|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الـمـحــاســـن
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المُرسلِين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبـــعـــــــد لا يَخفَى على أحدٍ مِمَن اشتغل بالأدب العربي فضل الجَاحِظ في إثراء الأدب العربي بكتاباته الغنيّة بكل غريب وعجيب ومفيد في نفس الوقت ... مِن هذا المُنطلق سأقوم بعرض ما كَتَبَهُ الجَاحِظُ في بعض كتبه في "الأدب"... مع تلخيص ما يُمكن تلخيصه مما كَتَبَهُ ... بالإضافة إلى تشكيل بعض الكلمات لعدم حدوث لَبْس في المَعنى. ؛،؛ وأسألُ اللهَ العلي العظيم أن ينفعنا به وإياكم ؛،؛ --------- حــاتـــم أحــمـــد
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 03-04-2016 الساعة 02:58 AM |
#2
|
||||
|
||||
(تــمـــهـــــيـــــــد) قبل الخَوْض في هذا الخِضَمّ وَجَب علينا التّعريف بِكَاتِبِه: الـــجَـــــاحِـــــــظ هُـــــوَ: عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ بْنِ مَحْبُوْبٍ البَصْرِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ الجَاحِظُ. العَلاَّمَةُ المُتَبَحِّرُ، كَبِيرُ أَئِمَّةِ الأَدَبِ العَرَبِيِّ مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسِتِّينَ ومِائَةٍ (163 هــ). وسُمَّيَ بِــ"الجَاحِظُ":لِجُحُوظِ عَيْنَيْهِ؛ وكَانَ شَنِيعَ المَنْظَرِ. أَخَذَ الجَاحِظُ النَّحوَ والعَرَبِيَّةَ مِن: أَبِي عُبَيْدَةَ التَّيْمِيِّ، والأَصْمَعِيِّ، وأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، والأَخْفَشِ الأَوْسَطِ؛، وغَيْرِهِم. - وكَانَ وَاسِعَ الإِطِّلاَعِ جِدّاً، لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ بِيَدِهِ كِتَابٌ قَطُّ إِلاَّ اسْتَوفَى قِرَاءتَه، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَسْتَأَجِر دَكَاكِيْنَ الكُتْبِيِّيْنَ، ويَبِيتُ فِيْهَا لِلمُطَالَعَةِ!! - وكَانَ أَحَدَ الأَذْكِيَاءِ، دَاهِيَةً فِي قُوَّةِ الحِفْظِ، مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، وتَصَانِيْفُه كَثِيْرَةٌ جِدّاً؛ حَيْثُ لاَ يُعلَمُ أَحَدٌ مِن أَهْلِ العِلْمِ أَكَثَر كُتُباً مِنْهُ؛ وكَانَت فِيهِ دُعَابَةٌ. أَشْــهَـــرُ تَـصَــانِـيـفِـــهِ: كِتَابُ (البَيَانِ والتَّبْيِينِ)، وَ (الحَيَوَانِ)، وَ (البُخَلاَءِ)؛، وغَيْرِهِم الكَثِيْر. قَــالُـــواْ عَـنْـــهُ: - قَالَ المُبَرِّدُ: مَا رَأَيْتُ أَحرَصَ عَلَى العِلْمِ مِن ثَلاَثَةٍ: الجَاحِظ، والفَتْح بْن خَاقَان، وإِسْمَاعِيل القَاضِي. - وقَالَ أَبُو هَفَّانَ المِهْزَمِيُّ: ثَلاَثَةٌ لَم أَرَ قَطُّ ولاَ سَمِعتُ أَحَبّ إِلَيْهِم مِن الكُتُبِ والعُلُومِ: الجَاحِظُ، والفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ، وإِسْمَاعِيْلُ القَاضِيُّ. - وقَالَ أَبُو مَنْصُورٍ الأَزْهَرِيُّ: أُوتِيَ الجَاحِظُ بَسْطَةً فِي القَوْلِ وبَيَاناً عَذْباً فِي الخِطَابِ. - وقَالَ يَاقُوتٌ الحَمَوِيُّ: كَانَ الجَاحِظُ مِنَ الذَّكَاءِ وسُرعَةِ الخَاطِرِ والحِفْظِ، بِحَيْثِ شَاعَ ذِكْرُهُ وعَلاَ قَدرُهُ. - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ وَاسِعَ النَّقْلِ، كَثِيرَ الإِطِّلاَعِ، مِن أَذْكِيَاءِ بَنِي آدَمَ وأَفْرَادِهِم. - وقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: كَانَ بَارِعًا فَاضِلًا، قَد أَتْقَنَ عُلُومًا كَثِيرَةً، وصَنَّفَ كُتُبًا جَمَّةً تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ ذِهْنِهِ وجَوْدَةِ تَصَرُّفِهِ. وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَتَيْنِ (255 هــ)، ولَهُ مِن العُمُرِ اثْنَتَانِ وتِسْعُونَ سَنَةً (92). --------- -- وللمزيد عنه تفضل بزيارة هذا الموضوع ... تجد ترجمته في الصفحة رقم (3) تحت رقم (24): http://www.thanwya.com/vb/showthread...=602371&page=3
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
(1) مَحَاسِن الكُتُب والكِتَابَة قال "الجاحظ": كانت العَجَم تُقَيّد مَآثِرها بالبُنْيان والمُدن والحُصُون، مثل بناء ازدشير وبناء اصطخر، وبناء المدائن والسدير، والمدن والحصون، ثم ان العَرَب شاركت العَجَم في البُنْيان، وتفرّدت بالكُتِب والأَخبار، والشِّعر والآثار؛ فلها من البنيان غمدان، وكعبة نجران، وقصر مأرب، وقصر مارد، وقصر شعوب، والأبلق الفرد وغير ذلك من البنيان، وتَصْنيف الكتب أَشد تَقِييداً للمَآثِر على ممر الأيّام والدُّهور من البنيان، لأن البناء لا محالة يَدْرُس، وتُعْفَى رُسُومه، والكتاب باقٍ يقع من قَرن إلى قَرن، ومن أُمّة إلى أُمّة، فهو أبداً جديد، والنّاظر فيه مُستفيد، وهو أبلغ في تحصيل المآثِر من البنيان والتَصَاوير. وكانت العَجَم تجعل الكِتَاب في الصُّخور، ونَقْشاً في الحجارة، وخِلْقَة مُرَكّبَة في البنيان، فربما كان الكِتَاب هو النّاتئ، وربما كان هو المَحْفُور، إذا كان ذلك تاريخاً لأمر جَسِيم، أو عَهْداً لأمر عَظِيم، أو عَظِيم، أو مَوْعِظة يُرْتَجى نَفْعها، أو أحياء شرف يريدون تخليد ذِكره، كما كتبوا على قبة غمدان وعلى باب القيروان، وعلى باب سمرقند، وعلى عمود مأرب، وعلى ركن المقشعر، وعلى الأبلق الفرد، وعلى باب الرها؛ يعمدون إلى المواضع المشهورة والأماكن المذكورة، فيضعون الخطّ في أبعد المواضع من الدُّثور، وأَمْنعها من الدُّرُوس؛ وأَجْدَر أن يَراه مَن مَرّ به، ولا يُنْسَى. ولولا الحِكَم المَحفوظة والكُتُب المُدَوّنة، لَبَطَل أكثر العِلْم، ولَغَلَب سُلّطان النِّسْيان سُلّطَان الذِّكر، ولما كان للناس مَفْزَع إلى مَوْضِع استذكار، ولو لم يتم ذلك لحُرِمنا أكثر النّفع، ولولا ما رَسَمَت لنا الأوائل في كتبها، وخلّدت من عجيب حكمتها، ودوّنت من أنواع سِيَرها، حتى شاهدنا بها ما غاب عنا، فتحنا بها كل مُستغلق، فجمعنا إلى قليلنا كثيرهم، وأدركنا ما لم نكن نُدركه إلا بهم، لقد بخس حظنا منه، وأهل العلم والنظر وأصحاب الفِكْر والعِبَر، والعُلَماء بمخارج المِلَل وأَرباب النِّحَل، وورثة الأَنْبياء وأعوان الخُلَفاء، يكتبون كتب الظُّرفَاء والصُّلَحاء، وكُتُب أَعوان الصُّلحاء وكتب أَصْحاب المِرَاء والخُصُومات، وكتب السُّخَفاء وحميّة الجاهلية، ومنهم مَن يُفرِط في العِلم أيام خمُوله وترك ذِكره وحَدَاثة سِنّه، ولولا جِيَاد الكتب وحِسَانها لما تحرّكت هِمَم هؤلاء لِطَلَب العِلْم، ونَازعت إلى حُبّ الكتب، وأُلّفت من حال الجهل وإن يكونوا في غِمار الوحش، ولدخل عليهم من الضرر والمشقة وسوء الحال ما عسى أن يكون لا يمكن الإخبار عن مقداره إلا بالكلام الكثير.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 16-09-2016 الساعة 05:12 AM |
#4
|
||||
|
||||
- وقال محمد بن الجَهْم: "إذا غَشِيَني النُّعَاس في غير وقت النّوم تناولتُ كتاباً فأجد اهتزازي للفوائد الأَرْيَحِيّة التي تَعْتَرِيني من سُرور الإِسْتِنْبَاه وعِزّ التّبين، أشد إيقاظاً مِن نَهِيق الحِمَار، وهَدّة الهَدْم، فإني إذا استحسنت كتاباً واستجدته ورجوت فائدته، لم أُوثر عليه عِوَضاً، ولم أبغِ به بَدَلاً، فلا أزال أَنْظُر فيه ساعة بعد ساعة، كم بقي مِن ورقة مخافة استنفاده، وانقطاع المادة مِن قِبَلِه". - وقال ابنُ دَاحَة: "كان عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب لا يجالس الناس ... فنزل مقبرة من المقابر وكان لا يزال في يده كتاب يقرؤه، فسُئِل عن ذلك فقال: "لم أرَ أوعظ من قبر ولا آنس من كتاب، ولا أسلم من الوحدة". - وأَهْدَى بعضُ الكُتّاب إلى صَديق له دَفتراً وكَتب معه: "هديتي هذه، أعزّك اللهُ، تَزْكُو على الإنفاق، وتربو على الكَدّ، لا تفسدها العَوَاري، ولا تَخْلِقَها كَثْرة التّقليب، وهي إِنْس في الليل والنهار والسّفر والحَضَر تُؤْنِس في الخَلْوَة وتمنع من الوَحْدة، مُسامِر مُساعِد، ومُحدّث مِطوَاع، ونَديم صِدْقٍ". - وقال بعض الحكماء: "الكُتُب بَسَاتين العُلَماء". - وقال آخر: "ذَهَبتْ المكارم إلا مِن الكُتُب".
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
قال "الجاحظ": وأنا أحفظُ وأقول: الكتاب نِعَم الذُّخْر والعُقْدة، والَجِليس والعُمْدة، ونِعَم النشرة ونِعَم النُّزْهَة، ونِعَم المُشْتَغل والحِرْفَة، ونِعَم الأَنِيْس ساعة الوَحْدة، ونِعَم المَعرِفة ببلاد الغُرْبَة، ونِعَم القَرِين والدَّخِيل والزَّمِيل، ونِعَم الوَزِير والنَّزِيل. والكتاب وِعاء مُلِيء عِلْماً، وظَرْف حُشِي ظُرْفاً، وإِنَاء شُحِن مُزَاحاً، إِنْ شئتَ كان أَعيَا من باقل، وإِنْ شئتَ كان أبلغ من سحبان وائل، وإِنْ شئتَ سَرّتك نَوَادره، وشَجّتك مَوَاعِظه، ومَن لك بِوَاعظ مثله، وبِنَاسك فَاتِك، ونَاِطق أَخْرَس؛ ومَن لك بِطَبيب أَعرابي، ورُومي هِنْدي، وفارسي يُوناني، ونَدِيم مَوْلِد، ونَجِيب مُمَتِع؛ ومَن لك بشيء يجمع الأَوّل والآخِر، والنَّاقِص والوَافِرّ، والشّاهِد والغَائِب، والرّفيع والوَضِيع، والغص والسّمِين، والشّكل وخِلافه. وبَعدُ ... فما رأيتُ بُسْتاناً يحمل في رُدْنٍ، ورَوْضَة تُنْقَل في حَجَر، يَنْطِق عن المَوْتَى ويُتَرجم عن الأَحياء، ومَن لك بمُؤنِس لا ينام إلا بنومك ولا يَنْطِق إلا بما تَهوَى، آمن من الأرض، وأَكْتَم لِلسّرّ من صاحب السّرّ، وأحفظ للوديعة من أَربَاب الوَديعة. ولا أَعْلَمُ جَاراً آمَن، ولا خَلِيطاً أَنْصَف، ولا رَفِيقاً أَطْوَع، ولا مُعلِّماً أَخْضَع، ولا صَاحِباً أَظْهر كِفَاية وعِنَاية، ولا أقل اِمْلالاً ولا إِبْرامًا، ولا أَبْعَد مِن مِرَاء، ولا أَتْرك لِشَغَب، ولا أَزْهَد في جِدَال، ولا أَكَفّ في قتال من كِتَاب، ولا أَعَمّ بَيَانًا، ولا أَحْسن مُؤَاتاة، ولا اَعْجَل مُكَافأة، ولا شَجَرة أَطْوَل عُمْراً، ولا أَطْيَب ثَمَراً، ولا أَقْرَب مُجْتَنَى، ولا أَسْرَع إِدْرَاكاً، ولا أَوْجَد في كُلِّ أَبَّان من كِتَاب. ولا أَعْلَمُ نِتَاجاً في حَدَاثة سِنِّه، وقُرْب مِيَلاده، ورُخْص ثَمَنه وإِمكان وُجُوده، يجمع من السِّيَر العَجِيبة، والعُلُوم الغَرِيبة، وآثَار العُقول الصَّحِيحة ومَحمود الأَذْهَان اللّطِيفة، ومِن الحِكَم الرَّفِيعَة، والمَذَاهِب القَدِيمة، والتَّجارب الحَكِيمة والأَخْبار عن القُرُون الماضية، والبِلاد النَّازِحَة، والأَمْثَال السَّائِرة والأُمَم البَائِدَة ما يجمعه كِتَاب. ومَن لك بِزَائِر إِنْ شِئْتَ كانت زيارته غِبًّا ووِرْدِه خَمْساً، وإن شِئْتَ لزمك لُزُوم ظِلّك، وكان مِنّك كَبَعضك. والكِتَاب هو الجَلِيس الّذي لا يُطْرِيك، والصّدِيق الّذي لا يُقْلِيك، والرّفِيق الّذي لا يَملّك، والمُستَمِع الّذي لا يَستَزِيدك، والجَارّ الّذي لا يَسْتَبْطِئك، والصّاحب الّذي لا يريد استخراج ما عندك بالمَلَق، ولا يُعَامِلك بِالمَكْر، ولا يَخْدعَك بِالنِّفَاق. والكِتَاب هو الّذي إن نظرتَ فيه أَطَال إِمْتَاعك، وشَحَذ طِبَاعك، وبَسَط لِسَانك، وجَوّد بَيَانك، وفَخَّم أَلْفَاظَك وبَجَح نَفْسَك، وعَمَر صَدْرَك، ومَنَحَك تَعْظَيم العَوَام وصَدَاقة المُلُوك، يُطِيعك بالليل طاعته بالنهار، وفي السّفَر طاعته في الحَضَر، وهو المُعَلِّم إِنْ اِفْتَقَرت إِلَيه لا يَحْقِرك، وإِنْ قَطَعت عنه المَادّة لم يَقْطَع عنك الفَائِدة، وإِنْ عُزِلت لم يدع طاعتك، وإن هَبّت رِيْح أَعْدَائك لم يَنْقَلِب عَلَيْك، ومتى كُنْتَ مُتَعَلّقاً مِنْه بِأَدنى حَبْل لم تَضّطرك معه وَحْشَة الوَحْدَة إلى جَلِيس السَّوْء، وإِنّ أَمْثَل ما يُقْطَع به الفَرَاغ نهارهم وأصحاب الكِفَايات سَاعَات لَيْلِهم، نَظَر في كِتَاب لا يَزَال لهم فيه ازياد في تجربة، وعقل ومُرُوءَة وصَوْن عِرْض وإِصْلاح دَيْن، وتَثْمِير مَال، وابتداء إنعام. ولو لم يكن من فضله عليك، وإحسانه إليك، إِلاّ مَنْعه لك من الجلوس على بَابِك، والنَّظَر إلى المَارّة بك مع ما في ذلك من التّعرُّض للحقوق التي تَلْزم، ومِن فُضُول النَّظَر وملابسة صِغَار الناس، ومِن حُضور ألفاظهم السّاقِطة، ومَعَانِيهم الفَاسِدة، وأَخْلاَقهم الرّدِيّة، وجَهَالَتِهم المَذْمُومَة، لكان في ذلك السّلامة والغَنِيمَة، واِحرَاز الأَصْل مع اِستفادة الفَرع؛ ولو لم يكن في ذلك إِلَّا أَنّه يَشْغَلك عن سُخْف المُنَى، واعتياد الرّاحة، وعن اللّعب، وكل ما تَشْتَهِيه، لقد كان له في ذلك على صَاحِبه اَسْبَغ النِّعَم، وأَعْظَم المِنَّة. وجُمْلة الكِتَاب وإِنْ كَثُر وَرَقَه، فليس مِمَّا يُمَلّ لأنه وإن كان كتاباً واحداً، فإنه كُتُب كثيرة في خِطَابه، والعِلْم بالشّريعة والأحكام، والمعرفة بالسياسة والتّدبِير".
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
صدق الجاحظ في وصفه للكتاب
ياترى لو الجاحظ عايش كان كيف يكون وصفه لجهاز الحاسوب والموبيل مجهود اكثر من رائع جزاك الله خيرا وبارك الله فيم تحيااااتي |
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
أكيد طبعًا ... ما هو وصف يليق بكبير أئمة الأدب
كان سيختلف وصفه قطعًا جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ أستاذتنا الكريمة
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
- وقال مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْرِ: "إن الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون، ويحفظون أحسن ما يكتبون، ويكتبون أحسن ما يسمعون، فإذا أخذت الأدب فخذه من أَفْواه الرِّجَال، فإنك لا ترى ولا تسمع إلا مختاراً ولؤلؤاً منظوماً". - وقال لُقْمَانٌ لِابْنِهِ: "يا بُنّي نَافِس في طَلَب العِلم، فإنه مِيراث غير مَسْلوب، وقرين غير مَرغوب، ونَفِيس حَظّ مِن الناس وفي الناس مَطْلوب". - وقال الزُّهْرِيُّ: "الأَدَب ذَكَر لا يُحبه إلا الذُّكُور مِن الرِّجَال ... ولا يَبْغضه إِلاَّ مُؤَنّثهم". - وقال أيضاً: "إذا سمعتَ أَدَباً فاكتبه ولو في حائط". - وقال مَنْصُور بنُ المَهْدِي لِلمَأْمُون: "أَيُحسِن بنا طَلَب العِلم والأَدَب؟! قال: "واللهِ لأن أموتُ طالباً للأَدَب خير لي أن أعيش قانعاً بالجهل"!! قال: «فَإِلى مَتى يُحسِن بي ذلك؟" قال: "مَا حسنت الحياة بك". *********
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
(2) مَحَاسِنُ المُخَاطَبَاتِ - حَكُوا عن ابْنِ القِرِّيَّةِ إنه دخل على عبد الملك بن مروان، فَبَيْنَا عنده إذ دخل بَنُو عبد الملك عليه فقال: "مَن هؤلاء الفِتْيَة يا أمير المؤمنين؟" قال: "وَلَدُ أَمِير المؤمنين". قال: "بارك اللهُ لك فيهم كما بارك لأبيك فيك، وبارك لهم فيك كما بارك لك في أبيك". فَشُحِن فَاهُ دُرًّا!! - ودخل المَأْمُونُ، ذات يوم الدِّيوان، فنظر إلى غلام جميل، على أُذُنِه قَلَم، فقال: "مَن أنتَ؟" قال: "أنا النّاشئ في دولتك، المتقلّب في نعمتك، المؤمّل لخدمتك، الحسن بن رجاء". فقال المَأْمُونُ: "بالإحسان في البَديهة تتفاضل العُقول، يُرفَع عن مرتبة الدِّيوان إلى مراتب الخاصة، ويُعطَى مائة ألف درهم تقويةً له!! - وقدم أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ على الأَمِيْرِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ، فقال: "أصلح اللهُ الأميرَ، إني قد قطعتُ إليك الدَّهْنَاءَ، وضَرَبتُ إليك آباط الإبل من يَثْرِب". فقال المُهَلَّبُ: "فَهَلاَّ أتيتنا بوسيلة أو عِشرة أو قَرابة؟"، قال: "لا، ولكني رأيتك لحاجتي أهلاً، فإن قمتَ بها، فأهل ذلك، وإن يَحل دونها حائل، لم أُذمِم يومك، ولم أيأس من غَدِك". فقال المُهَلَّبُ: يُعطَى ما في بيت المال!! فَوُجِد مائة ألف درهم، فَدُفِعَت إليه. *********
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
(3) مَحَاسِنُ الجَوَابِ - قيل لِلعبّاس بن عَبد المُطّلب، رضي اللهُ عنه: "أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" قال: "هو عليه الصلاة والسلام أكبر مِنّي، وأنا وُلِدتُ قبله". - ودخل رَجُلٌ على كِسْرَى الثّاني، فَشَكَا إليه عَامِلاً على ضَيْعَة له، فقال له كِسْرَى: "منذ كم هي في يدك؟" قال: "منذ أربعين سنة". قال: "فأنت تأكلها أربعين سنة ما عليك أن يأكل عاملي منها سنة واحدة؟" فقال: "وما كان على الملك أن يأكل بهرام جور الملك سنة واحدة؟!" فقال: "ادفعوا في قَفَاه فأخرجوه". فلمّا خرج أَمْكَنَته اِلتِفَاتَة، فقال: "دخلتُ بمَظْلَمَة وخَرجتُ بثِنْتَين". فقال كِسْرَى: رُدُّوه". وأَمَر بِرَدّ ضَيْعته، وصَيَّره في خَاصَّتِهِ. - ويُقَال: إن سَعِيد بن مُرَّة الكِنْدِيّ، حين أتى مُعَاوِية –رضي الله عنه- قال له: "أنت سعيد؟" قال: "أمير المؤمنين سعيد، وأنا ابن مُرَّة". - وقال الحَجَّاجُ لِلمُهَلَّبِ: "أنا أطول أم أنت؟" قال: "الأمير أطول، وأنا أبسط قامة منه". - وقِيلَ: وَقَف المَهْدِيُّ على امرأة مِن بَنِي ثُعَلٍ فقال لها: "مِمَن العَجُوز؟" فقالت: "مِن طَيْءٍ". قال: ما مَنَع طَيْئاً أن يكون فيها آخر مثل حاتم؟!" قالت: "الّذي مَنَع العَرَب أن يكون فيها آخر مثلك". فَأُعْجِبَ بقولها ووَصَلَهَا (كَافَأَهَا). - وقال مَسْلَمَةُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ: "ما شيء يُؤْتَى العَبْدُ بعد الإيمان بالله تعالى، أحبّ إليّ مِن جَوَاب حَاضِر، فإن الجَوَاب إذا انْعَقَب لم يكن شيئًا". *********
__________________
|
#11
|
|||
|
|||
والكِتَاب هو الجَلِيس الّذي لا يُطْرِيك، والصّدِيق الّذي لا يُقْلِيك، والرّفِيق الّذي لا يَملّك، والمُستَمِع الّذي لا يَستَزِيدك، والجَارّ الّذي لا يَسْتَبْطِئك، والصّاحب الّذي لا يريد استخراج ما عندك بالمَلَق، ولا يُعَامِلك بِالمَكْر، ولا يَخْدعَك بِالنِّفَاق. يااااااااه فين كل المعانى الجميلة دى ..مستر حاتم بجد تسلم ايدك متابعين مع حضرتك
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
اقتباس:
ويسلم ذوق حضرتك الجميل أستاذتنا الفاضلة أم علاء
شرّفني وأسعدني مرور حضرتك الجميل
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
(4) مَحَاسِنُ حِفْظِ اللِّسَانِ - قَالَ اللهُ تَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. (سورة ق: آية رقم 18) - وقَالَ رَسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَليقُلْ خَيْراً، أوْ ليَصْمُتْ». رَوَاه البُخَاري ومُسْلِم - وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ». رَوَاه البُخَاري ومُسْلِم - وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بيْنَ رِجْلَيْهِ أضْمنْ لهُ الجَنَّة». رَوَاه البُخَاري ومُسْلِم - وقَالَ النَّبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ». رَوَاه البُخَاري ومُسْلِم - قال النَّوَوَيُّ: "اعْلَمْ أنَّهُ ينبغي لِكُلّ مُكَلَّفٍ أنْ يَحْفَظَ لِسَانَهُ عَنْ جَميعِ الكَلامِ إِلاَّ كَلاَماً ظَهَرَتْ فِيهِ المَصْلَحَةُ، ومَتَى اسْتَوَى الكَلاَمُ وتَرْكُهُ فِي المَصْلَحَةِ، فالسُّنَّةُ الإمْسَاكُ عَنْهُ لأَنَّهُ قَدْ يَنْجَرُّ الكَلاَمُ المُبَاحُ إِلَى حَرَامٍ أَوْ مَكْرُوه، وذَلِكَ كَثِيرٌ في العَادَةِ، والسَّلاَمَةُ لا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ". (رياض الصالحين/ 1/ 427) ---------
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 06-04-2016 الساعة 09:41 PM |
#14
|
||||
|
||||
قال الجاحظ: - قال أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: "مَقْتَـل الرّجُل بين فَكّيه (يعني لسانه)". - وقال: رُبَّ قَوْل أشدّ مِن صَوْل". - وقال: "لكل سَاقِطة لاَقِطة". - وقال المُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ لِبَنِيهِ: "اتقوا زَلّة اللّسان .. فإني وَجدّتُ الرّجُل تَعْثُر قدمه فيقوم من عَثْرَتِه، ويَزَّل لسانه فيكون فيه هَلاكه". - وقال يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: "ليست خُلَّة من خِلاَلٌ الخير تكون في الرّجُل هي أَحرى أن تكون جامعة لأنواع الخير كلها مِن حِفْظ اللّسان". - وقال قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ: "يا مَعشَر الناس، إن كلامكم أكثر من صَمتكم، فاستعينوا على الكلام بالصَّمت، وعلى الصواب بالفِكْر". - وقال عَلِيُّ بنُ عُبَيدَةَ الرَّيْحانيُّ: "الصَّمْت أمان مِن تَحرِيف اللّفظ، وعِصْمة مِن زَيْغ المَنْطِق، وسَلاَمة مِن فُضُول القَوْلِ". - وقال مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَزِيرُ الْمَهْدِيِّ وَكَاتِبُهُ: "كُنْ على التِمَاس الحَظّ بالسُّكُوت أَحْرَص مِنك على التِمَاسه بالكَلاَم". - وشَتَم رَجُلٌّ المُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ، فلم يُجبهُ، فقيل له: "حَلُمْتُ عنه؟!" فقال: "ما أعرف مَسَاوِيه، وكَرِهتُ أن أُبْهِتَه بما ليس فيه".
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
ماشاء الله ربنا يبارك في حضرتك يا مستر حاتم
ويجعله في ميزان حسنات حضرتك رائع بكل المقاييس متابعة مع حضرتك ان شاء الله |
العلامات المرجعية |
|
|