف والمجلات؛ إلا أنها تضاعفت مع صدور عدد أكبر من المطبوعات و"المرئيات" التى تغدق الأموال على من يتبع الهوى، وهى أموال معروفة المصدر، ومشبوهة فى الوقت نفسه. ولأن "أكل العيش مش بالساهل"، وظروف الحياة صعبة؛ فقد قبل العديد من الزملاء -بل تهافتوا- الالتحاق بهذه الصحف والفضائيات. وانقسموا بعد ذلك إلى قسمين؛ أحدهما –وهو للأسف العدد الأكبر– وافق على اتباع سياسة تحريرية تختلق الأكاذيب وتبررها وتؤكدها، وقسم آخر رفض -صامتا ومرغما- اتباع هذه الأساليب، إلا أنه حرص على ألا تعلم شماله ما تتحدث به يمينه؛ حتى لا تصل خواطره إلى رؤسائه فينهون عقده، ويوقف الدخل الذى يصل إليه من هذه الوسائل الإعلامية التى كرهها بعضهم إلى درجة "القرف" من اقتران اسمه بها رغما عنه.
وفى اللحظة التى أشد فيها على يد العشرات من الزملاء الذين يرفضون مخالفة ضمائرهم أذكّر باقى الزملاء بأن من يتحرى الكذب يُبعث يوم القيامة كذابا، ولن تنفعه حينئذ أموال "الأمين" و"بهجت" و"نجيب" ولا توجيهات "الجلاد" و"صلاح" و"رزق".
الطريف أن بعض الزملاء أصبحوا ملكيين أكثر من الملك، وعرفوا "الفولة" فأصبحوا "يفبركون" دون أن يُطلب منهم ذلك.. يتحدثون مع " المصدر" فيقتطعون من كلامه ما يناسب السياسة الخبيثة لصحفهم، ويرون الحقيقة بأعينهم فيكتبون عكس ذلك، ولا يرقبون إلاً ولا ذمة فى المختلفين مع "ملاك" صحفهم. ولذلك فقد الكثير من هؤلاء احترامهم لأنفسهم واحترام القراء لهم.
الأكثر طرافة فى هذه الفئة بعض الزملاء من الذين كانوا حتى شهور قريبين من الإخوان، يعملون فى صحفهم ومواقعهم الإلكترونية، وحينئذ كان الإخوان "أجدع ناس"، حين كانوا يقبضون من زميلنا محمد قابيل فى "آفاق عربية" أو من "عبد المنعم رزق" فى "إخوان أون لاين" أو"أحمد حسن" فى "الحرية والعدالة". و"إذ فجأة" أصبح الإخوان "إرهابيين وهابيين مصاصى دماء كاذبين منافقين"، حين انتقلوا إلى صحف أخرى دخلوها بشكل مريب؛ سواء بسبب التجسس على "إخوانهم" أو نقل ما يدور فى اجتماعاتهم، أو تسريب الأوراق التنظيمية العادية التى كانت تصل إليهم باعتبارهم من الإخوان، وتصويرها لرؤسائهم الجدد على أنها أسرار خطيرة واكتشافات عبقرية.
أحدهم كان يعمل فى موقع "الحرية والعدالة" وحين تم تأسيس الجريدة تقدم ليكون محررا بها، إلا أن رئيس قسم الأخبار حينئذ رفض قبوله لأن مستواه المهنى ضعيف، فهرول إلى إحدى الصحف التى تتصيد مثله فجعلت منه بطلا، وانتقل بعدها إلى صحيفة أخرى دفعت له أكثر.. وهكذا.
الخلاصة: أنت "صح" يا أستاذ.. وأنتم مطالبون باتخاذ موقف جرىء أيها الزملاء.. أعرف أن الخيارات صعبة جدا، ولكن الضمير والحق أولى.
http://fj-p.com/article.php?id=54271