|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
معرفة الله بالعقل الصريح
عنوان الحلقة رقم 3 (معرفة الله بالعقل الصريح) تفريغ درس لقاء العقيدة على قناة الناس الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني - استاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة ·هل يصح قول العامة: (ربنا عرفناه بالعقل) وهل الصحيح هو قول الخاصة: (ربنا عرفناه بالنقل)؟ 1.المعرفة بالعقل الصريح. 1.البديهيات 2.والمحسوسات 3.والتجريبيات 4.والمتواترات 5.والإعترافات 2.الأدلة على وجود الله: 1.دليل النظر في الآفاق وخلق النفس البشرية: 2.دليل النظر في الآفاق وخلق النفس البشرية: |
#2
|
||||
|
||||
·هل يصح قول العامة: (ربنا عرفناه بالعقل)؟ الصواب أننا تعرفنا على وجود الله وعظمته بالعقل الصريح وتعرفنا على أسمائه وصفاته بالنقل الصحيح. أمثلة للمعرفة بالعقل الصريح: (وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (البقرة:135). (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:140) .(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران:67).. (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْأِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:65) . ( وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الصافات:138). مدارك العقل الصريح: البديهيات والمحسوسات والتجريبيات والمتواترات والإعترافات (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) . وذلك كالحكم على أن البعرة تدل يقينا على البعير وأن الأثر يدل يقينا على المسير، وهكذا كل مصنوع لابد له من صانع، وكل نتيجة لابد له من سبب. وما رأينا سيارة تتحرك دون قائدها، فالبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير؛ فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على اللطيف الخبير؟. إن من أكبر المحرمات جريمة الزنى، والحكم فيها لا بد أن يقوم على مفردات يقينية ولا يبنى على أمور ظنية، وقد بين القرآن وسائل إدراك اليقين عند الحكم على المرتكبين لها، فمن ذلك البديهيات وارتباط العلل بالمعلولات، كما قالت مريم للملك عندما قال لها: (إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالتْ أَنَّى يَكُونُ لي غُلامٌ وَلمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ – بزواج وَلمْ أَكُنْ بَغِيًّا بزنا – لأن البديهيات تجعل العاقل يحكم حكما يقينيا بأن الولد لا يأتي إلا من طريق مشروع أو طريق ممنوع . ولذلك أكد لها الملك أن ذلك واضح صحيح، وأن حالتها استثناء وأن الله يخلق ما يشاء قَال كَذَلكِ قَال رَبُّكِ هُوَ على هَيِّنٌ وَلنَجْعَلهُ آيَةً للنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا – من أجل ذلك أثبت لها الخالق براءتها، بخرق العادات وظهور المعجزات، وأوحى إليها أنها إذا رأت من أنكر عليها، أن تلزم الصمت وتمتنع عن الكلام، وكل ما عليها أن تشير إلى الغلام وتقول: (إِنِّي نَذَرْتُ للرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلنْ أُكَلمَ اليَوْمَ إِنسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِليْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا قَال إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِي الكِتَابَ وَجَعَلنِي نَبِيًّا وَجَعَلنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالدَتِي وَلمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ على يَوْمَ وُلدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا). |
#3
|
||||
|
||||
سبحان الله أطفل صغير ينطق بهذه الكلمات؟ ويعرف كل هذه المعلومات، ويفهم لوازم العبارات (إِنَّ مَثَل عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَل آدَمَ خَلقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَال لهُ كُنْ فَيَكُونُ).
(ذَلكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْل الحَقِّ الذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ للهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لهُ كُنْ فَيَكُونُ). قال الله تعالى: (أَفَلمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ). وقال أيضاً: (وَلقَدْ ذَرَأْنَا لجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الجِنِّ وَالإِنسِ لهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلئِكَ كَالأَنْعَامِ بَل هُمْ أَضَلُّ أُوْلئِكَ هُمْ الغَافِلُونَ)، فالبديهيات من أبرز الأمور العقلية في الدلالة على وجود الخالق. ومحال عقلا أن يوجدث شئ ذاته أو يوجد مخلوق بغير خالق. وإلى هذا أشار رب العزة والجلال في قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ، أَمْ خَلقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ) الطور، فهذه الآية تشير إلى عدم وجود أي مخلوق بدون خالق، وقد أكد العقل بنظره في الواقع أن الإنسان لا يمكن أن يخلق نفسه فضلا عن غيره، ولو استطاع أن يخلق نفسه لصورها كما يشاء، ولأودعها كل صفات الكمال بداية ونهاية، ولما جعلها عرضة لأن يعتريها شئ مما يعتري النفس البشرية من نقص أو ضعف، ولما رأينا الإنسان يجوع ويعطش ويتعب وينام ويمرض ويموت، بل يبقى على حاله لا يعتريه تغير ولا تبديل. ثانيا: من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء المحسوسات. (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وقد جعلها الله وسيلة من وسائل الإثبات في الحكم على الزانيات المومسات فقال: (وَالذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلدَةً وَلا تَقْبَلُوا لهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلئِكَ هُمْ الفَاسِقُونَ إِلا الذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلكَ وَأَصْلحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) جاء في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود أنه قَال: (كنَّا ليْلةَ الجُمُعَةِ فِي المَسْجِدِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَال: لوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا فَتَكَلمَ جَلدْتُمُوهُ، أَوْ قَتَل قَتَلتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ، وَاللهِ لأَسْأَلنَّ عَنْهُ رَسُول اللهِ صَلى اللهم عَليْهِ وَسَلمَ، فَلمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَى رَسُول اللهِ صَلى اللهم عَليْهِ وَسَلمَ فَسَأَلهُ، فَقَال يا رسول الله: لوْ أَنَّ رَجُلا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلمَ جَلدْتُمُوهُ أَوْ قَتَل قَتَلتُمُوهُ أَوْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ، فنزل قول الله تعالى: (وَالذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلمْ يَكُنْ لهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لمِنْ الصَّادِقِينَ وَالخَامِسَةُ أَنَّ لعْنَةَ اللهِ عَليْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا العَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لمِنْ الكَاذِبِينَ وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَليْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ). وقد أمر الله عبادة باستخدام المحسوسات التي هى من مكونات الجهاز الإدراكى في النظر إلى الإبداع الكونى، والتأمل في خلق السماوات والتفكر في سائر المخلوقات: (إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الليْل وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولي الأَلبَابِ الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). |
#4
|
||||
|
||||
وقال تعالى: (أَفَلمْ يَنْظُرُوا إِلى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُل زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لكُل عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ وَالنَّخْل بَاسِقَاتٍ لهَا طَلعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا للعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلدَةً مَيْتًا كَذَلكَ الخُرُوجُ) ق/6: 11.
وقال أيضاً: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلى الإِبِل كَيْفَ خُلقَتْ وَإِلى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلى الجِبَال كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) الغاشية/171:21. وقال تعالى: (قُل سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت:20) . ثالثا:من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء التجريبيات. وقد جعل الله الحياة تجارب تكسبنا الحكمة والخبرة، وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النَّبِي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ قَال: (لا يُلدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ). فهي سنن وعادات وتجربة وممارسات، ولذلك حذرنا الله من العصيان، بما حدث لأعدائه في سالف الزمان، كان مصيرهم الخسف والمسخ والصيحة والنبران فقال تعالى: (قَدْ خَلتْ مِنْ قَبْلكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) آل عمران. وقال تعالى: (فَهَل يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأَوَّلينَ فَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا وَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلا). وقال سبحانه: (وَإِنَّ لُوطًا لمِنَ المُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلهُ أَجْمَعِينَ إِلا عَجُوزًا فِي الغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآَخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لتَمُرُّونَ عَليْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِالليْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) الصافات 138. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لهُمْ وَأَضَل أَعْمَالهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَل اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالهُمْ أَفَلمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَليْهِمْ وَلِلكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلى الذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الكَافِرِينَ لا مَوْلى لهُمْ) محمد 7/11. وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ قَال: (إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلى الجَنَّةِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الكَذِبَ فُجُورٌ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلى النَّارِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا). رابعا : من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء أيضا المتواترات. وكذلك خبر العدل الضابط الصادق كعلمنا بوجود مكة والمدينة، فإن العلم بوجودهما علم يقيني، وكذلك بعثة النبي العلم بها علم يقينى، لما ورد فيها من تواتر الأخبار وحملة الآثار. وقد اتفق علماء الحديث على أن الأحاديث المتواترة تدل على اليقين وهى التي رواها جمع يستحيل اتفاقهم على الكذب عن جمع آخر يستحيل اتفاقهم على الكذب إلى نهاية الإسناد إلى رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ. ويحصل اليقين أيضا بخبر الواحد المعروف معرفة شخصية بطول العشرة والمعهود عنه العدالة الضبط وعدم المبالغة في القول كالراوي الثقة الذي لم يعرف بارتكاب كبيرة ولا إصرار على الصغيرة. فربما يحدث خبره من اليقين ما لايحدثه خبر التواتر. ولم يختلف أحد من الأمم في أن رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ بعث إلى الملوك رسولا واحدا يدعوهم إلى الإسلام، واحدا واحدا مفردا إلى كل مدينة وقبيلة، كصنعاء وحضرموت ونجران وتيماء والبحرين وعمان وغير ذلك من البلدان، وكان كل رسول يُعَلم الناس أحكام دينهم كلها، عقيدة وشريعة، وافترض النبي صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ على كل جهة قبول رواية أميرهم ومعلمهم؛ فصح قبول خبر الواحد الثقة عن مثله مبلغا إلى رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ. روى البخاري عَنْ البَرَاءِ أنه قَال: (لمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ المَدِينَةَ صَلى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلى الكَعْبَةِ فَأَنْزَل اللهُ تَعَالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلةً تَرْضَاهَا) فَوُجِّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ وَصَلى مَعَهُ رَجُلٌ العَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ عَلى قَوْمٍ مِنْ الأَنْصَارِ فَقَال هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلى مَعَ النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ إِلى الكَعْبَةِ فَانْحَرَفُوا وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ العَصْرِ). خامسا: من الأمور التي يدرك بها العقل الصريح الإقرار والاعتراف. روى مسلم عن ُبرَيْدَةَ بن الحصيب رضي الله عنه أنه قَال: (جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلى النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَقَال: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال: وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللهَ وَتُبْ إِليْهِ. قَال بريدة: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَال: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللهَ وَتُبْ إِليْهِ. قَال: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَال: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ مِثْل ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ الرَّابِعَةُ قَال لهُ رَسُولُ اللهِ: فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟ فَقَال: مِنْ الزِّنَى، فَسَأَل رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ أَبِهِ جُنُونٌ؟ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ ليْسَ بِمَجْنُونٍ، فَقَال: أَشَرِبَ خَمْرًا؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ، فَلمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ، قَال بريدة: فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: أَزَنَيْتَ؟ فَقَال: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ، قَائِلٌ يَقُولُ: لقَدْ هَلكَ، لقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: مَا تَوْبَةٌ أَفْضَل مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ، أَنَّهُ جَاءَ إِلى النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَال: اقْتُلنِي بِالحِجَارَةِ. قَال فَلبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَسَلمَ ثُمَّ جَلسَ فَقَال: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ. قَال بريدة: فَقَالُوا: غَفَرَ اللهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، قَال بريدة: فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: لقَدْ تَابَ تَوْبَةً لوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لوَسِعَتْهُمْ. قَال: ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنْ الأَزْدِ، فَقَالتْ: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال: وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبِي إِليْهِ، فَقَالتْ: أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، قَال وَمَا ذَاكِ؟ قَالتْ: إِنَّهَا حُبْلى مِنْ الزِّنَى. فَقَال: آنْتِ؟ قَالتْ: نَعَمْ. فَقَال لهَا: حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ. قَال: فَكَفَلهَا رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ. قَال: فَأَتَى النَّبِيَّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَقَال: قَدْ وَضَعَتْ الغَامِدِيَّةُ. فَقَال: إِذًا لا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلدَهَا صَغِيرًا ليْسَ لهُ مَنْ يُرْضِعُهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ فَقَال: إِليَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَال بريدة: فَرَجَمَهَا). |
#5
|
||||
|
||||
·الأدلة العقلية على وجود الله:
1.دليل النظر في الآفاق وخلق النفس البشرية: كما أنه تعالى يدل الناس إلى التدبر في آيات خلقه جلّ وعلا في الآفاق وفي أنفسهم؛ حتى تهتدي نفوسهم إلى أن الله عز وجل هو الحق الشهيد على كل شئ، المحيط بكل شئ؛ فيقول سبحانه وتعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) الشورى. قال ابن عباس قوله تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق أي سنريهم علامات وحدانيتنا وقدرتنا . ·دليل النظر في الآفاق: يتكاتف العالم الآن لاكتشاف آفاق الكون وأبعاده، والبحث عن بدايته وكيفية بنيانه، ومن أعظم مشاريع العصر بناء المحطة الفضائية الدولية مير ثم سقوطها تم بناء المحطة الدولية الجديدة . لقد شغل الكون بآفاقه علماء عصرنا، ويا ليتهم بعقلهم وتقدمهم استدلوا بما اكتشفوه على خالقهم، محطة الفضاء الروسية مير، بعد 15 عاما من الدوران حول الأرض سقطت مير في المحيط الهادي، وما هي مير؟ مير تزن حوالي 137 طنا، كانت أضخم جسم يدور في الفضاء حول الأرض بعد القمر، مير هي جوهرة التاج الفضائي الروسي، جمعت على متنها خلال فترة حياتها الكثير من رواد الفضاء والعلماء، المتخصصين في علم الكونيات من 12 دولة، هذا بالإضافة إلى روسيا. وبعد سقوط مير قامت أمريكا بإنشاء محطة الفضاء الدولية التي يشترك في تشييدها أكثر من 16 دولة بتكلفة تصل إلى 100 بليون دولار عند تمام إنشائها . كل ذلك لأن معرفة الكون تذهلهم، تحقيقا لقول خالقهم : } سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ { آيات الله التي يستدلون من خلالها بهذه المخلوقات على رب العالمين، وحتى تقام حجة الله على المشركين والكافرين، ما الذي اكتشفوه عن الكون في محطتهم الفضائية؟ وما الذي وجدوه من آيات الحق في دراستهم العلمية؟ وجدوا تصديقا لقول خالقهم: } الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَان ٍ{ (الرحمن :5) . الشمس هي نجم متواضع يبلغ متوسط قطره حوالي مليون ونصف المليون من الكيلومترات، وكتلته ألفا مليون مليون مليون طن، أي 335 ألف مرة قدر كتلة الأرض، والشمس كأي نجم عادي توجد على هيئة كرة ضخمة من غاز الأيدروجين الذي تكثف على ذاته بقدرة الله، فبدأت بداخله عمليات من الاندماج النووي التي تتحد فيه ذرات الأيدروجين مع بعضها البعض لتكون غاز الهيليوم، تنبعث طاقة تشبه الطاقة المنبعثة من القنبلة الهيدورجينية، وذرات الهيليوم تتحد مكونة عناصر أعلى في وزنها الذري، ويكون غاز الإيدروجين حوالي 70% من كتلة الشمس، بينما يكون غاز الهيليوم حوالي 28% من كتلتها، ويغلب على الـ 2% الباقية عنصرا الكربون والأكسجين، وتبلغ درجة حرارة سطح الشمس 6000م، ودرجة حرارة ألسنة اللهب الممتد منها إلى مليون درجة مئوية، وتزداد درجة الحرارة في اتجاه مركز الشمس لتصل إلى حوالي 15 مليون درجة مئوية . فيا شمس من سواك على هذا الحال القوي المنيع؟ أأنت سويت نفسك تشرقين من أجل الجميع؟ من جعلك سببا في صيف وشتاء وخريف وربيع بديع؟ قربك منا شيئا قليلا هلاك وزوال سريع، يا شمس بعدك عنا يجعلنا لا نقوى على العيش ولا نستطيع، فمن اجعلك في السماء على هذا النحو البديع المنيع ؟ الشمس لها مجال مغناطيسي يتعدى حدود المجموعة الشمسية، جعله الله سببا في ثبات كوكبنا مع بقية المجموعة وأقمارها، القمر تابع صغير للأرض يبلغ قطره ربع قطر الأرض تقريبًا (3476 كيلومترًا)، وتبلغ مساحة سطحه 38 مليون كم2، وتقدر جاذبيته بسدس جاذبية الأرض، والقمر يدور حول الأرض في مدار شبه دائري يتراوح نصف قطره بين 356 ألف،400 آلاف كم يقول تعالي } وَجَعَل القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً { (نوح :16) } الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ { (الرحمن :5)، متوسط بعد القمر عن الأرض يقدر 384 ألف كم تقريبا، ويستغرق القمر نفس المدة الزمنية في دورانه حول محوره ليدور دورة كاملة حول الأرض في 27.5 يومًا، وتتراوح درجة الحرارة على سطح القمر بين سالب 173 درجة مئوية بالليل، 127 درجة مئوية ظهرًا، ولما كان القمر هو أقرب أجرام السماء إلينا كانت دورته هي أدق وسائل التقويم الزمني للأرض . }هُوَ الذِي جَعَل الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِل لتَعْلمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ مَا خَلقَ اللهُ ذَلكَ إِلا بِالحَقِّ يُفَصِّلُ الآياتِ لقَوْمٍ يَعْلمُونَ{ (يونس :5) }وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِل حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا الليْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلكٍ يَسْبَحُونَ{ (يّس :39) }وَمِنْ آيَاتِهِ الليْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ لا تَسْجُدُوا للشَّمْسِ وَلا للقَمَرِ وَاسْجُدُوا للهِ الذِي خَلقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ{ (فصلت :37) . يقول العلماء المجرة هي تجمع نجمي يضم عشرات البلايين من النجوم مثل شمسنا، والمجرة التي تتبعها مجموعتنا الشمسية تضم أكثر من أربعمائة ألف مليون نجم تحتشد على هيئة قرص مفرطح يبلغ قطره نحو مائة ألف سنة ضوئية، وارتفاعه نحو عشر ذلك، وتقع مجموعتنا الشمسية على بعد 30.000 سنة ضوئية من مركز المجرة، و 20.000 سنة ضوئية من أقرب أطرافها، وتختلف نجوم المجرة في أعمارها وفي أحجامها، ودرجات حرارتها ودرجات لمعانها، وفي غير ذلك من صفاتها الطبيعية، وفي تركيبها الكيماوي وفي دورات حياتها، فمنها النجوم العادية المفردة والمزدوجة والعماليق الحمر، والنجوم الزرقاء والنجوم البيضاء والبنية والسوداء، ومنها المستعرات وفوق المستعرات، ومنها النجوم النيوترونية النابضة وغير النابضة، ومنها النجوم الخناسة الكانسة، ومنها النجم الطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب، ومن المجرات ما هو حلزوني مثل مجرتنا، ومنها ما هو بيضاوي، ومنها ما هو أكبر من مجرتنا بكثير، وما هو في حجمها وما هو أصغر منها، وقد يتجمع عدد من المجرات على هيئة عنقود مجري يضم عشرات الآلاف من المجرات، والمجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات قد تقترب من سرعة الضوء في بعض الأحوال . لقد اكتشفوا أن هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة، قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء، وكذلك بالنسبة لنا للمجرات التي نراها من حولنا في ابتعاد مستمر عنا، فالحقيقة المؤكدة حاليا أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر كما قال تعالى : (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لمُوسِعُونَ {، وهذا ما يحدث للكون الآن، اتساع مستمر وتمدد دائم، السماء تتسع والكون يتمدد، وهذه الآن حقيقة علمية ليست قائمة على نظرية أو مقدمات افتراضية، ولكن اتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيين في أزمان مختلفة وأماكن متنوعة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية, فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض، فمن الذي يجحد الخالق الذي صنع ذلك، ومن الذي يكذب بقول الله } وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لمُوسِعُونَ {؟ مواقع النجوم، إن هذه البلايين من النجوم الموزعة توزيعا منتظما في هذا الكون، وحركتها منتظمة وفق قانون معلوم بحيث لا يصطدم ببعضها ببعض لبرهان على وجود الله لا يقف أمامه برهان، وهذا ما استدل به القرآن قبل أربعة عشر قرنا من الزمان : } فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لقَسَمٌ لوْ تَعْلمُونَ عَظِيمٌ { (الواقعة :76) وقوله تعالى : (لو تعلمون عظيم) شاهد جديد لدي علماء الفلك الغربيين على أن الله حق وأن القرآن وحي إلهي حق، وأن محمدا s حق، فهذا التعبير ِمَوَاقِعِ النُّجُومِ لم يدركه إلا علماء الفلك حديثا، وذلك بعد اختراع المناظير الضخمة التي أرتهم من عجائب الكون ما كان خافياُ. |
#6
|
||||
|
||||
·دليل النظر في خلق النفس البشرية:
أما دلالة الأنفس : فقد ذكرها الله بعد دلالة الآفاق فقال : } سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ { ومن أعظم ما يدور في العالم الآن، مشروع القرن، أعظم مشاريع التاريخ، مشروع الجينيوم، أوخريطة الجينات البشرية، الحامض النووى للخلية دي إن إي، أو سر الحياة كما أطلقوا عليها عام 1953م، ويمتاز هذا الحامض في الخلية بأن له تركيبة واحدة في الإنسان، وهو عبارة عن سلمين لولبين ملتصقين وملتفين حول بعضهما البعض، وتتكون جوانب السلم من جزئيات السكر والفوسفور، وتتكون كل درجة من درجاته من قاعدة نيتروجيه وتوجد أربعة أنواع من هذه القواعد التي تتوالى بطريقة معينة، وقد شبه الحامض الوراثى "النووي" بكتاب مؤلف من أبواب محددة والباب الواحد مكون من صفحات، وفي كل صفحة فقرات مكتوبة بكلمات من أحرف، ولا يزيد عدد الأحرف عن أربعة، هي المواد الأساسية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الجسم الإنساني والحيواني والنباتي، تصور لغة من أربعة حروف كيميائية، موضوعة في تسلسل معين يؤدي إلى خلق البشر، والله سبحانه وتعالى خلقنا بتركيبة مبنية على هذه الحروف الأربعة . نشر العلماء أول حلقة من خريطة الجينات البشرية في تقدم يبشر بإحداث ثورة في المفاهيم العلمية والطبية، تتوج جهودا مضنية بذلها علماء كثيرون من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان والصين طوال السنوات العشر الماضية لفك شفرة الجينات الوراثية التي جعلت منا كائنات حية، الجينوم هو القائمة الكاملة من الجينات الوراثية المشفرة اللازمة لتكوين الكائن الحي، هناك 3 .1 مليار حرف من الحامض النووي (دي إن إيه) في كل خلية من الخلايا البشرية البالغ التي عددها 100 تريليون خلية، الأسس النتروجينية الأربعة لحروف الحامض النووي والمترتبة على شكل أزواج، تحمل المعلومات الكاملة لتكوين جميع الكائنات الحية، إذا وضعت جميع جزيئات الحامض النووي في الجسم البشري سوية من نهايات أطرافها، فإنها تساوى مسافة ما بين الأرض إلى الشمس ذهابا وعودة 600 مرة، والمعلومات الموجودة في الخلية يمكن أن تملأ مجموعة من الكتب يصل ارتفاعها إلى 60 مترا أو 200 دليل هاتف كل واحد منها مؤلف من 500 صفحة . دلالة الأنفس دلالة بليغة قال الله تعالى : } قُتِل الإنسان مَا أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ { (عبس :20) . وقال تعالى : } وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ { (الذاريات :21) ، وقال : } يَا أَيُّهَا الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ الذِي خَلقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ { (الانفطار :8) . وقد جمع الله تعالى ذكر دلالتي النفوس والآفاق في قوله تعالى : } سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُل شَيْءٍ شَهِيدٌ {. 1.دليل الفطرة وفقر النفس البشرية: 1.قيام الخلائق على معنى الزوجية . 2.قيام الخلائق على معانى النقص في الكمال والجمال. 3.ليس كل ما يتمناه يدركه . 4.اللجوء إلى قوة عليا عند ضعفه. 5.المصلحة في حب الخير ودفع الشر. 6.طلب الخير الأعلى والبعد عن الشر الأعلى . أولا : قيام الخلائق على معنى الزوجية . فقد أقام الله الخلائق على معاني الزوجية والشفعية لينفرد بالوحدانية والأحدية والوترية. أقام الله عز وجل الخلائق على معاني الزوجية والشفعية لينفرد سبحانه وتعالى بالوحدانية والأحدية والوترية، من ثم كانت الخلائق قائمة بين حياة وموت، وقوة وضعف وقدرة وعجز وإتيان ونزع وعز وذل وعلم وجهل وفقر وغنى وعقم وإنجاب، فتتردد الحياة بين السلب والإيجاب. كما قال تعالى: (وَمِنْ كُل شَيْءٍ خَلقْنَا زَوْجَيْنِ لعَلكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات:49). وقال: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلنَا احْمِل فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَليْهِ القَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَليلٌ) (هود:40). وقال: (وَأَنَّهُ خَلقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى) (النجم:45) (فَجَعَل مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى) (القيامة:39). كل ذلك ليفتقر كل منهم إلى الآخر فيقروا بالتوحيد في عبوديتهم إلى ربهم ويعودون بفقرهم إلى خالقهم لأنه الغني بذاته في كل اسم له أو وصف أو فعل، وألا يستغنوا عنه بقوتهم التي منحها لهم، أو يخرجهم طغيانهم عن حدود فقرهم. ثم إذا أيقنوا بفقر من لجئوا إليه وأنه ينقطع عنهم أنه لو أعطاهم مرة فلن يعطيهم مرة أخرى، علموا أنهم فقراء لجئوا إلى فقراء من أمثالهم، وأن الفقير لا يلجأ إلى فقير، وأن الصغير لا يستند إلى صغير، بل لا بد من غني كبير يبتغون عنده الرزق والحمد والشكر وكل ألوان العبادة له وحده لا شريك له، (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الأعراف:194)(إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (العنكبوت:17). وفي مقابل توحيد العبودية وحدوا الله في الربوبية، فكان لهم ربا واحد أحدا وترا صمدا قويا غنيا قديرا عليا له الأسماء الحسنى والصفات العليا، يدعونه ويركنون إليه كما قال تعالى: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الذِينَ يُلحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأعراف:180)وقال: (قُل ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلكَ سَبِيلاً) (الإسراء:110). |
#7
|
||||
|
||||
ثانيا : قيام الخلائق على معانى النقص في الكمال والجمال. من حكمة الله عز وجل أنه فطر عباده على أن يكون جلال المحبوب هو أعظم دواعي الحب في قلوبهم، فالقلب يحب كل جميل، ويتعلق بكل جليل، ومن هنا تعلقت القلوب بربها لعظمة أسمائه وجلالها، وكمال أوصافه وجمالها، قال تعالى في وصف أسمائه : }وَلِلهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا{ (الأعراف:180)، وقال في مدحها وعلو شأنها : }تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ والإكرام{ (الرحمن:78) . والجلال هو منتهى الحسن والعظمة في الأسماء والصفات والأفعال، وله عند التحقيق ركنان : أولهما الكمال وهو بلوغ الوصف أعلاه، والثاني الجمال وهو بلوغ الحسن منتهاه. ومن حكمة الله عز وجل في خلقه أنه إن أعطى أحدا من عباده كمالا ابتلاه في الجمال، وإن أعطاه جمالا ابتلاه في الكمال، وإن أعطاه كمالا وجمالا ابتلاه في دوام الحال، فربما يبلغ المرء كمالا في الغني بحيث يفوق الآخرين فيه حتى يبلغ الوصف أعلاه، لكنه مبتلى في غناه فربما يكون جاهلا أو مريضا، أو قبيحا أو عقيما، أو مبتلى في ولده وزوجته، أو أهله وعشيرته أو غير ذلك من أنواع البلاء . وكذلك ربما تجد امرأة بلغت كمالا في الخلق والنسب، ولها منزلة كبيرة في الشرفِ والحسب، وعلى قدر كبير من العلم والفهم، وهي أبعد ما تكون عن الخيانة وموصوفة بالصدق والأمانة، غير أنها قبيحة سوداء، أو دميمة بكماء، لا تسر أحدا من الناظرين، أعطاه الله من جهة الكمال وابتلاها من جهة الجمال . والله عز وجل لو أعطى أحدا من عباده كمالا وجمالا ابتلاه في دوام الحال ؛ فما يلبث أن يموت الخليفة العادل أو يغتال، وكل ذلك عن حكمة الله في خلقه، ليعلموا أن الجلال المطلق في أسمائه وصفاته، وأنه هو المنفرد به دون غير، فالوحيد الذي اتصف بالكمال والجمال هو رب العزة والجلال، بل كل اسم من أسمائه فيه الكمال والجمال معال، قال تعالى : }تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ والإكرام{ (الرحمن:78) . ثالثا: ليس كل ما يتمناه يدركه ، لماذا؟ (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) (الانسان:30) . (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:29). (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:134). (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) (هود:107) . (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً) (الاسراء:18). (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:83). (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:56).(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (الزمر:74).(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:35).(وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأعراف:19). |
العلامات المرجعية |
|
|