اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > التنمية البشرية

التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-06-2009, 05:46 PM
الصورة الرمزية نصر غزه
نصر غزه نصر غزه غير متواجد حالياً
طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهرى
القسم العلمى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 455
معدل تقييم المستوى: 16
نصر غزه is on a distinguished road
New ما هي الدوافع التي تؤاهلك ان تصبح شيا في المستقبل

بحوث في علم النفس الاجتماعي
مامعنى الصحة النفسية والمرض النفسي
اختلف العلماء في تعريف الصحة النفسية والمرض النفسي وهذه بعض التعريفات
الصحة النفسية هي التوافق مع المجتمع وعدم الشذوذ عنه وعدم مخالفته والمرض النفسي هو عدم التوافق مع المجتمع
وحسب هذا التعريف يكون الانبياء والمصلحون فاقدي الصحة النفسية وهذا يخالف الواقع

الصحة النفسية هي قدرة الانسان على التطور
والمرض النفسي هو عدم التطور بما يتناسب مع مرحلة النمو مثال حين يتمسك البالغ بسلوكيات الطفولة فإنه يعد مريضا نفسيا

الصحة النفسية هي توافق احوال النفس الثلاث وهي حالة الابوة
( Parent ego state ) وحالة الطفولة ( Child ego state ) وحالة الرشد ( Adult ego state ) على اعتبار ان الشخص السليم نفسيا يعيش بهذه الحالات في تناغم وانسجام و يحدث المرض النفسي عند اختلال هذه الاحوال وطغيان احداها عن الاخرى
الصحة النفسية هي القدرة على الحب والعمل اي حب الفرد لنفسه وللآخرين على ان يعمل عملا بناء يستمد منه البقاء لنفسه وللآخرين
والمرض النفسي هو كراهية النفس والآخرين والعجز عن الانجاز والركود رغبة في الوصول الى الموت
ومن العلماء من اعتبر ان المرض النفسي هو عدم التوافق الداخلي ورأى ان الصحة النفسية هي التوافق الداخلي بين مكونات النفس من جزء فطري هو الغرائز الهو وجزء مكتسب من البيئة الخارجية وهو الأنا الأعلى
وهذا التعريف له اصول اسلامية

فالنفس الأمارة بالسو ء = تقابل الغرائز
والنفس اللوامة = تقابل الأنا الأعلى
وحين يتحقق التوازن والتوافق بين النفس الأمارة بالسو ء والنفس اللوامة تتحقق الطمأنينة للانسان ويوصف بأنه نفس مطمئنة

شبكة الحصن للعلوم الانسانية
يحقق منهج الاسلام أركان الصحة النفسية في بناء شخصية المسلم بتنمية هذه الصفات الأساسية
قوة الصلة بالله
الثبات والتوازن الانفعالي
الصبر عند الشدائد
المرونة في مواجهة الواقع
التفاؤل وعدم اليأس
توافق المسلم مع نفسه
توافق المسلم مع الآخرين
************************************************** ****
قوة الصلة بالله
وهي أمر أساسي في بناء المسلم في المراحل الاولى من عمره حتى تكون حياته خالية من القلق والاضطرابات النفسية .. وتتم تقوية الصلة بالله بتنفيذ ماجاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس
يا غُلامُ إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ إذَا سَألْتَ فاسألِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ " رواه الترمذي وقال الترمذى زياده احفظ الله تجده الله امامك وتعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشده واعلم ان ما اخطأك لك يكن ليصبك وما أصابك لك يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا
************************************************** ****
الثبات والتوازن الانفعالي
الايمان بالله يشيع في القلب الطمأنينة والثبات والاتزان ويقي المسلم من عوامل القلق والخوف والاضطراب </STRONG>
قال تعالى
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ
************************************************** ****
الصبر عند الشدائد
يربي الاسلام في المؤمن روح الصبر عند البلاء عندما يتذكر قوله تعالى
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
************************************************** ****
المرونة في مواجهة الواقع
وهي من أهم مايحصن الانسان من القلق او الاضطراب حين يتدبر قوله تعالى
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون
************************************************** ****َ
التفاؤل وعدم اليأس
فالمؤمن متفائل دائما لا يتطرق اليأس الى نفسه فقد قال تعالى
وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون
ويطمئن الله المؤمنين بأنه دائماً معهم , اذا سألوه فإنه قريب منهم ويجيبهم اذا دعوه
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
وهذه قمة الأمن النفسي للانسان
************************************************** ****
توافق المسلم مع نفسه
حيث انفرد الاسلام بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم وهذه السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الاجتماعي الذي تقرره النظم الوضعية وبذلك يبدأ المسلم حياته العملية وهو يحمل رصيداً مناسباً من الأسس النفسية السليمة التي تمكنه من التحكم والسيطرة على نزعاته وغرائزه وتمنحه درجة عالية من الرضا عن نفسه بفضل الايمان والتربية الدينية الصحيحة التي توقظ ضميره وتقوي صلته بالله
************************************************** ****
توافق المسلم مع الآخرين
الحياة بين المسلمين حياة تعاون على البر والتقوى
والتسامح هو الطريق الذي يزيد المودة بينهم ويبعد البغضاء
وكظم الغيظ والعفو عن الناس دليل على تقوى الله وقوة التوازن النفسي
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيم
************************************************** ****
مفهوم الصحه النفسية فى القرأن الكريم والحديث الشريف
للدكتور محمد عثمان نجاتى الكويت
إن علماء النفس المحدثين، في محاولتهم لفهم شخصية الإنسان والعوامل المحددةلها، قد عنوا بدراسة أثر كل من العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية فيالشخصية ، وفي دراستهم لتأثير العوامل البيولوجية على الشخصية، قد اهتموا بدراسةأثر كل من الوراثة والتكوين البدني، وطبيعة تكوين الجهاز العصبي، والجهاز الغدي ومايفرزه من هرمونات متعددة، وفي دراستهم لتأثير العوامل الاجتماعية والثقافية علىالشخصية، فقد اهتموا بدراسة تأثير خبرات الطفولة وخاصة فى الأسرة وطريقة معاملةالوالدين، كما اهتموا بدراسة تأثير الطبقات الاجتماعية، والثقافات الفرعية المدرسة،المؤسسات الاجتماعية المختلفة، وجماعات الرفاق والأصدقاء.
غير أن علماء النفس المحدثين قد أغفلوا فيدراستهم للشخصية تأثير الجانب الروحي من الإنسان في شخصيته وسلوكه، مما أدى إلىقصور واضح في فهمهم للإنسان وفي معرفتهم للعوامل المحددة للشخصية السوية وغيرالسوية ، كما أدى إلى عدم اهتذائهم إلى مفهوم
واضح دقيق للصحة النفسية. وأدى ذلكبالتالي إلى عدم اهتدائهم إلى الطريقة المثلى في العلاج النفسي لاضطراباتالشخصية
وقد لاحظاريك فروم المحلل النفسي قصور علم النفس الحديث وعجزه عن فهم الإنسان فهما صحيحابسبب إغفاله دراسة الجانب الروحي في الإنسان. ويبدو ذلك واضحا من قوله: "... إنالتقليد الذي يعد السيكولوجيا دراسة لروح الإنسان دراسة تهم بفضائله وسعادته- هذاالتقليد نبذ تماماً ، وأصبح علم النفس الأكاديمي في محاولته لمحاكاة العلومالطبيعية والأساليب المعملية في الوزن والحساب- أصبح هذا العلم يعالج كل شيء ماعدا الروح، إذ حاو ل ، هذا العلم أن يفهم مظاهر الإنسان التي يمكن فحصها في المعمل،وزعم أن الشعور ـ وأحكام القيمة، ومعرفة لخير والشر، ما هي إلا تصورات ميتا فيزيقيةتقع خارج مشكلات علم النفس. وكان اهتمامه ينصب في أغلب الأحيان على مشكلات تافهةتتمشى مع منهج علمي مزعوم، وذلك بدلأ من أن يضع مناهج جديدة لدراسة
مشكلات الإنسان الهامة. وهكذا أصبحعلم النفس علما يفتقر إلى موضوعه الرئيسي وهو الروح، وكان معنياً بالميكانيزمات،وتكوينات ردود الأفعال والغرائز، دون أن يعنى بالظواهر الإنسانية المميزة أشدالتمييز للإنسان: كالحب والعقل والشعور والقديم "
وهذا القصور في فهم علماء النفس المحدثينللإنسان قد دفع أبرا هام ماسلو أيضا إلى اقتراح تصنيف جديد لدوافع الإنسان! يشملالدوافع الروحية التي يغفلها عادة علماء النفس المحدثون قي دراستهم لدوافع الإنسان .
إننا لا نستطيع أننفهم الإنسان فهما واضحاً دقيقاً ، كما لا نستطيع أن نكون مفهوماً دقيقاً وسليماًعن صحته النفسية دون أن نفهم جميع العوامل المحددة لشخصية الإنسان، سواء أكانتعوامل بيولوجية أم روحية أم اجتماعية أم ثقافية .
تكوين الإنسان:
يتكون الإنسان كما أخبرنا القرآن الكريم منجسم وروح، وروح الإنسان قبسة من روح الله سبحانه وتعالى ، تميز بها عن سائرالحيوان ، وهي التي خصته بالاستعداد لمعرفة الله والإيمان به وعبادته،،-تحصيلالعلوم وتسخيرها فى عمارة الأرض، والتمسك بالقيم والمثل العليا، وبلوغ أعلى مراتبالكمال الإنساني، وهي التي تؤهله لخلافة الله سبحانه وتعالى في الأرض .
ولكل من الجسموالروح حاجات، ويشارك الإنسان الحيوان في حاجاته البدنية التي يتطلبها حفظ الذاتوبقاء النوع، وما تثيره فيه من دوافع فسيولوجية مختلفة كالجوع والظمأ والدافعالجنسي إلى غير ذلك من الدوافع الفسيولرجية الأخرى، غير إن الإنسان أيضا حاجاتهالروحية التي تشمل في تشوقه الروحي إلى معرفة الله سبحانه وتعالى والإيمان بهوعبادته .
وهذهالحاجة فطرية في الإنسان، فالإنسان يشعر في أعماق نفسه بدافع يدفعه إلى البحثوالتفكير في خالقه وخالق الكون، وإلى عبادته والالتجاء إليه، وطلب العون منه. وليربعض آيات القرآن الكريم إلى أن دافع التدين فطري في الإنسان. قالتعالى:
فأقم وجهكللدين حنيفاً فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيموكن أكثر الناس لا يعلمون "

ففي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة إلى أن في فطرة الإنسان استعداد اًلمعرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده وعبادته .
وقال الله-تعالى أيضاً:
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهمذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى
شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إناكنا عن هذا غافلين "
وتبين هذه الآية أن الله جل شأنه أخرج من صلب آدم وبنيه ذريتهم نسلاً بعدنسل على هيئة ذر، وذلك قبل خلق الدنيا، وأشهدهم على أنفسهم بربوبيته تعالى حتى لايقولوا يوم القيامة إنهم كانوا عن هذا التوحيد غافلين .
وجاء في الحديث الشريف أيضاً ما يؤكد أن دافعالتدين فطري في الإنسان. فقد جاء في صحيح مسلم عن عباس ابن عمار قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول الله: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهمعن ديتهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم ".
وجاء في حديث رواه الإمام أحمد وأخرجهالنسائي في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا إنها ليست نسمة تولدالا ولدت على الفطرة ، فما تزال عليه حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانهاوينصرانها ".
الصراعبين الجانبين المادي والروحي في الإنسان:
يتضمن الإنسان إذن في شخصيته صفات الحيوانالتي تتمثل في حاجاته البدنية التي يتوقف على إشباعها حفظ ذاته وبقاء نوعه، كمايتضمن في شخصيته أيضاً صفات الملائكة التي تتمثل في تشوقه الروحي إلى معرفة اللهتعالى والإيمان به وعبادته. وقد يحدث بين هذين الجانبين من شخصية الإنسان صراع،فتجذبه أحياناً،حاجاته البدنية ومطالب الحياة الدنيوية الأخرى، وتجذبه أحياناًحاجاته وأشواقه الروحية ومطالب الاستعداد للحياة الأخرى الباقية. ويثير القرآنالكريم إلى هذا اله مراع النفسي بين الجانبين المادي والروحي في الإنسان، وذلك فيقوله تعالى:
فأما منطغى واثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عنالهوى فإن الجنة هي المأوى .
ويثير القرآن، الكريم أيضا إلى الصراع بين الجانبين المادي والروحي فيالإنسان في وصفه لانفضاض بعض المسلمين من حول الرسول عليه الصلاة والسلام حينماسمعوا بأنباء وصول قافلة محملة بالمؤونة إلى المدينة.
" وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليهاوتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين .
ويثير القرآنالكريم أيضا إلى الصراع بين الجانبين المادي والروحي في الإنسان في، صفه تعالىلخروج قارون على قومه في زينته، مما جعل بعض كل الناس يتمنون أن يكون لهم مثل مالقارون من ثروة، فيرد عليهم البعض الآخر من ذوي العلم والتقوى بأن ما عند الله خيروأبقى .
(فخرج علىقومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذوحظ عظيم. وقال الذين أتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاهاإلا الصابرون .
وتشير آيات أخرى كثيرة إلى هذا الصراع في الإنسان بين الجانبين الماديوالروحي. ومن أمثلة ذلك:
يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعلذلك فأولئك هم الخاسرون " .
إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجرعظيم) ).
إنالصراع النفسي بين الجانبين المادي والروحي في الإنسان هو الصراع النفسي الأساسيالذي يعانيه الإنسان في هذه الحياة وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك فيقوله
" لقد خلقناالإ نسان في كبد "
إن إغفال المطالب الروحية للإنسان، يجعل حياة الإنسان خالية من المعانيالسامية التي تجعل للحياة قيمة، وتفقده شعوره برسالته الكبرى في الحياة كخليفة للهتعالى في الأرض، فتضيع منه الرؤية الواضحة لأهدافه الكبرى في الحياة وهي عبادة الله . والتقرب إليه، ومجاهدة النفس في سبيل بلوغ الكمال الإنساني. ويتملك الإنسان فيهذه الحالة الشعور بالضياع ويصبح فريسة للقلق. وقد صور القرآن الكريم حالة الصراعوالقلق التي تنتاب الإنسان الذي يفقد إيمانه بالله سبحانه و تعالى بالحالة التييشعر بها الإنسان الذي يخر من السماء فتتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكانسحيق.
" ومن يشركبالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق .

ويصور النبي عليه الصلاة والسلام الصراع بين الجانبين المادي والروحي فيالإنسان تصويراً واقعياً بقوله عليه الصلاة والسلام:" مثلي كمثل رجل استوقد ناراًفلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها وجعل، يحجزهنويغلبنه فيتقحمن فيها، قال: فذلكم مثلي أو مثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عنالنار هلم عن النار فتغلبوني وتقحمون فيها "، رواه مسلم.
ففي هذا الحديث الشريف تصوير بارع للصراع بينالشهوات الحسية ومغريات الحياة الدنيوية، وبين الوازع الديني الذي يمنع الناس منالانغماس في ملذاتهم وشهواتهم.
ولعل مشيئة الله تعالى قد اقتضت أن يكونأسلوب الإنسان في حل هذا الصراع بين الجانبين المادي والروحي في شخصيته هو الاختبارالحقيقي الأساسي الذي وضعه الله- جل شأنه- للإنسان في هذه الحياة. يقولتعالى:
الذي خلقالموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً .
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام في هذاالمعنى: "إن الدنيا خضرة حلوة وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقواالدنيا واتقوا النساء فان أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " رواه مسلم. وقالعليه الصلاة والسلام أيضا: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبعنفسه هواها وتمنى على الله الأماني ". رواه الترمذي وأحمد والحاكم.
فمن استطاع أن يوفق بين الجانبينالمادي والروحي في شخصيته، وأن يحقق بينهما أكبر قدر مستطاع من التوازن، فقد نجح فيهذا الاختبار، واستحق) ن يثاب على ذلك بالسعادة في الدنيا والآخرة.
من عمل صالحاً من ذكر أو أنثىوهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون! .
وأما من انساقوراء شهواته البدنية وأغفل مطالبه الروحية، فقد فشل في هذا الاختبار، واستحق أنيجازى على ذلك بالشقاء في ا لدنيا والآخرة:
ومن أعرض عن ذكري فإن معيشة ضنكأ ونحشرهيوم القيامة أعمى " .
والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقوتواصوا بالصبر ".
وقد كان من رحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان، ومن نعمه العظيمة عليه، أنأمده بجميع الإمكانات اللازمة لحل هذا الصراع، واجتياز هذا الاختبار الصعب، بأنوهبه العقل ليميز بين الخير والشر، وبين الحق والباطل. كما أمده سبحانه بحريةالإرادة والاختيار ليستطيع أن يبت في أمر هذا الصراع، وأن يختار- الطريق الذي يريدهلحل هذا الصراع. وأن- حرية إرادة الإنسان في اختيار الطريق الذي يحل به هذا الصراعإنما يمثلان مسئوليته وحسابه، كما أنهما
يضعان الأساس سعادته وشقائه .
" وهديناهالنجدين
إناهديناه السبيل إما شحرا وإما كفورا
وقل الحق ، من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاءفليكفر... "
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
حالات النفسالثلاث:
وحينمايتغلب الجانب المادي في حياة الإنسان، فينساق وراء أهوائه وشهواته، ويهمل مطالبهالروحية، فإنه يصبح في معيشته أشبه بالحيوان، بل أضل سبيلا لأنه لم يستخدم عقلهالذي ميزه الله سبحانه وتعالى به على الحيوان. "
أر أريت من أتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليهوكيلا أم تحاسب أن كثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام
بل هم أضل سبيلا " .
والإنسان الذييعيش هذا النوع من المعيشة يكون غير ناضج الشخصية، ويكون أشبه بالطفل الذي لا يهمهإلا إشباع حاجاته ورغباته، ولم تقو إرادته بعد، ولم يتعلم كيف يتحكم في أهوائهوشهواته، ويصبح خاضعاً لترجيه "نفسه الأمارة بالسوء !
" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلاما رحم ربي إن ربي كفور رحيم
وحينما يبلغ الإنسان مرتبة أعلى من النضوجوالكمال، يبدأ ضميره في الاستيقاظ، فيستنكر ضعف أرادته وانقياده .
لأهوائه وشهواته وملذات الحياةالدنيوية مما يوقعه في الخطيئة والمعصية، فيشعر بالذنب، ويلوم نفسه ويتجه إلى اللهسبحانه وتعالى مستغفراً ، فإنه يصبح في هذه الحالة تحت تأثير" النفس اللوامه ".
" لا أقسم بيومالقيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة،
واذا أخلص الإنسان بعد ذلك في توبته، وأخلصفي تقربه لله تعالى بالعبادات والأعمال الصالحة، والابتعاد عن كل ما يغضب الله،وتحكم تحكما كاملا في هوائه وشهواته وقام بتوجيهها إلى الإشباع بالطريقة التي حددهاالشرع فحقق بذلك التوازن التام بين مطالبه البدنية ومطالبه الروحية، فإنه يصل إلىأعلى مرتبة من النضوج والكمال الإنسانية، وهي المرتبة التي تكون فيها النفسالإنسانية في حالة اطمئنان وسكينة، وينطبق عليها وصف " النفسالمطمئنة".
" يأيتهاالنفس، المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "

ويمكن أن نتصور هذه المفاهيم الثلاثة للنفس، وهي النفس الأمارة بالسوء،والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة على أنها حالات تتصف بها شخصية الإنسان في مستوياتمختلفة من النضج التي تمر بها أثناء صراعها الداخلي بين الجانبين المادي والروحي من،طبيعة تكوينها. فحينما تكون شخصية الإنسان في ادنى مستوياتها الإنسانية بحيثتسيطر عليها الأهواء والشهوات الملذات البدنية والدنيوية، فإنها تكون في حالة ينطبقعليها وصف النفس الأمارة بالسوء. وحينما تبلغ الشخصية أعد، مستويات النضج والكمالالإنساني حيث يحدث التوازن التام بين المطالب البدنية والروحية فإنها تصبح فيالحالة التي، ينطبق عليها وصف النفس المطمئنة. وبين هذين المستويين مستوى آخر متوسطبينهما يحاسب فيه الإنسان نفسه على ما يرتكب من أخطاء، ويسعى جاهداً للامتناع عنارتكاب ما يغضب الله ويسبب به تأنيب
الضمير، ولكنه لا ينجح دائمـاً في مسعاه، فقديضعف أحياناً ويقع ني الخطيئة. ويطلق إلى الشخصية في هذا المستوى النفس اللوامة .
الشخصيةالسورة:
إن الحلالأمثل للصراع بين الجانبين المادي والروحي في الإنسان هو التوفيق بينهما، بحيثيقوم الإنسان بإشباع حاجاته البدنية في الحدود التي أباحها الشرع، ولقوم في الوقتنفسه بإشباع حاجاته الروحية. ومثل هذا التوفيق بين حاجات البدن وحاجات الروح يصبحأمراً ممكناً إذا التزم الإنسان في حياته بالتوسط و- الاعتدال ، وتجنب الإسرافوالتطرف سواء في إشباع دوافعه البدنية أو الروحية. فليس في الإسلام رهبانية تقاومإشباع الدوافع البدنية وتعمل على كبتها كما ليس في الإسلام إباحة مطلقة تعملعلى الإشباع التام للدوافع البدنية دون ضبط وتحكم، وإنما ينادي الإسلام بالتوفيقبين دوافع كل من البدن والروح، واتباع طريق وسط يحقق التوازن رين الجانبين الماديوالروحي في الإنسان. وفي هذا المعنى يقول القرآن الكريم:
" وابتغ في آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسنصيبك من الدنيا "

ويقول الرسولعليه الصلاة والسلام في هذا المعنى أيضا:
إن الرهبانية لم تكتب علينا " رواه أحمد. وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى اللهعليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوهافقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ، قد غفر له ما تقدم من ذنب وماتأخر، فقال أحدهم : أما أنا فإني أصاب الليل أبداً. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولىأفطر. وقال آخر: أنا أعتزل
النساء فلا أتزوج أبداً فجاء رسول اللهفقال " أنتم الذين قلتم كذاوكذا. أما والله انى لأخشاكم لته وأتقاكم اله لكني أصوم وأفطر وأصاب وأرقد وأتزوجالنساء فمن رغب عن سنتي فليس مني رواه الشيخان والنسائي.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال لي النبيأخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار. قلت: إني أفعل ذلك قال: فإنكإذا فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك حقا فصم وأفطرا وقمونم رواه الشيخان.
وحينما يتحقق التوازن بين البدن والروح تتحقق ذاتية الإنسان في صورتهاالكاملة السوية، والتي تمثلت في شخصية النبي صلوات الله عليه وسلامه- التي توازنتفيها القوة الروحية الشفافة، والحيوية الجسمية الفياضة، فكان يعبد ربه حق عبادتهفي صفاء وخشوع تامين، كما كان يعيش حياته البشرية مشبعا لدوافعه البدنية في الحدودالتي رسمها الشرع. ولذلك فهو يمثل الإنسان الكامل، والشخصية السوية النموذجيةالكاملة التي توازنت فيها جميع القوى الإنسانية البدنية منها والروحية. وفي الحديثالشريف: "حبب إلى من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة"، روإه النسائيوأحمد والحاكم.
إنالشخصية السوية في الإسلام إذن، هي الشخصية التي يتوازن فيها البدن والروح ، وتشبعفيها حاجات كل منهما. إن الشخصية السوية هي التي تعني بالبدن وصحته وقوته، وتشبعحاجاته في الحدود التي رسمها الشرع، والتي تتمسك في نفس الوقت بالإيمان بالله،وتؤدي العبادات، وتقوم بكل ما يرضي الله تعالى، وتتجنب كل ما يغضبه. فالشخص الذيينساق وراء أهوائه وشهواته شخص غير سوي. وكذلك فإن الشخص الذي يكبت حاجاتهالبدنية،
ويقهر جسمهويضعفه بالرهبانية المفرطة والتقشف الشديد، وينزع إلى إشباع حاجاته وأشواقه الروحيةفقط، هو أيضا شخص غير سوي وذلك لأن كلا من هذين الاتجاهين
المتطرفين يخالف الطبيعةالإنسانية، ويعارض فطرتها. وحينما يتحقق التوازن بين الجانبين المادي والروحي فيالإنسان تتحقق ذاتية الإنسان في صورنها الكاملة السوية، والتي ينعم فيها الإنسانبكل من الصحة البدنيةوالنفسية، ويشعر فيها الإنسان بالأمنالنفسي والطمأنينةوالسعادة.
والتوازنوشخصية الإنسان بين البدن والروح ليس إلا مثالا للتوازن الموجود في الكون بأكمله. فقد خلق الله
سبحانهوتعالى كبر شيء بمقدار وميزان.
والأرض، مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنافيها من كل شيء موزون "
وكل شيء عنده بمقدار "

" إئا كل شيء. خلقناه بقدر " .
" وخلق كل شئ فقدره تقديرا "
منهج الإسلامفي تحقيق الصحة النفسية:
يتبع الإسلام في تربيته للإنسان منهجا تربويا هادفاً يحقق التوازن بينالجانبين الروحي والمادي في شخصية الإنسان، مما يؤدي ، الى تكوين الشخصية السريةالتي تتمتع بالصحة النفسية. ولما كان معظم الناس يميلون إلى الانشغال بتحصيلالسعادةالعاجلة في هذه الحياة الدنيا، ويغفلون العمال لتحصيل السعادة الآجلة فيالحياة الآخرة، كان الإنسان في حاجة إلى منهج تربوي خاص يتضمن أسلوبين منالتربية:-
الأسلوبالأو ل هو تقوية الجانب الروحي في الإنسان عن طريق الإيمان بالله وتقواه، وأداءالعبادات المختلفة .
والأسلوب الثاني هو السيطرة على الجانب البدني في الإنسان كما يتمثل ذلكفي توجيهات الإسلام الخاصة بالسيطرة على الدوافع والانفعالات والتحكم في أهواءالنفس.
اولا- أسلوبتقوية الجانب الروحي في الإنسان:
ا- الإيمان بالله :
يدعو الإسلام إلى الإيمان بالله وتوحيدهوعبادته. ويؤدي الإيمان بالله إلى تحرر الإنسان من الخوف من الأشياء التي يخاف منهامعظم الناس. فالمؤمن الصادق الإيمان لا يخاف من الفقر أو المرض أو مصائب الدهر أوالموت أو الناس. فهو يعلم أن رزقه بيد الله تعالى وانه لن يصيبه الأ ما هو مقدرله.
وفي السماء،رزقكم وما توعدون " " )
" كل نفس ذائقة الموت... "
(ما أصاب من مصيبة ني الأرض ولا في أنفسكمالا في كتاب من قبل أن نبرأها إن في ذلك على الله يسير " .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كنت خلف النبيفقال: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجدهتجاهك. إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وأعلم أن الأمة لو أجتمعتعلى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروكبشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواهالترمذي
************************************************** ****.
التقوى:
وتصاحبالإيمان الصادق بالله تقوى الله. والتقوى هي أن يقي الإنسان نفسه من غضب اللهوعذابه بالابتعاد عن
ارتكاب المعاصي والالتزام بمنهج الله تعالى، فيفعل ما أمره الله تعالى به،ويبتعد عما نهاه عنه.
ويتضمن مفهوم التقوى أن يتوخى الإنسان دائما في أفعاله الحق والعدلوالأمانة والصدق، وأن يعامل الناس بالحسنى، ويتجنب العدوان والظلم. ويتضمن مفهومالتقوى كذلك،) ن يؤدي الإنسان كل ما يوكل إليه من أعمال على أحسن وجه، لأنه دائمالتوجه إلى الله تعالى في كل ما يقوم به من أعمال ابتغاء مرضاته وثوابه. وهذا يدفعالإنسان دائما إلى تحسين ذاته، وتنمية قدراته ومعلوماته ليؤدي عمله دائما على أحسنوجه. إن التقوى بهذا المعنى تصبح طاقة موجهة للإنسان نحو السلوك الأفضل والأحسنونحو نمو الذات ورقيها، وتجنب السلوك السيئ والمنحرف والشاذ . فالتقوى إذن منالعوامل الرئيسية في نضوج الشخصية وتكاملها واتزانها، وفي بلوغ الكمال الإنساني،وتحقيق السعادة والصحة النفسية
************************************************** **** .
العبادات:
إن القيام بالعبادات المختلفة من صلاة وصياموزكاة وحج إنما يعمل على تربية شخصية الإنسان وتزكية نفسه، وتحليه بكثير منالخصال المفيدة التي تعينه على تحمل أعباء الحياة، والتي تساعد على تكوين الشخصيةالسوية التي تتمتع بالصحة النفسية. فالقيام بهذه العبادات المختلفة تعلم الإنسانالصبر وتحمل المشاق، ومجاهدة النفس والتحكم في أهوائها، وقوة الارادة وصلابةالعزيمة، وحب الناس والإحسان إليهم، وتنمي فيه روح التعاون والتكافل الاجتماعي
************************************************** ****.
ثانيأ- أسلوب سيطرة على الجانب البدني في الإنسان:
ا- السيطرة على الدوافع:
يدعو الإسلام إلى السيطرة علىالدوافع والتحكم فيها. ولا يدعو الإسلام إلى كبت الدوافع الفطرية، كما أشرنا إلىذلك من قبل ة، و إنما يدعو إلى تنظيم إشباعها والتحكم فيها، وتوجيهها توجيهاً سليماتراعى فيه مصلحة الفرد والجماعة. ويدعو القرآن الكريم والسنة الشريفة إلى نوعين منالتنظيم في إشباع الدوافع الفطرية.
التنظيم الأول هو إشباعها عن الطريق الحلالالمسموح به شرعاً ومن أمثلة هذأ التنظيم إباحة إشباع الدافع الجنسي عن طريق الزواجفقط، وتحريم الزنا.
"و ليستعف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضلها .
وفي الحديثالشريف: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصنللفرج. ومن لم يستطع فعله " بالصوم فإنه له وجاء " رواه الشيخان.
والتنظيم الثاني هو عدم الإسراف فيإشباعها لما في ذلك من إضرار بالصحة البدنية والنفسية. قال تعالى:
" يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلمسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " .
وفي الحديث الشريف: " كلوا واشربواوالبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة! ". رواه البخاري.
ولا يعنى القرآن الكريم بتوجيه الإنسان إلىالسيطرة علي دوافعه الفسيولوجية فقط، وانما يعنى القرآن الكريم كذلك بتوجيهه إلىالسيطرة على دوافعه النفسية أيضا. ففي كثير من المواضع يحث القرآن الكريم علىالسيطرة على دافع العدوان ودافع التملك ، وأهواء النفس وشهواتها المختلفة سواءكانت بدنية أو نفسية. وقام الرسول عليه الصلاة والسلام أيضآ بتوجيه الناس إلىالتحكم في دوافعهم وشهواتهم. قال عليه الصلاة والسلام: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون
هواه تبعا لما- جئت به رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: " حبط الجنةبالمكاره وحفت النار بالشهوات ". ر وان مسلم.
************************************************** ****
السيطرة على الانفعالات:
ويدعو القرآن الكريم الناس إلىالسيطرة على انفعالاتهم والتحكم فيها. وقد سبق القرآن الكريم لا ذلك العلوم الطبيةوالنفسية الحديثة التي بينت أن اضطراب الحياة الانفعالية للإنسان من الأسبابالهامة في نشوء كثير من أعراض الأمراض البدنية. ومن أمثلة ما جاء في القرآن الكريممن دعوة إلى السيطرة على الانفعالات نذكر الآيات التالية التي تدعو إلى السيطرة علىانفعال الغضب.
" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون فيالسراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحبالمحسنين"

فما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا ولا عند الله خير وأبقى للذين آمنواوعلى ربهم يتوكلون والذين بجتبنون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون " .
" ولمن صبر وغفرإن ذلك لمن عزم الأمور
" فاصفح الصفح الجميل "
وقد دعا الرسول r الناس أيضا إلى التغلب عليانفعال الغضب قال عليه الصلاة والسلام:، ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملكنفسه عند الغضب "، رواه الشيخان. وقالأيضأ: الأ إن الغضب جمرة توقد في جوف ابنآدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه. فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فالأرضالأرض... ألا إن خير الرجال من كان بطيء ا الغضب سريع الرضى، وفر الرجال من كانسريع الغضب بطيء الرضى " رواه الترمذي والبخاري وأحمد. وجاء رجل إلى رسول الله "يارسول الله : أوصني قال : لا تغضب فكرر السؤال ثلاث مرات
وكرر الرسول الجواب نفسه " رواهالبخاري.
ويدعو االقرآن الكريم والسنة الشريفة إلى السيطرة على جميع الانفعالات الأخرى والتحكمفيها. ففي القرآن الكريم آيات كثيرة تدعو إلى السيطرة على انفعالات الحزن والفرحوالحب والكراهية وتنهى عن الزهو ، والكبرياء والتعالي على الناس. كما نجد أيضا فيالحديث الشريف دعوة إلى السيطرة على كثير من هذه الانفعالات.
توازن الشخصية والصحةالنفسية
بهذين الأسلوبين ، أسلوب تقوية الجانب الروحي فيالإنسان عن طريق الإيمان بالله وتوحيده وعبادته، وأسلوب السيطرة على الجانب البدنيفي الإنسان عن طر يق التحكم في الدوافع والأهواء والشهوات والانفعالات، يستطيعالإنسان أن يحقق التوازن بين الجانبين الروحي والبدني في شخصيته، مما يؤدي إلىشعوره بالأمن والطمأنينة، ويحقق له الصحة النفسية والسعادة في الدنياوالآخرة
************************************************** ****.
خواطر نفسية
نشاطات مضادة للاكتئاب ..
الدكتور نبيل سفيان
أستاذ علم النفس الإرشادي المساعد / جامعة تعز ، اليمن
nabil_sofian*************
فيما يلي ذكر بعض الأنشطة البسيطة التي سوف تغير مزاجك إذا التزمت ببعضها وأعطيتها الأهمية المناسبة .. وهذه الأنشطة يعرفها الجميع ولكن هناك سر كبير سأفشيه لك وهو أن المشكلة لدى أغلب الناس ليس في معرفة هذه الأنشطة ولكن في عدم تركيزهم على أهميتها لبساطتها .. لأن أغلب الناس يعتقدون أن الأشياء البسيطة لا تجلب أشياء كبيرة فيهملوها ولا يضعوها في برنامجهم وينساقون في تيار روتين حياتهم اليومي القاتل والممل .. ولهذا إليك عزيزي القارئ بعض الأنشطة البسيطة التي ستعدل من حالتك الوجدانية وتنقل إليك بعض السعادة ولكي تستفيد منها عليك أن تفعل ما يلي :
أن تعطيها الأهمية المناسبة وتأخذها مأخذ الجد .
أن تختار مجموعة منها تتناسب معك ومع ظروفك .

أن تضعها في برنامجك اليومي أو الأسبوعي بمرونة دون تشدد مع بعض الالتزام .

وهذه الأنشطة هي :

نشاطات معارضة للاكتئاب :

اجتمع مع أشخاص سعداء ، إضحك بعمق ، شاهد منظراً جميلاً وركز عليه ، قل شيئاً جميلاً أو ساراً للمقربين منك ، ارتد غياراً أو ملابس نظيفة ، استمع للقرآن ، تحدث عن شيء سار أو مرح ، شاهد شيئاً تحبه خارج المنزل ، قم بإعداد شيءً تحبه ، تناول طعاماً أو شراباً بالخارج ، اجتمع مع أشخاص متحمسين ، اقض بعض الوقت في مشاهدة الطبيعة ، تحدث بإعجاب عن بعض منجزاتك ، اشعر بوجود الله ورعايته في حياتك ، تناول طعاماً أو شراباً تحبه، ابتسم للآخرين ، اشتر شيئاً تحبه ، اقتطع وقتاً للفراغ ، شاهد الشمس أو اجلس في مكان مشمس ، نم بعمق ، كون صورة ذهنية لشخص أو مكان جميل أعجبك ، قل شيئاً مسلياً أو استمع إليه ، ارو أطروفة أو نكتة ، استرخ بعض الوقت ، استحم أو اسبح , تنفس هواء طبيعيا ونقياً ، استمع لأغنية تحبها ، اشتر شيئاً لشخص تحبه ، تخيل موقفاً مع شخص تحبه , تخيل شيئاً جديداً سيحدث في المستقبل ، اشعر بأهمية وجودك للآخرين ، مارس الاسترخاء، كافئ نفسك على إنجاز بعض النشاطات السابقة يومياً .

إنجازات ونشاطات شخصية :

إقرأ شيئاً جديداً ، خطط لرحلة أو إجازة ، تعلم شيئاً جديداً ، إبحث عن كتاب جديد ، أكتب خطابات مؤجلة ، عبر عن فكرة أو رأي بوضوح ، أكتب رأيك في مقال قرأته في الجريدة ، أكتب عن شيء يعجبك في شخصية تقدرها ، أكتب أو اتصل لتسأل عن شيء تريد اقتناءه ، قم بتنظيم شيء مؤجل في مكان عملك ، تعلم بعض الخطوات لأكتساب مهارة معينة ، تعرف على مصادر الإعجاب فيك وسجلها ، إقرأ سورة في القرآن ، إقض وقتاً في عمل شيء بكفاءة ، إبعث برأيك إلى صحيفة أو مجلة ، قم بتنظيم شيء مؤجل في منزلك ، أنجز ولو شيئ من واجباتك .

تفاعلات اجتماعية :

إبحث عن أو إتصل بصديق قديم ، اجتمع مع مجموعة من الأصدقاء ، عبر عن شيء إيجابي فيك ، اجتمع مع من تحب ، عبر عن تأييدك العلني لرأي جيد ، قلل من إلحاحك على شخص آخر ، أطلب من صديق أو زميل أن يساعدك في معالجة أمر يهمك ، قم بمداعبة طفل أو حيوان ، تعرف على طريقة صناعة أو عمل شيء تؤديه الزوجة أو الزوج ، قم بتنظيم لقاء (أو حفل ) مع أصدقاء ، لاحظ الآخرين ، أدخل في مناقشة صريحة ، عبر عن حبك أو إعجابك بشخص آخر ، اجتمع مع أشخاص متحمسين ، قم بزيارة سريعة لأحد الوالدين أو المقربين ، قم بعمل تطوعي لخدمة آخرين ، سجل أشياء إيجابية فعلتها اليوم ( أو الأسبوع الماضي أو الشهر أو العام الماضي) ، أصغ بانتباه وتفهم لشخص لم تكن تحبه ، سجل أشياء إيجابية تود عملها اليوم (أو هذا الأسبوع أو الشهر أو العام ) ، تعرف على ما حصله أبناؤك في المدرسة اليوم ، امتدح شيئاً إيجابياً في شخص آخر ، أنصت للقرآن الكريم بتركيز ، عبر عن عرفانك بالجميل ، أخلق مناقشة حية ، تعرف على شخصية جديدة ، إمنح بعض الوقت لمساعدة محتاج ، ادع صديقاً إلى كوب من الشاي أو القهوة ، تعرف على ما سيفعله أبناؤك اليوم ، تطوع لمساعدة شخص يحتاج إلى المساعدة أو النصح ، إفعل شيئاً يثير الحب

اسف الموضوع طويل شويه..بس كل نقطه فيه مهمه معرفتش ادلت ولا حاجه......
__________________
علمونا كيف الحجارة تغدو ** بين ايدي الأطفال ماسا ثمينا.
كيف تغدو دراجة الطفل لغما ** وشريط الحرير يغدو كمينا.
يا تلاميذ غزة لاتبالوا ** بإذاعاتنا ولا تسمعونا.
اضربوا واضربوا بكل قواكم ** واحزموا امركم ولا تسألونا..
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-06-2009, 10:59 AM
الصورة الرمزية نصر غزه
نصر غزه نصر غزه غير متواجد حالياً
طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهرى
القسم العلمى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 455
معدل تقييم المستوى: 16
نصر غزه is on a distinguished road
افتراضي

ايه مش عاجبكم ولا ايه؟؟؟؟؟؟

كنت معتقد كده علي فكره...

علشان كده الري اكشن بتاعي كان هادئ خالص.........
__________________
علمونا كيف الحجارة تغدو ** بين ايدي الأطفال ماسا ثمينا.
كيف تغدو دراجة الطفل لغما ** وشريط الحرير يغدو كمينا.
يا تلاميذ غزة لاتبالوا ** بإذاعاتنا ولا تسمعونا.
اضربوا واضربوا بكل قواكم ** واحزموا امركم ولا تسألونا..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-06-2009, 05:05 PM
الصورة الرمزية نصر غزه
نصر غزه نصر غزه غير متواجد حالياً
طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهرى
القسم العلمى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 455
معدل تقييم المستوى: 16
نصر غزه is on a distinguished road
افتراضي

مش اوي كده
لا انا معتش اكتب مواضيع تاني يلا بس..........
__________________
علمونا كيف الحجارة تغدو ** بين ايدي الأطفال ماسا ثمينا.
كيف تغدو دراجة الطفل لغما ** وشريط الحرير يغدو كمينا.
يا تلاميذ غزة لاتبالوا ** بإذاعاتنا ولا تسمعونا.
اضربوا واضربوا بكل قواكم ** واحزموا امركم ولا تسألونا..
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-06-2009, 10:46 AM
الصورة الرمزية نصر غزه
نصر غزه نصر غزه غير متواجد حالياً
طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهرى
القسم العلمى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 455
معدل تقييم المستوى: 16
نصر غزه is on a distinguished road
افتراضي

..................................
__________________
علمونا كيف الحجارة تغدو ** بين ايدي الأطفال ماسا ثمينا.
كيف تغدو دراجة الطفل لغما ** وشريط الحرير يغدو كمينا.
يا تلاميذ غزة لاتبالوا ** بإذاعاتنا ولا تسمعونا.
اضربوا واضربوا بكل قواكم ** واحزموا امركم ولا تسألونا..
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:15 AM.