|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
أعزائي أنضم إليكم للمرة الأولي بفكرة أراها جديدة أتمني أن تروق لكم من منا لم يقرأ روايات (( رجل المستحيل))....و ....((ملف المستقبل)) للكاتب (نبيل فاروق) من قبل ..؟؟ هذه المرة سأعرض لكم قصة من هذه القصص ولكن.. الجديد هذه المرة أنها بأسلوبي انا .. والأجدد أني سأكتبها بأسلوب كوميدي بحت دعونا لا نستدرك في الكلام ولنبدأ مباشرة وأتمني أن ينال العمل اعجابكم امنياتي الخالصة د. محمد الدسوقي،،، تم تعديل الموضوع بواسطه / أحمد رضا
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> آخر تعديل بواسطة احمد رضا ، 16-01-2008 الساعة 10:39 PM |
#2
|
|||
|
|||
صــــراع الأوغاد
* من هو ( خميس العترة ) ... ولماذا يرتبط اسمه بـ ( أدهم صبري) وبشدة ...!! * من هي ( تفيدة جراهام ) .. وماسر اقتحامها للاحداث بدون سابق انذار...!! * لماذا أرسلت المخابرات العلمية فريقا خاصا بقيادة (نور)..و (أكرم) في مهمة محددة إلي زمننا برسالة محدودة إلي (أدهم صبري) ...؟! * ما سر (جـ _18) .. ولماذا اقتحم هذا الاسم الأحداث فجأة ..!! * ومن هو ذلك الغامض الذي اقتحم منزل (ممدوح عبد الوهاب) ليلا ...!! * وما سر الرسالة الغامضة التي وصلت (رفعت إسماعيل) وكيف ينضم للأحداث ..؟! *وهل لـ (وحوش نوفا) علاقة بالأمر ..؟!! اقرأ الأحداث المثيرة وقاتل بعقلك وكيانك لتفهم أي شيئ ...!!!! دكتور / محمد الدسوقي،،،
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> آخر تعديل بواسطة احمد رضا ، 16-01-2008 الساعة 10:41 PM |
#3
|
||||
|
||||
للاسف متأخره شويه يا فتاة_الإسلام
انا كان نفسي اقرأها لكن انا مسافر النهارده شكرا وسلاااااااااااااااام . .
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
<div align="center"><div class='quotetop'>إقتباس(msamido @ Jan 16 2007, 02:27 PM) [snapback]256673[/snapback]</div>
اقتباس:
وتروح وترجع بالسلامة إن شاء الله أخي وربنا معاك..</div>
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> |
#5
|
|||
|
|||
الحلقة الأولي
ارتفع دوي الرعد عنيفا يصم الآذان في تلك الليلة من ليال ديسمبر شديدة البرودة .. حتي أن شوارع (تل أبيب) قد خلت من المارة تقريبا .. وانكمشت كل صور الحياة .. تاركة المجال لأصوات المطر الذي يرتطم بأرصفة الطرقات في عنف ..وتزاحمت صور الشتاء الخالدة لتبعث البرودة القارصة في أوصال الجميع ..وعلي الرغم من ذلك اندفعت تلك الشابة في معطف مطر شمل كل جسدها تقطع الطرقات بحسم شديد كأنما تعرف اتجاهها جيدا .. وما هي الا لحظات محدودة حتي كانت تقف أمام منزل عتيق منزو في أحد الشوارع الجانبية ثم أخرجت من جيبها مفتاح صغير دسته في رتاج الباب مباشرة ولم تنتظر الإذن بالدخول إذ دفعت الباب وخطت بقدمها مباشرة إلي الداخل .. وبداخل المنزل وأمام مدفأة عتيقة انكمشت عجوز كبيرة السن فوق مقعد وثير.. وعلي الرغم أنها لم تستدر نحوها إلا أنها قالت لها بكلمات حملت كل حزم وصرامة العالم وهي تقول: لم أكن أعتقد أني سأضطر إلي الانتظار كل هذا الوقت حتي تأتين .. لم يبد علي الشابة أنها ألقت بالا لعبارتها وإنما انهمكت في خلع المعطف المبتل وهي تقول بلا مبالاة: لقد ساء الجو في (تل أبيب) كثيرا ولا أري أية مبررات لإقامتك فيها خاصة بعد ان تقدم سنك و ساءت .. قاطعتها العجوز بصرامة هذه المرة قائلة: لم أعتد أن يتجاهل أحد أيا من عباراتي .. أطلقت الشابة ضحكة جزلة حملت الكثير من الشماتة وهي تقول: جميل منك أن قلتيها بصيغة الماضي .. ثم اتبعت وهي تقترب منها بوجهها أكثر: لكل منا زمنه يا عزيزتي .. ثم استدارت بعيدا عنها لتداري مشاعرها وهي تقول بحسم أكثر: من الأفضل لكلينا أن تتطرقي مباشرة إلي الموضوع الهام الذي أرسلتي إلي العائلة بشأنه.. سعلت العجوز هذه المرة بقوة كأنما فاجأتها هذه الكلمات ثم تابعت صورتها التي استقرت فوق المدفأة وبجوارها استقرت صورة أخري كأنما تستعيد ذكريات شبابها قبل ان تقول كأنما تتجاهل عباراتها: لابد أن العائلة باتت لا تدين لي بالاحترام المناسب حتي انها لم تكترث لمطلبي كثيرا ثم صمتت فترة قبل أن تتبع بلهجة خاصة : حتي أنها لم تجد غيرك لارساله لي في المهمة التي أردت تكليفهم إياها .. !! لم تكد تتفوه بالعبارة حتي أطلقت الشابة ضحكة رنانة شقت صمت المكان وهي تقول: يبدو ان شيطانة العائلة السابقة تجهل مع من تتكلم هذه المرة .. ثم راحت تتظاهر بالعبث في أظفارها وهي تتبع : وما لاتعرفه هذه الشيطانة السابقة ( سونيا جراهام) هذه المرة أيضا أنها تتحدث لأخطر أفراد عائلة (جراهام ) علي الاطلاق .. فأنا (تفيدة جراهام) ملكة العائلة المتوجة عبر كل أجيالها بلا نزاع حتي أن الأب الروحي للعائلة أدون (عتريس جراهام) قد أكد هذه الحقيقة بنفسه مرارا ... قالتها وأطلقت ضحكة أخري أشد سخرية وقسوة من سابقيها وهي تميل نحوها قائلة بسخرية لازعة: ماقول (سونيا جراهام) شيطانة العائلة السابقة فيما قلت ..ثم أنها حدقت في عينيها مباشرة وهي تقول بقسوة: لقد مضي زمنك منذ أمد بعيد يا عزيزتي .. قالتها وانطلقت في ضحكة هستيرية ساخرة ... **** **** **** ها هو ذا هناك .. قالها (أكرم) وهو يشير بيده نحو (س-18) الذي احتل مقعدا خلف منضدة صغيرة في نادي (الكواكب) الليلي للآليين والذي تم انشاءه مؤخرا في مدار المريخ .. بعد حركة التوسعات الأخيرة التي نجمت عن (اتفاقيات عطارد) للتبادل المشترك فيما بين كوكبي (الأرض) و (جلوريال) ... ولم يكد (أكرم) ينطقها حتي سبقه (نور) نحو (س-18) صارخا: (س-18) هل جننت ... ما الذي أتي بك إلي مثل هذه الأماكن المشبوهة ..!! لم يبد علي (س-18) أنه وعي عبارته وهو يرفع يده الممسكه ببرميل نحو قائلا: في صحتك ياسيدي ..هئ .. ثم تجرعه مرة واحدة .. حتي أن (نور) نظر نحو أكرم بذهول قبل أن يقول هذا الأخير: أوصل بك الأمر إلي احتساء حمض الكبريتيك المركز في وجودنا .. قالها وهو يقترب منه كأنما يتشممه أكثر قبل ان يتبع ذاهلا: وبالصودا أيضا...!! ياللكارثة..ياللكارثة...!!! أما (نور) فلم يبدو عليه انه أنه قد انتبه لعبارته وهو يصرخ فيه قائلا: هيا يا (أكرم) عاونني بالله عليك حتي نأخذه من هنا فأنت تعرف أن دوريات شرطة الآداب الكونية تمر من هنا باستمرار .. ولن يكون ما سيحدث في صالحه لو عثرت عليه إحدي هذه الدوريات وهو يترنح في الطرقات .. قالها واندفع نحو (س-18) في محاولة منه لزحزحته من مكانه .. أما هذا الأخير فقد ترنح في مكانه صارخا .. ابتعد عني يا سيدي .. دعوني وشأني .. وعلي الرغم من محاولات (نور) المستميتة إلا أنه لم يقو حتي علي زحزحة زراعه من مكانها .. حتي أنه قد توقف في مكانه وشعور مرير من اليأس يسيطر علي كيانه وهو ينقل بصره بين (س-18) و(أكرم) الذي رفع كتفيه بقلة حيلة في حركة فهمها (نور) علي الفور .. فحتي مساعدته له لن تجدي في زحزحة (س-18)من مكانه قيد أنملة .. ولم يكن (نور) في حاجة إلي الكثير من الذكاء ليدرك هذه الحقيقة فهو يعلم بما لا يدع مجالا للشك أنه لو تضافرت جهود جميع رواد المكان علي زحزحة جسد (س-18) من مكانه لما أجدي ذلك .. ولم يطل تساءله طويلا إذ اندفع (أكرم) خارج المكان تتابعه تساؤلات (نور) التي لم تدم طويلا فما هي إلا لحظات حتي كان (أكرم) قد دخل للمكان وهو يقود ونشا كبيرا وبمساعدة بعض الآليين العاملين في المكان تمكن الجميع من حمل (س-18) خارجا وهو يردد بآلية صفيرا منغوما لأغنية ( أمان يالاللي أمان ) الشهيرة ثم لا يلبث بين الحين والآخر أن يصيح قائلا أنا جدع ...هئ....)!!! بينما راح (نور)يضرب كفا بكف وهو يردد في أسي شديد: ياللفضيحة .. ياللفضيحة .. **** **** **** هل لاحظت ما لاحظته أنا يا (نور) ..؟ قالها (أكرم) بأحرف ذاهلة وهو يوجه حديثه نحو (نور) الذي كان يتوسط أفراد الفريق قبل أن يومئ هذا الأخير برأسه قائلا: لست وحدي من لاحظ ذلك يا (أكرم) .. لقد لاحظ الجميع أن ذلك المخادع (س-18) يتكلم .. اتسعت عينا (سلوي) بذهول وهي تقول: ماذا تقصد يا (نور) نظر نحوها وعبارات الدهشة مازالت مرتسمة بملامحه وهو يقول: نعم يا (سلوي) لقد كان(س-18) يخدعنا طوال الوقت فهو لا يردد عبارة واحدة كما كنا نتخيل جميعا .. بل إنه يتكلم بطلاقة .. بل ويغني أيضا .. اتسعت عيناها في ذهول كذلك فعل الجميع وهم يحملقون في (س-18) الذي توقف في ركن الحجرة المجاورة بعد أن حطم كل الأسرة الموجودة بالمنزل بعد محاولاته العديدة للنوم علي إحداها ..!! ثم إستدارت نحو (نور) مرة أخري قائلة بنفس الذهول: وماذا يعني ذلك يا (نور) .. حاول ان يفتح فمه للاجابة .. ولكن فجأة ارتج المنزل بأثره ثم راحت اجزاء من السطح تتهاوي حولهم فاندفع الجميع إلي الخارج بينما راحت (نشوي) تصرخ في فزع قائلة: ماذا يحدث يا أبي..؟؟ أهو زلزال..؟؟ أما (نور) فقد توقف في مكانه في هدوء بعيدا عن المنطقة التي تكومت فيها انقاض المنزل المنهار وهو يتابع بعينيه مع الجميع (س-18) الذي خرج من تحت الانقاض في سهولة مطلقة وهو مازال يرفع عقيرته بالغناء مرددا مقاطع الأغنية الشهيرة: (البانجو مش بتاعي والله برئ يا بيه .. الذنب ذنب اصحابي هما إللي رموني علييييييييييييه ).. أما (أكرم) فقد التفت إلي(نور) قائلا بتعجب: ماذا كان ذلك يا (نور)...؟!!! فأجابه (نور) بهدوء شديد: انها وسيلة اتصال القائد الأعلي بنا يا (أكرم) يبدو أنه هناك مهمة جديدة تنتظرنا ...قالها وراح يتساءل في أعماقه عن طبيعة المهمة الجديدة يتبع .....
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> آخر تعديل بواسطة احمد رضا ، 16-01-2008 الساعة 10:42 PM |
#6
|
|||
|
|||
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> آخر تعديل بواسطة احمد رضا ، 16-01-2008 الساعة 10:55 PM |
#7
|
|||
|
|||
انا بحب ادهم صبرى وبحب نبيل فاروق
بس الموضوع جامد
__________________
الحضارات القديمة ستبقى |
#8
|
|||
|
|||
شكراً لمرورك NANNOSAAAA وتابعي بقية الحلقات إن شاء الله..
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> |
#9
|
||||
|
||||
جميلة اوي يا علا
وكمان الاسلوب رائع في السرد يلا كملي انا منتظر |
#10
|
|||
|
|||
شكراً لك أخي فاروق
وتابع بقية الحلقات إن شاء الله.. الحـــلقة الثالثة أعزائي مستمعي البرنامج الموسيقي الكوني .. نستمع معكم الآن إلي واحدة من أحدث أغاني الألبوم الأخير للمطرب الآلي ( عبد الحليم حافظ ) وهي أغنية ( .. ملاح .. ) تنهدت (نشوي) وهي تستمع إلي الموسيقي العذبة التي بدأت تنساب من المذياع البروتوني وتمايلت برأسها يمينا وشمالا في انسجام تام مع كلمات الأغنية التي تقول مقاطعها: ( ملاح وماشي في الفضاء ملاح .. والخطوة بيني وبين بلوتو براح .. مكوك عجيب وأنا فيه وحيد .. والدنيا ضلمة .. وممعييش مفتاح ) وبدا أنها قد نسيت نفسها بالفعل مع كلمات الأغنية حتى أنها لم تشعر بدوي جرس الهاتف المجاور لها .. حتى أن سلوى نفسها قد اندفعت من المطبخ في ذعر وما أن رأت ( نشوى) علي هذا الحال حتى صرخت فيها قائلة: - ألم تنتبهي لجرس الهاتف كل هذا الوقت..؟! أجابتها (نشوي) بلا مبالاة: - أنت تعلمين جيدا يا أمي أني أنتظر هذا الحفل منذ مدة طويلة .. ثم أتبعت دون اكتراث : - لقد بلغت برامج المطابقة الصوتية درجة مذهلة من الدقة .. فمن يصدق أن هذه الأغنية تأتي بصوت (عبد الحليم حافظ ) الذي رحل منـ ... لكن ( سلوى) أشارت لها بيدها علامة التزام الصمت وهي ترفع سماعة الهاتف وعلي الطرف الأخر أتاها صوت محدثتها التي لم تكن سوي ( جـ - 18) التي سألتها بلهفة قائلة: - الأستاذ ( س- 18) موجود ..؟ اتسعت عينا ( سلوى) لوهلة وهي تنظر باتجاه غرفة ( س- 18) المغلقة ثم أجابت بسخرية: - هل أصبح ( س- 18) أستاذاً ..!! ثم أتبعت علي عجل حتى لا تلقي محدثتها بالا لهذه العبارة المتهكمة: - بأي اسم أخبره يا سيدتي ..؟ لكن ( جـ - 18) أجابتها بحزم: - مفيش داعي هو هيعرفني لوحده مطت ( سلوى) شفتيها وهزت كتفيها بلا مبالاة ثم اندفعت نحو حجرة ( س - 18) وطرقتها عدة طرقات بينما تقول بنفاذ صبر: - ( س- 18) هناك فتاة علي الهاتف في انتظارك صمتت فترة ثم أعادت المحاولة عدة مرات دون أن يأتيها صوت ( س- 18) فتنهدت في ملل ثم عادت إلي الهاتف ورفعت السماعة قائلة: - يبدو أنه غير موجود يا سيدتي .. أخبريني بالاسم وسأخبره عند عودته و.. لكن (جـ - 18) قاطعتها دون أن تستمع إلي بقية عبارتها : - قوليله بس يفتح موبايله وأنا هأكلمه عليه أنهت (سلوى) المحادثة ثم نظرت إلي نشوي التي كانت ما تزال تتابع كلمات الأغنية بشغف فصرخت فيها قائلة: - إلي متي ستظلين جالسة هكذا بينما أقوم أنا بإعداد كل شيء ..؟ أجابتها (نشوى) بلا مبالاة أكثر: - ألست أمي؟! ... كل الأمهات تفعلن ذلك..؟ كادت تصرخ فيها بأنها قد أصبحت ( شحطة) ولا يحق لها قول ذلك .. ولكنها أتبعت بنفاذ صبر: - لم يتبق الكثير لعودة (نور) (وأكرم) و لم ننته من إعداد الطعام بعد..ولابد أن أعصابه علي وشك الانفجار بسبب انهيار منزلنا الآخر .. أجابتها (نشوي) بدون اكتراث: - وأنا مالي..؟ فأطلقت تنهيدة كبيرة من أعماق صدرها ثم استدارت لاستكمال الطعام وهي تتوعدها بإخبار أبيها عند عودته دون أن تدري أن (نور) و( أكرم) كانا في أشد لحظات عمريهما تعقيداً .. علي الإطلاق ..!! *** ***** *** كان بحق موقفا رهيبا..!! فقد اتسعت عينا العربجي في صرامة منذرة بالوعيد .. بينما يقترب صديقه المدعو (أبوشوشة) بعربته الكارو في ثبات مخيف وهما يتابعان صوت خطوات الحمار فوق رصيف الشارع المتتابعة والموحية بالاقتراب الشديد ..!! أدار ( أكرم) عينين ملأهما التساؤل من تحت أوراق الجرائد نحو ( نور) قائلا : - وما العمل يا (نور) ..؟ والواقع أن (نور) لم يكن بحاجة إلي مثل هذا التساؤل .. لقد راح عقله يبحث عن مخرج لهذا الموقف الرهيب الذي ألم بهما حتى أنه راح يعصر رأسه في عنف وهو يبحث عن حل مناسب لهذا المأزق .. فجأة وبدون مقدمات اتسعت عينا ( أكرم) حينما ارتفعت عقيرته (نور) بالصياح بكل قوته: - سين تمنتاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااشر .... سين تمنتاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااشر* وفي حجرته الخاصة كان ( س- 18) يتطلع إلي صورة هواءوضوئية لـ (جـ - 18) حتى أن أذنيه الدقيقتين قد لاحظتا صوت استغاثة (نور) لكنه لم يحفل بالأمر كثيرا .. كل ما فعله هو أن حاول مط شفتيه المعدنيتين بلا فائدة وهو يشيح بيده في ضيق قائلا: - كل حاجة ( س- 18) .. كل حاجة ( س- 18) كما لو أنه ليس في العالم سوي ( س- 18) .. اتصرفوا مرة واحدة فقط من أنفسكم ... القراء أكلت وجوهنا ..!! قالها وأعاد التطلع مرة أخري إلي الصورة في هيام شديد أما (نور) فقد أدرك فشل محاولته بعد عشرات المرات من النداء المتواصل حتى أن (العربجي) ورفيقه (أبوشوشة) قد تبادلا نظرة متوجسة قبل أن يقول الأخير بريبة: - الراجل ده ماله .. الظاهر كدا والله أعلم أن مخه مش موزون . قالها وهو يقترب من العربة حيث برقت عينا (نور) بعد سماعه العبارة الأخيرة وقد شعر أن الصدفة وحدها قد بعثت له الحل علي طبق من ذهب فاعتدل في مكانه بينما يرسم علي وجهه أشد نظرات العالم بلاهة بينما يتابعه (أكرم) بذهول صارخا : (نور) .. علام ستقدم يا (نور) ..؟! أما (نور) فقد أطلق ضحكة شيطانية ارتج لها جسد الرجلين بينما راح يحملق فيهما كالمجانين ثم استعار لهجتهما وهو يقول: أنت مين ياد أنت وهو..؟ ارتعدت أوصال المدعو ( أبوشوشه) وهو يتمتم لصاحبه في رعب حقيقي: - دا باين عليه طلع مجنون بصحيح .. !! ثم استدار نحو (نور) قائلا: حقك عليا يا با .. امسحها في رقبتي وحياة والدك .. أنا ما كانش قصدي حاجة أطلق (نور) ضحكة أخري متهكمة لا تخلو من التظاهر بالجنون ثم أشار نحوهما صارخا: - أخلعا.. اذدد الرجل لعابه بينما ينظر أحدهما إلي الأخر ثم قال صاحب العربة - نخلع ايه يا با ما كنا حلوين أشار (نور) بيده نحوه ليصمت وهو يقول: - اخلعا جلابيبكما - اذدرد الرجلان لعابهما في صعوبة بينما راح (أكرم) يحملق في (نور) وقد فهم مغزاه وابتسم بثقة بينما خلع الرجل الأول جلابيته وناولها لأكرم الذي عزم علي ارتدائها بينما أتاه صوت (نور) قائلا بصرامة: - لا يا ( أكرم) لحد هنا وكفاية .. كل إلا ذلك.. ناولني الجلباب زمجر (أكرم) في جشع بينما يحاول ارتداء الجلباب وهو يرمق (نور) بنظرة متحدية استنفرت مشاعره قبل أن يحدج (أكرم) بنظرة نارية بدوره فتشبث بطرف الجلباب وهو يقول في صرامة: - ألم أقل لك اعطني الجلباب..؟!! جذب (أكرم) طرف الجلباب من بين يديه في تحد وهو يقول: - ارتد أنت جلباب الرجل الآخر ولكن (نور) قال بعناد رهيب: - لن أرتد سوي هذا الجلباب ... لقد كبر الأمر في رأسي - أما (أكرم) فقد كبر الأمر في رأسه بدوره وهو يقول: - لقد نسيت مع من تتحدث هذه المرة يا (نور)..هل أم نسيت حقا أنني ملك العناد المتوج.؟! استنزفت العبارة ما تبقي لدي (نور) من صبر وهو يجذب الجلباب بدوره حتى أنه قد قرر أن التخلي عن الجلباب هذه المرة سوف يحرج موقفه أمام الرجلين الذين يتابعان الموقف حتى أن كل منها راح يجذب من أحد طرفي الجلباب الذي لم يتماسك طويلا أمام قوة الجذب الشديدة فانشق نصفين بصوت مسموع .. وكان هذا وحده كافيا لأن يجن جنون صاحب الجلباب الذي يتابع الموقف قبل أن يصرخ فيهما قائلا: - كله إلا جلابيتي ... دا أنا وارثها عن أبويا يا ( ولاد الـ....) ثم انضم للصراع الناشب بينهما ... وفي هذا اللحظة كانت قافلة من عربات الكارو تعبر الشارع مصادفة ولم يكد (أبوشوشة) يلمحها حتي تهللت أساريره وراح يصرخ فيهم بكل ما أوتي من قوة: - يا (عوضين) .. يا ( محمدين) .. يا (عويس) .. يا (نصر) .. يا ( فرغلي) .. يا (حسنين) .. يا (مصطفي) .. يا.......... فجأة ارتج الشارع تحت أصوات أقدام الحمير التي تجر عربات الكارو والتي راحت تنهب أرض الشارع في اتجاهها نحوهم حتى أن (نور) قد حملق في المشهد خلفه بذهول وهو يتساءل عن كل هذا العدد من عربات الكارو التي راحت تتوافد للمكان فأدار عينيه نحو مبني المخابرات العلمية الذي يبعد اقل من نصف الكيلو متر تقريبا ثم نظر نحو أسطول العربات المتجه نحوهم قبل أن يستدير نحو (أكرم) الذي راح يحملق في المشهد بدوره بذهول مماثل قبل أن يصرخ فيه : تول أنت عجلة القيادة* يا (أكرم) قالها وهو يدفع الرجل الذي كان ما يزال متشبثا بالجلباب في قوة كأنما تحول الأمر لديه إلي مسألة حياة أو موت ولكن الأمر قد تحول عند (نور) إلي ما هو أكثر من ذلك حتى أنه دفع الرجل بقوة أكبر وهو يتشبث بطرف الجلباب بقوة كبيرة حتى أن الرجل قد سقط في حركة مباغتة من فوق العربة ليرتطم برصيف الشارع في عنف مما جعل الجلباب ينفلت منه علي الرغم منه ... أما (أكرم) فقد انصب العرق علي جبهته غزيرا وهو يحاول بكل ما أوتي من قوة السيطرة علي العربة قبل أن يطرق صياحه أذن (نور): - ما هي الكلمة التي تقال للحمير لحثهم علي الجري يا (نور) ..؟ - بدت علامات التفكير الشديدة علي وجه (نور) هو يناوله نصف الجلباب ليستر به جسده قدر الإمكان بينما احتفظ لنفسه بالنصف الآخر ... وبدا كما لو انه يعصر رأسه لتذكر الكلمة .. ثم برقت عيناه في قوة قبل أن يصرخ في (أكرم) قائلا: - إنها ( شىىىىىىىى حااااااااااااااااااااااااااااااا)** يا (أكرم) أما (أكرم) نفسه فقد سيطر علي العربة بمهارة مذهلة يحسد عليها حتي أن (نور) قد تساءل في أعماقه في حيرة حقيقية عن طبيعة عمله السابقة فيما يسبق فترة احتلال الأرض * ... ولكن خواطره لم تدم طويلا حيث اقتربت عربات الكارو التي يقودها سلة من (العربجية) الأوغاد في احتراف حقيقي وراح يبتهل وهو يتابع بوابة مبني المخابرات العلمية التي تقترب في بطء ... وبدا المشهد أمامه في هذه اللحظة كأغرب عملية اقتحام لمبني المخابرات العملية رآه في حياته ..!!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * معناها (س - 18) .... راجع العدد مليار (المقاتل العجوز) ** معناها سير أيها الحمار ... الموسوعة العالمية الشاملة لقيادة الحمير **** **** **** - أنا خلاص لازم اموت نفسي .. أنا لازم أبلع قنبلة هيدروجيية رددت (جـ - 18) هذه العبارة في انهيار تام بينما تغرق الشرارات الكهربية عينيها من أثر البكاء وبدا منظرها مثيرا للشفقة بحق بينما أتاها صوت امها التي تجلس بجوارها علي طرف الفراش قائلة: - يابنتي ما تعمليش في نفسك كده قطعتي قلبي لم تجد أم (جـ - 18) سوي هذه العبارة وهي تربت علي كتف ابنتها التي لم تكف عن البكاء لحظة منذ أن افتضح أمر زواجها السري بـ (س – 18) وراحت تمسح الشرارات الكهربية التي تنهال من عينيها قبل أن تقول: - ياماما دا بينكر نفسه مني ..!! ثم أتبعت بينما تزرف الشرارات الكهربية من عينيها أكثر: - دي أخرتها يا (س - 18) ... بقي دا جزائي؟!! أما أمها فقد مصمصت شفتيها في حسرة قائلة: - هما الرجالة كلهم كده يا بنتي مش أنا سبق وحذرتك ..؟! فأجابتها (جـ - 18) بحسرة: - أيوة يا ماما ... أنا إللي طلعت خايبة ثم أنهارت في البكاء بصورة كبيرة وهي تقول بصوت مختنق بالدموع: - بس أنت ما سمعتيش وعوده ليا قبل الجواز ..!! أبتسمت أمها في سخرية مريرة وهي تتبع: أظن ما قال لك أنه هيسكنك في (بلوتو) ويجيب العفش من (دمياط) ويشتري لك صاروخ اتناشر متر ويعمل لك فرح في نادي الشرطة في (جلوريال) ؟ فأجابتها (جـ - 18) من وسط دموعها: - لا ياماما في شيراتون (أرغوران) .. وهيجيب لي شبكة من (عطارد) فهزت أمها رأسها في قلة حيلة قائلة: - وصدقتيه..!!! ثم أتبعت بمرارة أشد: - ما كلنا أتقال لنا كده يا خايبة ... بس دا كلام .. أنا نفسي اتقال لي أكتر من كدا .. وأدي أنا قدامك أهه زي ما أنتي شايفة .. وأنت طبعا شايفة أبوكي ... يالله بقي هنقول إيه .. كله نصيب..!! ولم تكد تأتي سيرة أبوها حتى انفجرت في البكاء مرة أخري وقد تذكرت وعيده لها وهي تقول بحزم شديد: أنا ما عادش ليا حياة في الدنيا دي ... والله لازم أرمي روحي في ثقب أسود عشان أستريح من الدنيا وإللي فيها فقالت لها أمها: - يابنتي العلماء ما اكتشوفوش لسه الثقب الأسود ده بيودي فين ... بلاش تعملي في نفسك كدا .. فنظرت نحوها بريبة وهي تظن أنها محاولة منها لإثناءها عما تفكر فيه فقالت لها بريبة: - مين اللي قال لك كدا ... ؟!! فقالت لها أمها بصدق : - والله يا بنتي ما بأكدب ... دا (د.نبيل فاروق) اللي قال كدا ... أنت ما بتقريش الهوامش الجانبية ولا أيه ! نظرت إليها (جـ - 18) بريبة ثم أتبعت في حزم أكثر: - خلاص ... هأشرب سم فران قالتها وانخرطت في بكاء شديد ... **** **** **** يا للمهزلة .. يا للمهزلة رددها القائد الأعلى للمخابرات العلمية في ذهول وهو يضرب كفا بكف بينما وقف أمامه كل من (نور) و (أكرم) الذين أطرقا برأسيهما في خجل وهو يتابع نصفي الجلباب الذي يتدثر كل منهما بواحد منهما قبل أن يقول في قلة حيلة : أين أخفي وجهي من الناس..!! .. والكارثة أن يكون ما حدث قد تم التقاطه علي احدي الكواكب الأخرى وقتها ستصبح فضيحة كونية .. ولن نقوي علي اظهار وجهوهنا جميعا في أي مؤتمر كوني .. ثم نظر نحو (نور) قائلا بنفس اللهجة التقريعية الشديدة: - أنت يا (نور) .. أنت .. !! ... كيف يصل بك الحال لأن تترك بعض الهواة يسرقون ملابسكم - تنحنح (نور) في حرج بينما استدرك ( أكرم) سريعا : لم يسرقوا ملابسنا فقط يا سيدي بل سرقوا السيارة أيضا صرخ فيه القائد الأعلى بأسلوب تقريعي مبالغ فيه : - فقط...!! فقال (أكرم) علي الفور: لا يا سيدي .. بل سرقوا متعلقاتنا الشخصية أيضا كما سرقوا هواتفنا الخلوية وساعة (نور) الـ ... صرخ فيه القائد الأعلى كأنما لا يحتمل كل هذا: - اصمــــــــــــــــــــت تنحنح (أكرم) في حرج وهز تفيه بتعجب وتساءل في أعماقه عن أطواره الغريبة وهو يسأله ببساطة محملة بالتعجب: - أردت فقط أن أوضح الأمر ...!! تجاهله القائد الأعلى وهو ينقل بصره نحو (نور) الذي تمني لو انشقت الأرض وابتلعتهما لكنه تنحنح مرة أخري في حرج وهو يتبع : لقد كانوا يحملون السنج يا سيدي ولولا ذلك لكنا .... قاطعه القائد الأعلى مرة أخري في عصبية : - لكنتم ماذا يا (نور) ... ثم حاول التحدث لكنه لم يجد ما يقال فاكتفي بالصمت ثم أشار بيده لهما للجلوس ... فازدرد (نور) لعابه بينما جلس (أكرم) علي الفور فتبعه بهدوء بينما قال القائد الأعلى في صرامة: - ركزا معي الآن ودعا كل ما في بالكما فهناك مهمة جديدة لكما أجابه (نور) علي الفور: - نحن رهن إشارتك يا سيدي لم يكد القائد الأعلى يسمع هذه العبارة حتى لانت ملامحه ثم راح يسترسل في تفاصيل المهمة الجديدة بينما تابعه (نور) و (أكرم) بذهول لا حد له ..!!! **** **** **** ابتسمت (سونيا جراهام) في شراسة حينما دوي الرعد مرة أخري وسقطت أضواء البرق علي وجهها كأنما راق لها منظرها حينما تنعكس عليه أضواء البرق الخاطفة قبل أن تقول في سخرية لاذعة موجهة حديثها نحو (تفيدة جراهام) : - لقد دفعتي بنا للحديث في أمور جانبية بينما تركتنا السبب الحقيقي لاستدعائك ..!! مالت (تفيدة جراهام) نحوها وهي تزوي ما بين حاجبيها دلالة علي التركيز الشديد وهي تقول: - سيكون من الجيد حقا أن تأتين من نهاية الموضوع قالتها وضمت يديها أمام صدرها وهي تنصت نحو (سونيا جراهام) التي أشاحت بوجهها إلي الناحية الأخرى ... ثم صمتت برهة لم تدم طويلا قبل أن تقول: - أخبريني يا (تفيدة) ... هل حدث وقمتي بقراءة ملفي من قبل ..؟ أطلقت (تفيدة جراهام) ابتسامة ساخرة من ابتساماتها المعتادة وهي تقول: - حتي أطفال إسرائيل يحفظون ملفك عن ظهر قلب يا عزيزتي لم تتخلي (سونيا جراهام) عن قناع الجمود الذي غلفت به وجهها وهي تقول : - لابد أنك تعرفين كل شيئ عني اذا سألتها (تفيدة) في لهجة خالية من الصبر: - ألم نتفق أن تأتي من نهاية الموضوع .. ؟ تجاهلتها (سونيا) مرة أخري واستدارت تطالع صورتها والصورة الأخري المثبتة بجوارها علي الجدار أعلي المدفأة قبل أن تقول: - هلي تعلمين شيئا بشأن زواجي القديم..؟ اطلقت (تفيدة) ضحكة شيطانية من ضحكاتها المعتادة قبل أن تقول: - أتحاولين إيهامي بأنك لم تصابي بالعنس مثلـ ... أحم أحم ... أقصد مثلما يقولون داخل العائلة..؟ ازدردت (سونياجراهام) لعباها في ضيق حقيقي للمرة الأولي وهي التي كانت تعتقد اعتقادا جازما بأن قصة حياتها تدرس في مدارس المخابرات في كل مكان ... لكنها تجاهلت هذه المرحلة بارادة قوية وهي تقول لها : - أتحاولين ايهامي بأنك لا تعلمين بشأن زواجي السابق من ( أدهم صبري) ..؟ حكت (تفيدة جراهام) ماخلف أذنها بيدها في محاولة للتذر قبل أن تقول: - أهذا هو تاجر الأسمنت الذي تزوجتيه في السنغال؟ أطلقت (سونيا جراهام) شقهة فزع قبل أن تقول: - من أين جئتي بهذه المعلومة الكاذبة .........؟!! ارتسمت ابتسامة واهنة علي وجه (تفيدة جراهام) قبل أن تقول بأسلوب تعمدت أن يخلو من المشاعر: - ألم أقل لك أن قصة حياتك بات يعلمها كل طفل في اسرائيل* ارتسمت ابتسامة جزعة علي وجه (سونيا جراهام) قبل أن تتبع: أتروجون عني اشاعات كاذبة .... - - - - ياللمصيبة ..!! رفعت (تفيدة) أحد حاجبيها بينما زوت الآخر في عدم تصديق وهي تقول بريبة: - وماذا إذا عن زوجك الكولومبي والذي قمتي بمساعدته في تهريب السلاح .. وماذا عن الآخر البرازيلي والذي قمتي بمساعدته في تجارة حبوب القهوة والآخر الأمريكي الذي تركتيه بعد القبض عليه في عملية تهريب المخدارت والنيوزلندي الذي شاركتيه في تربية الأبقار في مزرعته الخاصة إلي أن احترقت في ظروف غامضة والآخر من صعيد مصر والذي ....... قاطعتها (سونيا) صارخة: - كفــــــــــــــى ... ما كل هذا الهراء ..!!! ثم أتبعت في شراسة ساخطة: - من أين لك بمثل هذه الأنباء الكاذبة .. ولمصلحة من تروجينها .. ؟ تصنعت (تفيدة جراهام) عدم الاهتمام وهي تقول لها : - سبق وأخبرتك أن هذه الأخبار وغيرها لا تحتاج لترويج ... فالجميع يعلمها بالفعل .. بل ويحفظها أيضا عن ظهر قلب * ازدردت (سونيا جراهام) لعابها في ضيق حقيقي وتمتمت بصوت منخفض: - لقد ساءت الأمور حقا أثناء فترة غيابي ... ولكن أوان تدخلي لإصلاح الأمور لم يحن بعد.. قالتها واستدارت نحو (تفيدة جراهام) قائلة: - دعي كل هذه الهراءات جانبا .. وأنصتي إلي كلامي ... فالأمر هذه المرة يحتاج إلي مجهودات خاصة جدا والأمر لن يكون سهلا خاصة وان المهمة التي سأكلف بها هذه المرة تقع في أكثر الأماكن بغضا لنا جميعا ثم أتبعت في كراهية: - في مصر.. وكانت هذه الكلمة تكفي.. تماما..!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * لمزيد من التفاصيل تابع رواية (اسمهـــــــا سونيا جراهام) ... تأتي لاحقا **** **** **** اتسعت عينا (نور) و (أكرم) في ذهول وهما يتابعان كلمات القائد الأعلي الذي راح يسرد عليها مالديه ولم يكد ينتهي حتي قال (نور) علي الفور: - سيدي .. مازلت لا أعي جيدا معني قولك أن (سونيا جراهام) قد ظهرت مرة ثانية..!! أجابه أكرم ببساطة متناهية: - ظهرت أي وضحت يا (نور) أم أن قد نسيت اللغة العربية يا (نور) ..؟ ضم (نور) قبضته وقاوم رغبته في لكمه ببسالة ... بينما تابع القائد الأعلي بغيظ شديد: - هل طلب منك أحد الكلام يا (أكرم) ..؟ رفع (أكرم) أحد حاجبيه وهو يقول بضيق: - أليس لي حق الحديث هنا..؟ - حدجه القائد الأعلى بنظرة نارية قبل أن يقول في خشونة : - و أين كان لسانك وقتما سرقت ملابسكما..؟ أصفر وجه (أكرم) وخرجت كلماته متلعثمة وهو يحاول جاهدا أن يجد ما يرد به علي هذه الكلمات أما (نور) فقد حاول تغيير مجري الحوار حتي لا يتهور (أكرم) ويلكم القائد الأعلي في عينيه فقال علي الفور : - مازلت لا أفهم أين مهمتنا بعد .. أم أنك تود منا القيام بالقبض علي (سونيا جراهام) أطلق مدير المخابرات ضحكة ساخرة أخري قبل أن يتبع في ضيق: - يبدو أن عملية السرقة قد أثرت بدورها علي عقلك يا (نور) ثم أتبع في ضيق أشد: أنتما تعلمان أن (سونيا جراهام) قد قامت باختطاف ابن (أدهم صبري) ... وأنه مازال يبحث عنه حتي الآن أومأ (نور) برأسه علامة الفهم بينما أتبع القائد الأعلى: - مهمتكما هذه المرة تنحصر في شيء وحيد .. ثم صمت فترة قبل أن يتبع: - ستصلان الخبر لـ (أدهم صبري) نفسه اتسعت عينا (نور) في ذهول قبل أن يتبع: - هل تعني أننا... أجابه القائد الأعلى مباشرة: - هو كذلك يا (نور) ستسافران سويا إلي الماضي لتبلغان (أدهم) بالأمر وتأتيان به معكما للتعامل بنفسه مع زوجته السابقة (سونيا جراهام) ارتسمت علامات الذهول علي وجه (نور) بينما لاذ بالصمت قبل أن يتساءل (أكرم) في حيرة: - بقي تساؤل وحيد يا سيدي يشغل بالي منذ مدة كبيرة حملق القائد الأعلي في وجهه متسائلا: - وما هو يا (أكرم) ؟ فقال (أكرم) مباشرة: - أردت أن أعرف فقط هل كبر ابن (ادهم صبري) كما نكبر جميعا أم أنه مازال طفلا ....!!! قالها دون أن يدري أن السؤال قد باغت القائد الأعلي تماما وبقي السؤال يتردد في عقله كثيرا وبلا إجابة..!!! **** **** **** حاولت (جـ - 18) أن تجفف الشرارات الكهربية التي تنهال من عينيها بلا انقطاع وهي تتابع معالم حجرتها وتحمل في يدها بعض متعلقاتها بعد أن قررت الهروب من المنزل ... ولم تكد تتأكد من جمع ما تحتاجه من متعلقات حتى تسللت علي أطراف أصابعها وما أن خطت بقدميها فوق رصيف الشارع حتى وقفت في انتظار (حوامة زرية) لتقلها نحو المحطة الكونية حيث يمكنها أن تجد سفينة فضاء مناسبة تنقلها حيث تريد .. علي الرغم من ذلك فقد طال انتظارها علي غير توقعها.. وفجأة ... باغتها توقف حوامة دوريات الآداب الآلية التي تقطع أرض الكوكب باستمرار قبل أن يهبط منها عدد من المخبرين الآليين .. وعلي الرغم من أنها حاولت الهروب بكل ما تملك من طاقة إلا ان مخبرين شرطة الآداب الكونبية يتم اختيارهم وتدريبهم بعناية لمثل هذه المهام.. حتي أنها قد سقطت في أيديهم بسهولة مطلقة ولم تكد يتم احضارها بين يدي ضابط الحوامة الآلي حتي نظر نحوها باستخفاف قائلا: - بتحاولي تهربي يا كتكوته !!....... نياهاهاهاهاها ثم حدجها بنظرة فوتونبية تخللت وصلاتها السليكونية باثرها قبل أن يقول: - إيه إللي جابك هنا الساعادي يا بت ..؟ حاولت الرد .. لكن شيء ما أعاق لسانها عن الحركة قبل أن يميل أحد المخبرين علي أذنه هامسا ببعض العبارات الموجزة قبل أن يرفع عينيه نحوها قائلا: - بقي كدا ..!! صمت فترة قبل أن يتبع في تشف غريب: - امم بقي سيادتك رقاصة كمان ؟ ثم صمت فترة قبل أن يتبع: - و ماشية كمان مع واد صايع؟ أتاه صوت أحد المخبريين الآليين من الخلف : - اسمه (س – 18) يا بيه أطلق الضابط الآلي ضحكة ساخرة طويلة قبل أن يقول في صرامة: - هاتوها معاكوا في البوكس ولم تكد (جـ -18) تسمع هذه العبارة حتى شعرت بكل وصلاتها تختل حتى ضعفت الرؤية أمامها وقد قاربت علي فقدان الوعي .... وداخل عقلها الآلي أدركت أن الأمور قد ازدادت تشابكا وأنها تخطو نحو متاهة ستبتلعها عن آخرها ... وكم كانت محقة !!! **** **** **** ارتفع رنين جرس الباب في منزل (نور) في تتابع مثير للتعجب حتى أن (سلوي) ونشوي قد هرعتا من حجرتيها في ذهول بينما قالت (نشوي) وهي تدير عينيها نحو (سلوي) في فزع: تري من هذا يا أمي: أخرجت (سلوي) مسدسا ليزريا من طيات ثيابها وهي تقول بحزم: تقدمي نحو الباب يا (نشوي) وافتحيه ببطء وانبطحي أرضا .. واتركي لي الباقي تقدمت ( نشوي) من الباب بخطوات مضطربة ثم فتحت الباب ... ولو قدر لها أن تري الشخص الواقف بعتبة الباب لشاركت (سلوي) هذا الذهول الذي سيطر عليها ولكنها ارتمت علي الأرض مباشرة وهي تحمي رأسها بذراعيها كما لو أنه ستنهال أشعة الليزر من كل صوب ... ولكن كل هذا لم يحدث وإنما فاجأها هذا الصمت الذي شمل المكان بأثره .. فرفعت رأسها في هدوء لتتابع ما يحدث قبل أن تستدير نحو أمها التي راحت تحملق في القادم بتعجب ... استدارت مرة أخري نحو هذا الوافد لتشارك (سلوي) التساؤل .. فأمام الباب وعلي عتبته مباشرة كان يقف شخص غريب الملامح مزري الهيئة بصورة كبيرة وقد استطال شعره لحيته حتى غطي وجهه بأثره وتمزقت ملابسه في أماكن عدة ... ولم يطل تساؤليهما طويلا حيث قال الرجل بصوت مرهق: حمدا لله أني رأيتكم مرة ثانية .. كنت أظن أني لن أفعل مرة أخري ولم يكد صوته يطرق مسامعهما حتى صرخت (سلوي) بلهفة حقيقية : من................؟!!! فأجابها الشخص علي الفور: نعم يا (سلوي) ... أنا (محمود) وكانت حقا مفاجأة مذهلة.. مدهشة .. مخيفة .. مرعبة .. مفزعة .. مبهرة .. قاسية .. عنيفة .. قوية .. ..... ..... ..... .... إلخ ولأقصي حد....!!! يتبع ....
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> آخر تعديل بواسطة احمد رضا ، 17-01-2008 الساعة 10:59 AM |
#11
|
||||
|
||||
تم التثبيت
__________________
|
#12
|
|||
|
|||
شكراً لك باشمهندس عبد العظيم على المرور والتثبيت..
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> |
#13
|
|||
|
|||
<div align="center">الحلقة الرابعـــــــــة</div>
لم يكد (محمود) يفتح عينيه ببطء ووهن حتى طالعه وجوه جميع أفراد الفريق الذين التفوا حوله و راحوا يتطلعون إليه بشغف شديد وحنين جارف حتى أن (رمزي) قد ربت علي رأسه في ود حقيقي وهو يقول بصوت هامس: - (محمود) ... هل استيقظت يا صديقي ..؟ التفت إليه (محمود) بوهن شديد وهو يقول بأحرف بلغ منها الوهن والإرهاق مبلغيهما: - (رمزي) !! .. أهو أنت ..؟ انفلتت دمعة ساخنة من عيني (رمزي) حتى أنه مسحها علي عجل وهو يتبع بصوت مختنق بالدموع: - لا أصدق أننا التقينا مرة أخري يا (محمود) ... من ذا يصدق أنك هنا بعد أن كدنا نيأس جميعا من لقاءك ..!! ابتسم (محمود) مرة أخري بوهن أشد وهو يقول: - نعم يا رمزي .. يا لها من ذكري .. أنا نفسي فقدت الأمل في لقاءكم بعد سقوطي في ترعة الزمن .. أحم ... أقصد نهر الزمن ثم صمت فترة كأنما يسترجع ذكري مريرة بينما أتبع رمزي سريعا: - لقد كنت بطلا يا محمود ... لقد كدت تضحي بحياتك لأجلنا ... ثم صمت فترة ثم أتبع بعدها في حماس: - لأجل من تحب أدار محمود رأسه في الناحية الأخرى ثم قال بصوت خافت لا يبلغ مسامعها - كانت غلطة ... وأقسم ألا تتكرر ثم ضغط علي أنيابه أكثر وهو يتبع فيما بينه وبين نفسه - لو أنني اعرف من دفعني من سفينة الفضاء لقتلته قالها واستدار نحوهما مرة أخري ثم قال : - أنت تعرف يا رمزي أني لو تعرضت للموقف نفسه لاتخذت نفس رد الفعل تحت أي ظرف ولو للمرة الألف .. انسابت دمعة ساخنة من عيني (مشيرة) وهي تقول بصدق حقيقي : - لقد كنت دوما بطلا يا محمود أراد أن يقول لها : كنت خائبا وأنت الصادقة ... ولكنه اتبع مضطرا: - أنت تبالغين فقط يا (مشيرة) لكنها أتبعت بحماس أكثر: - لا يا (محمود) ... الجميع هنا يعلم مدي بطولتك ... حتى أننا جميعا لا ننسي محاولاتك الدائمة لتحذيرنا كلمنا أوشكنا علي مكروه .. أنت بطل يا (محمود) بطل أدار محمود نظره في الجميع قبل أن يتبع في حيرة: - ولكن أين (نور) و(أكرم) يا رفاق ألا يودا أن يكونا في استقبالي بعد هذه المدة ..!! التقت أعين الجميع بحيرة دون أن يتفوه احدهم بكلمة حتى أن محمود قد أطلق صرخة هائلة ثم أتبع في لوعة: - لاااااااااااااااااااااااااا ....(نور) ..... إنا لله وإنا إليه راجعون ثم أتبع بحرقة أشد : - متي حدث ذلك ..... وكيف ؟!!! زوت (سلوى) ما بين حاجبيها في صرامة وهى تنظر نحو محمود قائلة: - ما هذا الفأل السيئ يا (محمود) ....... !! ازدرد (محمود) لعابه في حرج شديد ثم أتبع بحرج أشد: - هل أخطأت .. ألم تلمحوا أنه ..... قاطعته (نشوي) هذه المرة بغضب قائلة : - لا يا (محمود) أبي بخير ... كل ما في الأمر أنها مهام المخابرات العلمية التي لا تنتهي زوي (محمود) حاجبيه في غضب شديد ثم قال هامسا : - الوغد .... وأنا الذي لم أتوان لحظة واحدة عن مكالمته من نهر الزمن ولا يدري أحد كم كلفني هذا دم قلبي ... ثم في النهاية لا أجده في استقبالي ..!! منعه من الاسترسال في هذه الأفكار صوت سلوى التي قالت له بلهفة: - ولكن أخبرنا يا (محمود) كيف نجوت من نهر الزمن شحذت عبارتها كل حواسهم حتى أن محمود نفسه قد التقط نفسا عميقا كأنما أعادته عبارتها إلي ذكري جاهد كثير لنسيانها وهو يقول: - الأمر لم يكن بهذه السهولة يا (سلوى) .. لقد عانيت الأمرين هناك ولهذا حكاية طويلة استدرك رمزي علي الفور: - كلنا آذان مصغية يا (محمود) أما (محمود) نفسه فقد نظر نحو (سلوى) قائلا: - الأمر يحتاج إلي (حلة بامية) من يديك يا سلوى فقد اشتقت إليها كثير ... بعدها سأخبركم بأغرب قصة يمكن لكم سماعها علي الإطلاق ..! **** **** **** دفعت حارسة السجن الآلية البدينة بـ (جـ - 18) نحو عنبر السجينات الآليات في خشونة ثم أغلقت الباب دونها في عنف ... حتى أن بقية السجينات الآليات قد التففن حولها بفضول شديد ورحن يراقبنها بنظرهن في فضول شديد كعادة كل وافدة جديدة إلي هذا المكان قبل أن تطلق إحداهن ضحكة طويلة ثم تقول في تشف عجيب: - أنتي وقعتي ولا الهوا رماكي ...؟ أطلقت بقية السجينات ضحكة ملتاعة طويلة بينما حدجتهن (جـ - 18) بنظرة حذرة قبل أن تقول سجينة آلية أخري في تهكم شديد : - ابعدي عنها يا (سنية – 15) الظاهر كدا والله أعلم أن الست هانم من طبقة الآليات الراقية وإحنا بالنسبة لها أوباش . جاوبها الجميع بضحكة أخري أشد من سابقتها بينما اقتربت هذه المدعوة (سنية – 15) منها وراحت تتفحصها بأسلوب عجيب جمد سريان الكهرباء في عروقها وهي تقول بتهكم مخيف: - وإيه بقي تهمة الهانم إن شاء الله ..؟ ثم أتبعت بنفس اللهجة: - سرقة ... ولا قتل ... ولا.. ثم أتبعت بلهجة خاصة فهمتها جميع السجينات: - ولا تكونيش من الآليات إياهم ....؟ قالتها وأطلقت ضحكة أخري ارتجت لها جدران السجن بأثره أما (جـ - 18) فقد انزوت في مكان بعيد في خضوع عجيب ولم تتمكن من السيطرة علي دموعها فانهالت الشرارات الكهربية لتغرق وجهها الجميل وقد باتت تعلم أن أيامها في هذا المكان ستكون محاطة بالمتاعب .. ولم تكن تدري وقتها كم كانت محقة ..!! **** **** **** ( ... شركة (الجناح المكسور) للطيران تهنئكم بسلامة الوصول ... كما نرجو من جميع السادة الركاب علي ظهر الطائرة التأكد من ربط الأحزمة والامتناع عن التدخين استعدادا للهبوط في مطار القاهرة ... ) طرقت هذه العبارة مسامع (تفيدة جراهام) التي تنكرت في صورة سائحة صومالية حسناء بعد أن غمرت جسدها لمدة ساعات في برميل من القار الأسود ومع شعورها بعجلات الطائرة التي راحت تحتك بالأرض راحت تعود بذاكرتها إلي الجزء الأخير من حوارها مع (سونيا جراهام) .... _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ - ابني يا (تفيدة) ابني . قالتها (سونيا جراهام) بأحرف شعرت (تفيدة ) انها تفيض بالأسى والألم حتى أنها زوت حاجبيها في غير تصديق أن محدثتها هي نفسها (سونيا جراهام) التي كانت عباراتها تفيض سخرية وشماتة منذ قليل وعلي الرغم من ذلك فقد سألتها بحذر شديد: ماذا تعنين ..؟ مسحت (سونيا) دمعة حاولت جاهدة أن تنسل من طرف احدي عينيها وهي تقول : - ابني في مصر يا (تفيدة) اتسعت عينا (تفيدة جراهام) في دهشة حقيقية وهي تقول : - ماذا ......؟!! التقطت (سونيا جراهام) نفسا عميقا قبل أن تقول بهدوء وقد عادت بذاكرتها إلي البداية: - لقد كانت خطتي آنذاك بسيطة للغاية .. ومباشرة أيضا للغاية ثم صمتت فترة كأنما لتستجمع أفكارها ثم قالت بنفس الهدوء العجيب: - كان (أدهم صبري) زوجي السابق يقلب الدنيا بحثا عن ابننا الوحيد ... ولأني أكثر الجميع علما به كما تقول كل الملفات التي يمكنك قراءتها فقد علمت انه في سبيله حتما لإيجاده .. لهذا فقد فكرت في خطة بديلة لا يمكن أن تخطر له علي بال هزت (تفيدة) رأسها في تساءل بينما تابعت (سونيا) كأنما راق لها تذكر هذه المرحلة من خطتها : - لقد وضعت ابننا (آدم)(*) في أخر مكان يمكن له أن يفكر فيه من الأساس ثم صمتت برهة لتتبع بعدها بنفس اللهجة المختالة : - لقد كان (آدم) طوال الوقت في موطن أدهم الأصلي .... كان في (مصر) ..! لم تتمالك (تفيدة) نفسها هذه المرة من الإعجاب بعقليتها وهي تقول بلهجة ذاهلة: - هل تعنين أنك ...؟ - أجابتها (سونيا) بلهجة تفوح بالخيلاء والفخر: - نعم يا (تفيدة) ... لقد كان (آدم) طوال السنوات الماضية علي مقربة من أبيه دون أن يتطرق إليه الشك لحظة واحدة في ذلك .. قالتها ثم جلست فوق أريكتها الوثيرة أما (تفيدة) فلم يمنعها إعجابها الشديد بعبقرية (سونيا جراهام) من أن تتقول لها بحذر أشد: - مازلت لا أستوعب ما تعنينه بعد ..! نظرت نحوها (سونيا) باستخفاف شديد هذه المرة قبل أن تتبع في سخرية لازعة: - يبدو أن الصدأ قد سيطر علي عقلك مبكرا حاولت (تفيدة) بكل ما تملك أن تسيطر علي أعصابها هذه المرة فقد أعماها الفضول لمعرفة تفاصيل ما تسرده (سونيا) علي مسامعها من الالتفات لعباراتها .. أما (سونيا) فقد قالت لها بنفس اللهجة الحاسمة : - لقد تركت (آدم) في مصر ليتربى في أحد الأحياء الشعبية بعيدا عن عيني (أدهم) والدنيا بأثرها واكتفيت بمتابعة أخباره من بعيد .. لم يمنع ذلك (تفيدة) من أن تسترسل في أسئلتها البلهاء قائلة: - هل يعني ذلك أن هؤلاء المصريين الذي قاموا بتربيته لم يعرفوا أبدا هويته الحقيقية ..؟! أجابتها (سونيا) بابتسامة واثقة: - لقد اتبعت لذلك خطة معقدة ... حتى أن هؤلاء المصريين الذين قاموا بتربيته لا يعرفون عنه أي شيء ... حتى أنهم قد اختاروا له اسما جديدا بعيدا تمام عن اسمه الحقيقي .. هزت (تفيدة) رأسها في تساءل حقيقي بينما أتبعت (سونيا) بنفس الجمود - لقد أصبح اسمه (خميس) ثم أتبعت مرة أخري - (خميس العترة) قالتها وتطلعت بعينيها خارج النافذة حيث راح البرق يسطع من جديد ...!! _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ أفاقت (تفيدة) من شرودها علي مرأى سيارة الأجرة التي توقفت أمامها وما أن تطلعت إلي سائقها العجوز حتي قال لها بلهجة مصرية خالصة : - إيه يعدي البحر ولا يتبلش فأجابته علي الفور وقد فهمت أنها الشفرة المتفق عليها فيما بينهم - العجل في بطن أمه أشار لها بالركوب فاندفعت نحو السيارة التي انطلقت بها علي الفور لتغوص في وسط القاهرة وكان هذا يعني أن المغامرة الحقيقية قد بدأت علي التو .. وان قوي الشر قد تضافرت من جديد..!! وبحق (**) __________________________________________________ _________ (*) من المؤكد أن الجميع قد لاحظ درجة القرابة بين اسمي (أدهم) و (آدم) ... ولعل د. نبيل فاروق قد اقتبس هذا الاسم من رواية نجيب محفوظ (أولاد حارتنا) بعد الحيرة التي سقط فيها بكل تأكيد لاختيار اسم مناسب لابن (أدهم صبري) (**) راجع كل سلاسل روايات مصرية للجيب .. ستجد هذه الكلمة في كل الأعداد .. و علي مسئوليتي الخاصة **** **** **** تطلع (نور) نحو (أكرم) بينما يقفان أمام آلة الزمن التي راح فريق عمل كامل يضبط إحداثياتها الزمنية وإحداثيات الزمن الذي ينتمي إليه (أدهم صبري) والذي هما في سبيلهما إليه قبل أن يزدرد (أكرم) لعابه في صعوبة وهو يتحسس الرداء الخاص الذي يناسب طبيعة السفر عبر المستقبل بينما يوجه حديثه إلي (نور) قائلا: - هل سنقدم حقا علي هذه الرحلة غير مأمونة العواقب يا (نور)..؟! حاول (نور) أن يبث الطمأنينة في أعماقه فابتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يتبع: - ماذا دهاك يا (أكرم) فأنت تعرف أن هذه الرحلة لن تستغرق سوي أقل القليل .. فالمهمة محدودة للغاية هذه المرة ولن تستغرق سوي زمن الذهاب والعودة بـ (أدهم صبري) ... ثم أتبع بنفس اللهجة : - كما إنها ليست المرة الأولي التي نذهب فيها إلي الماضي .. أم أنك نسيت مغامراتنا السابقة .. بادله (أكرم) ابتسامته بابتسامة واهنة لم يخف فيها اضطرابه الشديد قبل أن يقول بدوره: - لم أنس يا (نور) .. ولن أنس قط .. وهذا وحده ما يجعلني أقلق .. فكما تعلم ويعلم الجميع أن النحس يطاردك أينما ذهبت ويطاردني معك ... حتى أنني أتساءل أحيانا عن هذا الكم الرهيب من الكوارث الذي يلاحقنا في كل مكان ..!! ثم صمت فترة وهو يتطلع إليه مباشرة قبل أن يقول: - وأصدقك القول أن الجميع بات يعتبرنا نحن النحس الحقيقي يا (نور) ... وأنه لولا طلعتنا الميمونة لما واجهت الأرض هذا الكم من الكوارث ..!! ثم ضم شفتيه بقلة حيلة قائلا: - ومن المؤكد أنك أنت نفسك تفتقد المبرر الكافي لإقناع الجميع بأن وجودنا وحده كان الحائل الحقيقي لحماية الأرض من عدد من الكوارث أقلها هولا يفوق ما تعرضت له البشرية من نكبات عبر تاريخها الطويل .. ولا أخـ... هذه المرة أشار إليه (نور) بيده ليصمت في ضيق قبل أن يقول له بعتاب: - لو سمع الرجال هذا الكلام في المؤسسة العربية الحديثة فثق أننا سنسرح بعربة بطاطا سويا بجوار الكورنيش ..!! هذه المرة اصفر وجه (أكرم) وهو يتخيل موقفه حينما يعود إلي زوجته (مشيرة) ليبرها انه أصبح عاطلا ..حتى أنه ازدرد لعابه وهو يقول لـ (نور) : - هل صدقت كلامي يا (نور) .. لقد كنت أمزح فحسب يا رجل ... لقد أصبحت ضيق الصدر هذه الأيام .. ! ثم اندفع يسبقه نحو آلة الزمن التي تقبع في مكانها وهو يلوح إليه قائلا: - هيا إذن يا (نور) حتى لا نتأخر عن موعد الغذاء مع بقية الرفاق .. قالها واندس داخل الآلة الزمنية واندفع بعده (نور) بدوره .. وحينما أشارت مؤشرات الآلة إلي اقترابها من نقطة الصفر حتى أختفت احداثيات المكان والزمان أمامهما حتى أن كل منهما شعر بالتوتر العجيب وفي أعماق (أكرم) كان علي يقين تام من أنها ستكون أغرب مغامرة قاما بها سويا منذ عملها بالمخابرات العلمية .. والغريب أن الإجابة علي مخاوفه لم يكن بامكان أحد أن يجيب عليها سوي هذا النهر الذي غاصا فيه معا... نهر الزمن... يتبع........
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> |
#14
|
||||
|
||||
ايه المجهود الرائع ده يا فتاة الإسلام ربنا يوفقك و يساعدك فى النهوض بالمنتدى
__________________
الفرقة الرابعة-كلية الحاسبات والمعلومات-جامعة المنصورة |
#15
|
|||
|
|||
شكراً لك أخي محمود لمرورك وردك..
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div> |
العلامات المرجعية |
|
|