قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن حملة الانتخابات المصرية كشفت عن أن التغيير قادم وإن كان بطيئاً مثل مياه النيل. ورأت الصحيفة فى التقرير الذى كتبه إيان بلاك، محرر شئون الشرق الأوسط، أن المعارضة، رغم أنها لا تزال ضعيفة، لكنها أقوى مما مضى باستخدامها وسائل الإعلام الاجتماعية والمدونات فى التواصل والتنظيم. كما أن قضايا حقوق الإنسان أصبحت لها مكانة متقدمة على قائمة الأولويات. ورغم أن العرب لم يعودوا يتوقعون أن تقوم مصر بدورها القديم فى تأييد القضايا العربية، فعلاقتها مع الولايات المتحدة وتوقيعها معاهدة السلام مع إسرائيل يجعل ذلك مستحيلاً، لكن فى الساحة الداخلية، فإن مصر تحدد الاتجاهات التى يتم مراقبتها والسير على خطاها.
ويرى بلاك أنه رغم بعض المخاوف بشأن التلاعب بالأصوات والقمع الذى يمكن أن تشهده الانتخابات البرلمانية المقبلة، فإن الحملة أثبتت بالفعل بعض المؤشرات المثيرة للاهتمام حول ما يمكن أن يحدث فى هذا البلد.
واعتبر بلاك أن رفض الحكومة السماح بوجود مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات فى نوفمبر القادم مبعث آخر للقلق، وذلك بحجة انتهاك ذلك لسيادة مصر، إلا أن ذكرى رجال الشرطة وهو يضربون الناخبين خلال انتخابات عام 2005 تقوض مثل هذه الحجج، ورغم ذلك تجاهلت القاهرة دعوة الولايات المتحدة بالسماح بوجود مراقبين دوليين، ووعدت دول كبريطانيا ودول أوروبية أخرى بإرسال دبلوماسيين مقيمين بالقاهرة لمراقبة مراكز الاقتراع.
ورغم ذلك، تقول الجارديان، لا يزال هناك أخبار جيدة تتمثل فى تنظيم منظمات المجتمع المدنى المصرية مراقبة الانتخابات، وقد قررت هذه المنظمات عدم قبول تمويل من المانحين الأجانب، وهى قضية حساسة دائمة، مما يعنى أنهم أقل عرضة للمضايقة، رغم أنه لا تزال هناك حاجة إلى السماح برصد الانتخابات.
وما سيحدث فى الأسابيع القليلة المقبلة يمكن أن ينظر إليه بطرق كثيرة على أنه مقدمة لسباق أكثر أهمية وهو الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=291342&SecID=97