|
#1
|
||||
|
||||
الأئـمــــــــة الفـقـهـــــــاء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمدُ للهِ الَّذِي رَفَع قَدْر العُلمَاء، وجَعَلَهم بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء، أَحْمَدُه عَلَى مَا أَسْبَغ مِن النَعْمَاء وأَجْزَل مِن الْعَطَاء، وَأشْهدُ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شَريك لَه، المُتَفَرِّد بِالعَظَمَة والكِبْرِيَاء، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُه إِلَى جَمِيع مَن يسْتَقلّ عَلَى الغَبْرَاء وَيسْتَظِلّ بِالخَضْرَاء، صَلَوَات الله عَلَيْهِ وَسَلَامه دَائِماً مُسْتَمِراً مَا اخْتَلَط الظَّلام بِالضِّيَاء وَمَا انْفَلق الإِصْبَاح عَن غُرَّة النَّهَار، وأَعلَن الدَّاعِي بِالنِّدَاء، وَرَضيَ اللهُ عَن الصَّحَابَة البَرَرَة الأَتْقِيَاء، وَبـعـــــد،،، فَهَذَا مُخْتَصَر نَفِيس لِتَرَاجِم الأَئِمَّة الفُقَهَاء مِن لَدُن التَّابِعِين فَمْن بَعدهم، اقْتَصِرُ فِيهِ عَلَى مَنْ شَاعَ اِسْمُه واشْتَهَر ذِكْرُه عَبْر الأَزْمَان والأَعْصَار، وَكَان مَرجِعاً لِأبْنَاءِ وَقْتِهِ فِي أَحْكَامِ الحَلاَل والحَرَام، وَاحْتَاجَ كَثِيرٌ مِن النَّاس إِلَى مَعرِفَة حَالِه، وذَلِك وَفْقاً لِأقْدَمِيّة وَفِيّاتِهِم. سَائِلاً المَوْلَى عَزَّ وجَلّ أَنْ يَجعَل هَذَا العَمَل خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيم، وأنْ يَنْفَعنا بِهِ وإِيَّاكُم، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أَجْمَعِين. --------- كَتَبَـــهُ/ حَاتِم أَحمَد
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 12-07-2016 الساعة 05:48 PM |
#2
|
||||
|
||||
(1) عَـلْـقَـمَـــةُ بـنُ قَــيْـس الـنَّـخَـعِــــيُّ هُـــــو: عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَالِكِ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ سَلاَمَانَ بنِ كُهَيْلِ بنِ بَكْرِ بنِ عَوْفٍ، أَبُو شِبْلٍ النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ، فَقِيْهُ الكُوْفَةِ وعَالِمُهَا كَانَ مِن المُخَضْرَمِيْن الَّذِين عَاصَرُوا الإِسْلاَم والجَاهِلِيّة، وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ولَم يَرَه، وهَاجَرَ فِي طَلَبِ العِلْمِ، ونَزَلَ الكُوْفَة، ولاَزَمَ ابْنَ مَسْعُوْدٍ وتَفَقَّهَ بِهِ، حَتَّى رَأَسَ فِي العِلْمِ والعَمَلِ، وتَفَقَّهَ بِهِ العُلَمَاءُ، وبَعُدَ صِيتُه، وتَصَدَّى لِلإِمَامَةِ والفُتْيَا بَعْد عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وعَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ. وكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِابْنِ مَسْعُوْدٍ فِي هَدْيِهِ وسَمْتِهِ وكَانَ مِن أَعلَم النَّاس بِهِ، وكَانَ يَخْتِم القُرْآنَ فِي خَمْس لَيَالٍ، وكَانَ طَلَبَتُهُ يَسْأَلُوْنَهُ ويَتَفَقَّهُوْنَ بِهِ والصَّحَابَةُ مَوْجُوُدُن. - قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ: "مَا أَقْرأُ شَيْئاً ولاَ أَعلَمُهُ إِلاَّ وعَلْقَمَة يَقْرَؤُه ويَعلَمُه". وَفَـاتُـــهُ: مَاتَ عَلْقَمَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْن وسِتِّيْن (62 هــ) بِالْكُوفَة، وقَد عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً (90)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 12-07-2016 الساعة 05:51 PM |
#3
|
||||
|
||||
(2) مَـسْـــرُوْقُ بْـنُ الأَجْـــــدَع هُـــــوَ: مَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مَالِكِ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرِّ بنِ سَلْمَانَ بنِ مَعْمَرٍ، أَبُو عَائِشَةَ الوَادِعِيُّ، الهَمْدَانِيُّ، الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيه، مِن كِبَارِ التَّابِعِيْنَ، ومِن المُخَضْرَمِيْنَ الَّذِيْنَ أَسْلَمُوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولَم يَلْقُوه، وصَلَّى خَلْف أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، وكَانَ مِن أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود الَّذِيْنَ يُقْرِئُوْنَ وَيُفْتُوْنَ. وكَانَ مِن العُبَّاد، يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ، وكَانَ مِن المُجاَهِدِين، شَهٍدَ القَادِسِيَّةِ وشُلَّتْ يَدُهُ يَوْمَئِذ، وكَانَ لاَ يَأْخُذُ عَلَى القَضَاءِ أَجْراً وَيَقرَأُ هَذِهِ الآيَـةَ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}. (سورة التَّوْبَةُ، الآيَة: 111) وسَبَب تَسْمِيَتُهُ بِمَسْرُوْق: لِأنَّه كَانَ قَد سُرِقَ وَهُوَ صَغِيْرٌ ثُمَّ وُجِدَ، فَسُمِّيَ بِذَلِك. شَهِدَ مَسْرُوْقُ صِفِّيْنَ، فَوَعَظَ، وخَوَّفَ، ولَمْ يُقَاتِـلْ، فَكَانَ إِذَا قِيْلَ لَهُ: أَبْطَأْتَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ مَشَاهِدِهِ؟! فَيَقُوْلُ: "أَرَأَيْتُم لَوْ أَنَّهُ حِيْنَ صُفَّ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ، فَنَزَلَ بَيْنَكُم مَلَكٌ فَقَالَ: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيْماً}. (النِّسَاءُ: 29)، أَكَانَ ذَلِكَ حَاجِزاً لَكُم؟" قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَوَاللهِ لَقَدْ نَزَلَ بِهَا مَلَكٌ كَرِيْمٌ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ". مِن أَقْــوَالِـــــهِ: - قَالَ مَسْرُوْقٌ: كَفَى بِالمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللهَ تَعَالَى، وَكَفَى بِالمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ. - وقَالَ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيْهِ، إِلاَّ أَنْ نُعَفِّرَ وُجُوْهَنَا فِي التُّرَابِ، وَمَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلاَّ السُّجُوْدِ للهِ تَعَالَى. - وقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَعِلْمَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَلْيَقْرَأْ سُوْرَةَ الوَاقِعَة. - وقَالَ: لأَنْ أُفْتِيَ يَوْماً بِعَدْلٍ وَحَقٍّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْزُوَ سَنَةً. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ مَسْرُوْقٌ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْنَ (63 هـ)؛ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 12-07-2016 الساعة 05:55 PM |
#4
|
||||
|
||||
(3) عَـبِـيْـــدَةُ بـنُ عَمْـــرٍو السَّـلْمَـانِـــــيُّ هُـــوَ: عَبِيْدَةُ بنُ عَمْرٍو السَّلْمَانِيُّ المُرَادِيُّ، أَبُو عَمْرٍو الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئ، المُخَضرَمُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ أَسْلَمَ فِي عَامِ فَتْحِ مَكَّةَ، بِأَرْضِ اليَمَنِ، ولاَ صُحْبَةَ لَهُ، لاَزَمَ عَبْدَ اللهِ بْن مَسعُودٍ فَتَفَقَّه بِهِ وقَرأَ عَلَيْهِ القُرآنَ، وكَانَ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي عِلْمِ الْقَضَاءِ. وَفَـاتُـــهُ: تُوُفِّيَ عَبِيدَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ (72هـ)، وصَلَّى عَلَيْهِ الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 12-07-2016 الساعة 05:57 PM |
#5
|
||||
|
||||
(4) الأَسْـــوَدُ الـنَّـخَـعِـــــيُّ هُـــوَ: الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيهُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، المُخَضْرَمُ، الصَوَّامُ، القَوَّامُ، الحَجَّاجُ كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، وفِي غَيْرِ رَمَضَانَ يَخْتِمُه فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ، وحَجَّ واعْتَمَرَ ثَمَانِيْنَ مَرَّة، وصَامَ الدَّهْرَ. صَحِبَ عَبدْ اللهِ بْنِ مَسعُودٍ ولاَزَمه وتَفَقَّه بِهِ، حَتَّى صَارَ وَاحِداً مِن كِبَار فُقَهَاء الكُوفَة ومُفْتِيها. كَانَ الأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَصْفَرَّ جَسَدُهُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ فَقَالَ: "ومَالِي لَا أَجْزَعُ، ومَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي؟! واللَّهِ لَوْ أُتِيتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ، فَيَعْفُو، فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ". وفَـاتـــهُ: مَاتَ الأَسْوَدُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ (75 هـ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 12-07-2016 الساعة 06:00 PM |
#6
|
||||
|
||||
(5) شُـــرَيْـــــــح الـقَـاضِــــــيّ هُـــو: شُرَيْحُ بنُ الحَارِثِ بنِ قَيْسِ بنِ الجَهْمِ الكِنْدِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ الكُوْفَيُّ، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، الحُجَّة، المُخَضرَم، المُعَمَّر، الشَّاعِرُ، القَائِفُ، قَاضِي المِصْرَيْنِ (الكُوفَةَ والبَصرَة)، مِن كِبَار التَّابِعِين، وكَانَ مِن أَعلَم النَّاس بِالقَضَاء، ذَا فِطنَة وذَكَاء ومَعرِفَة وعَقْل ورَصَانَة. قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِبٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: أَنْتَ أَقْضَى العَرَب. أَسْلَمَ شُرَيْحٌ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ولَم يَلقَه، وَانْتَقَلَ مِنَ اليَمَنِ زَمَنَ الصِّدِّيْق. وَلِيَ القَضَاءَ لِعُمَرَ، وَعُثمَانَ، وَعَلِىَّ، وَمُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَلِعَبْدِ المَلِكِ، فَأَقَامَ قَاضِياً سِتِّينَ سَنَةً، وكانت فيه دُعَابَـة. - دَخَل عَلَيْه أَحَدُ النَّاس يَوْماً فَقَال لَه: أَيْن أَنْتَ أَصْلَحَكَ اللهُ؟ فَقَال: "بَيْنَك وبَيْن الحَائِط !!" قَال: اِسْتَمِع مِنّي. قَال: "قُلْ أَسْمَع". قَالَ: إِنِّي رَجُل مِن أَهْل الشَّام. قَال: "مَكَان سَحِيق!!" قَال: تَزَوَّجتُ عِنْدَكُم. قَال: "بِالرَّفَاءِ والبَنِين!!" قَال: وأَرَدتُ أَن أُرَحِلّهَا. قَال: "الرَّجُل أَحمَق بِأَهِلِه!!". قَال: وشَرَطتُ لَهَا دَارَهَا، قال: "الشَّرط أَمْلَك". قَالَ: فَاحْكُم الآنَ بِيْنَنَا، قَال: "قَد فَعَلتُ". قَالَ: فَعَلَى مَنْ حَكَمْتَ؟ قَالَ: "عَلَى اِبْن أُمِّكَ!!". قَال: بِشَهَادَة مَنْ؟ قَالَ: "بِشَهَادَة اِبْن أُخْت خَالتِك!!" - واخْتَصَمَتْ أُمٌّ وَجَدَةٌ إِلَى شُرَيْحٍ، فَقَالَتِ الْجَـدَّة: أَبَا أُمَيَّةَ أَتَيْنَاكَ ... وَأَنْتَ الْمَرْءُ نَأْتِيهْ أَتَاكَ ابْنِي وَأُمَّاهُ ... وَكِلْتَانَا نُفَدِّيهْ تَزَوَّجْتِ فَهَاتِيهِ ... وَلَا يَذْهَبْ بِكِ التِّيهْ فَلَوْ كُنْتِ تَأَيَّمَتِ... لَمَا نَازَعْتِنِي فِيهْ أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي...هَذِي قِصَّتِي فِيهْ. فَقَالَتِ الْأُمُّ: أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... قَدْ قَالَتْ لَكَ الْجَدَّهْ وَقَوْلًا فَاسْتَمِعْ مِنِّي ... وَلَا تُبْطِرْنِي رَدَّهْ أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْ إِبْنِي ... وَكِبْدِي حَمَلَتْ كَبِدَهْ فَلَمَّا كَانَ فِي حِجْرِي ... يَتِيمًا ضَائِعًا وَحْدَهْ تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الْخَيْرِ ... مَنْ يَكْفِينِي فَقْدَهْ وَمَنْ يُظْهِرُ لِي وُدَّهْ ... وَمَنْ يَكْفُلُ لِي رِفْدَهْ فَقَالَ شُـرَيْــح: قَدْ فَهِمَ الْقَاضِي مَا قَدْ قُلْتُمَا ... وَقَضَى بَيْنَكُمَا ثُمَّ فَصَلْ بِقَضَاءٍ بَيِّنٍ بَيْنَكُمَا ... وَعَلَى الْقَاضِيَ جَهْدٌ أَنْ عَقَلْ قَالَ لِلْجَدَّةِ: بِينِي بِالصَّبِيِّ ... وَخُذِي إِبْنَكِ مِنْ ذَاتِ الْعِلَلْ إِنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لَهَا قَبْلَ ... دَعْوَاهَا تَبْغِيهَا الْبَدَلْ ومِـــن أَقـوَالِـــــهِ: -قَالَ شُرَيْحٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ. فَوَاللهِ، لا تَجِدُ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ. - وقَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا حَقَّ مَنْ نَقَصُوا، إِنَّ الظَّالِمَ يَنْتَظِرُ الْعِقَابَ، وَإِنَّ الْمَظْلُومَ يَنْتَظِرُ النَّصْرَ. - وَقَالَ: إِنِّي لأُصَابُ بِالمُصِيْبَةِ، فَأَحْمَدُ اللهَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، أَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَكُنْ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَأَحْمَدُ إِذْ رَزَقَنِي الصَّبْرَ عَلَيْهَا، وَأَحْمُدُ إِذْ وَفَّقَنِي لِلاسْتِرْجَاعِ لِمَا أَرْجُو مِنَ الثَّوَابِ، وَأَحْمَدُ إِذْ لَمْ يَجْعَلْهَا فِي دِيْنِي. وَفَـاتُــــهُ: تُوُفِّيَ شُرَيْح سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ (78 هـ) بِالْكُوفَة، وقَد عَاشَ مَائَة وَعَشْر سِنِيْن (110). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
(6) ابـْــنُ أَبِـــي لَـيْــلَـــى الأَنْصَـــــارِيّ هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى (واسْمُهُ: يَسَار) أَبُو عِيْسَى الأَنْصَارِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ، الحَصِيفُ، النَّجِيبُ، مِنَ أَكَابِر تَابِعِي الكُوفَة وفُقَهَائِهَا، أَدرَكَ عِشْرِيْن وَمائَة (120) مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ولاَزَمَه وتَفَقَّه بِهِ، وشَهِدَ مَعَه وَقْعَة الجَمَل الشَّهِيرَة، وكَانَت الرَّايَة مَعَه، وشَهِدَ مَعَه أَيْضاً النَّهْرَوَانَ. مَـوْلِـــدُه: وُلِدَ فِي خِلاَفَة أَبِي بَكْر الصِّدِّيْق؛ وَقِيْلَ: بَلْ وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ عُمَر بْن الخَطَّاب، فَاللهُ أَعلَم. كَانَابنُ أَبِي لَيْلَى إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ، فَتَحَ المُصْحَفَ وَقَرَأَ فِيِه حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وقَد اسْتَعْمَلَه الحَجَّاجَ عَلَى القَضَاءِ، ثُمَّ عَزَلَـهُ. - قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْن الحَارِث الهَاشِمِىّ: مَا وَلَدَت النِّسَاءُ مِثْلَ ابْن أَبي لَيْلَى. - وقَال عَبْد المَلِك بْن عُمَير اللَّخْمِيُّ: لَقَد رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْن أَبي لَيْلَى فِي حَلَقَة فِيهَا نَفَرٌ مِن أَصحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْتَمِعُون لِحَدِيِثِه ويَنْصِتُون لَهُ. وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ غَرَقاً بنَهْرِ الفُرَاتِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَمَانِيْنَ (82 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 12-07-2016 الساعة 06:02 PM |
#8
|
||||
|
||||
(7) قَـبـِيْـصَـــــةُ بْـنُ ذُؤَيْـــــبِ هُـــــوَ: قَبِيْصَةُ بنُ ذُؤَيْبِ بنِ حَلْحَلَةَ أَبُو سَعِيْدٍ الخُزَاعِيُّ المَدَنِيُّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الفَقِيْهُ، الوَزِيْرُ، كَاتِب عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَان. مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ عَامَ فَتْحِ مَكَّة، سَنَةَ ثَمَانٍ (8 هــ). - قَالَ عَنْهُ مَكْحُوْل الشَّامِيّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ قَبِيْصَةَ. - وقَالَ عَامِر الشَّعْبِيِّ: كَانَ قَبِيْصَةُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بنِ ثَابِت. - وقَالَ ابْن شِهَاب الزُّهْرِيّ: كَانَ قَبِيْصَةُ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَفَـاتُـــــه: تُوُفِّيَ قَبِيْصَةُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ (86 هــ)، وقَد بَلَغ ثَمَان وسَبْعِين سَنَة (78). رَحِمَهُ الله
__________________
|
#9
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا وبارك فيك أ/ حاتم علي هذا الموضوع الجيد . جعله المولي عز وجل في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالي خالص تحياتي |
#10
|
||||
|
||||
اقتباس:
وجزاك يا أ/ علي
دايماً منوّرني في مواضيعي
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
(8) أَبُـــو الـشَّـعْـثَـــــاءِ الأَزْدِيُّ هُـــــوَ: جَابِرُ بنُ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ اليَحْمَدِيُّ البَصْرِيُّ الخَوْفِيُّ، (وَالخَوْف: مَوْضِع فِي عُمَان). الإِمَامُ الفَقِيه، كَانَ عَالِم أَهْلِ البَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ ابْنِ عَبَّاس. - قَالَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاس: لَوْ أَنَّ أَهْلَ البَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، لأَوْسَعَهُم عِلْماً عَمَّا فِي كِتَابِ اللهِ. - وقَالَ ابنُ عُمَر: جَابِر، مِن فُقَهَاء أَهْل البَصْرَة. - وقَالَ عَمْرو بنِ دِيْنَار: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ أَبِي الشَّعْثَاء. وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو الشَّعْثَاءِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْن (93 هــ).
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
(9) سَـعِـيـــــــدُ بْـــنُ الْـمُـسَـيِّـــــــبِ هُـــــوَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَام المَشْهُور، فَقِيْهُ الفُقَهَاءِ، المُقَدَّم فِي الفَتْوَى فِي عَصرِه، وَكَانَ يُسَمَّى رَاوِيَة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، لِأَنَّه كَانَ أَحفَظ النَّاس لِأَحكَامِهِ وأَقْضِيَتِهِ، وكَانَ أَعْلَم النَّاس بِأَبِي هُرَيْرَة، وزَوْج ابْنَته. مَا كَان أَحَدٌ فِي التَّابِعين أَعْلَمُ بِكُلِ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُلّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عٌثْمَانُ، مِنْه، ومَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا وهُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُهَا لاَ تَفُوتُه التَّكْبِيرَة الأُولَى!!! وحَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّـةً!!! مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَعِيد سَنَة خَمْس عَشَرة (15 هــ). وكَانَ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ فِقْهًا وَدِينًا وَوَرَعًا وَعِلْمًا وَعِبَادَةً وَفَضْلا، وكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، وكَانَ ذَا هَيْبَة ووَقَار، ما كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى أَنْ يَسْأَلَه عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يَسْتَأْذِنُ الْأَمِيرُ، وكَانَ يُفْتِي وَالصَّحَابَةُ يَوْمِئِذٍ أَحْيَـاء. أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد وإِلْيَاس وسَعِيد ومَرْيَم وفَاخِتَة وأُمُّ عُثْمَان وأُمُّ عَمْرٍو. - قَالَ عَنْهُ عَبدُ اللهِ بْن عُمَرَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: سَعِيد؛ أَحَد المُفْتِين. - وَقَالَ زَيْن العَابِدِين: سَعِيد؛ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَفْقَهُهُم فِي رَأْيِهِ. - وَقَالَ القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر: سَعِيدٌ؛ سَيّدنَا وَعَالِمنَا. - وَقَال قتادة بن دعامة: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَعَلَم بِالحَلاَل والحَرَام مِن سَعِيد بْن المُسَيِّب. - وَقَال مَكْحُول الشَّامِيّ: طُفْتُ الأَرضَ كُلّها فِي طَلَبِ العِلْم، فَمَا لَقِيتُ أَعَلَم مِن سَعِيد بْن المُسَيَّب، وهُوَ عَالِمُ الْعُلَمَاء. مِـن أَقْـــوَالِـــــهِ: - قَالَ سَعِيد بْن المُسَيِّب: مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ شَيْءٍ إلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاء. - وقَالَ: مَا أَكْرَمَت الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَلَا أَهَانَتِ الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَى بِالْمُؤْمِنِ نُصْرَةٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ. - وَقَالَ: لَا تَقُولُوا مُصَيْحِفٌ وَلَا مُسَيْجِدٌ، مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ جَمِيلٌ. - وَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ، يُعْطِي مِنْهُ حَقَّهُ، وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ، وَيَصِلُ مِنْهُ رَحِمَهُ، وَيُؤَدِّي مِنْهُ أَمَانَتَهُ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ. - وَقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ فَضِيحَةَ عَبْدٍ، أَخْرَجَهُ مِنْ تَحْتِ كَنَفِهِ، فَبَدَتْ لِلنَّاسِ عَوْرَتُهُ. - وَقَالَ: قِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليُسْرَيْن. عِـــزَّةُ نَـفْـسِـــهِ: - كَانَ سَعِيدُ بْن المُسَيِّبِ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ. فكَانَ لَهُ فِي بَيْتِ المَالِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، عَطَاؤُهُ. وَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا، فَيَأْبَى، وَيَقُوْلُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا!!! - وَفِي يَـــوْمٍ... قَدِمَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ (الخَلِيفَة) المَدِيْنَةَ, فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ, هَلْ فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا (يِعنِي: مِن أَتْبَاعِنا)؟ فَخَرَجَ، فَإِذَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ, فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ, ثُمَّ غَمَزَهُ, وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ، ثُمَّ وَلَّى. فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيْدٌ. فَقَالَ الحَاجِب: لاَ أُرَاهُ فَطِنَ. فَجَاءَ وَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ غَمَزَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيْرُ إِلَيْكَ؟ قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. فَقَالَ: إِلَيَّ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: لاَ, وَلَكِنْ قَالَ: انْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا، فَلَمْ أَرَى أَحَداً أَهْيَأَ مِنْكَ. فقَالَ: اذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ. فَخَرَجَ الحَاجِبُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إلَّا مَجْنُوْناً!! وَذَهَبَ فَأَخْبَرَ عَبْدَ المَلِك، فَقَالَ: ذَاكَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، فَدَعْـهُ. وَفَـــاتُـــــه: مَاتَ سَعِيدٌ سَنَة أَربَعٍ وتِسْعِين (94 هــ)، ولَهُ تِسْع وسَبْعُون سَنَة (79). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 30-04-2014 الساعة 01:57 AM |
#13
|
||||
|
||||
(10) زَيْـــــــــنُ الـعَــــابِـــــدِيْــــــــــــن هُـــــوَ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو الحَسَن، وَقِيلَ: أبُو الحُسَيْن، السَّيِّدُ، الإِمَامُ، الفَقِيهُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، السَّخِيُّ، التَّقِيُّ، النَّقِيُّ، الوَرِعُ، زَيْنُ العَابِدِيْنَ الهَاشِمِيُّ، القُرَشِيُّ، العَلَوِيُّ، المَدَنِيُّ. كَانَ يُسَمَّى: زَيْن العَابِدِيْن؛ لِعِبَادَتِهِ. فكَانَ يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَة!!! مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ زَيْن العَابِدِين فِي خِلافة جدِّه (عَلِيّ) سَنَة ثَمَانٍ وثَلاَثِين (38هـ). وكَان مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ البَيْتِ وَأَفَاضِل بَنِي هَاشِمٍ وَعُبَّادِ المَدِينَةِ. أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه، وسُلَيْمَان والْقَاسِم وعُمَر وعَلِيّ والْحَسَن والْحُسَيْن وحُسَيْن الْأَصْغَر وزَيْد وعَبْدُ اللَّه وخَدِيجَةَ وفَاطِمَة ومُلَيْكَة وعُلَيَّة وحَسَنَة. - قَالَ عَنْه سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْهُ. - وقَالَ عَنْه الزُهْرِيِّ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِياً أَفَضْلَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَفْقَهَ مِنْه. - وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْقَهَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ. - وَقَالَ مَالِكٌ الإِمَام: لَمْ يَكُنْ فِي أَهْلِ البَيْتِ مِثْلُهُ. تَــوَاضُعُـــــه: - كَانَ عَلِيُّ بن الحُسَيْنِ يَحْمِلُ الخُبْزَ بِاللَّيْلِ عَلَى ظَهْرِهِ، يَتْبَعُ بِهِ المَسَاكِيْنَ فِي الظُّلْمَةِ!! فلَمَّا مَاتَ، وَجَدُوا بِظَهْرِهِ أَثَراً مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الجُرْبَ بِاللَّيْلِ إِلَى مَنَازِلِ الأَرَامِلِ. - وكَانَ يَدْخُلُ المَسْجِدَ، فَيَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى يَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ نَافِعُ بنُ جُبَيْر: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ، تَأْتِي تَتَخَطَّى حَتَّى تَجْلِسَ مَعَ هَذَا العَبْدِ؟! فَقَالَ عَلِيُّ: العِلْمُ يُبْتَغَى وَيُؤْتَى وَيُطْلَبُ مِنْ حَيْثُ كَانَ. كَـرَمُـــــهُ: - دَخَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ عَلَى مُحَمَّدِ بنِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: عَلَيَّ دَيْنٌ. قَالَ: وَكَمْ هُوَ؟ قَالَ: بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِيْنَارٍ. قَالَ: فَهِيَ عَلَيَّ!! - ولَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ، وَجَدُوْهُ يَعُوْلَ مائَةَ أَهْلِ بَيْتِ!! هَـيْـبـَتُـــــه: كَانَ لَهُ جَلاَلَةٌ عجِيْبَةٌ، وَحُقَّ لَهُ ذَلِكَ، لِشَرَفِهِ وَسُؤْدَدِهِ وَعِلْمِهِ وَكَمَالِ عَقْلِهِ. قَد اشْتَهَرَت قَصِيْدَةُ الفَرَزْدَق فِيِهِ: وذَلِك أَنَّ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِك حَجَّ قُبَيْلَ وِلاَيَتِهِ الخِلاَفَةَ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ اسْتِلاَمَ الحَجَرِ، زُوْحِمَ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ مِنَ الحَجَرِ، تَفَرَّقُوا عَنْهُ؛ إِجْلاَلاً لَهُ!!! فَوَجَمَ (سَكَتَ مِن خَوْف) لَهَا هِشَامٌ، وَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَمَا أَعْرِفُهُ؟ فَأَنْشَأَ الفَرَزْدَقُ يَقُوْلُ: هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ....وَالبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمِ.......هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا..........إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهِ........رُكْنَ الحَطِيْمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ يُغْضِي حَيَاءً، وَيُغْضَى مِنْ........مَهَابَتِهِ فَمَا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِيْنَ يَبْتَسِمُ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ.....بِجَـدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللهِ قَدْ خُتِمُــــوا فَأَمَرَ هِشَامٌ بِحَبْسِ الفَرَزْدَقِ، فَحُبِسَ. مِـنْ أَقـوَالِـــــهِ: - قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْن: مَنْ قَنَعَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ فَهُوَ أَغْنَى النَّاس. - وَقَالَ: صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ. - وَقَالَ: فَقْدُ الأَحِبَّةِ غُرْبَة. - وَقَالَ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ، أَحِبُّوْنَاحُبَّ الإِسْلاَمِ، وَلاَ تُحِبُّوْنَا حُبَّ الأَصْنَامِ، فَمَا زَالَ بِنَا حُبُّكُم حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا شَيْناً. ومِـنْ دُعَـائِـــــه: - "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لَوَائِحِ العُيُوْنِ عَلاَنِيَتِي، وَتُقَبِّحَ فِي خَفِيَّاتِ العُيُوْنِ سَرِيْرَتِي، اللَّهُمَّ كَمَا أَسَأْتُ وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ، فَإِذَا عُدْتُ، فَعُدْ عَلَيَّ". - "اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، فَأَعْجَزُ عَنْهَا، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى المَخْلُوْقِيْنَ، فَيُضَيِّعُوْنِي". وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ زَيْنُ العَابِدِين سَنَة أَربَعٍ وتِسْعِين (94هـ). رَحِمَه اللهُ تَعَالَى
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 01-05-2014 الساعة 03:40 AM |
#14
|
||||
|
||||
(11) عُــــــــرْوَةُ بْـــنُ الـــزُّبَـــيْـــــــــــرُ هُـــــو: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ المَدَنِيُّ، الإِمَامُ الفَقِيْهُ، الصَّابِر العَابِد، عَالِمُ المَدِيْنَة، وأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَة. فأبوه الزبير، أحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وأَحَد العَشَرة المُبَشَّرِين بِالجَنَّة، وحَوَارِي الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، وابْن عَمَّته صَفِيَّة. وأُمُّه هِي: ذَات النِّطَاقَيْن أَسْمَاء بِنْت أَبِي بِكْر الصِّدِّيق رَضْيَ اللهُ عَنْهُمَا. وأُمُّ المُؤْمِنِيْنَ خَدِيجَة عَلَيْهَا السَّلاَمُ، عَمَّة أَبِيِه. وأُمّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَة رَضْيَ اللهُ عَنْهَا خَالَتُه؛ فَلاَزَمَها عُرْوَةُ وَتَفَقَّهَ بِهَا، وكَانَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ، إِلاَّ يَوْمَي عِيد الفِطْرِ والأَضْحَى، ولَمْ يَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنَ الفِتَن. مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ عُرْوَة سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْن (23 هــ). اجْتَمَعَ فِي حِجْرِ الكَعبَة هُوَ وعَبدُ اللهِ بْنِ عُمَر وَعَبْدُ اللهِ بن الزُّبَيْر ومُصْعَبُ بن سَعد، فَقَالُوا: تَمَنَّوْا. فَقَالَ عَبدُ اللهِ بْن عُمَرَ: أَتَمَنَّى المَغْفِرَة. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بن الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا، فَأَتَمَنَّى الخِلاَفَة. وَقَالَ عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ: أَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي العِلْم. وَقَالَ مُصْعَب بْن سَعد: أَمَّا أَنَا، فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ العِرَاقِ، وَالجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَة، وَسُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْن. فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ. زَوْجَـاتُـــــه: - سَوْدَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب. - أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَد. - أُمُّ يَحْيَى بِنْتُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّة. - فَاخِتَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. أَوْلاّدُهُ: مُحَمَّد ويَحْيَى وأَبُو بَكْر وعُمَر وعُثْمَان وهِشَام وعَبْد اللَّه وعُبَيْد اللَّه ومُصْعَب وخَدِيجَة وأُمَّ كُلْثُوم وصَفِيَّة وعَائِشَة وأَسْمَاء وأُمَّ عُمَر وأُمَّ يَحْيَى. مِـن أَقـوَالِـــــه: - قَالَ هِشّامُ بنُ عُروَة: كَانَ أَبِي يَقُوْلُ لَنَا وَنَحْنُ شَبَابٌ: مَا لَكُم لاَ تَعَلَّمُوْنَ؟! إِنْ تَكُوْنُوا صِغَارَ قَوْمٍ يُوْشِكُ أَنْ تَكُوْنُوا كِبَارَ قَوْمٍ، وَمَا خَيْرُ الشَّيْخِ أَنْ يَكُوْنَ شَيْخاً وَهُوَ جَاهِلٌ. - وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا عِنْدَهُ أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا. وَإِذَا رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهُ عِنْدَهَا أَخَوَاتٍ، فَإِنَّ السَّيِّئَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا. - وَقَالَ: لِتَكُنْ كَلِمَتُكَ طَيِّبَةً، وَلْيَكُنْ وَجْهُكَ بَسْطًا، تَكُنْ أَحَبَّ إِلَى النَّاسِ مِمَّنْ يُعْطِيهِمُ الْعَطَاء. - وَقَالَ: مَا بَرَّ وَالِدَهُ مَنْ شَدَّ الطَّرَفَ إِلَيْهِ. (يَعنِي: نَظَر إِلَيه بِقُوّة) قُلْتُ (حَاتِم): رَحِمَكَ اللهُ مِن إِمَام، فَمَا تَقُول إِن أَدرَكْتَ زَمَانَنَا هَذَا، ورَأَيْتَ مَا يَفْعَلُه الأَبْنَاءُ مَعَ آبِائِهِم وأُمَّهَاتِهِم مِن سَبٍّ وضَربٍ وإِيذَاءٍ...؟!! صَــبْـــــرُه: قَالَ هِشَامٌ: وَقَعَتْ فِي رِجْلِ أَبِي الآكِلَةُ (مَرَض سَرَطَاني)، فَقِيْلَ: أَلاَ نَدْعُوْا لَكَ طَبِيْباً؟ قَالَ: إِنَّ شِئْتُم. فَقَالُوا: نَسْقِيْكَ شَرَاباً يَزُوْلُ فِيْهِ عَقْلُكَ. فَقَالَ: امْضِ لِشَأْنِكَ، مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ خَلْقاً يَشْرَبُ مَا يُزِيْلُ عَقْلَهُ حَتَّى لاَ يَعْرِفَ بِهِ. فَوُضِعَ المِنْشَارُ عَلَى رُكْبَتِهِ اليُسْرَى فَقَطَعَهَا، فَمَا سَمِعْنَا لَهُ صَوْتاً!!! فَجَعَلَ يَقُوْلُ: "لَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ، وَلَئِنْ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ". ثُمّ نَظَرَ إِلَى رِجْلِهِ فِي الطَّسْتِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنِّي مَا مَشَيْتُ بِكِ إِلَى مَعْصِيَةٍ قَطُّ". وَقَالَ هِشَامٌ: وفِي ذَلِك اليَوْم... سَقَطَ أَخِي مُحَمَّدٌ مِنْ أَعْلَى سَطْحٍ فِي اصْطَبْلٍ، فَضَرَبَتْهُ الدَّوَابُّ بِقَوَائِمِهَا، فَقَتَلَتْهُ. فَأَتَى عُرْوَةَ رَجُلٌ يُعَزِّيْه، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُعَزِّيْنِي بِرِجْلِي، فَقَدِ احْتَسَبْتُهَا. قَالَ: بَلْ أُعَزِّيْكَ بِمُحَمَّدٍ ابْنِكَ. قَالَ: وَمَا لَـهُ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَخَذْتَ عُضْواً وَتَرَكْتَ أَعْضَاءًا، وَأَخَذْتَ ابْناً وَتَرَكْتَ أَبْنَاءًا. فَقَالَ الوَلِيْدُ بْن عَبْدِ المَلِك (الخَلِيفَة): مَا رَأَيْتُ شَيْخاً قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هَذَا!! - قَالَ عَنْه عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْز: مَا أَجِدُ أَعْلَمَ مِنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْر. - وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُهْرِيُّ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بَحْراً فِي العِلْم. - وَقَالَ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْف: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ ،صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُوْنَ عُروَة. - وَقَالَ هِشَامٌ: وَاللهِ، مَا تَعَلَّمْنَا جُزْءاً مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي!! - وقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بنِ هِشَام: العِلْمُ لِوَاحِدٍ مِنْ ثَلاَثَةٍ: لِذِي حَسَبٍ يُزَيِّنُهُ بِهِ، أَوْ ذِي دِيْنٍ يَسُوْسُ بِهِ دِيْنَهُ، أَوْ مُخْتَبِطٍ سُلْطَاناً يُتْحِفُهُ بِعِلْمِهِ، وَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً أَشْرَطَ لِهَذِهِ الخِلاَلِ مِنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيرِ وَعُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ. وَفَـاتُـــــه: مَاتَ عُرْوَةُ وَهُوَ صَائِمٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ (94 هــ)، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَة (67). رَحِمَه اللهُ تَعَالَى
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 05-05-2014 الساعة 02:42 AM |
#15
|
||||
|
||||
(12) أَبُـــو سَـلَـمَـــــةَ بْـنُ عَـبْـــدِ الـــرَّحْـــمَـــــــن هُــــــوَ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ الزُّهْرِيُّ. الإِمَام الفَقِيه العَلَم، قَاضِي المَدِينة، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وكَانَ مِن أَفَاضِلِ قُرَيْشٍ وَعُبَّادِهِم وَفُقَهَاءِ أَهْلِ المَدَينَةِ وَزُهَّادِهِم. مَـوْلِـــــدُه: وُلِدَ أَبُو سَلَمَةَ سَنَةَ اثْنَتْين وعِشْرِين (22 هــ). وكَانَ إَمَاماً مُجْتَهِداً، كَبِيْرَ القَدْر، حُجَّـة، إِلاّ أَنَّه كَانَ كَثِيْراً مَا يُخَالِفُ ابْنَ عَبَّاس، فَحُرِمَ لِذَلِكَ مِنْهُ عِلْماً كَثِيْراً. أَوْلاَدُه: أَبُو بَكْر وعُمَر وحَسَن وحُسَيْن وسَلَمَة وعَبْدُ الْجَبَّارِ وعَبْدُ الْمَلِك وعَبْدُ الْعَزِيز وأَسْمَاء وتُمَاضِر الكُبْرَى وتُمَاضِر الصُّغْرَى وسَالِمَة ونَائِلَة وأُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى وأُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى وأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ. زَوْجَـاتُـــــه: - بُرَيْهَةَ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلِ بْنِ عَوْف. - أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو. - أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْف. - قَالَ عَنْـهُ الزُّهْرِيُّ: وَجَدْتُهُ بَحْراً فِي العِلْم. - وَقَالَ الإِمَام مَالِك: كَانَ عِنْدَنَا مِنْ رِجَالِ أَهْلِ العِلْمِ، اسْمُ أَحَدِهِم كُنْيَتُهُ؛ مِنْهُم: أَبُو سَلَمَةَ. وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ أَبُو سَلَمَةَ بِالمَدِينَةِ سَنَةَ أَربَعٍ وَتِسْعِينَ (94 ه)، وقَد بَلَغَ اثْنَتْيْنِ وسَبْعِينَ سَنَة (72). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 10-05-2014 الساعة 12:27 AM |
العلامات المرجعية |
|
|