|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
قانون الذي في السماء ...خالد الشافعي
لقطة: شاب يريد أن يرمي نفسه في الماء من على كوبري فتدخل شخص بلحية وأنقذ حياته، رفع الناس هذا الملتحي على الأعناق واعتبروه بطلًا.. السؤال: ما هو الميزان المستخدم للحكم على فعل هذا المنقذ بالبطولة؟ الجواب: ميزان الناس والمفاهيم التي تواضع عليها الناس. لقطة أخرى: فتى وفتاة في الشارع أو في حديقة يقبلان بعضهما، تدخل شخص ملتح ونهرهما و***هما فاشتبك معه الفتى الماجن، تدخل الناس و***وا صاحب اللحية، وقالوا له: "وأنت مالك، هي تقربلك، هم أحرار"، وكتبت الصحف عن الحادثة وأرجعتها إلى ميليشيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصاحب اللحية يواجه احتمال السجن بعد تحريك دعوة قضائية ضده! السؤال: بأي ميزان تم الحكم على فعل هذا الملتحي بأنه تدخل فيما لا يعنيه؟ ومن حكم على فعل هذا الفاجر والفاجرة بأنه حرية شخصية وشجب تصرفه؟ الجواب: ميزان الناس والقانون الذي وضعه الناس. بقانون الناس صارت التبرج حرية والعري حرية، وفن وسب الذت الإلهية إبداع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رذيلة وتدخل في حريات الناس..! لما قضى الله أنه لا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أن دور الرسول تذكير أهل الأرض كلما نسوا بقوانين الذي في السماء.. طيب إذا ما كان محمد صلى الله عليه خاتم الرسل، فمن سيقوم مقام الرسل ويؤدي دوره في التذكير؟ الذي سيقوم بدور التذكير هو: الذِكر، والذِكر هو الكتاب والسنة، الذِكر الذي هو الوحي يلعب أدوارًا مصيرية في حياة سكان الأرض، سكان الأرض الضعفاء المساكين الذين يكتشفون بعد كل تجربة يخوضونها، ومرحلة عمرية يتجاوزونها يكتشفون أن أحكامهم السابقة كانت قاصرة، وأنهم قيموا الأشياء والأشخاص بشكل غير صحيح، وأنهم كلما ازدادوا خبرة وتجارب تغيرت نظرتهم.. من رحمة الله أنه يجنبك ثمن التجربة والخطأ، يجنبك أن تتعلم بثمن باهظ.. أنزل إليك الذكر ليكون: بوصلة تهديك، ميزان تحكم به بالحسن والقبح على الأقوال والأفعال، والأشخاص والمواقف، حكم يفصل بينك وبين خصمك، نور تسير به فتبصر مواضع العطب، حصن تتحصن به من أعدائك، كتاب تقرأ فيه السنن الكونية التي تحكم حركة الكون فتعرف قوانين الحياة، طبيب ودواء، مصدر للسعادة وغذاء للروح. لذلك كان من الطبيعي جدًا والمفهوم: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:124].
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|