|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
ألك همة في دعوة الناس إلى الحق كهمة أهل الباطل في دعوتهم إلى باطلهم؟
ألك همة في دعوة الناس إلى الحق كهمة أهل الباطل في دعوتهم إلى باطلهم؟
سعيد محمد السواح أيها المسلم الحبيب: - ألك همه في دعوة الناس إلى الحق الذي أنت عليه كهمة أهل الباطل في دعوتهم لباطلهم؟ - هل لك أنت تتعلم الجدية في الدعوة لهذا الحق الذي أنت عليه؟ تتعلم هذه الجدية من أهل الباطل. إننا نهدي هذه الصورة للدعاة لدين الله –تعالى-، ونقول لهم: أنتم أولى بهذه الهمة من أهل الباطل الذين لا يغفلون عن هدفهم الذي حددوه في إضلال الناس وأخذهم عن طريق ربهم المستقيم. فنقول لك أيها الحبيب: · ألك همة في الدعوة لهذا الحق كهمة الشيطان في دعوة الناس إلى الباطل وأخذهم إلى ما يريد؟ استمع -أيها الحبيب- وانظر وأبصر إلى همة الشيطان، فالشيطان عندما أمره الله –تعالى- أن يسجد لآدم – عليه السلام- أبى واستكبر وكان من الكافرين، أليس كذلك؟ فهذا أمر معلوم كما قصه علينا ربنا- تبارك وتعالى - في كتابه الكريم، فلما عتى الشيطان عن أمر ربه طرده الله - سبحانه -، وقال له: (اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا)[الأعراف: 18]، (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِين)[الأعراف: 13]. فطرد الشيطان شر طرده، وخرج يجر أذيال الخيبة والعار. ولكن!! أتدري أيها الحبيب ما هو العهد الذي أخذه الشيطان على نفسه؟ (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف: 16، 17]. وقال لربه: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً)[الإسراء: 62]. فطلب الشيطان من ربه أن يمهله وينظره إلى يوم القيامة، وأقسم بعزة الله لئن كان ليستولين عليهم وليسوقهم إلى أودية الغواية والضلال حتى يهلكوا مثله، (إَلاَّ قَلِيلاً) منهم ممن أخلصوا دينهم لربهم، فما للشيطان عليهم من سلطان، فأمهله الله تعلى هذه المهلة. وقال للشيطان: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا)[الإسراء: 64]. فلقد أذن الله - تعالى - لإبليس أن يعمل ما استطاع في إضلاله لأتباعه، وأن يستخفف منهم بدعائه إلى الباطل بأصوات المزامير والأغاني، وصور الملاهي وأنديتها مجمعياتها، وأن يصيح فيهم بخيله وركبانه ومشاته وجنده أجمعين، وأن يسوقهم جميعاً على بني آدم لإغوائهم وإضلالهم، وأن يحملهم على أكل الربا وجميع أموال الحرام، وأن يزين لهم الزنا والفجور، وفوق كل ذلك يعدهم بالأماني والوعود الكاذبة أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء. ولقد أقسم الشيطان على إغوائهم وإضلالهم: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)[ص: 82، 83]. أترى أيها الحبيب: إن الشيطان قال هذا الكلام وأخذ على نفسه هذه العهود من باب حفظ ماء الوجه أم من باب العزم والتصميم، وكان صادقا في عزمه، فوفى بذلك العزم؟ ترى أن الشيطان غفل عن هذا العهد والوعد الذي أخذه على نفسه؟ ترى أن الشيطان كل وتعب أو نصب مع طول المدة من أجل تحقيق ما وضعه هدفاً نصب عينيه؟ فاستمع أيها الحبيب إلى قول ربك - سبحانه -: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)[سبأ: 20]، (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)[يس: 62]. أتدري أيها الحبيب إلى ما يدعو إليه الشيطان؟ (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)[فاطر: 6]. وما سبيل الشيطان لتحقيق ذلك الهدف؟ (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[المجادلة: 19]. فنقول لك أيها المسلم الحبيب: فهل لك همة كهمة الشيطان في دعوته إلى باطله، إنه كما ترى وتسمع وتبصر لا يكل ولا يتعب ولا ينصب ولا يغفل عن هدفه، فهلا تمثلت بالشيطان في همته، فأنت أولى بذلك، ألست على الحق، وهو على الباطل؟ · صورة أخرى (فرعون الطاغية). انظر إلى فرعون وكيف حاول فرض وصيته على الناس، وحاول التشنيع بأهل الحق، وإلقاء التهم على الناظر؛ لكي ينفر الناس عن الداعي لدين الله، وكذلك كيف يسعى لتلقين الناس الإجابة؛ إلغاءً لتفكيرهم وعقولهم، ومحاولة لتسفيه مكانة الداعي عند الناس، فيقوم في الناس خطيباً يتكلم بلغة المشفق على قومه: (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّه)[غافر: 26]. ما الدافع لذلك؟ الدافع الذي يظهره هو خوفه على قومه من أن يضلهم هذا الداعي. (إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَاد)[غافر: 26]. ولم يقف به الأمر عند ذلك الحد، ولكن قال في بجاحة ووقاحة: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)[غافر: 29]. بل انظر كيف يحاول تأليب الناس على الداعي ليأخذوا منه موقف العداء. (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ)[الشعراء: 23]. قال لهم موسى –عليه السلام-: (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ)[الشعراء: 24]. فقابل ذلك بسخرية وقال عند ذلك لمن حوله: (قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ)[الشعراء: 25] |
العلامات المرجعية |
|
|