|
#1
|
||||
|
||||
من آداب سورة الأحزاب
من آداب سورة الأحزاب > حوت سورة الأحزاب العديد من المفاهيم والآداب الإسلامية التي يجب أن يقف كل مسلم عندها متدبرا ومتفكرا واعيا، ففي السورة الحسم الكثير من القضايا الدائرة على الساحة العربية والإسلامية الآن , وخاصة في مسائل الحجاب والنقاب , التي اشتعلت هذه الأيام، لذلك رأيت أن أبين بعض هذه الآداب وخاصة لأبنائنا الشباب ولبعض الذين يديرون المعركة طمعا في الدنيا وبعض المناصب الوظيفية في الجامعات وغيرها من المؤسسات التربوية والدينية العربية والإسلامية. تبدأ السورة بتوجيه عظيم إلى خير خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً{1} وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{2} وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً{3}) (الأحزاب/1-3). أي يا أيها النبي (اشكر نعمة ربك عليك باستعمال تقواه التي أنت أولى بها من غيرك، والذي يجب عليك منها أعظم من سواك، فامتثل أوامره ونواهيه وبلغ رسالاته ، وأد إلى عباده وحيه، وابذل النصيحة للخلق، ولا يصدنك عن هذا المقصود صاد ولا يردنك عنه راد ...)، (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)فإنه هو الهدى والرحمة وأرج بذلك ثواب ربك فإنه(بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)يجازيكم بحسب ما يعلمه منكم (ومن نياتكم وأقوالكم وأعمالكم) من الخير والشر (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن بن ناصر السعدي مع إضافة ما بين الأقواس). كأني بهذه الآيات تخاطب هؤلاء الذين ظهروا على الفضائيات منذ أن تفجرت قضية النقاب والحجاب ووجدوها مناسبة لنيل بعض المكاسب الدنيوية وفسروا الآيات على هواهم، وجمعوا الأدلة الدالة على خبث نواياهم، وأصدروا البيانات ومنعوا المسلمات من حرياتهن الدينية والشخصية، وحاولوا تحقير سلوكهن. الله تعالى يقول لمن هو أفضل منهم وأطهر عليك بتقوى الله وعدم السير في ركب الكافرين والمنافقين وعليك الالتزام بما أوحي إليك من ربك , وإن خفت من الكافرين والمنافقين والمتنفذين فتوكل على الله وهو وكيلك وكفيلك وحاميك وناصرك ورازقك، فيا من خرجتم علينا بآرائكم الشاذة: اتقوا الله، فالله مطلع على نياتكم , ومن كان منكم راغبا في رضا أعداء الله فهو واهم , فعلى المسلم أن يتوكل على الله وهو كافيه في الرزق والمنصب والنصر والهداية يا من مارستم أقصى وأقسى درجات الإهانة والتحقير للمسلمات المتدينات: اتقوا الله واتبعوا ما تعلمتموه من كتاب الله، وفسرتموه من قبل تفسيرا صحيحا ونراكم في هذه الأيام حدتم عن وحي الله وسنة نبيه وتفننتم في قلب الحقائق وجرأتم إحدى الكاتبات العَلمانيات (بفتح العين)التي أنكرت من قبل آيات سورة الأحزاب وآيات سورة النور في لباس المرأة المسلمة ، وأصدرت قراءتها الشاذة في كتيبها (الحجاب رؤية وعصرية)، الذي أصدر علماء الفتوى من الأزهر الشريف بيان بزيفه وإرجافه وخطورته (ورددت عليه في خمسة مقالات بعنوان : الحجاب رؤية عَلمانية )، لقد جرؤت هذه العَلمانية (بفتح العين) على أن تقول إن لباس المرأة المسلمة مقزز ومقرف ومهين ومشين ويجب القضاء عليه. ثم بينت بعض آيات سورة الأحزاب السر خلف نجاح المسلمين الأوائل في تحقيق أهدافهم النبيلة، وتحملهم مسئولية نشر الدين ونصرته في أحرج أوقاته قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً{23}) (الأحزاب/23). فالسر في نجاحهم ورضا الله عنهم يكمن في إيمانهم (من المؤمنين) ورجولتهم (رجال) والرجولة شمائل يتصف بها الرجل وتتصف بها المرأة، أنها المواقف القوية وقت الفتن والحاجة، وصدقهم (صدقوا) الصدق مع النفس، والصدق مع المؤمنين والصدق مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسنته والصدق مع الله وتقواه وإتباع ما أوحاه إليهم، ومع الإيمان والرجولة والصدق اتصفوا بالثبات على الحق، (وما بدلوا تبديلا) فلم يغيروا فتواهم في أعداء الله وخاصة اليهود، ولم يغيروا تفسيرهم لآيات الله وفهمهم لها طمعا في الدنيا، وجريا خلف الكافرين والمنافقين ولم يغيروا سلوكهم إرضاء لأعداء الله. إن القرآن الكريم تتدفق آياته بالمعاني الربانية كأنها نزلت منذ ساعات فقط غضة طرية لترد على هؤلاء المرجفين والطامعين في الدنيا والمتبعين للكافرين والمنافقين والمرجفين في الفضائيات والصحف والمنتديات. ثم تأتي السورة ببيان سلوك المؤمنين مع أوامر الله فقال تعال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً{36})(الأحزاب/36). فالمؤمنون وقافون عند أوامر الله فلا خيار لهم فيما أوحى الله وما جاء به رسوله ومن حاد عن ذلك (فقد ضل ضلالا مبينا) كما قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً{65}) (النساء/65). فالإيمان واستمراره وزيادته ونقصانه مرهون بالعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه في القضايا المثارة، ثم إتباع ما أمر الله به مع عدم وجود الحرج في النفس، والتسليم المطلق في السلوك لما جاء الله به وخاصة في الآيات القطعية الدلالة وبفهم علماء الأمة. ثم تأتي القضية المثارة والمشتعلة هذه الأيام ,قضية لباس المرأة المسلمة، فيقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً{57} وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{58}) (الأحزاب/57-58). فالذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير جناية منهم موجبة للأذى (فقد احتملوا) على ظهورهم (بهتانا) حيث آذوهم بغير سبب (وإثما مبينا) حيث تعدوا عليهم وانتهكوا حرمة أمر الله باحترامها (المرجع السابق ص 879). فالذي يحقر من شكل وخلقة المؤمنة و التي تصف لباسها بالمقزز والمقرف، والذين يعلنون الحرب عليها ويضيقون عليها ويصدرون القرارات والقوانين ضدها يحملون على ظهورهم إثما كبيرا سيسألون عنه أمام الله سبحانه وتعالى. ثم تأتي قضية وأدلة اللباس الشرعي للمرأة المسلمة في السورة فيقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{59}) (الأحزاب/59). هذا أمر الله للمسلمات (أن يدنين عليهن من جلاليبهن) وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة (عباءة) وخمار ورداء ونحوه أي يغطين بها وجوههن وصدورهن كما قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (المرجع السابق ص 789) (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) دل على وجود أذية لمن (يلتزمن باللباس الشرعي) وحتى لا يطمع فيهن من في قلبه مرض فيؤذيهن، فيتهاون بهن من يريد الشر بهن (وكان الله غفورا رحيما) حيث غفر لكم ما سلف ورحمكم بأن بين لكم الأحكام وأوضح الحلال والحرام فهذا سد للباب من جهتين (المرجع السابق). فما تتعرض له المسلمة الآن من إيذاء في بعض الشوارع العربية ومن تضييق في بعض أماكن الدراسة ومساكن الطالبات المغتربات في بعض الدول العربية جزء من الصراع بين الحق والباطل، وأهل العفة وأهل الفاحشة ، وأتباع الرحمن وأعوان الشيطان. وهنا يجب علينا أن نبين أن وجه المرأة المسلمة ليس بعورة وأن تغطية الوجه فيها خلاف بين العلماء، والقاعدة الفقهية تبين أنه (لا أمر بمعروف أو نهي عن منكر في مختلف فيه) فمن يرى كشف الوجه فعليه ألا يعيب على من يرى تغطية الوجه، ومن يرى تغطية الوجه فعليه عدم الإنكار على من يرى كشف الوجه، هكذا يقول العلماء، وعلى المسلمات الملتزمات أن يلتزمن بالسلوك الإسلامي في الجامعة والمدن الجامعية للبنات وفي الشوارع والمواصلات العامة وفي المتنزهات والأسواق لأن الأعين عليهن وعلى سلوكهن (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) (رواه البخاري ومسلم). ولا يعيب الملتزمات استغلال بعض الفاسقين والفاسقات للنقاب في الإتيان بأفعال مشينة ومهينة ، فكما أنه لا يعيب رجل الشرطة الشريف ارتداء بعض المجرمين لباسه لارتكاب الجرائم فيها فإنه لا يعيب المسلمة الشريفة هذا السلوك المهين والمشين لبعض المجرمين والمفسدين في الأرض. وعلينا جميعا البعد عن الشقاق النزاع والفشل الناتجين عن الخلاف المرضي (بفتح الميم والراء) كما قال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{46}) (الأنفال/46) فالخلافات الدائرة الآن في الفضائيات والمنتديات هي خلافات مرضية (بفتح الميم والراء) وغير سوية وتؤدي إلى ضياع الوقت والجهد والمال والطاقة في غير المفيد، وهذه خطة شيطانية لشغل المسلمين بالخلافات , وكل يوم يفجرون لنا قضية خلافية فننغمس فيها وننشغل بها , وغيرنا يعمل ويخطط ويبدع ويتقدم وينتج وينمي ويعمر ويصدر ونحن لاهون منشغلون بتلك القضايا المغرضة , لذلك قال الله تعالى عقب آية اللباس (آية 59) من سورة الأحزاب قال في إعجاز معجز (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً{60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً{61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً{62}) (الأحزاب/60-62). علينا جميعا أن ننتبه للمخطط الإرجافي الذي يديره المنافقون والقافزون من قطار الشيوعية المحترق والطامعين في رضا العم سام والصهاينة اللئام وفسدة الحكام. وعلى المرجفين الكف عن إرجافهم ودفع الشباب إلى اليأس أو استقطابهم نحو الغلو والتطرف لأن الأمر خطر والعاقبة كؤود والأعداء يتربصون بنا الدوائر من كل مكان والحل في الهدوء والسكينة والصبر والتعليم والتعلم والإنتاج والبعد عن الفتن الطائفية والدينية والمذهبية والعنصرية، وأن نتعايش في أوطاننا بعيدا عن الفتن , وأن نحاول الخروج بأوطاننا م الجهل والتخلف , وأن نحافظ على أرواحنا وأعراضنا وأموالنا ومكتسباتنا ووحدتنا الوطنية، وأن نتعاون جميعا على البر والتقوى ونتجنب التعاون على الإثم والعدوان، وأن نعمل سويا فيما اتفقنا عليه وأن ينصح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه, فالدين النصيحة (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم). أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى
__________________
قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .! فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا .. |
#2
|
||||
|
||||
اللهم إني أسألك الأنس بقربك
__________________
اللهم اجعلنا من الذين سرحت أرواحهم في دار العلى و حطّت همم قلوبهم في غاية التقى و جنوا من ثمار رياض التسنيم و استظلّوا تحت ظلّ الكرامة الظليل اللهم ألبسنا لباس التقوى واكفنا ما أهمنا وارزقنا من واسع كرمك واغفر لنا واحمنا بحمايتك واحفظنا من كل شر وارزقنا الطمأنينة وراحة البال وأدخلنا الجنة يا ذا الجلال والإكرام . |
العلامات المرجعية |
|
|