|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الأصنام لها صور متعددة
بسم الله الرحمن الرحيم ... إن الأصنام تتنوع صورها وتتعدد ؛ وقد يظن البعض أن الأصنام مجرد أحجار أوأشجار وهذا غير صحيح. فأحيانا يكون الصنم هوالمال عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: صلى الله عليه وسلم: تَعِسَ عبد الدينار، تَعِسَ عبد الدرهم،تَعِسَ عبد القطيفة، تَعِسَ عبد الخميصة، تَعِسَ وانتكس، وإذا شِيكَ فلا انتقش، إن أُعطي رضي، وإن مُنع سخط وكما قـال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : لكل أمة صنم، وصـنم هذه الأمة الدينـار. وقال أيضاً: والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصـنام بعد عبادتهم للرحمن ـ تعالى ـ بحبهم الدنيا. وأحيانا يكون الصنم هو الهوى كما قال ـ سبحانه -: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ [الجاثية: ٣٢] وقال ـ تعالى ـ عن اليهود: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ [البقرة: ٣٩]. فالصنم منه ما يكون منحوتاً من حجر، وأشده مايكون منحوتاً في القلب. قال ابن القـيم رحمه الله إن التوحيد واتِّباع الهـوى متضـادان؛ فإن الهـوى صـنم، ولكل عبد صـنم في قلبه بحسـب هواه، وإنما بعث الله رُسله بكسر الأصـنام وعـبادته وحده لا شريك له،وليس مراد الله ـ تعالى ـ كسر الأصنام المجسّدة وترك الأصنام التي في القلـب، بل المراد كسرها من القلب أولاً.. وتأمَّلْ قول الخليـل ـ عليه السلام ـ: مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ [الأنبياء: ٢٥] كيف تجده مطابقاً للتماثيل التي يهواها القلب ويعكف عليها ويعبدها من دون الله. قال ـ تعالى ـ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً الفرقان: ٣٤ إن المتَّبعين لشهواتهم من الصور والطعام والشراب واللباس يستولي على قلب أحدهم ما يشتهيه حتى يقهره ويملكه ويبقى أسير ما يهواه.. فما يمثله الإنسان في قلبه من الصور المحبوبة تبتلع قلبه وتقهره، فلا يقدر قلبه على الامتناع منه، فيبقى قلبه مستغرقاً في تلك الصورة ولا يكون عشق الصور إلامن ضعف محبة الله وضعف والعاشق المتيّم يصير عبداً لمعشوقه،منقاداً له، أسير القلب له. وفي عصرنا الذي كثرت فيه الأصنام والتصاوير التي فتن فيها الكثير وزل بسببها الجمع الغفير إذ إن كثيراً من الناس عكفواعليها الليل والنهار ....وفي سبيلها (يطوفون) البلاد ويجوبونها؟ نسأل الله العافية والثبات إلى يوم نلقاه فاللهم إنّا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحننعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.
__________________
[/IMG]
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاصنام الجديدة |
|
|