|
#1
|
||||
|
||||
نظرات بلاغية في آيات قرآنية
تنبيه وتحذير قال تعالى: “اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم مُحْدَث إلا استمعوه وهم يلعبون. لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وانتم تبصرون. قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنبياء:4) “الانبياء 1-4”. سورة الانبياء التي وردت فيها هذه الآيات سورة مكية بالاتفاق. وسُميت هذه السورة بهذا الاسم، لانها ذُكر فيها أسماء ستة عشر نبيا، ولم يأت في القرآن مثل هذا العدد من أسماء الانبياء في سورة من سور القرآن عدا ما في سورة “الأنعام”، فقد ذُكر فيها أسماء ثمانية عشر نبيا. فإن كانت هذه السورة نزلت قبل سورة “الأنعام” فقد سبقت بالتسمية بالاضافة الى الانبياء، وإلا فاختصاص سورة “الأنعام” بذكر أحكام الأنعام أوجب تسميتها بذلك الاسم، فكانت سورة “الانبياء” أجدر من بقية سور القرآن بهذه التسمية. ولربما تتاح لنا الفرصة في مقالة - إن شاء الله - لأبين أنه ليس شرطا ان يرتبط اسم السورة بمسماها بدليل مثلا ان سورة “الأعراف” من اكثر سور القرآن حديثاً عن موسى عليه السلام، ومع ذلك لم تُسم بسورة “موسى”، بل ان موسى - عليه السلام. من اكثر الانبياء وروداً في القرآن، ومع ذلك لم تسم سورة باسمه!! وهذا امر يحتاج الى بيان وتفصيل في مقام آخر إن شاء الله. ونعود الى سورة الانبياء، حيث انها نزلت بعد سورة “السجدة” وقبل سورة “النحل”. ومن اهم اغراضها الإنذار بالبعث. وفي الآيات المذكورة تنبيه وتحذير للغافلين من الناس باقتراب وقت حسابهم.هذا هو المعنى العام بإيجاز شديد. ولنا - وكما تعودنا - في هذه الآيات بعض النظرات البلاغية والتساؤلات التي نضعها بين يدي القارئ ومنها: كيف قال تعالى: “اقترب للناس حسابهم” حيث وصف الحساب بالقرب، وقد مضى من وقت هذا الاخبار قرون طويلة؟! لماذا قيل: “اقترب” دون (قرب)؟ لماذا أُسند الاقتراب الى الحساب، ولم يسند الى الناس، حيث لم يقل: “اقترب حساب الناس”؟ مَن المراد بالناس؟ ما سر التعبير عن الساعة “القيامة” بالحساب؟ اي لماذا لم يقل: اقتربت القيامة مثلا؟ ما وجه تعدية الفعل “اقترب” باللام دون “إلى” أو “من”؟ أي: لماذا لم يُقل: اقترب من الناس أو الى الناس حسابهم؟ ما عِلة التعبير بالفعل الماضي في قوله “اقترب”؟ لماذا أوثر بيان اقتراب الحساب على بقية أهوال يوم القيامة من عذاب ونار الخ؟ ما وجه تقديم الجار والمجرور “للناس” على الفاعل “حسابهم”؟ على اي شيء دلت “في” الظرفية المجازية في قوله “وهم في غفلة”؟ لماذا قيل: “معرضون” باسم الفاعل، ولم يقل: “يعرضون” بالفعل المضارع؟ لماذا جيء بقوله: “النجوى” وهي المحادثة الخفية بعد الاسرار وهو الكتمان؟ ولم أَسَّر هؤلاء المشركون هذا الحديث وبالغوا في إخفائه؟ - وأخيراً.. ما الغرض من الاستفهام في “هل هذا إلا بَشَر مثلكم”؟ وأقول بعون الله: “إن وصف الحساب بالقرب وقد مضى من وقت هذا الإخبار قرون عديدة ولم يوجد بعد تأويله انه قريب عند الله تعالى، وإن كان بعيداً عند الناس، كما قال تعالى: “إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا” أو أنه قريب بالنسبة الى ما مضى من الزمان. أو المراد به: قُربَ حساب كل واحد في قبره اذا مات، ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم - (من مات فقد قامت قيامته). وقيل “اقترب” دون “قَرُب” لأن الأول أبلغ في الدلالة على القرب، لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. وعُبِّر عن الاقتراب الحساب بالفعل الماضي “اقترب”، لتحقق ثبوت وقوع الحساب. وقيل: إن المراد بالناس مشركو مكة المنكرون للبعث والرسالة، وأرى - والله أعلم - انه يجوز ان يراد الناس كافة ايضا. وقيل: “اقترب للناس” باللام، لتوكيد الحساب وتخصيصه والمعنى: اقترب الحساب المخصوص لهم. وأوثر بيان اقتراب الحساب والمراد به اقتراب الساعة اي القيامة. على سائر ما لا يكون في ذلك اليوم من الاهوال، للإشعار بأن مجرد اقتراب الحساب والمساءلة وهو من مبادئ العذاب ومقدماته كاف في التحذير عما عليه المشركون من الإنكار، ووافٍ بتهديدهم. واقتراب الحساب هو اقتراب الساعة - كما قلت -، وعُبِّر عن الساعة بالحساب، لانه هو الفصل بين الخلائق يوم القيامة، ولأنه هو الذي يعين مصائر الناس إما الى جنة أبدا وإما الى نار ابدا، فذكرت القيامة بأعظم ما فيها، وهو ما يحدد مآل الناس. كما ان في ذكْره ترهيبا للناس، وتنبيها لهذا اليوم العظيم. وأُسند الاقتراب الى الحساب ولم يُسند الى الناس، حيث لم يقل: “اقترب حساب الناس” لتفخيم شأن الحساب وتهويل أمره، لما فيه من تصوير ذلك بصورة شيء مقبل عليهم ولا يزال يطلبهم فيصيبهم لا محالة. وقُدِّم الجار والمجرور “للناس” على الفاعل “حسابهم”، للمسارعة بتهديد المخاطبين وترهيبهم. وجملة “وهم في غفلة” حال من “الناس”، اي اقترب منهم الحساب في حال غفلتهم وإعراضهم، ودلت “في” على شدة تمكن الغفلة من الناس حتى كأنهم منغمسون فيها. وقيل: “وهم مُعرضون” ولم يقل: وهم يعرضون، للدلالة على ثباتهم وداومهم واستقرارهم في الإعراض عن كل ما يذكرهم بالله وباليوم الآخر وما فيه من الحساب والجزاء فالإعراض ملازمهم ملازمة الغفلة لهم. والمراد بالذِّكر في قوله “ما يأتيهم من ذكر من ربهم مُحْدَث” القرآن الكريم، والمراد بالمحدث: المتجدد، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يتلو عليهم ما ينزل عليه من الوحي بالقرآن، ويجدد الموعظة لهم ويكررها. وهنا كناية عن عدم انتفاعم بالذِّكر كلما جاءهم، بحيث لا يزالون بحاجة الى إعادة التذكير وإحداثه، ولو ان قلوبهم استمعت الى ذِكْر واحد لكفاهم. وجاء قوله: “استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم” لبيان موقف المشركين من الذِّكر والموعظة التي يسمعونها من الرسول. وقوله “لاهية قلوبهم” احتراس لجملة “استمعوه” اي استماعاً لا وعي معه. وتأمل قوله تعالى: “وأَسَرُّوا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم..” حيث جاء مسوقا ايضا لذكر احوال تلقي المشركين لدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكذيب والبهتان والتآمر على رفضها، وقد رصدت العبارة القرآنية.. وأسروا النجوى” تآمر المشركين على دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفضحت احوالهم، وهتكت اسرارهم، فقد كانوا يتحدثون خفية بعيدا عن أعين الناس وهذا هو معنى “النجوى” اي المحادثة الخفية، وكانوا يبالغون في كتمان هذه المحادثات التي كانوا يخططون فيها لمواجهة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودعوته، وهذا وجه تتابع الاسرار والنجوى في قوله “وأسروا النجوى”. والغرض من الاستفهام في قوله “هل هذا إلا بشر” النفي والتقدير: ما هذا إلا بشر مثلكم، حيث كانوا يعتقدون ان الرسول لا يكون بشرا وانما يكون ملكا. والله أعلم. منقول جريد الخليج
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم .
جزالك الله خيرا وبارك فيك ودمت لنا . تنبيه : يوجد خطأ في كتابة الآية الرابعة المنقولة . الخطأ المنقول : قال ربي يعلم القول في السموات والارض وهو السميع العليم “ :D الصواب : ( قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنبياء:4) برجاء المراجعة في المرات القادمة إن شاء الله . تقبل الله من ومنك ومن جميع المسلمين صالح الأعمال .
__________________
البسملة . |
#3
|
||||
|
||||
جزاكم اله خيرا وشكرا للتنبيه وتم التعديل
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
شكرا على الموضوع يا أ/ زيزو
__________________
علمتنى الحياة إن اصعب أنواع البكاء هو الضحك وقت المحنة
|
#5
|
||||
|
||||
اقتباس:
__________________
|
#6
|
|||
|
|||
شكرا يا استاذ عبد العظيم على الموضوع الرائ ع وننتظر منك المزيد بأذن الله تعالى
__________________
<div align="center">أنا شابة لكن عمرى ألف عام وحيدة لكن بين ضلوعى زحام خايفة .. ولكن خوفى منى أنا أخرس ولكن قلبى مليان كلام </div> <div align="center"> </div> |
#7
|
||||
|
||||
أشكرك دعاء لمرورك
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
جزاك الله كل خير
و بارك الله فيك اخى الكريم |
#9
|
|||
|
|||
شكرا اخى زيزو على هالموضوع الاكتر من راااائع ..
.. ...
__________________
<div align="center"> </div> |
#10
|
||||
|
||||
أشكركم لمروركم
__________________
|
#11
|
|||
|
|||
جزاك الله كل خير
و بارك الله فيك اخى الكريم
__________________
فداك ابى وامى يارسول الله الحمدالله |
#12
|
||||
|
||||
وجزاكم كل الخير اخي حمادة
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
جزاك الله الخير كله
ووقاك الشر كله وجمع بيننا في جنته وظله
__________________
((((((( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته))))))) |
#14
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا يا بشمهندس واعطاكم بكل حرف حسنة
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|