|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الكويت أكبر من صفاء الهاشم..روابط التاريخ والدم من حرب أكتوبر لحرب التحرير تؤكد عمق العلاقات..سمو ال
«يسرني الإعلان عن توجيه أجهزة الاستثمار في دولة الكويت 4 مليارات دولار للاستثمار في مصر».. بهذه العبارة شديدة الإيجاز والتكثيف والتعبير عن عمق الروابط بين البلدين، تحدث سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، في مؤتمر الاستثمار الذي استضافته مدينة شرم الشيخ في ربيع العام الماضي، تلا ذلك صدور قرار رئيس الجمهورية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رقم 386 لسنة 2017، باعتبار أمير الكويت مصريا له حق تملك الأراضي، بالاستثناء من القوانين التي تحظر تملك الأجانب للأراضي في مصر. بين عبارة سمو أمير الكويت، وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبدو مساحة خضراء من الاتصال بين الكويت والقاهرة، ليس فقط في إطار الروابط العربية والمشترك الثقافي والقومي، وإنما في حيّز أخوي يتجاوز فلسفة الجنسية بأطرها الضيقة، ويفتح بابا واسعا تتدفق منه آيات التآلف والتقارب رغم فواصل الجغرافيا، والمساحة، والتاريخ، والحاضر.. هكذا ترى الدولة الكويتية، ممثلة في أميرها، حجم ارتباطها بمصر، وهكذا كانت القاهرة دوما ترى علاقتها بالكويت. دولة رشيدة وأصوات نشاز النظر في ملف العلاقات المصرية الكويتية، لا يحصر هذا الارتباط الودود في دوائر الدبلوماسية أو القيادة السياسية. تبدو الروابط بين الشعبين قوية ومتماسكة للغاية، منذ استقلال الكويت في العام 1961 ومدّ أواصر الأخوة بين سمو الشيخ عبد الله سالم الصباح والرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وطوال أكثر من نصف القرن كان المصريون ضيوفا مكرمين في الكويت، وشركاء مُحبين ومتفانين في بناء نهضتها، ولم تكن مشاعر الأشقاء بعيدة عن هذه النظرة الخالصة من حسابات السياسة والاقتصاد، انتصارا لروابط الأخوة ومشاعر الاحتواء المتبادلة. ملايين المصريين زاروا الكويت، وأقاموا على أرضها، وعملوا في منشآتها ومؤسساتها، طوال 57 سنة، وحتى قبل الاستقلال.. وخلال هذه العقود لم تزد المنغصات والمشكلات البسيطة على عدة حوادث فردية يسهل حصرها، ترتبط بتفاصيل الحياة ونزاعات العمل العادية، وربما كانت أقل من نزاعات الأشقاء من أبناء الكويت مع بعضهم. وحتى في هذه الحوادث الفردية كان البلدان قادرين طوال الوقت على احتوائها باتزان وحكمة، وكان الإعلام على الجانبين واعيا ومقدرا لخصوصية هذه العلاقة، وارتقائها فوق كل العوارض والمشكلات. هذه الألفة بالتأكيد ربما لم تكن تُرضي بعض الكارهين للتقارب المصري الكويتي. سواء في عراق صدام حسين قديما، أو حتى من المحسوبين على جماعة الإخوان في البلدين، إخوان مصر الذين كانوا يسعون دائما للتوسع عربيا والتقارب مع أنظمة الحكم لتحقيق أغراضهم السياسية، وإخوان الكويت الذين كانوا يتبنون خطاب الجماعة وتنظيمها الدولي في أحايين كثيرة، ويسعون لأن يكونوا جسرا للجماعة في هذا البلد المسالم المنفتح.. لكن ظلت كل هذه الأصوات نشازا وتغريدا خارج السرب، في ظل غلبة الحكمة من قيادتي البلدين، وشيوع الوعي بين وسائل الإعلام في الجانبين. الكويت أكبر من صفاء الهاشم الآن يعيش في الكويت قرابة 475 ألف مصري، من إجمالي 4.5 مليون تقريبا يعيشون بالبلد الشقيق بحسب تعداد 2017، منهم 1.4 مليون مواطن. بنسبة تتجاوز 10% من مجموع المقيمين و30% من تعداد الأشقاء في الكويت، ورغم هذا العدد الضخم تسير الأمور بين المصريين وأشقائهم بهدوء ومودة وتناغم، لا تتجاوز حادثة هنا أو واقعة هناك، تجيد الإدارتان في البلدين احتواء الأمر دائما، ويصون الإعلام جدار الأخوة صلبا ومتماسكا. لكن تتردد أصوات فرادى بين وقت وآخر، تبدو كنغمة نشاز في معزوفة العلاقات المشتركة، ورسالة ملغومة لا مبرر لها. من الحوادث العابرة مؤخرا تعرض مواطنة مصرية لمشكلة قانونية في الكويت. قالت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفيرة نبيلة مكرم، تعليقا عليها: «كرامة المصريين خط أحمر، ونثق في القضاء والقانون بالكويت».. يبدو تصريح الوزيرة عاديا وملتزما باللياقة الدبلوماسية والتزاماتنا السياسية تجاه سيادة بلد شقيق، والتزاماتنا الأخوية تجاه الكويت التي تزيد كثيرا في النظرة المصرية عن رتبة الشقيق، لكن سيدة الأعمال الكويتية المحترمة صفاء الهاشم، عضو مجلس الأمة الكويتي، رأت أن تتجاهل إعراب الوزيرة المصرية عن ثقتها في القضاء والقوانين الكويتية، وأن تقتطع تعبير «كرامة المصريين خط أحمر» لتصطنع مشكلة لا أساس لها. |
#2
|
||||
|
||||
بدلا من أنْ تتفرعني و تنفجري عنصريةً ضد الوافدين و تطالبي حتى بدفعِهم مائة فلس ضريبةً عن مشيهم على شوارعِ الكويت ، عليكِ أنْ تنظري إلى بشاعة وجهكِ و أنتِ تتحدثين بما يُغْضِبُ اللهَ تعالى و رسولَه ، ﷺ .
(1) يا صفاء ، في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ ، في زمانِ الفقر و العوزِ منذُ عشرينياتِ القرنِ الـماضي حتى نهايةِ ستينياتِـهِ ، كانت سوريا العزيزة و العراق العظيم ، ثم مصر الحبيبة في عهد جمال عبدالناصر ، يرسلون إلينا طواقم الـمدرسين و الأطباء و الـمهندسين على حساب حكوماتِهِم ، و تُدفَعُ رواتبُهُم من موازاناتها ، و يفتحون معاهدهم و جامعاتهم لطلابنا و طالباتنا و يؤمنون لهم السكن و يصرفون لهم رواتب شهريةً . (2) يا صفاء ، لو شَـرَّحنا عقولَنا لَـوجدنا في تلافيفها ما علمَنا إياه السوريون و الـمصريون و الفلسطينيون و سواهم من أشقائنا … هؤلاء هم أصحابُ الفضل علينا ما حيينا . و نحن ، يا صغيرة ، مهما فعلنا فإننا لن نستطيعَ رَدَّ واحدٍ من مليون من أفضالهم علينا . و إذا كنتِ تعتقدين أنَّهم مُرتَزِقةٍ فاذهبي للاغتسال في بحارِ الـمغفرة ما بقي لكِ من أيامٍ في الدنيا ، فهم يؤدون أعمالاً و يتلقون أجراً عليها ، و هم أسهموا و يُسهمون في بناء بلادنا ، و لو كنا نتحدث بعدالةٍ لَـوَجَبَ علينا منحهم الجنسيةَ بعد قضائهم خمسة عشر عاماً ، أو على الأقل أنْ نمنحهم الإقامة الدائمة غير الـمَشروطة . (3) عندما تتحدثين عن الوافدين ، تذكري ، يا صغيرة ، أنهم بشرٌ مثلنا و فيهم كثيرون أفضل منا … هذا الشقيق العربيُّ ، و الشقيقُ الـمسلمُ ، و الأخُ في الإنسانية ، مهما اختلفت أعراقُهم و أديانُهم هم بشرٌ يعملون و يبنون و يسهمون في كلِّ النشاطاتِ بجدٍّ و اجتهادٍ و شرفٍ ، و كما هم بحاجةٍ للعمل فإنَّ حاجتنا إليهم أعظمُ ، فلا تتعنطزي عليهم و كأنَّ البشرَ عبيدٌ عندكِ ، فوالله إنَّ الـممرضة الفلبينية ماري ، و العامل النيبالي راما ، و الطبيب الـمصري سيد ، و الـمهندس السوري حسان ، و الـمدرس الفلسطيني عاطف ، و الـمدرب الجزائري الأخضر ، و و و ، هم في عيوننا ، و نحترمهم ، و نريد لهم حقوقاً أكثر . (4) أتعلمين ، يا صغيرة ، أنَّ القوانينَ في قطر و الكويت بخاصة أقرت الالتزامَ بالقانونِ الدولي بشأن العَمالةِ الوافدةِ ؟ … أتعلمين ، يا شابةً في الستين ، أنَّ دراسةً قُـدِّمَتْ إلى رئاسة مجلس التعاونِ بشأنِ التجنيس و الإقامةِ الدائمةِ لحاملي الجنسياتِ العربية الذين ولدوا أو يقيمون في دول الخليجِ منذ خمسةٍ و عشرين عاماً ؟ و أنَّ إحدى الدولِ قامت بإعدادِ كشوفٍ للعملِ بالدراسةِ سواء أُقِـرَّتْ أم أُجِّلَ النظرُ فيها ؟ . (5) أتوجه بالتحية و الاحترامِ و التقدير لأعضاء مجلس الأمة الكويتي ، و إلى الشخصياتِ و القامات السياسية والفكرية و الدينية الكويتية من الجنسين الذين أعلنوا رَفْضَهم لتفاهاتك العنصرية و طالب بعضهم باستجوابك . و من جانبٍ آخر ، أتوجَّـهُ إلى وجه الخير ، الشاب الإنسان الـمتواضع البشوش الـمثقف ، على توجيهاتِـهِ بتعديل بعض القوانين الجديدةِ للإقامة بما يتناسبُ مع الإنسانية و العدالة ، و على توجيهاته باستثناء السوريين و الفلسطينيين حملة الوثائق و اليمنيين و العراقيين من كثير من القوانين الجديدة . و أتمنى عليه أن يتم تضمين مناهج التعليم في كل الـمراحل الدراسية مادة جديدة مستقلةً هي حقوق الإنسان ، لأنَّ العنصرية الخفيةَ تتآكلُ قلوبَ بعضنا دون أن يدركوا ذلك ، بل لعلهم يدركونَ و يشعرون بزهو بسبب عَظَمَتِهُم الفارغة . و لي عودة لهذا الـموضوع بإذنه تعالى . ملاحظة صغيرة : يا صفاء ، عندما هاجر أجدادك إلى الـمغرب في بدايات القرن الثامن عشر ، و عادوا بعد عقود طوال و استقروا في الكويت ، كانوا بشراً و عرباً و مسلمين هناك ، و ظلوا بشراً و عرباً و مسلمين هنا ، فما رأيُكِ لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعيٍّ عليك و على كثيرين ؟ … اذهبي و اغسلي وجهك من الـمساحيق ثم انظري في الـمرآةِ لتستعيذي بالله مما سترينه. |
العلامات المرجعية |
|
|