|
#1
|
|||
|
|||
المنافسة بين بني أمية وبني هاشم
أثيرت قضية المنافسة بين بني أمية وبني هاشم، وأرادت بعض الروايات في مصادرنا أن تثبت أن هذه المنافسة بين هاتين الأسرتين -اللتين تنتميان إلى عمومة واحدة من رجلين عظيمين من بطن بني عبد مناف بدأت منذ عهد الجاهلية، واستمرت حتى وصلت إلى زمان هاشم وحرب بن أمية.
بل صدرت بعض الروايات -التي لا يمكن تصديقها أو قبولها بحال من الأحوال- عن هذين الاثنين، وطبقًا لهذه الروايات فإن أصحابها كما يظهر يحاولون إثبات أن المنافسة التي جرت بين الاثنين هي بذاتها نفس المنافسة التي استمرت بينهما طوال فترات العهد الإسلامي، والتي جعلت بني أمية يواجهون ويعارضون بني هاشم، بل جعلتم أعداء يناصبونهم العداء على الدوام. وهكذا قام بنو أمية -كما يدعى هؤلاء زورًا- بمعارضة الإسلام ونصبوا المؤامرات ضد الحكومة الإسلامية، وبعد أن نجحوا في خططهم تلك استولوا غصبًا على الحكم، وحين أصبحت السلطة في أيديهم أوقعوا الظلم والقهر ببني هاشم. كل هذه الاتهامات التي لو نزلت على جبل لحطمته، ملأ بها الرواة المغرضون والمؤرخون الذين لا يمتون للتأريخ بصلة روايات مصادرنا التاريخية. إن أساس قضية المنافسة بين بني هاشم وبني أمية يجب أن ننظر إليها أصلاً في ضوء خلفية اختلافات الفتنة الكبرى، وهي الفتنة التي أدت إلى الأمر المفجع الذي أدى بدوره إلى شهادة ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه. فلم تكن هناك منافسة بصورة أساسية بين هاتين الأسرتين، لا في زمان الجاهلية، ولا في عهد الرسالة، ولا في زمان الخلافة الرشيدة بطوله. فكلتاهما ليستا فقط من أهم أعضاء بني عبد مناف بل بينهما صلة قرابة متينة لا تنفصم عراها أبدًا، وبينهما صلة من المحبة والانسجام لا تنقطع أوصالها بأي حال من الأحوال. فابن عبد المطلب بن هاشم أبو لهب، وابنتاه أم الحكم بيضاء وصفية، هؤلاء كانوا ينتسبون إلى أسرة بني أمية. كما أن صلة المصاهرة هذه ظلت قائمة في أسرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أسرة عمه أبي طالب بن عبد المطلب أيضًا. وهكذا كان بين عقيل بن أبي طالب الهاشمي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم علاقة زواج مع الأمويين: السيدة زينب، والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم عليهن السلام، وبعدها قام رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه بالزواج من ابنة أبي سفيان السيدة أم حبيبة وظلت سلسلة المصاهرة والزواج مستمرة بين هاتين الأسرتين بل توطدت العلاقات أكثر فأكثر في زمان العهد الأموي. كما أنه لا يندر أن نجد أمثلة للزواج والمصاهرة في العهد العباسي. وبالإضافة إلى صلة المصاهرة فإن رابطة العلاقات التجارية والاجتماعية بين الأسرتين كانت قوية، واستمرت على هذا المنوال سواء كان ذلك في العهد الجاهلي أو في العهد الإسلامي، وكانت العلاقة بين أبي سفيان بن حرب الأموي والعباس بن عبد المطلب الهاشمي تتسم بالمحبة والمودة؛ إذ كانت علاقاتهما وثيقة ومتينة. وتحليل الصلات والعلاقات التي ربطت بين الأسرتين تحليلاً يشمل جميع جوانبها يدل على أن ما قيل عن منافسة غير ودية بينهما لا أساس له. وما ذكر في المصادر التاريخية يدلنا أيضًا على أن هذه الروايات قد صيغت أو تم تلفيقها فبولغ فيها، وجاءت هكذا بما حملته من مبالغة في مصادرنا التاريخية. وهذه المحاولات ما هي أصلاً إلا صدى للميول العدائية لبني أمية، التي جعلت الرواة من أعداء بني أمية يسلكون هذا السبيل من أجل مسخ هذا العهد الأموي العظيم في التاريخ الإسلامي. بالإضافة إلى أن المؤرخين الجدد (من الماركسيين وغيرهم) ممن حاولوا تفسير التاريخ على أساس فكرة الصراع بين الطبقات وجدوا في تلك الروايات مأربهم فراحوا يصبغون التاريخ الإسلامي على أساس وجهة نظرهم الشيوعية ليجعلوه تاريخ صراع بين الطبقات!! محمد ياسين مظهر
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
مشكووووووووووور
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك على الموضوع
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|