|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الصلاة في رحاب المعراج
لقد عُرج بالنبي- صلى الله عليه وسلم- من المسجد الأقصى إلىالسموات العلى، وفي السماء قابل الأنبياء، وظلَّ يصعد في السماء حتى وصل إلى سدرةالمنتهى، وهناك تقدَّم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وتأخَّر أمين الوحي جبريلعليه السلام، ثم فرض الله عز وجل على نبيه وأمته فريضة الصلاة، وقد كانت خمسينصلاةً في بادئ الأمر ثم صارت خمس صلوات في اليوم والليلة. وهنا لنا وقفةٌ، فقد فرضت جميع الفرائض في الأرض، مثل الصيامالزكاة والحج والجهاد، حيث كان ينزل أمين الوحي جبريل عليه السلام على رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- ويخبره بما فرضه عليه ربه، إلا فريضة الصلاة، فإن الله عز وجلانتدب له عبده ورسوله- صلى الله عليه وسلم- ولم يجعل بينهما وسيطًا كباقي الفرئض،وهذا إن دلَّ فإنما يدل على عِظَم هذه الفرضة وأهميتها في الإسلام.. يقول الإمامالشهيد حسن البنا- رحمه الله-: "إنه قد فُرضت في هذه الرحلة المباركة فريضةُالصلاة، وذلك إعلانًا بعظيم منزلتها، فقد أراد الله تعالى أن يُشعره بعلوِّ قدرها،فقرَّرها من فوق سبع سموات؛ ليكون ذلك إيذانًا بقوتها وعظيم فضلها، وإلفاتًا لأنظارالناس بعلوِّ شأنها، من أقامها فقد أقام الدين". هدية الرحلة والصلاة في الحقيقة هي أعظم هدية من رب العالمين إلينا، هيهدية رحلة المعراج لأمة الحبيب محمد- صلى الله عليه وسلم- لأن المؤمن تعرج روحهبالصلاة إلى الله عز وجل وتسمو فوق الماديات والشهوات، وتحلِّق في آفاق السموات،فهي معراج المسلم إلى ربه، فحينما ننشغل بأمور الدينا ومصالحنا نسمع النداء العلوي (الله أكبر) فنترك الدنيا وما فيها ونهرع إلى الصلاة لتعرج أرواحُنا إلى عرش الرحمنفي طهارة وصفاء. والصلاة هي معراج يعرج المسلم فيها بروحه إلى خالقه- سبحانه وتعالى- حين يخاطب ربَّه ويذكره في صلاته، والله- عز وجل- يذكره في نفسه وفي ملأٍ خير من ملائه، فقد رُوي عن أبي هريرة أنه سمع النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدينصفين ولعبدي ما سأل: فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدنيعبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يومالدين، قال مجدني عبدي، وقال مرة فوَّض إلي عبدي، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم،صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ماسأل". (أخرجه الإمام مسلم) هل نقبل الهدية؟! لقد كانت الصلاة هديةً من الله إلينا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ.. نعم إنها هدية، فالإنسان عندما تتجمع عليه الهموم وتتزاحم عليه الأحزان، لا يجد ملاذًا آمنًا وملجأً إلا إلى الله عز وجل، فيسرع ويتوضأ وضوءًا طاهرًا من ماءٍ طهور يُطهر نفسه من دنس الذنوب والآثام، ثم يدخل في الصلاة يناجي خالقه ورازقه، ويسأله أن يكشف عنه هذه الهموم، ويزيل عنه هذه الأحزان، فما هي إلا لحظات وتسمو روحه وتعرج إلى بارئها ويشعر المؤمن براحةٍ نفسيةٍ لا مثيلَ لها ويخرج من صلاته وهو يتذكر قول الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: "أرحنا بها يا بلال"!! لكنَّ هناك قومًا لم يقبلوا هدية الرحمن وتثاقلت رؤسُهم عن الصلاة وظنوها همًّا ثقيلاً مع أنها هي التي تُذهِب الهموم، وقد رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- في رحلته قومًا تُرضخ رؤوسهم بالحجارة، وكلما رضخت عادت كما كانت، ولا يُفتَّر عنهم من ذلك شيء، قال:"يا جبريل مَنهؤلاء؟" قال: "هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عنالصلاة"!! الصلاة حياة الروح فيا مَن تركت هدية ربك، ويا مَن تؤخر الصلاة عن وقتها وتتركنداء الله عز وجل وتذهب إلى النداءات السفلية في الأرض.. قل لي بالله عليك.. هل أنتراضٍ عن نفسك؟! اصدقني القول: هل تشعر براحةٍ في حياتك؟! وأنا أقسم لك أنه لو حِيزتلك الدنيا بحذافيرها وأنت تاركٌ للصلاة فلن تشعر براحة في حياتك وستجد الهمومَوالأحزان تترى على قلبك وأنت لا تعلم مصدرها، مع أن كل المتع معك.. ولكنك نسيتأمرًا مهمًّا، هو أنك مكونٌ من عنصرين رئيسَين الروح والجسد، وما عندك من متعٍولذاتٍ هو غذاء الجسد فقط. أما الروح فهي فقيرة ولن تجد لها غذاءً إلا من عند خالقها، فإن حرمتَها من لقاء ربها في الصلاة، فستمرض روحك ولا علاجَ لها إلا بالعودة والرجوع إلى ربها وقبول هديته والدخول في الصلاة.. فعندها ستدبُّ الحياة في روحك وسيفض قلبُك بالبشر والسعادة، وستحلِّق روحك في آفاق العلا، وستعلم أنك كنت قبل ذلك ميتًا، وأن الله أحياك بنور الهداية إليه، وقد صدق الله عز وجل إذ يقول: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًايَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍمِنْهَا﴾؟! (الأنعام: من الآية 122). احتفالية الصلاة قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَبِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾(طه: من الآية 132)، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسئول عنرعيته".
مع قدوم شهر رجب المحرم من كل عامٍ نحتفل بأعظم شيء فيالإسلام ألا وهو الصلاة التي فُرضت ليلة الإسراء والمعراج؛ لذا وجب علينا أن نوقظأمتنا الحبيبة ونحيي فيها روح الاهتمام بالصلاة تعلمًا وأداءً وخشوعًا وحرصًا علىصلاة الجماعة وإعمارًا لبيوت الله تعالى. ومن أهم الأنشطة التي يجب أن نحرص عليها لنربي أبناءناوفلذات أكبادنا على الاهتمام بالصلاة هو(احتفاليةالصلاة). وذلك بأن نحقق حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بطريقة عملية حيث قال:"علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليهالعشر"، وتتمثل احتفالية الصلاة في أن ندعو الآباء أن يحضروا مع أبنائهم الذين بلغوا سن السابعة في حفلةٍ مسجدية نُكلِّمهم فيها عن أهمية الصلاة وأنهم كبروا ووصلوا بحمد الله تعالى إلى السن التي أمر فيها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يتعلموا الصلاة وتبدأ هذه الحفلة بالقرآن الكريم ثم كلمة عن أهمية الصلاة ثم تواشيح أو إنشادٍ ديني حول الصلاة ثم نقدم للأولاد هدايا بسيطة للتشجيع ولا بأسَ بأن نطلب من الموسرين أن يدعموا ذلك؛ لأنَّ هذه الحفلة لها أثر كبير وتحيي روحًا عظيمة في نفوس الأبناء والآباء معًا. يجب أن نحرص على الدعاية الجيدة لهذه الاحتفالية من خلال خطبالجمعة وتعليق الإعلانات لتعريف الآباء والحرص على جمع أكبر عددٍ من أبناء الحيلحضور هذه الاحتفالية الإيمانية الرائعة. بعد هذه الحفلة لا بأسَ بتوزيع هؤلاء الأبناء على مواعيدأخرى لتعليمهم الصلاة بطريقةٍ عمليةٍ، وبذلك نكون قد أحيينا سنة رسولنا الحبيب- صلىالله عليه وسلم- وسعينا نحو تحقيق أحد أركان الإسلام الخمسة, وهكذا يجب أن نفعل فيشهر رجب من كل عام. وهذه الاحتفالية يمكن أن نقوم بها أيضًا علىمستوى المدرسة، فتحتفل المدرسة بالتلاميذ الذين وصلوا سن السبعسنوات وتقوم المدرسة كمؤسسة تعليمية بدورها في تكريمهم أولاً ثم القيام بدور تعليمالصلاة فقهًا وأداءً وسلوكًا، وبالتالي تؤدي دورها في التعليم والتربية تجاه أعظمأركان الإسلام. وهذه الاحتفالية يمكن أن نقوم بها أيضًا على مستوى الأسرة أيضًا فيحتفل الأبوان والإخوة بهذا الابن بطريقة تتسم بالبهجة والسرور، ويا حبذا لو قمنا بدعوة بعض الأصدقاء والجيران لشهود هذا الحفل الجميل، ونحرص على توزيع الحلوى والفاكهة ونقدم هديةً للابن أو البنت للإشعار بأهمية الصلاة وبأنه أصبح في مرحلةٍ جديدةٍ فيتعلم معنا تعظيم العبادة لله، ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَىالْقُلُوبِ﴾(الحج: من الآية 32). |
#2
|
||||
|
||||
قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَبِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾(طه: من الآية 132)، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسئول عنرعيته".
|
#3
|
||||
|
||||
قال الله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَبِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾(طه: من الآية 132)، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
|
#4
|
||||
|
||||
بارك الله فيكم ورزقم الخير
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
|
العلامات المرجعية |
|
|