مصطلح ضبط الصف من أهم المصطلحات التربوية التي قد يخطئ البعض فهمها، إذ يعتقد نسبة كبيرة من المعلمين أن ضبط الصف مفهوم يقصد به مجرد السيطرة على الطلاب داخل الصف وعدم حدوث أي فوضى أو ضوضاء يمكن أن تؤثر على شرح الدرس. إلا أن هذا المفهوم يتسع لأكثر من ذلك إذ يشمل توزيع أجزاء الدرس على مدة الحصة، ومعرفة مدى تعلم الطلاب للدرس علاوة على إشباع تطلعات الطلاب الفائقين، وكذلك مراعاة احتياجات الطلاب المتوسطين والضعاف.
ويتسع مفهوم ضبط الصف لأكثر من ذلك ليشمل مدى تغطية الدرس للمعايير المطلوب تحقيقها خلال الحصة الدراسية. وقد يتساءل البعض عن علاقة كل ما سبق بالمفهوم التقليدي لضبط الصف (السيطرة على الطلاب داخل الصف)، حيث تجيبنا الدراسات التربوية الميدانية أن المعلم إذا كان درسه مشوقاً للطلاب ويشبع رغبات كافة الطلاب، وأسلوب وإستراتيجية شرح الدرس ملائمة لجميع المستويات؛ فإن تلك العناصر تكون مفاتيح ضبط الصف والسيطرة على الطلاب داخل حجرة الدراسة.
ومن المعروف عملياً أن من يسبب الفوضى أثناء شرح الدرس غالباً من الطلاب غير القادرين على استيعاب مفردات الدرس أو لديهم فرط نشاط وبعض المشكلات السلوكية التي يكون المعلم ملما بها، ومن ثم يراعي متطلبات هذه الفئة من الطلاب؛ فإذا ما أشبعها بالتعاون مع الأخصائي الاجتماعي والنفسي فإن ذلك يحقق نتائج إيجابية داخل الصف الدراسي.