اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2013, 12:12 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
المدير التنفيذي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,982
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي السيناريوهات المحتملة لمنفذي تفجير السفارة الفرنسية بطرابلس

صراع ميليشيات أم ارتداد إقليمي؟:
السيناريوهات المحتملة لمنفذي تفجير السفارة الفرنسية بطرابلس



د. خالد حنفي علي
باحث في الشئون الأفريقية

لا يمكن فصل التفجير الذي استهدف السفارة الفرنسية في طرابلس عن السياقات الداخلية الليبية والإقليمية المتعلقة بمنطقة الساحل والصحراء، لا سيما أن المستهدف "ظاهريًّا" في التفجير هو فرنسا التي أعادت ترتيب نفوذها في المنطقة، سواء عبر المشاركة الفعالة في التحالف الدولي لإسقاط نظام القذافي، أو التدخل العسكري الفرنسي -المدعوم أمميًّا وإفريقيًّا- في شمال مالي، لمواجهة الجماعات الإسلامية والأزوادية المسلحة.

وإن عكس التفجير تفاقم المعضلة الأمنية الليبية، وعدم قدرة حكومة علي زيدان على معالجتها؛ فإنه يشي بأن ثمة احتمالا للترابط بين سياقات عدم الاستقرار الداخلي والإقليمي في منطقة الساحل والصحراء التي تمر بمرحلة إعادة ترتيب للمنطقة من قبل القوى الدولية المتنفذة، والتي استطاعت إنهاء سيطرة الجماعات المسلحة على شمال مالي، دون معالجة حاسمة لتداعيات تشظي تلك الجماعات عبر الحدود، وهروب بعض عناصرها، إما إلى الجبال، أو العودة إلى دول الجوار، ومنها ليبيا التي لعبت في المقابل دورًا في تغذية الصراع في المنطقة عبر المقاتلين الطوارق، والتشابكات بين الجماعات الجهادية.

ورغم أنه لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن التفجير، مما أحدث قدرًا من الضبابية حول التفجير وأهدافه والجهة المنفذة له، فإن مسارعة الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند لربط التفجير بما أسماه الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، عضد مقولة البعض بأن التفجير ليس إلا رد فعل لعمليتها العسكرية في شمال مالي، وخاصة في ضوء التهديدات التي أطلقتها مؤخرًا حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا ضد المصالح الفرنسية، بيد أن فحص الحادث وملابساته، ربما يدفع إلى سيناريوهات محتملة للجهة المنفذة أكثر تشابكًا وأكثر تعبيرًا عن طبيعة التغيرات في تلك المنطقة.

ملابسات التفجير

ثمة ملابسات أمنية وسياسية لا يمكن اغفالها في طبيعة التفجير الذي تعرضت له السفارة الفرنسية في طرابلس، ومن أبرزها:

- "أداة التفجير"، وهي سيارة مفخخة فجرت أمام السفارة الفرنسية في طرابلس، ولم يكن بها انتحاري، ومثل هذا النمط من الأدوات الإرهابية تستخدمه الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط بشكل عام، إلا أن اللافت أن التفجير ليس هو الأول في طرابلس نفسها، حيث شهد العام الماضي تفجيرا مماثلا باستخدام الطريقة نفسها في عيد الفطر، وألقت آنذاك الأجهزة الأمنية باللائمة على موالين للقذافي، كما أن الأشهر الماضية شهدت لجوء الجماعات المسلحة التي فرت من مناطق القتال في شمال مالي إلى نمط السيارات المفخخة وبعضها حوى انتحاريين ضد القوات الإفريقية أو الفرنسية.

- توقيت التفجير، حيث تم في الساعة السابعة صباحًا، أي قبل توافد العاملين على السفارة الفرنسية، مما قد يعكس رغبة منفذي التفجير في إحداث ضجة إعلامية وسياسية، وإثبات عجز الحكومة أمنيًّا، أكثر مما يستهدف إيذاء الأجانب، حيث إن حصيلة التفجير لم تتجاوز 3 حراس فرنسيين، كما أن الشاهد أن عمليات التنظيمات القاعدية، عادة ما تهدف إلى إحداث أكبر قدر من الألم للأجانب للتأثير على الرأي العام داخل البلد الغربي المستهدف.

- جغرافيا التفجير، فرغم أن طرابلس شهدت حوادث صغيرة كانفجار قنبلة صغيرة خارج قنصلية تونس في يونيو الماضي، وإلقاء قنبلة على مبنى خال كان مسئولون من الأمم المتحدة فكروا في استخدامه في يناير الماضي، إلا أن تفجير السفارة الفرنسية يشكل أول هجوم كبير تستهدف فيها مصالح غربية في طرابلس في الغرب، مما يشكل امتدادًا لظاهرة الهجمات ضد المصالح الغربية في الشرق، حيث تعرضت القنصلية الأمريكية في بنغازي لهجوم *** فيه السفير الأمريكي، وكذا موكب السفير البريطاني، ومكتب الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتلك الهجمات اتهمت السلطات فيها إسلاميين متشددين مرتبطين بالقاعدة بالتورط فيها، وخاصة جماعة "أنصار الشريعة". ورغم أن تفجير سفارة فرنسا قد يشير إلى تشابكات بين مسلحي الشرق والغرب في استهداف المصالح الغربية، إلا أن ما يسترعي الانتباه أن التواجد الأمني والميليشيات المسلحة أكثر تنظيمًا وقوة في الغرب مقارنة بالشرق الذي يسهل فيه هذا النوع من الهجمات.

- المستهدف بالتفجير، قد يكون الهدف المباشر ظاهريًّا هو المصالح الفرنسية في ليبيا والمنطقة بشكل عام، حيث لعبت باريس دورًا في الحشد لإسقاط القذافي من جهة، ومن جهة أخرى استعادت دورها في الساحل والصحراء عقب التدخل العسكري في شمال مالي لمواجهة الجماعات المسلحة، كما أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المصالح الفرنسية في الساحل والصحراء، حيث تم اختطاف فرنسيين في نيجيريا والنيجر ومالي، إلا أنه من جانب آخر فإن الصخب الأمني والسياسي للتفجير وعدم وقوع خسائر وسط الأجانب قد يشير إلى احتمال أن جماعات مسلحة داخلية تريد بعث رسالة إلى الداخل الليبي.

السيناريوهات المحتملة

بناء على تلك الملابسات المحيطة به، يمكن الإشارة إلى عدة سيناريوهات محتملة حول الجهة المنفذة لتفجير السفارة الفرنسية في طرابلس:

السيناريو الأول: صراع ميليشيات داخلية

من المحتمل أن يكون التفجير في إطار صراع بين الميليشيات الداخلية المسلحة (بقايا نظام القذافي، جماعات دينية متطرفة، ميليشيات مسلحة متنافسة)، وسلطة الدولة الهشة التي لم تجد حلا ناجعًا لمعضلتها الأمنية، أو محاولة منع تغلغل الدور الأمني الخارجي في ليبيا، على نحو قد يضر بفاعلين مسلحين رئيسيين في المرحلة الانتقالية بعد الثورة، ولعل هنالك مؤشرات سبقت التفجير تجعل من هذا السيناريو محتملا:

- رفض ميليشيات مسلحة -خاصة في طرابلس- التخلي عن أسلحتها أو الانضواء تحت سلطة الدولة وأجهزتها الأمنية، باعتبارها أقوى من الجيش ومؤسسات الأمن الداخلي، على الرغم من صدور قرار عن المؤتمر الوطني العام يدعو إلى إخلاء طرابلس من جميع المظاهر المسلحة غير الشرعية.

- جاء التفجير عشية الجدل حول طلب ليبي للناتو بالمساهمة في إعادة الأمن في البلاد، وهو ما نفاه رئيس الوزراء علي زيدان، وقال إنه "لو طلبت ليبيا التدخل سيتم بموافقة تشريعية".

- ربط نائب رئيس الاستخبارات اللليبية بين تفجير سيارتين مفخختين في عيد الفطر في العام الماضي في طرابلس وتفجير السفارة الفرنسية، علمًا أن الأجهزة الأمنية الليبية اتهمت في تفجيرات عيد الفطر مجموعات مسلحة تعمل لصالح نظام القذافي، كما سبق الانفجار بأيام اعتقال السلطات الليبية عناصر أمنية عملت في أجهزة نظام للقذافي، وقالت السلطات إنهم سعوا إلى الانقلاب العسكري على ثورة 17 فبراير عبر السيطرة على جنوب البلاد، بعد هجوم على مجمع لسيارات الشرطة في الصحراء في "سبها" جنوب البلاد.

- نشرت وثيقة في الصحافة الليبية في أعقاب التفجير تشير إلى إهمال القيادات الأمنية في تعزيز التحصين الأمني للسفارة الفرنسية وحماية مقرها وموظفيها، بالرغم من التحذيرات على مدى الأشهر الماضية في أعقاب الهجمات المتكررة على المصالح الغربية في الشرق.

- الجدل حول أداء رئيس أركان الجيش الليبي يوسف المنقوش، إذ طالب أعضاء في المؤتمر الوطني العام بإقالته لفشله في بناء الجيش، فضلا عن قيام وحدات من الجيش بالاحتجاج على المنقوش أمام مقر المؤتمر الوطني، بينما يرى البعض الآخر أن مشكلة المنقوش تكمن في رفضه من قبل ميليشيات مسلحة، بسبب سعيه إلى إقرار الأمن عبر المصالحة الوطنية، إذ رعى المصالحة بين قبيلتي أولاد سليمان العربية وقبائل التبو الليبية في الجنوب.

- حذر تقرير لمجلس الأمن الدولي في شهر فبراير الماضي من تغلغل قيادات لتنظيم القاعدة في الأجهزة الأمنية الداخلية، وخاصة من الجيل الثاني للجهاديين الرافضين للتغلغل الغربي في ليبيا والذين لم ينخرطوا في العملية السياسية داخل ليبيا، وفي هذا السياق، نسبت وسائل إعلامية ليبية لقيادي في السلفية الجهادية يدعى عبد الباسط عزوز وقوفه وراء التفجير، إلا أن هذا الأخير نفى ذلك .

السيناريو الثاني: ارتداد إقليمي للتدخل الفرنسي

ثمة احتمال أن يكون التفجير في سياق انعكاس لتشظي الجماعات المسلحة في المنطقة، بعد نجاح التدخل الفرنسي في انهاء سيطرتها على شمال مالي، وفي هذا السياق تبدو هنالك عدة مؤشرات:
- التهديدات المتكررة التي أطلقها من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا لفرنسا عدة مرات أحدثها الأسبوع الماضي بالانتقام من تدخلها في مالي، لا سيما وأنه لا يزال هناك قسم من المقاتلين يحاربون القوات الإفريقية والفرنسية، وخاصة في غاوو وتمبكتو، عبر الاعتداءات الانتحارية بالسيارات المفخخة، وكذا في جبال إيفوقاس (أقصى شمال شرق مالي).

- أن بعض المقاتلين الإسلاميين الذين طردتهم الجيوش الفرنسية والإفريقية من كبرى مدن شمال مالي عاد بعضهم مع أسلحتهم إلى بلدانهم، فالطوارق عادوا إلى جنوب ليبيا، وجزء من مقاتلي التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا عادوا الى مخيمات جبهة البوليساريو"في الصحراء الغربية، بينما بعض قادة عناصر جماعة أنصار الدين تسللوا للجزائر.

- أن ثمة اتجاهًا لدى الناتو والدول الغربية بشكل عام لإعادة حساباتها الأمنية في ليبيا، بعد تفاقم المشكلة الأمنية داخل البلاد، لذا أطلق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لإطلاق بعثة مدنية لمساعدة ليبيا على ضبط أمن حدودها.

السيناريو الثالث: "التشابك الداخلي والإقليمي"

وهو السيناريو الأرجح، ويشير إلى أن تفجير سفارة فرنسا في طرابلس هو نتاج للتشابك وتلاقي الحسابات بين جماعات مسلحة داخل ليبيا، وأخرى تستفيد من الهشاشة الحدودية في منطقة الساحل والصحراء، لا سيما في ضوء أمرين:

1- أن عودة بعض قيادات الطوارق إلى ليبيا، فضلا عن بعض الجهاديين الليبيين من شمال مالي قد يقوي من جبهتين داخليتين في الصراع الليبي، أولاهما: الجماعات الموالية لنظام القذافي والتي بدأت تشهد تناميًا ملحوظًا، وخاصة في الجنوب ومن مصلحتها تعميق المعضلة الأمنية عبر استهداف فرنسا التي لعبت دورًا في إسقاط القذافي، أما الجبهة الثانية، فهم الجيل الثاني من الجهاديين الليبيين أمثال أنصار الشريعة وألوية عمر عبد الرحمن، وغيرها.

2- أن نموذج عملية عين أميناس في الجزائر يشير إلى حالة تشابك داخلي وإقليمي، فمنفذو العملية عبروا الحدود مع النيجر وليبيا وتلقوا دعمًا لوجستيا وتسلحيا حتى يقوموا بعمليتهم في الجزائر وإن كانت تلك العملية تختلف عن تفجير السفارة الفرنسية في أنها أحدثت إيذاء أكبر للأجانب، وأن منفذيها أعلنوا صراحة أنها جاءت ردًّا على التدخل الفرنسي في شمال مالي.

وقصارى القول، إن التفجير الذي تعرضت له السفارة الفرنسية في طرابلس يعكس تفاقم المعضلة الأمنية الداخلية والإقليمية، حيث تلاقت مصالح جماعات في الداخل والخارج على تعميقها، وبالتالي فإن كان التفجير ظاهرًا يشير إلى أنه "صراع ميليشيات" إلا أنه مدعوم بالتغييرات الإقليمية في الساحل والصحراء.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:29 PM.