مخازن التربية والتعليم.. مستودعات فساد!!

[مستر محمد خليفة]

تحولت مخازن التربية والتعليم الي مستودعات فساد يتم فيها عقد الصفقات المشبوهة لتحقيق الثراء السريع.. تسيطر عليها مافيا لبيع الأجهزة والأثاثات *المكهنة* والكتب بالملاليم ليربحوا من ورائها الملايين.. علي مرأي ومسمع من المسئولين.
المعلمون أجمعوا علي ضرورة وجود أقسام للمديريات والإدارات التعليمية لإصلاح وصيانة الأثاث والمعدات لإعادة استخدامها مع تشديد الرقابة والمحاسبة من قبل أجهزة التفتيش المالي..واقترحوا انشاء لجنة بكل ادارة من خيرة العاملين لفحص وتقييم التجهيزات المراد تكهينها واقرار تشريعات قانونية رادعة للفاسدين.
سوس الفساد
في البداية يقول عبد الله المصري - منسق رابطة معلمين سوهاج - ان سوس الفساد ما زال ينخر في كل خلايا مصر وما زال الفاسدون يسيطرون علي معظم مفاصل الدولة مؤكدا أن الاجهزة الرقابية اعترفت قبل الثورة بأن هناك 99% من الجهاز الاداري بالدولة ¢فاسد¢ ولن تكون مخازن التربية والتعليم استثناء لهذا الفساد فهي تدار بنفس عقلية الرشوة والسرقة والاهمال مشيراً إلي ان تكهين أجهزة الكمبيوتر بحجة انتهاء عمرها الافتراضي داخل مخازن الإدارات عدة سنوات حتي تفقد قيمتها ويتم بيعها بأبخس الاثمان لا يحتمل. لافتاً إلي ضرورة العمل علي إيقاظ ضمير العاملين بالدولة واعادة الانتماء لوطنهم مع ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية واقرار تشريعات قوية ورادعه للفاسدين والمرتشين لأن من لا يردعه ضميره فان العصا كفيلة بردعه.
ويضيف محمود الفرغل مدرس بمحافظة الأقصر أن فساد إدارات مخازن التربية والتعليم يضيع علي الدولة مليارات الجنيهات سنوياً حيث يتم تكهين الأثاث المدرسي من مقاعد ومعامل كاملة أثناء عمليات تطوير المدارس الوهمية بحجة تكهينها وتختفي أجهزة التكييف والكمبيوتر والأجهزة الطبية بمجرد وصولها المخازن لافتاً الي تمركز الفساد في المخازن الرئيسية بالادارات التعليمية حيث أن الاثاثات المكهنة والتي تباع بالملاليم من الممكن استخدامها لمدة 20 عاماً قادمة وقد يقوم أباطرة المخازن بتبديل الاثاث الحديث بأثاث قديم بالي وان البعض من مديري المدارس يقومون بالاتفاق مع ادارة المخازن لتكهين الأثاثات والاجهزة الكهربائية واخذها لمنازلهم في غياب تام للرقابة والتفتيش.
تكهين الأثاثات
يوضح سعيد بلال - مدرس لغة ألمانية بإدارة الدلنجات أنه يتم تكهين الأجهزة والمعدات دون النظر الي إمكانية إصلاحها ويتم بيعها علي أثاث أنها خردة مقترحاً انشاء لجنة بكل إدارة من خيرة العاملين بها يكون دورها فحص الأجهزة او التجهيزات المراد تكهينها وكذلك تقييم تلك الأجهزة ولا يترك ذلك لأي لجان عشوائية بالمدارس.
ويشير سمير الغريب ان إدارات المخازن بوزارة التربية والتعليم تحولت الي بؤر اجرامية تديرها مافيا متخصصة تحقق من ورائها ملايين الجنيهات المشبوهة.
انعدام الجودة
ويؤكد محمود السيد - مدرس ان هناك نوعين من الادوات التي يتم تكهينها بالمخازن التعليمية بعد انتهاء صلاحيتها منها الآثاث المدرسي والاجهزة المكملة مثل ادوات حجرة الإقتصاد المنزلي والحاسب الآلي وذلك بسبب إنعدام الجودة في صناعتها وسوء استخدامها والمحسوبية في اختيار الشركات الموردة وعدم معاينتها مما يعرضها لسرعة التلف مما يعد إهدارا للمال العام.
ويقول احمد سيد أن الأزمة الحقيقية تكمن في إشراف مهندس واحد علي جميع المناقصات وخطط الاحلال والتجديد والصيانة وغيرها بالمدارس مما يسمح بإدارة الصفقات وتحديد العمولات بعيدا عن أروقة الإدارات التعليمية لافتاً إلي أن هناك مدرسة يتم ترميمها كل عام بنصف مليون جنيه رغم تهالكها وعدم صلاحيتها مطالبا بإصدار قرار يحسم الامر ويضع حدا فاصلا للقضية ويوقف نزيف الاموال التي تهدر.
ويضيف شعبان حمزة - محافظة سوهاج إلي ان الاخطر من كل هذا هو وجود موظف بالمخازن غير مؤهل للتصرف فنجده يتصرف في هذا الموقع الخطير كيفما يشاء دون أدني مسئولية إلي جانب الحالة الردئية التي توجد بالمخازن من انها مرتع للفئران والحشرات بجميع أنواعها ولم يتطرق المسئولين بها الي ما يطهر به هذا الموقع الخطير ويجعله مناسبا لان تكون مخازن حقيقية للعلم بشتي أنواع محتواه.
ويقول محمود صديق - مدرس في إدارة مغاغا بالمنيا ان المخازن في الادارات والمديريات تديرها مافيا بكل المقايس خاصة التعليم الفني حيث يتم تسليم الكتب لامناء المخازن ثم يتم بيعها بالطن للمحلات التجارية مشيراً الي أنه تم بيع اجهزة الحاسب بمدارس المنيا العام الماضي في مناقصة وصل خلالها سعر الجهاز الي 50 جنيها متعجباً من صيانة مدارس ايلة للسقوط في حين تحتاج أخري للبناء.
أما عن السلب والنهب في المدارس الصناعية للبنين والبنات فحدث ولا حرج فهناك ما يسمي ادوات تلوين لاقسام الزخرفة مثلا او الحديد لقسم البرادة او الاخشاب لقسم النجارة او الاقمشة والابر والتريكو لاقسام الملابس الجاهزة أو الادوات الكهربائية لقسم الكهرباء وهكذا لباقي الاقسام يتم شراء هذه الخامات بفواتير وهمية علي الورق فقط ولايستخدمها الطلاب ويتم شرائها لأجل المسئولين بهذه النوعية مما يعد اهدارا لملايين الجنيهات سنويا تحت هذه البنود.
خردة
ويشير عبد الفتاح عامر - مدرس بمركز التطوير التكنولوجي بكفر الشيخ الي انه في مجال تكنولوجيا التعليم والحاسب الالي يتم تكهين معامل كاملة للحاسب الالي موجوده بالمدارس بما تحتوية من اجهزة وشاشات رغم امكانية الاستفادة منها في المراحل التعليمية الأولية ورياض الاطفال لسنوات قادمة أوتحديثها بتكاليف بسيطه توفر علي الدوله اعتمادات جديده وميزانيات كبيره لشراء اجهزة جديده والمشكلة في غياب الرؤية للاستفادة بماهو متاح من امكانيات وتجهيزات داخل المدارس فبدلا من تكهين الاجهزة وبيعها يمكن توزيعها علي طلبة المدارس والمعلمين بنفس اثمان بيعها في المزادات وذلك لاستخدامها في عمليات التعليم والتعلم وبذلك نضمن تشغيلها والاستفاده بها في الحقل التعليمي بدلا من تخزينها واتلافها وبيعها كخرده وكهنه لا يستفاد منها.
مسئولية الوزارة
ويقول محمود الأشقر - عضو اللجنة التنسيقية لائتلاف المعلمين ان فساد إدارة مخازن التربية والتعليم تتحمل مسئوليته الوزارة بشكل كبير حيث يتم تغيير الخطط والسياسات بصفة مستمرة مما يؤدي الي اهلاك شيء جيد من الممكن استعمالة لسنوات فمثلا تحويل نظام الثانوية العامة من سنتين الي سنة واحدة يصاحبة اعدام لبعض الكتب والمقررات وادلة المعلم وطباعة كتب وغيره كما ان عدد العاملين بالمخازن من العمال والاداريين قليل جدا مما يؤدي الي الاهمال والاتلاف والصرف بالخطا مؤكدا ان المدارس التي بها مخازن كبيرة كالمدارس الصناعية والزراعية والتي تعتمد علي صناعة بعض المنتجات فيحدث تبديل في الخامات من حيث النوعية والصنف والسمك والطول حيث يتم استبدالها بالأقل جودة لتحقيق فروق لصالح بعض المنتفعين.
إهمال الصيانة
ويقول محمود جاد مدرس أول جغرافيا في البحر الأحمر أن المخازن مليئه بالأجهزه والمعدات والاثات ويتم بيعها بأرخص الأسعار عن طريق لجان وهميه لصالح انفسهم ومنذ عده سنوات حدث بيع 100 كمبيوتر بسعر 200 جنيه للجهاز شامل كل شيء في حين طلب المدرسين شراءه ب 500 جنيه ولكنهم رفضوا بحجه انه ممنوع إلا عن طريق المزادات كما توجد اثاثات يحتاج الي بعض الصيانه ويتم استخدامه مرة أخري ولكن للاسف يتم بيعها ايضا بتراب ¢الفلوس¢.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/brains/