|
#1
|
|||
|
|||
استبشروا ( 3)
لم يمض خمس وأربعون يوماً على فاجعة غزوة أُحد التى راح ضحيتها سبعون رجلاً ، حتى ***ت يدُ الغدر سبعين آخرين عند بئر معونة من المسالمين القُرَّاء الحافظين لكتاب الله ، والخارجين فى مهمة دعوية بحتة لا سياسية ولا عسكرية !!
مائة وأربعون شهيدا فى خمسٍ وأربعين ليلة ، غالب هؤلاء الشهداء من الشباب ، القادرين على المنازلة والقتال فى أحد ، أو القادرين على مشاق السفر فى بئر معونة !! فإذا علمت أن عدد جيش المسلمين آنذاك كان ألفاً ، قد انسحب ثلثه يوم أحد وهم المنافقون ، فلك أن تتخيل النسبة المئوية لحجم الكارثة التى حلَّت بالجنود الأوائل !! ، ثم سادوا بعدها الدنيا ، فلا يستكثرنَّ أحدٌ بعدهم حجم التضحيات ، ولا يستبطئنَّ أحدٌ بعدهم النصر القريب . وفى غزوة الأحزاب هزت المحن والبلايا المسلمين فى غربالها ب*** فتساقط من ثقوب هذا الغربال مَن تساقط ، ولم يبق بجانب النبى الأعظم فى تلك الليالى الرهيبة المرعبة إلا ذلك النوع من الرجال الذين عندما اهتز غربال المحن والبلايا كانوا أكبر من ثقوبه فضاقت عن أن تستوعبهم فيسقطوا ، لأنهم كانوا بإيمانهم أعظم من تلك المحن والخطوب ، وأكبر من تلك البلايا والكروب ، فقد ثبتت تلك الصفوة المختارة أمام تلك الأهوال والخطوب التى تنخلع لها القلوب ، وقاوموا بصبر وجَلَد منقطع النظير حتى جاءهم النصر من عند الله العزيز الحكيم . نتذاكر هذا عسى أن يستفيد المناضلون الأحفاد من تاريخ أولئك البُنَاة الأجداد |
العلامات المرجعية |
|
|