|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
اتقو النار ولو بشق تمرة
شرح حديث عدِيِّ بنِ حاتِمٍ -رضي الله عنه-: "اتَّقُوا النَّارَ وَلوْ بِشقِّ تَمْرةٍ" وحديث أَنَسٍ -رضي الله عنه-: "إِنَّ اللَّه لَيرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فيحْمدَهُ عليْهَا" الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فمن الأحاديث الدالة على كثرة طرق الخير: حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة))([1]). شق التمرة هو نصفها، وهذا الحديث أخرجه الشيخان البخاري ومسلم، وفي رواية لهما عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه -أي الجانب الأيمن-، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه -يعني إلى جهة الشمال- فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه -أي أمام وجهه-، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة))([2]). فينبغي للإنسان أن يجعل بينه وبين النار حاجزًا من عمل صالح، أو صدقة، أو شيء يقدمه، وقد مضى الحديث في تلك المرأة التي أعطتها عائشة -رضي الله عنها- ثلاث تمرات ومعها ابنتاها فأعطت كل واحدة تمرة فلما رفعت التمرة إلى فيها صاحت كل واحدة من هؤلاء البنات تريد أن تأخذها فشقتها شقين، وأعطت كل واحدة شقًّا، فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها دخلت الجنة بذلك، لمّا أخبرته عائشة -رضي الله تعالى عنها. فعن عائشة أنها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار))([3]). يقول: ((فمن لم يجد فبكلمة طيبة))، من الذي لا يجد شق تمرة اليوم يتصدق به؟، فما بالك إذا كان أكثر من شق تمرة؟، أو إذا كان أعظم من كلمة طيبة يقولها الإنسان؟، والمقصود بهذا أن الإنسان لا يتوانى من عمل الخير وإن قلّ، ولا يتقالّ ذلك ولا يحقره، وإنما ينبغي أن يحرص عليه بكل وجه مستطاع، وفي الحديث الآخر حديث أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمدَه عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها))([4]) رواه مسلم. والمقصود بالأكلة هي ما يأكله الإنسان في أول النهار أو في وسط النهار، أو في آخر النهار مما نقول له: العشاء أو الغداء أو الإفطار، فهذه يقال لها أكلة، والله -عز وجل- يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها، مع أن هذا أمر يسير، لا يكلف الإنسان شيئاً غير أن يحمد الله -عز وجل- على ذلك، ويلهج بالثناء عليه؛ لأنه هو الذي أنعم عليه بهذا الإفضال والإنعام والإطعام وما شابه ذلك. هذا، وأسأل الله -عز وجل- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. [1]- أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب: اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة، (2/109) رقم: (1417)، ومسلم كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، (2/703)، رقم: (1016). [2]- أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب كلام الرب -عز وجل- يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، (9/ 148) رقم: (7512)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، (2/703) رقم: (1016). [3]- أخرجه مسلم، كتاب البر الصلة، باب فضل الإحسان إلى البنات، (4/2027) رقم: (2630). [4] - أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، (4/ 2095)، رقم: (2734).
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
|
#2
|
|||
|
|||
جهد مشكـــــــــــور: ربنا يبارك في حضرتك أستاذنا الفاضل
__________________
Minds, like parachutes, only work when opened
|
#3
|
|||
|
|||
شكرا لك ونفع الله بك دائما باذن الله
|
#4
|
||||
|
||||
بارك الله لكم وجزاكم خير الجزاء
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
|
العلامات المرجعية |
|
|