اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-08-2010, 02:23 PM
الكتكوت النونو الكتكوت النونو غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 24
معدل تقييم المستوى: 0
الكتكوت النونو is on a distinguished road
افتراضي إعجاز الرقم 11 في (بسم الله الرحمن الرحيم)

إعجاز الرقم 11 في (بسم اللهالرحمن الرحيم)
إن الرقم (11) يتجلى في لفظحروف البسملة، فكما نعلم عدد الحروف يختلف رسماً ولفظاً، والعجيب أن لفظ هذه الحروففيه معجزة أيضاً، إذن المعجزة تشمل الرسم واللفظ معاً، وهذا مالا نجده في أي كتابمن كتب البشر.....



القرآن الكريم كتاب الله تعالى، هذه حقيقة ينبغي أنندركها جيداً، وأن يدركها كل من يشك برسالة الإسلام. ولذلك فإن الله تعالى قد وضعفي كل آية من آيات كتابه براهين تثبت أن الكتاب كتابه وأنه لم يحرَّف، ولغة الأرقامخير شاهد على ذلك. وفي هذه المقالة نتدبر أول آية من كتاب الله تبارك وتعالى وهيالبسملة(بسم اللهالرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1].

إنها آية عظيمة تستحق منا الوقوفأمامها طويلاً، وهي غزيرة بعجائبها، وتحتاج لأبحاث طويلة، ولكن وكعادتنا في هذهالمقالات نختار جانباً من جوانب الإعجاز العددي، وفي البسملة لدينا أربع كلمات وكلكلمة تتألف من عدد من الحروف، وسوف نعيش مع عجيبة من عجائب البسملة تتعلق بلفظكلماتها.

المعجزة تشمل الرسمواللفظ

في أبحاث الإعجاز العددي نعتمد غالباً على عدّ الحروف كماتُكتب في المصحف الشريف وفق الرسم العثماني، ولكن البعض يتساءل ويقول: لماذا لاتعدّون الكلمات كما تُلفظ؟ وأقول دائماً: إن المعجزة تشمل الرسم واللفظ، وقد أثبتناوجود معجزة عددية في رسم كلمات البسملة من خلال كتاب (معجزة بسم الله الرحمنالرحيم)، وسوف نثبت الآن وجود معجزة تشمل لفظالكلمات.

الطريقة التي سنتبعها لعدّ الحروف كما تُلفظ هي أننا نحصيالحروف وفق لفظها بغض النظر عن طريقة كتابة الكلمة، وفي البسملةلدينا:

رسماً:بسم الله الرحمنالرحيم

لفظاً:بِ سْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْمِ

وسوف نرى كيف تأتي هذه الحروف لتتناسب مع العدد 11 وهوالعدد الذي يدل على وحدانية الله تعالى. ولكن لماذا العدد أحدعشر؟

العدد 11 دليل على وحدانية منزلالقرآن

هذا العدد يتألف من 1 و 1 وكأنه يشير إلى الله الواحدالأحد، وهو عدد أولي لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد، وإن وجود تناسق رقمي فيكتاب الله يعتمد على العدد 11 هو دليل على أن الذي أحكم هذه الأعداد هو الواحدالأحد سبحانه وتعالى! لقد جعل الله عدد حروف(قل هو الله أحد)أحد عشر حرفاً ليدلنا على أن الذي نزلالقرآن هو الواحد الأحد سبحانه. وهذه الآية التي تشهد على وحدانية الله هي 11 حرفاًسواء عددنا الحروف كما تُلفظ أو كما ترسم!

حروف البسملة كما تُلفظ والرقم 11

لنكتب حروف البسملة كما تلفظ حرفاً حرفاً وتحت كل كلمةعدد حروفها الملفوظة، مع العلم أننا نتبع منهجاً ثابتاً في عدّ الحروف الملفوظة: الحرف الملفوظ نعدّه حرفاً سواءً كُتب أم لم يُكتب:

بِسْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْمِ

3 4 6 5

نعتمد طريقة صف الأعداد بجانب بعضها (وهي طريقة ثابتة فيأبحاث الإعجاز العددي)، فإذا فعلنا ذلك ووضعنا الأعداد 3 – 4 – 6 – 5 بجانب بعضها،فإن العدد الذي يمثل حروف الآية كما تُلفظ هو (5643) من مضاعفات الرقم (11):

5643 = 11 × 513

التناسق العددي يشمل الحركاتالإعرابية

كما نرى فإن كل كلمة تحوي عدداً من الحركات (علاماتالتشكيل) ولدينا ثلاث حركات هي: الكسرة، الفتحة، السكون. والعجيب جداً أن هذهالحركات قد رتبها الله تعالى بنظام يقوم على الرقم (11) دائماً. أي أننا نتعامل معاللفظ واللفظ يختلف عن الرسم، فحرف اللام مثلاً له شكل واحد من حيث الرسم، ولكنهيُلفظ بثلاثة أشكال: مفتوحاً: لَومضموماً: لُومكسوراً: لِ

توزع علامة الكسرة والرقم 11

لندرس الآن توزع علامات التشكيل في كلمات الآية ونشكلجدولاً نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من علامة الكسرة (وهذه هي العلامات التيتضمَّنتها الآية) وقد لونتُ الحروف ذات الكسرة بالأحمر تمييزاًلها::

بِسْمِلْ لَ اْهِـرْ رَ حْ مَ اْنِرْ رَحِيْمِ

2 1 1 2

عندما نتبع الطريقة السابقة في صفالأعداد ونقوم بصف هذه الأرقام كما نراها، فإن العدد الذي يمثل توزع علامة الكسرةفي كلمات الآية هو (2112) وهذا العدد من من مضاعفات الرقم (11):

2112=11×192

توزع علامة الفتحة والرقم 11

لنكتب حروف الآية كما تُلفظ وتحت كل كلمة ما تحويه منعلامة الفتحة:

بِ سْ مِ لْلَاْ هِـ رْرَحْمَاْ نِ رْرَحِ يْ مِ

0 1 2 1

العدد الذي يمثل توزع علامة الفتحة في كلمات الآية هو (1210) وهذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم (11) لنكتب هذه المعادلة رياضياً:

1210=11×110

توزع علامة السكون والرقم 11

والآن نكتب ما تحويه كل كلمة من علامةالسكون:

بِسْمِلْلَاْهِـرْرَحْمَاْنِرْرَ حِيْمِ

1 2 3 2

والعدد الذي يمثل توزع علامة السكون (الأحرف الساكنة لفظاً) هو (2321) من مضاعفات الرقم (11) أيضاً:

2321=11×211

والآن سوف نرى حقيقةً تعدّ من عجائب البسملة وهي أن النقطالموجودة على حروف هذه الآية جاءت بنظام مُحكَم أيضاً.ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذهالحقائق نبحث عن تناسقات أخرى مع الرقم 11 لننفي احتمال المصادفة نهائياً، لأنالمصادفة لا يمكن أن تتكرر مرات عديدة.

النقطة لها معجزة في كتابالله

إن المعجزة لما تنته بعد, فالنقطة في كتاب الله لهامعجزة! وفي هذه الآية العظيمة عندما نعدّ النقط في كل كلمة سوف نجد عددا من مضاعفاتالرقم (11). لنكتب الآية كما تلفظ وتحت كل كلمة عدد النقط فيها، مع ملاحظة أننانلون الحروف المنقطة باللون الأحمر تمييزاً لها:
بِسْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْنِرْ رَ حِيْمِ

1 0 1 2

إن العدد الذي يمثل توزع النقط فيكلمات البسملة هو (2101) وهذا العدد من مضاعفات الرقم(11) أيضاً:

2101=11×191

كلنا يعلم بأن تنقيط حروف القرآن قد تم بعد نزول القرآنبسنوات وهو أمر اجتهادي إلا أن هذه النتيجة الرقمية تدعونا للقول بأن كل شيء فيكتاب الله منظم, وأن الله يعلم علماً مسبقاً بأنه سيأتي زمن تنقط فيه حروف القرآنفقدر أن تأتي هذه النقط بنظام يتناسب مع النظام الرقمي القرآني ليؤكد لنا أنه علىكل شيء قدير وأنه لا يسمح بإضافة شيء لكتابه إلا بما يشاء ويرضى. وهذا مزيد منالإعجاز يشهد على أن الله تعالى قد حفظ كل شيء في كتابه حتى النقطة على الحرف حفظهامن التحريف.أليستهذه الحقائق دليلاً على وحدانية الله تباركوتعالى؟

وهنا نتساءل:

هل جاءت حروف الكلمات كما تلفظ لتشكلعدداً من مضاعفات الرقم (11) بالمصادفة؟ ثم تأتي هذه المصادفة لتشكل عدداً يمثلالحروف التي تحتها كسرة وهذا العدد من مضاعفات الرقم (11)؟ ثم تأتي المصادفة لتشكلعدداً يمثل الحروف التي فوقها فتحة وهذا العدد من مضاعفات الرقم (11)؟ ثم تأتي هذهالمصادفة لتجعل الحروف الساكنة تتوزع لتشكل عدداً من مضاعفات الرقم 11 ... كل هذاجاء بالمصادفة؟ وهل هذه المصادفة هي التي جعلت تكرار كلمات البسملة في القرآن يشكلعدداً من مضاعفات الرقم (11) أيضاً؟

وإذا كان هذا النوع من المصادفاتموجوداً فلماذا لا نجده إلا في القرآن؟ إن هذه الحقائق الرقمية القوية لتدل دلالةقطعية على أن الله عَزَّ و جل هو الذي رتب هذه الحروف وأحكمها بما يتناسب مع الرقم (11).

ـــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-08-2010, 05:39 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,261
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي

ماشاء الله على المعلومات الرائعة
والموضوع الجميل جدا
ربنا يكرمكم ويبارك فيكم
وننتظر جديدكم داااااائما وتفاعلكم
__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-08-2010, 05:51 PM
روفيدة وبودي روفيدة وبودي غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 283
معدل تقييم المستوى: 15
روفيدة وبودي is on a distinguished road
افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-08-2010, 02:36 PM
العابدة العابدة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 50
معدل تقييم المستوى: 16
العابدة is on a distinguished road
افتراضي

للأمانة منقول من تعليق العابد لله على موضوع الحروف فى أوائل السور وقمت بنقلها اتماما للفائدة ولعدم تأخير البيان عن وقت الحاجة
حيا الله الأخوة والأخوات وكل عام وانتم بخير التفسير العددى للقرآن تفسير محدث لم يعرفه السلف ولا الخلف ولا يتجاوز عمره الخمسين عاما ولا يوجد له قاعدة مطردة مستقرة تحكمه بل يبنى على اجتهادات شخصية وعادة تميل للنقد والتخطئة بل وتفتح الباب على اعداء الاسلام للطعن فيه بحجة أن بعض الايات لا تتوافق مع ترتيبها الرقمى أو معانى هذه الأرقام بل وقد قرأت فى بعض المنتديات الشيعية أنهم استغلوا هذا التفسير فى اثبات الامامة ومنهجهم الفاسد والله عز وجل جعل فى القرآن العديد من المعجزات التى نقلها المفسرون والعلماء على مر العصور والذى نجده والله أعلى وأعلم وكما سأنقل لكم فتاوى أهل العلم على عدم صحة هذا التفسير وعدم جوازه أو اعتماده فى التفسير والله ولى التوفيق وهو من وراء القصد
السؤال:

شاعت بين شباب المسلمين أقوال
وللأسف هناك ما يؤيد هذه الأقوال من مؤلفات
مثل كتاب اسمه
(إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم)
فصار يتردد على الألسن
أن زوال دولة إسرائيل سيكون عام 2022م
والدليل على ذلك هو الاعتماد على الرقم
(11) المطبق على سورة الإسراء
كما يقال كذلك على الرقم (11)
المطبق على سورة التوبة
في معرفة الضربة التي ضرب بها
مركز التجارة العالمي في شهر سبتمبر
وهذا يشبه قول النصارى
حيث يدعون هم الآخرون
أنه بإقامة عمليات حسابية في الموسوعة
التي تشمل العهد القديم والعهد الجديد
يمكن التعرف على أشياء وقعت أو ستقع
مثل معرفة يوم مقتل الرئيس الأمريكي جون كنيدي
ولكن رقمهم المعجزة هو (7)
فنرجو من فضيلتكم
أن تبينوا هل القرآن أنزل لتطبق عليه
العمليات الحسابية
وبالتالي تعرف به الأحداث؟
أم أنزل ليعمل به الإنسان في حياته اليومية؟



الإجابة:
اعلم أن هذه الأقوال تخرصات ووهميات
وقول في القرآن بغير علم
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[ من قال في القرآن برأيه فليتبؤ مقعده من النار ]
وقال:
[ من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ]
ولأجل ذلك كان السلف- رحمهم الله -
يتوقفون فيما لا يعلمون
لأن القول بلا علم ذنب كبير
عقوبته أغلظ من الشرك
فمن ذلك هذه التخرصات
التي ما أنزل الله بها من سلطان
اعتمادا على رقم تسعة عشر أو رقم أحد عشر
وذلك لأن هذه السور وضعت بالاجتهاد في هذا الموضع
ولم يفهم السلف ولا المفسرون دلالتها
على زوال اليهود أو النصارى
من هذه الأرقام ولا غيرها
فلا يجوز الاهتمام ولا الاشتغال بأقوال هؤلاء
سواء من المسلمين أو من النصارى

فالقرآن أنزل لتلاوته وللعمل به
لا لتطبق عليه العمليات الحسابية
ولا لتعرف به الحوادث المستقبلة
فالغيب لا يعلمه إلا الله
كما قال تعالى:
[ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ]
فيجب على المسلم
أن يبتعد عن مخالطة هؤلاء وعن تصديقهم.



عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


المصدر : موقع الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
*.*.*.*.*.*.
*.*.
*.




تفضلوا أخواني و أخواتي الكرام في الله
ولنقرأ سويا هذه الفتاوى

ونسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
اللهم آمين




****


السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل في القرآن إعجاز عددي مثل ذكر الحديد
أو عدد ذكر الرجل والمرأة، وغيرها؟.

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام
على من لا نبي بعد
وبعد :
فالكلام عن مصطلح الإعجاز العددي
يحتاج إلى دارسة وافية ونظر متأمل
فالكلام حوله كثير والدراسات المعاصرة متعددة
وفي الحق فإن من الصعوبة أن أختصر الكلام
في هذه المسألة
لأنها تحتاج إلى بسط ومزيد إيضاح
ومع هذا فسأجتهد وُسْعِي أن أختصر الكلام
وألخصه في نقاط بما يحضرني
مع يقيني أن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والعناية
والله المسئول أن يعصمنا من زلل الرأي وخطل القول:

أولا/ مصطلح
(الإعجاز العددي)
مصطلح متأخر بدأ تداوله في العصر الحديث
غير أن الباحث ربما وجد عند المتقدمين
ما يمكن أن يسمى إرهاصات له
واستحضر الآن مثالين على ذلك
أولها
ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2172)
والبيهقي في السنن الكبرى (4/213)
والحاكم في المستدرك (1639)
وصححه عن ابن عباس قال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يدعوني مع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -
ويقول لي: لا تتكلم حتى يتكلموا
قال: فدعاهم وسألهم عن ليلة القدر
قال: أرأيتم قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
التمسوها في العشر الأواخر
أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم:
ليلة إحدى، وقال بعضهم:
ليلة ثلاث
وقال آخر: خمس
وأنا ساكت فقال: ما لك لا تتكلم؟
فقلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت
قال فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم
قال: فقلت: أحدثكم برأيي!
قال: عن ذلك نسألك
قال فقلت:
السبع، رأيت الله ذكر سبع سماوات
ومن الأرضين سبعا
وخلق الإنسان من سبع
وبرز نبت الأرض من سبع
قال فقال: هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما قولك:
نبت الأرض من سبع، قال فقلت
إن الله يقول
"شققنا الأرض شقا"
[عبس:26]
إلى قوله:
"وفاكهة وأبا"
[عبس:31]
والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس
قال: فقال عمر – رضي الله عنه - :
أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام
الذي لم يجتمع شؤون رأسه بعد
إني والله ما أرى القول إلا كما قلت
قال وقال:
قد كنت أمرتك أن لا تتكلم حتى يتكلموا
وإني آمرك أن تتكلم معهم
فابن عباس – رضي الله عنهما -
نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم
مما يدل على أن له معنى خاصا
فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر
الوارد ذكرها في قوله تعالى:
"إنا أنزلناه في ليلة القدر"
[القدر:1]
هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان
وهذا لا يمنع أن يكون – رضي الله عنه-
استند في فهمه إلى قرائن أخرى.

.....................................

والثاني:
أننا نجد عند بعض المفسرين من السلف
ومن بعدهم محاولات لبيان معنى حروف التهجي
التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم
معتمدين في ذلك على حساب الجمل
(وهو ما كان يعرف عند العرب قديما
من وضع قيمة رقمية لكل حرف عربي
حسب ترتيب (أبجد هوز)
ويسمونه: حساب الجمل)
وانظر في هذا إلى ما أشار إليه الألوسي
وابن عاشور في تفسيرهما رحمهما الله
ولا يضيرنا أن تكون تلك المحاولات
قد أصابت الحق أو أخطأته

لأن المراد البحث في نشأة هذا النوع من الدراسة.

إلا أن هذا المصطلح قد أحاط ظهوره في العصر الحديث
كثير من الدخل والدخن

فالحسابات العددية ارتبطت بالبهائية
(وهي أحد الفرق الباطنية الضالة)

وعلى تلك الحسابات اعتمد الهالك
رشاد خليفه في دعوى النبوة
وهذا الارتباط مع عوامل أخرى
جعل كثيراً من الدارسين يقف من هذا الاتجاه
الحادث موقف الريب
وينزع فيه منزع الشك
ومن أبرز العوامل أيضا ما اتسمت به
كثير من الدراسات المتعلِّقة بالإعجاز العددي
من مظاهر التكلف وصور التمحل
وافتقاد المنهجية المطردة المنضبطة
مما يُجل القرآن الكريم عنه
إلى عوامل أخرى ربما ورد ذكرها في ثنايا الكلام.

ثانيا:
عند النظر في مصطلح (الإعجاز العددي)
نجده يتركب من جزأين: الإعجاز، والعدد
والأمر المعجز:
هو الشيء الذي لا يُستطاع ويُعجز عنه
قال في القاموس عند تعريف المعجزة :
هي ما أعجز به الخصم عند التحدي
والعد والعدد: الإحصاء
ويُراد به هنا الأرقام المعروفة التي يُعد بها ويُحصى.

وبهذا يظهر أن مصطلح الإعجاز العددي
يراد به وبحسب ما تبين لي
من خلال الدراسات المتعلقة به أنه:
(( ما ورد في القرآن الكريم من إشارات
إلى حقائق كونية بطريق الحساب العددي ))

ومن خلال هذا يتبين أن مصطلح الإعجاز العددي
يتألف من ركنين أساسين:

أولهما:
أن يكون أمراً معجزاً ليس في مقدور البشر المجيء بمثله.

الثاني:
أن يكون الأمر المعجز معتمدا على الأرقام والأعداد.

إن معرفة هذين الركنين في مصطلح
(الإعجاز العددي)
أمر أساس فلكي
يصح أن نطلق على ذلك النوع من الدراسات
أنها من قبيل البيان لما في القرآن الكريم من إعجاز عددي
، فيجب أن يتوفر فيها هذان الركنان
الأول:
أنها أمر معجز
والثاني:
أنها تعتمد على لغة الأرقام والأعداد.

وبهذا يظهر لنا جليا الخلل الكبير
الذي اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة
بهذا النوع من الإعجاز
وقد أشار السائل الكريم إلى مثال على هذا
وهو تساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن الكريم
أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة
أو الملائكة والشياطين
فهذه أمور ذكرها من كتب في الإعجاز العددي
مستشهدا بها على ما في القرآن الكريم من إعجاز عددي
وهذه الأمثلة ونحوها لو سُلِم بصواب عَدِها وانضباطها
مع أن فيها نظر فهي ليست
مما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يُقدر عليها
فأنت مثلا تستطيع أن تؤلف كتابا ضخما
وتتعمد أن تراعي تساوي عدد المرات
التي تذكُر فيها لفظ الرجل والمرأة
أو لفظ الدنيا والآخرة، أو لفظ الملائكة والشياطين
فمثل هذا لا خلاف أنه في مقدور كل أحد أن يفعله
، وإذاً فهو ليس أمراً معجزا
فلا يصح أن يدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي
لأنها غير معجزة أصلاً
وربما ازداد الأمر وضوحاً في الفقرة الرابعة.

ثالثا/
أما ما يتعلق بالحكم الشرعي
على هذا النوع من الدراسات الحديثة
فقد أبدى كثير من المختصين في الدراسات القرآنية
تحفظهم الشديد على هذا النوع
من البحوث المتصلة بالقرآن الكريم
بل رأينا المبالغة في النكير على القائلين به والداعين إليه
حتى خرج البحث عن المسار العلمي
إلى نطاق يتعلق بالأشخاص
وهذا شطط لا موجب له.
وربما أثر في هذا ما أحاط نشأته من إشكالات
وما اتسمت به كثير من دراساته
بالتكلف والتمحل كما سبق الإشارة
إليه إننا قبل أن نطلق الحكم الشرعي
على هذه المسألة يجب أن نطرح سؤالاً منهجياً مهماً
وهو:
هل هذه ( الأعداد المعجزة)
التي يُذكر أنها في القرآن الكريم
والتي تشير إليها البحوث والدراسات المعاصرة
جائزة الوقوع عقلاً
بحيث لا يمتنع وقوعها عقلا في القرآن الكريم
وبمعنى آخر هل هناك ما يمنع من ورود أرقام
وأعداد تحسب بطريقة ما فتدل على حقائق علمية وكونية
إن هذا سؤال جوهري
الإجابة عليه بشكل علمي تزيل كثيراً من الحرج
وترفع كثيراً من اللبس في هذه المسألة
والظاهر عندي أن هذا الأمر جائز الوقوع عقلاً
لأنه لا يوجد ما يحيل وقوعه لا من حيث نصوص الشرع
ولا من حيث جريان العادات والسنن
كما أنه تعالى لا يعجزه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة
وعدم وجود المانع دليل على الجواز قطعا
على أنه لا تلازم بين الجواز العقلي والوقوع الفعلي
إذ ليس كل ما يجوز عقلاً يقع فعلاً
وهذا لا إشكال فيه بحمد لله.


ومتى صار بنا البحث إلى التسليم بجواز وقوعه عقلاً
فلا معنى للقول بمنعه والحكم بتحريمه ابتداءً
لأنه ممكن الوقوع
ومتى ما وقع صار ذات الوقوع دليلاً على جوازه شرعا
مثال ذلك: حينما نقول:
يجوز عقلاً ورود إشارة في القرآن الكريم
إلى إحدى الحقائق الكونية التي كشفها العلم الحديث
فلا يلزم منه أن ترد في القرآن الكريم
لكن متى ما وردت كان ذلك الورد بعينه
في القرآن دليلاً على جواز البحث القرآني
في مثل هذه المسائل شرعا وصحة القول بها
وكذا الحال هنا في المسألة محل البحث
وهذا يجعلنا على حذر من المسارعة
إلى الإنكار والتحريم لهذا النوع من الدراسات
معتمدين في ذلك على ما نراه
من دراسات جانبت الصواب
لأن الإنكار والتحريم سيذهب سُدى
بمجرد أن تظهر دراسة علمية رصينة
تكشف دلالة الحساب العددي في القرآن الكريم
على حقيقة علمية ما
لا سبيل إلى ردها أو التشكيك فيها
إلا بنوع من المكابرة.

وفي الحق فلا تلازم بين القول بجواز هذا النوع من الدراسة
من حيث النظر العقلي وتصحيح البحوث الموجودة اليوم
بل فيها ما هو باطل قطعاً
وفيها ما دون ذلك مما يحتاج إلى مزيد من النظر
وإنما المقصود بحث هذه المسألة بحثاً علمياً مجرداً
عن تطبيقاتها الحالية.

رابعا/
من المسائل المهمة التي وقع خلل كبير
نتيجة عدم الوعي بها
أن كثيراً من الدراسات ذات الصلة
بموضوع الإعجاز العددي
لا تفرق بين ما توفر فيه ركنا الأمر المعجز
كما تقدم في الفقرة الثانية
وبين ما أخل بهذين الركنين أو أحدهم
فأدخلوا بعض الحسابات العددية
التي توصلوا لها وفق عملية حسابية معينة
ضمن إطار الإعجاز
وهذا إخلال في المنهج
وقد مَرّ قريبا في الفقرة الثانية ضرب بعض الأمثلة
على هذا الأمر، ومن الأمثلة كذلك قول بعضهم:
إن لفظة الجهر ورد في القرآن (16 ) مرة
مساويا لفظ العلانية
ولفظ إبليس وردت (11
) مرة ويساويه لفظ الاستعاذة بالله
ولفظ الرغبة بلغ (8) مرات ويساويه لفظ الرهبة
فهذه وأمثالها كما مر ليست أمرا معجزا
لا يُقدر عليه؛ لأن كل أحد يقدر على هذا
وإذاً فمثل هذه التوافقات العددية في القرآن الكريم
ليست من الإعجاز
ويمكن أن نطلق عليها مصطلح الظاهرة العددية
في القرآن الكريم
فهي حقيقة ظواهر عددية في القرآن الكريم
وليست أمراً معجزاً يدرج ضمن بحوث الإعجاز العددي
وعليه فيجب أن يفرق بين الظاهرة العددية في القرآن
وبين الإعجاز العددي فيه.

ولا يفهم من هذا النهي عن الاشتغال
بمثل هذه الظواهر العددية
ذلك أن السلف قديماً أحصوا حروف
القرآن الكريم بشكل دقيق
وتفننوا في ذلك وشققوا المسائل فيه وفرعوا
فلنا فيهم أسوة
وإنما أردت القول إنها ليست
من ضمن البحث الإعجازي في القرآن الكريم.

خامسا/
من خلال ما قرأته من دراسات تتعلق
بموضوع الإعجاز العددي ظهر لي بشكل جلي
وأعتقد أن كثيراً من المختصين يشاركونني هذا الرأي
أن هذا النوع من الدراسات
يفتقر إلى المنهجية العلمية التي تحكم مساره وتضبط أبحاثه
ولا سيما أن هذا النوع من الدراسات
قد يتأثر بمقررات عند الباحث سابقة لدراسته
قد تجعله حتى من غير قصد يتحكم
في مسار البحث واتجاه الدراسة
ومن صور افتقاد المنهجية اعتماد بعض الدراسات
على بعض المسائل الخلافية المتصلة بالقرآن الكريم
التي لم يزل الخلاف فيها بين أهل العلم قائماً
نحو رسم المصحف وترتيب السور
حيث وجدت أن بعض من كتب في هذا المجال
يصرح بشكل واضح أنه ينطلق في أبحاثه
من اعتبار رسم المصحف أمراً توقيفياً
وهذه المسائل الخلافية وإن كان المرء
ربما يرجح فيها قولا ما، فمن الصعب أن يجعل اختياره
وترجيحه أساسا منهجيا يُبنى عليه دراسات علمية
بل قد رأيت من تلك الدراسات
ما يعتمد على بعض ما أُحدث
في رسم المصحف الشريف من الأحزاب والأجزاء
وهذا خلال منهجي خطير
لأن هذه الأحزاب والأجزاء أمور حادثة من صنع البشر
بل هي مخالفة لما كان عليه الشأن في عصر النبوة
حيث اشتهر أن القرآن الكريم
كان يقسم إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل
فهذه الأمور المحدثة في رسم المصحف
ليس لها العصمة التي لكلام الله حتى يبنى عليها
وتجعل مأخذا ومنزعا لما يسمى بالإعجاز العددي
لأن الباحث ينطلق مما للقرآن الكريم
من عصمة باعتباره كلام الله جل وعلا
فيجعله دليلا يرشده إلى حقائق كونية أو مسائل غيبية
ولولا هذه العصمة لم يصح استدلاله
فكيف يساوى هذا بما هو من اجتهاد البشر وصنعهم.

ومن الأمثلة التي نُذَكِر بها هنا ما تردد كثيراً
بعد الأحداث التي وقعت في أمريكا
واستدلال بعضهم عليها بما ورد في سورة التوبة
معتمدين في جزء من قوله على هذه الأجزاء والأحزاب.

ومما يذكر في هذا الصدد
أن تكون الدراسات التي يتوصل لها الباحث
ذات قيمة علمية، أي أن تكون ذات معنى علمي
مفيد مهما كان مجاله، سواء
شرط أن تكون ذات قيمة علمية أو فائدة عملية
و إلا كانت عبثا ينزه كلام الله عنه
وتصان الدراسات المتعلقة به عن مثله
وهاك مثالاً ذكره أحد أشهر المهتمين بالدراسات
العددية في القرآن الكريم حيث يقول:
إنّ سورة النمل تُستهلّ ب (طس)
وقد لفت انتباهنا أنّ حرف الطاء
يتكرر في السورة 27 مرّة
وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف
وأنّ تكرار حرف السين في سورة النمل
هو 93 وهذا هو عدد آيات السورة
وأن المجموع هو 27+ 93) =
120 وهذا هو جُمّل كلمة (نمل) " أ.ه كلامه
ويريد بقوله (جمل) أي حساب الجمل الذي تقدم بيانه
فهذا المثال على فرض التسليم بصحة
ما تضمنه من أرقام وحساب
فإن المحصلة النهائية له ليست ذات قيمة علمية أو عملية
فضلاً عن أنها ليست أمراً معجزاً في ذاتها
فأين هذا من وصف ربنا جل وعلا لكتابه الكريم بقوله:
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).

سادسا/
وأخيراً أود أن أختم هذا الكلام
بذكر بعض التنبيهات.

أولها:
يجب أن لا يغيب عن النظر
ونحن ندرس ما في القرآن الكريم
من تلك الإشارات الكونية أو الغيبية
أن القرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب علوم كونية
أو دلالة على حوادث غيبية
بل هو كما أخبر جل وعلا كتاب
هداية وبيان وإيضاح ورشاد
فلا يضير القرآن الكريم أن لا يوجد فيه شيء
من تلك المسائل
إذاً فنحن لسنا بحاجة إلى أن نتكلف أمراً
لم يدل عليه القرآن الكريم بشكل جلي.

ثانيا/
رأينا بعض الدراسات التي تتعلَّق بمسائل غيبية
أوحوادث مستقبلة وفي الحق فهذا دحض مزلة
ومسلك خطر، لا تُأمن فيه السلامة
ولم يزل الدجل والإفك يقترن بما اتصل بالغيبيات والأمور المستقبلة من بحوث ودراسات
ومسائل الغيب قد حجبها الله عن عباده
إلا من ارتضى من رسله
فينبغي أن تنزه البحوث المتعلقة بالقرآن الكريم
عن الخوض في هذا البحر اللجي.

ثالثا:
كثير من المحاولات التي نراها اليوم
يقوم بها أناس فيهم غيره ومحبة لهذا الدين
لكنهم ليسوا على علم راسخ بالقران الكريم
ولا معرفة بالأدلة الشرعية والأصول المرعية
وأهل العلم مجمعون على أن الناظر
في كلام الله عز وجل حتى يجوز له الكلام فيه
لا بد أن يستجمع أموراً معروفة ويحقق شروطاً معلومة
ومن نتائج الخلل في هذا الجانب والقصور فيه
أننا رأينا بعض الدراسات تنطلق من قناعات سابقة في أمر ما، تكون حكما على القرآن الكريم
حتى إنك ترى الباحث يتكلَّف ويتمحَّل في البحث
والاستنتاج حتى يصل إلى تلك النتيجة المقررة عنده سلفا.

وأخيرا فلعلك أيها السائل الكريم
قد تبيَّن لك أن مسألة الإعجاز العددي
أمر جائز الوقوع عقلاً
ولا يوجد ما يمنع من ورود ما يؤيده في القرآن الكريم
غير أن التكلُّف والتمحُّل
في الإبحاث ذات الصلة وافتقاد المنهجية
شابت كثيراً من تلك الدراسات
مما يجعل المرء على حذر من قبولها مطلقا دون فحص ونظر.

هذا
والله أعلم وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


الشيخ ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
خزانة الفتاوى الإسلام اليوم
**.*.*..**.*.*.*.*.*.*.
*.*.*.*.*.
*.*.
*.



---------------------------



السؤال


ما حكم ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن؟، وأعني بذلك تفسير آيات القرآن الكريم بقوانين العلوم الطبيعية (كالكيمياء، والطب، والجيولوجيا، والفلك، ونحوها)، هل هو جائز بإطلاق؟ أم ممنوع بإغلاق؟ أم هناك ضوابط وقواعد؟.



الجواب


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
لقد ادخر القرآن الكريم كثيراً من الآيات للأجيال
في عبارات معلومة الألفاظ
لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلى إلا حيناً بعد حين
يقول تعالى:
"إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ"
( ص 87و88)
وقد فسر الطبري معنى الحين بقوله:
(فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله
من غير حصر ذلك على وقت دون وقت)
فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه
فإذا تجلى الحدث ماثلا للعيان أشرقت المعاني
وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق
وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان
يقول العلي القدير:
"وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ
قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ
لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ"

[ الأنعام: 66-67]
ونقل ابن كثير عن ابن عباس –رضي الله عنهما-
تفسيره للمستقر بقوله:
(لكل نبأ حقيقة أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين)
وقد تردد هذا الوعد كثيرا في القرآن الكريم
بأساليب متعددة كما في قوله –تعالى-
"ثم إن علينا بيانه"
[القيامة: 19]
وقوله:
"سنريهم آياتنا في الآفاق
وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"

[فصلت: 53]
وقوله:
"وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها"
[النمل: 93]
قال ابن حجر:
(ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة
وخرقه للعادة في أسلوبه، وفي بلاغته
وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من العصور
إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون
يدل على صحة دعواه)
قال محمد رشيد رضا:
(ومن دلائل إعجاز القرآن أنه يبين الحقائق
التي لم يكن يعرفها أحد من المخاطبين بها
في زمن تنزيله بعبارة لا يتحيرون في فهمها
والاستفادة منها مجملة، وإن كان فهم ما وراءها
من التفصيل الذي يعلمه ولا يعلمونه
يتوقف على ترقي البشر
في العلوم والفنون الخاصة بذلك)
وقال جوهري:
(أما قولك كيف عميت هذه الحقائق
على كثير من أسلافنا؟
فاعلم أن الله هو الذي قال:
"سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"
وقال:
"وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"
إن الله لا يخلق الأمور إلا في أوقاتها المناسبة
وهذا الزمان هو أنسب الأزمنة)
"والمدار على الفهم، والفهم في كل زمان بحسبه
وهذا زمان انكشاف بعض الحقائق)
وفي قوله –تعالى-:
"سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"
[الأنبياء: 37]
قال ابن عاشور:
(وعد بأنهم سيرون آيات الله في نصر الدين)
وهي كما قال الرازي:
(أدلة التوحيد وصدق الرسول –
صلى الله عليه وسلم-
ولذلك قال –سبحانه-
:"فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"
أي أنها ستأتي لا محالة في وقتها)
واستعجال المنكرين يعني كما قيل:
(استبعاد ما جاء في هذه الآيات من الأمور العلمية
التي أوضحها علماء العصر الحاضر
فهم يستبعدونها طبعاً؛ لأنهم لا يعقلونها
فقال الله –تعالى- لا تستبعدوا أيها الناس
"سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"
فإذا لم تفهمها أمم سابقة..
سيعرفها من بعدهم
فقد ادخرنا هذه الأمور لأمم ستأتي
لتكون لهم آية علمية على صدقك
فتكون الآيات دائما متجددة)
قال محمد رشيد:
(والكلام في وجوه إعجاز القرآن واجب شرعاً
وهو من فروض الكفاية
وقد تكلم فيه المفسرون والمتكلمون
فإن كان ذلك قد وفى بحاجة (تلك) الأزمنة..
فهو لا يفي بحاجة هذا الزمان
إذ هي داعية إلى قول أجمع
وبيان أوسع، وبرهان أنصع في أسلوب أجذب للقلب
وأخلب للب، وأصغى للأسماع
وأدنى إلى الإقناع)
هذا ما قاله المحققون
ولكنه لا يعني تعريض كتاب الله للمؤاخذة
بسوء فهم للنصوص
وتحريفها عن دلالتها لتلتقي مع حقيقة علمية
أو الانتصار لفرضية لم تؤيدها الوقائع
بعد لتلتقي مع دلالة نصية أو استنباطية
تلك هي أهم أصول التحقيق
والله أعلم.




الشيخ د / محمد دودح
باحث علمي في هيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة





خزانة الفتاوى الإسلام اليوم



--------------------------





السؤال

كثر في هذا الوقت الحديث على موضوع الرقم (11)
وعلاقته أو ذكره في القرآن الكريم في سورة التوبة
أرجو بيان الرأي بذلك
مع العلم أنه خرج منذ أكثر من عشرين سنة
رجل اسمه رشاد خليفة بنى على التعداد الرقمي
في القرآن الكريم لمعرفة يوم القيامة
فتبين أنه من القاديانيين .



الجواب


من أنواع التفسير ما يسمى بالتفسير الإشاري
وله أصوله وضوابطه وقواعده
كما أن من أنواع الإعجاز القرآن
ما يسمى بالإعجاز العددي
وهي ظاهرة برزت في العصر الحديث
وانتشرت فكتب عن العدد (19)
وعن العدد (سبعة)، وعن الأعداد عموماً
ثم أدخل الحاسب الآلي
وظهرت عجائب أخرى .
وشطح قوم في التفسير الإشاري
حتى خرجوا عن الصواب بل إلى الانحراف في العقيدة
كما غلا آخرون في الأعداد حتى التمحل والتكلف .
وكأن السائل يشير إلى الآية (110)
في سورة التوبة
وهي التاسعة إلى حادثة 11/9 سبتمبر
ورقم (110) يجمع الحادي عشر بحذف الصفر
وعدد أدوار البنايتين، وإشارة الآية :
" لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم "
[التوبة:110]
إلا أن في هذا صرفاً للفظ عن مدلوله والمراد به
وهو مسجد الضرار الذي نزلت الآيات فيه
وهذا بلا شك تكلف مذموم وصرف
لألفاظ القرآن عن مدلولها الحقيقي
ولو سلكنا هذا المسلك لانصرفت أكثر آيات القرآن
عن مدلولها إلى معان باطلة وخلت من مضامينها الشرعية
ولذا قال الشيخ الزرقاني – رحمه الله تعالى –
في الرد على أمثال هؤلاء :
" ولعلك تلاحظ معي أن بعض الناس
قد فتنوا بالإقبال على دراسة تلك الإشارات
والخواطر فدخل في روعهم أن الكتاب والسنة
بل الإسلام كله ما هي إلا سوانح وواردات
على هذا النحو من التأويلات والتوجيهات
وزعموا أن الأمر ما هو إلا تخيلات
وأن المطلوب منهم هو الشطح مع الخيال أينما شطح
فلم يتقيدوا بتكاليف الشريعة
ولم يحترموا قوانين اللغة العربية في فهم
أبلغ النصوص العربية كتاب الله وسنة رسوله
– صلى الله عليه وسلم –

قلت:
وإن كان الشيخ يقصد طائفة من الصوفية
إلا أنه يدخل في ذلك كل من صرف اللفظ
عن مدلوله بلا دليل صحيح من الكتاب والسنة .



الشيخ د / فهد بن عبدالرحمن الرومي

عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين

خزانة الفتاوى الإسلام اليوم


---------------------------------------------



بارك الله بكم جميعا ونفع بعلمكم

وما أرى هذه الإعتمادات على بعض الأرقام
إلا من الخرافات والخزعبلات التي لا أساس لها من الصحة
فمن أعطى حقيقة معتمدا على رقم
فليقم الحجة على الجميع بالإعتماد على الدليل الشرعي
من آية أو حديث شريف ..
وإلا فهو التكهن والكهانة بعينها
والتكلم بأمر الغيب والله تعالى يقول "
{مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ
عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ
وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ
وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ
فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ
وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }

آل عمران 179
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26-08-2010, 11:29 AM
Mr.Amir Mr.Amir غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 2,084
معدل تقييم المستوى: 17
Mr.Amir is on a distinguished road
افتراضي

سلمت الايادى
__________________
وجود الله لا يحتاج إلى دليل بل إنه الدليل على وجود كل شىء
Mr.Amir-Master of English-"لله عندى عبدالله"
مرحباً بك أنت الزائر لموضوعاتى
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:27 PM.