|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
محمد الفاروق يكتب : العَلَمُ فَوْق التبة !
محمد الفاروق يكتب : العَلَمُ فَوْق التبة
عندما يصرح أغلب مَن في الرئاسة مِن مستشارين للرئيس أنهم كانوا لا يعلمون شيء عن هذا الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مؤخراً، وأنهم لم يعرفوا بهِ إلا من خلال وسائل الإعلام ، ويصل الحد إلي تنصل بعضهم منهُ والتقدم بإستقالاتهم. وأيضا يصرح الأخوان مكي، النائب والوزير ، أنهم لم يكونا علي علم بهذا الإعلان ويتحفظون عليه ويعتبرونه تدخل في شئون القضاء . وبالطبع فالحكومة هي الأخرى رئيس بوزراء "نائمة في العسل" ولا تعرف شيء بل وفي سبات تام وكأنها مغيبه أو منفصلة عن الواقع . وبالتأكيد أن القوي السياسية المختلفة لم يتم التشاور معها بشأن هذه القرارات بالرغم من اللقاءات العديدة التي تمت خلال الأسبوعين الماضيين. فلا شك أننا بذلك أمام أمران أَمَرَّ من العلقم لا ثالث لهما : - أن الرئيس قد اتخذ هذه القرارات بشكل فردي دون أخذ مشورة أحد. - أو أنه قد أتخذها بالتشاور مع أناس من خارج القصر، لا هُم بمستشارين ولا حكوميين ولا سياسيين أصحاب اتجاهات سياسية مختلفة. وهذان الأمران عند التفكير فيهما كفيلان أن يجعلونا نشعر بالغصة تسرى في حلوقنا، فلم يكن هذا ما قامت من اجله الثورة ، بل أنها قامت عليه . فالأمر الأول : يعني أننا أمام رئيس قد تحول سريعاً لحالة من التوحد لا يسمع سوى لنفسه، وأنا أشك في ذلك. والأمر الثاني: أن الدولة لها رئيسان ، واحد معلن ويسكن القصر ولا يَحكم، وأخر غير معلن يحكم ويتحكم في القصر وما فيه! في جميع الأحوال لقد قضي الأمر، واتُخذت القرارات وأصبح لها تبعيات علي أرض الواقع ، ومن الثابت أن أي قرار لا نعرف مدى صحته من عدمها إلا من خلال نتائجه ، فإن كانت ايجابية أصبح سارياً ، أما إن كانت سلبية فينبغي سحبه ويصبح القرار هو والعدم سواء . ومن خلال ما حدث في الأيام القليلة الماضية التي تلت قرارات الرئيس ، وما شهده الشارع المصري من حالة غير مسبوقة من الاستقطاب السياسي وصل حد الانقسام ، قد بات واضحاً أنها أثرت بشكل سلبي على وحدة الصف ، في وقت نحن أحوج فيه إلي الاصطفاف والاجتماع حول كلمة سواء. والخطير أن هذا التأثير السلبي لم يقتصر علي العامة وقط ، وإنما تخطي ذلك ليصل إلي القضاة ، والذين قد تم إقحامهم عنوة في هذا الصراع . يا رئيس مصر إن حُجتك في اتخاذ هذه القرارات قد أرجعتها إلي أنها تصب في مصلحة الوطن ، فأي مصلحة هذه التي تعلوا فوق الدماء التي ذُرِفَت ، والأرواح التي زُهقت بسببها !؟ وأوضحت أن هناك مؤامرة تُحاك لقلب نظام حكمك ولديك ما يثبت ذلك ، وبغض الطرف عن أن ما تفوهت بهِ يحمل إدانة لك وإهانة للقضاء واستهانة بالشعب ، إلا أننا جميعاً انتظرنا أن تكشف لنا عن خيوط تلك المؤامرة ، كي نكون سنداً وعون لك ، وإذ بك في حوارك الطويل العريض تراوغ ولم تتطرق إلي أي دليل مادي ، قد طالبك بهِ قضاة الدستورية ونحن من قبلهم . أما من الناحية القانونية فقد اجتمع شيوخ وفقهاء القانون والدستور، علي أن هذا الإعلان الدستوري لا يحمل أي صفة أو سند قانوني ، بل وذهبوا إلي ما هو أبعد من ذلك وسموه بالإعلان (( اللا دستوري )). وعن القلة المؤيدة فقد دافعت على استحياء ولم تذكر أي سندات قانونية البتة ، سوي ما قد رددته من قبل عن المؤامرة الكونية ، وأنه في مصلحة الوطن ، والتي لا نعرف عن أي مصلحة يتحدثون !! فعلام إذن الانتظار لسحب قراراتك أو تعديلها ، هل تظن أو يُخيل لك البعض أن التراجع عنها ضعف !؟ فما أقواهُ من ضعف استجابة لصوت العقل تجنباًَ لبركان أوشكَ علي الانفجار، وقد بدأت هزاته في تصديع الأركان.! أم أنك تنتظر أن يَرفع فصيل من أبناء وطنك علمه فوق تبة فصيل آخر...!؟ في معركة (( اللانصر)) أو بالآحرى في معركة المنتصر فيها مهزوم ، وسيكون أول الخاسرون أنت أيها الرئيس، إن لم تفض هذا الإشتباك. المصدر : جريدة التحرير اليوم http://www.tahrir2day.com/2011-05-09...%A8%D8%A9.html
__________________
الساجد لله |
العلامات المرجعية |
|
|