|
#1
|
|||
|
|||
عباس بن فرناس
أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرتي الأندلسي القرطبي (810-887م) من علماء الأمازيغ المسلمين في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء. اشتهر بمحاولته الطيران إذ يعدّ أول طيّار في التاريخ، أصبحت محاولته سلف الباراشوت.
اشتهر بكثرة اختراعاته والتي ذكر بعضها المؤرخون. اخترع ابن فرناس ساعة مائية سماها "الميقات"، وهو أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم. في ليبيا صمم طابع بريد يصور محاولته الطيران واطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وفي العراق وضع تمثال له على طريق مطار بغداد الدولي، وسمي مطار آخر شمال بغداد باسمه. تكريما له سميت فوهة قمرية باسمه وتعرف بفوهة ابن فرناس القمرية. نشأته ولد عباس بن فرناس عام ولد عام 194 هـ الموافق لسنة 810م من أصول أمازيغية تاكرتا، ترعرع بقرطبة وتوفي عام 271 هـ الموافق لعام 887م. آثار ابن فرناس واختراعاته العلمية
الطيران يعتبر أول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران، فقد كسا نفسه الريش ومد له جناحين طار بهما في الجو مسافة بعيدة ثم سقط فتأذى في ظهره. (وقيل انه كسر ضلعاً من أضلاعه فقط) وكان عمره وقتها يقارب الـ65 لأنه لم يعمل له ذنباً وقد وصف شعراء عصره هذا الطيران وأسهبوا في الثناء عليه. قال الزركلي قد كتب أحمد تيمور باشا بحثاً قال فيه لا يغض من اختراع ابن فرناس الطيران تقصيره في الشأن البعيد فذلك شأن كل مشروع في بدايته. من الواضح حسب المصادر أن عباس بن فرناس قام بتجربته في الطيران بعد أبحاث وتجارب عدة، وقد قام بشرح تلك الأبحاث أمام جمع من الناس دعاهم ليريهم مغامرته القائمة على الأسس العلمية. يقول ابن سعيد في «ذكر ابن حيان: أنه نجم في عصر الحكم الربضي، ووصفه بأنه حكيم الأندلس الزائد على جماعتهم بكثرة الأدوات والفنون، وكان فيلسوفاً حاذقاً، وشاعراً مفلقاً، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وأول من فك بها "كتاب العروض للخليل، كثير الاختراع والتوليد، واسع الحيل حتى نسب إليه عمل الكيمياء، وكثر عليه الطعن في دينه، واحتال في تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش على سرق الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجو من ناحية الرصافة، واستقل في الهواء، فحلق فيه حتى وقع على مسافة بعيدة». يعتبره المسلمون كما ورد أول إنسان يحاول الطيران، أي قبل الأخوين رايت بـ 1028 سنة. قام عباس بن فرناس بتجارب كثيرة، درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء، وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام، واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقي الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته، وهو يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنها سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء. من المصادر أن بن فرناس صنع آلة للطيران بعد دراسة وتشريح ميكانيكا الطيران عن الطيور وأفلح في طيرانه ولكنه بعدما نزل حوكم بتهمة التغيير في خلقة الله وتم عزله في بيته بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء، وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد والطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة، وصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذي في ظهره، فقد فاته أن الطائر إنما يقع على ذنبه، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.(و قيل أيضا انه اصيب بكسر في ضلعه) اعتراف غربي بسبق ابن فرناس ظهرت أول دراسة حديثة حول اكتشاف أول محاولة للطيران في أوربا، من خلال بحث علمي كتبه أستاذ التاريخ الأمريكي "لين هوايت"، وتم نشره في مجلة التكنولوجيا والثقافة (المجلد 2- العدد 2) عام (1960م)؛ حيث أشار فيه إلى أن أول رائد للطيران في أوربا هو "إيلمر مالمسبري" الذي كان راهبًا في دير "مالمسبري" بإنجلترا، وقد قام بمحاولته المبكرة للطيران في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي، إذ -كما يقول هوايت- إن "إيلمر" صنع لنفسه أجنحة من الريش، ربطهما بذراعيه وساقيه وطار بها بنجاح لمسافة محدودة، لكنه سقط على الأرض وأصيب بكسر في ساقيه وكان ذلك حوالي عام (1010م). ويعقب "هوايت" على هذه المحاولة قائلاً: "إنه ليس من المحتمل أن يكون إلهام "إيلمر" قد أتاه من "سوتيونيوس" الذي يصف السقوط القاتل لممثلٍ مسرحي أخذ دور "إيكاروس" في سلسلة من مسرحيات قصيرة مثيولوجية (خرافية) يلبس فيها الممثلون أقنعة كانت قد مُثِّلت أمام "نيرون" في العصر الروماني. وليس من المحتمل كذلك أن يكون إلهام "إيلمر" في الطيران قد جاءه من الأسطورة اليونانية الخرافية حول طيران "ديدالوس" وابنه "إيكاروس"؛ حيث إن هذه الأخيرة لم تكن سوى مجرد حكاية خيالية خرافية لا صلة لها بأية وقائع علمية تاريخية. وإنما الجدير بالذكر في هذا الشأن، هو ضرورة تتبع المحاولات العلمية التجريبية الشهيرة في التاريخ الحضاري قبل "إيلمر"، والتي يمكن حصرها في أضخم وأجرأ تجربة علمية للطيران هي تجربة ابن فرناس؛ إذ لم تشبها أية شائبة من خرافة أو خيال، وإنما تتصف بالمنهاجية العلمية بكل المقاييس. وإضافةً لذلك، فإن تجربة ابن فرناس، قد صار تطبيقها وفق نظريتين علميتين وضعها العالم المسلم الشهير، ما زال يؤخذ بهما إلى هذا اليوم في مجال الطيران". ومما لا شك فيه أن تجربة ابن فرناس في الطيران، قد كانت المصدر الوحيد للأوربيين منذ القرن الحادي عشر الميلادي. فمن غير المشكوك فيه أن يكون رائد الطيران الأوربي "إيلمر" ومن جاء بعده، قد قرءوا عن تجربة ابن فرناس واتخذوا منها مصدرًا لاستلهام فكرة الطيران في أوربا، وهو ما يؤكده الدكتور "هوايت" كاتب البحث المذكور حول اكتشاف أول رحلة للطيران في أوربا. ولكن ما يؤسف عليه أن كُتّاب الموسوعات الحديثة عن الإنجازات العلمية إذا تعرضوا لتاريخ الطيران، ينصفون "أرفيل رايت" (1877- 1923م) وأخاه "يلبور" (1867- 1912م) في موسوعاتهم، لكنهم ينسون أو يتناسون منزلة المخترع المسلم عباس بن فرناس التي احتلها في التاريخ. إن عباس بن فرناس قد سبق عباقرة القرن العشرين بأكثر من عشرة قرون، علمًا أن الاختراعات في ذلك العصر تعدُّ من عجائب الدهر. إن اختراعاته المدهشة وتجاربه المذهلة تعد من مفاخر المسلمين ومآثرهم. لقد كان صاحب مغامرات نادرة، فقد طار وحلق في الهواء كما تطير الطيور. ورغم ذلك فإن ابن فرناس هو أول رائد فضاء في التاريخ، وله يعود الفضل الكبير في تقدم علوم الفضاء التي أخذت تتطور طيلة ثمانية قرون، حتى تمكن الأخوان "أرفيل" و"ويلبور رايت" من الطيران بواسطة الطيران الآلي في (1903م).
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|