اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > المواضيع و المعلومات العامة

المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2013, 06:37 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New طلقة أخيرة للشاعر/ ياسر أنور

تقديم/ هشام النجار
هذا لون خاص من القصائد يتقنه جيدا ً الشاعر الكبير ياسر أنور وننتظر نحنُ جديده على أحر من القلق.. نتقلب نحنُ في المشكلات الاجتماعية حيناً من الدهر والحلول المُعلبة التقليدية التي لا تزيدها إلا تعقيداً وكآبة.
أما ياسر فيعزف للمشكلة على الربابة ويُرقص الهموم على واحدة ونصف.. ويختار لعرضها فاترينة في وسط البلد يتجمع أمامها المحرومون.. ويتكلم هو على لسان أبطاله المنسيين بالظرف والخفة والنكتة المصرية التي تحسدنا عليها الشعوب .
هذه واحدة من المشكلات العويصة تحكيها امرأة تشكو الوحدة القاتلة بعد فراق زوجها لها الذي طلقها مرتين "ولا تبقى سوى طلقة " .
وما بين الطلقة الثالثة ووحدة الزوجة القاتلة واشتياقها للعودة هناك بلاد بعيدة على حدود القصيدة ومسافات ودروب متزاحمة من الشاعرية المُحببة والتصاوير المُدهشة المبتكرة.. وطلقة متبقية في مسدس ذاك المغامر في نوادي الملذات .. كفيلة بإنهاء مأساة تلك الشريدة مع وجع الفراق المُضنِ والوحدة المُؤرقة .
ومع صوت "الطلقة الثالثة " نسمع ونشاهد في حسرة وشغف كيف تسقط من سقف الأماني وأحلام العودة والوصل تلك المُعلقة .
أعجبني إلى أبعد مدى هنا هذا الاشتغال المُحترف على الصوت.
إنني هنا لا أقرأ قصيدة إنما تستمع أذني إلى خرشفة اللسان اللاهث وهو يلعق الوحدة في الشقة الفسيحة .. وإلى دقات القلب الشاكي دقة دقة.. وإلى نغمات صوت زجاج العمر الحزينة وهو ينكسر على البلاط.. وإلى صوت قبلات الطمع الدنئ على العملات الورقية .. وإلى شكوى الأرامل في الدجى.. وإلى قسوة صوت نتف قميص المرأة الثانية المتخيلة لاسمي الطفلتين المنسيتين.. وإلى صوت رجاء لا يُسمع يرج الفؤاد رجاً مع نطق كل حرف من الفعل "ا ر ج ع ".
أستمع إلى همس الليل وهو فاقد النطق والهاتف وهم يحكمون غلقه.. وإلى الطَرَقات بيد الزوج المُرجى ينتظرها بابها في شوق وشغف .. وإلى حفيف السكين وهو يقطع حبل العلاقة وينهى دراما الفرقة بالدماء.
ثم أخيرا ً إلى صوت الطلقة الثالثة كأنها طلقة مسدس تنهى إلى الأبد آمال هذه المسكينة في العودة .
هذا ليس شاعر فقط.. إنه مايسترو يتحكم باقتدار في ترتيب وتصاعد وتحريك وتنظيم الأصوات والنغمات في لحن وجع ومأساة هذه المرأة وطفلتيها مع ذلك الرجل اللاهي .
أنصتوا إذا ً معي جيدا ً .. تعالوا نستمع:
طلقة أخيرة
للشاعر/ ياسر أنور

الكل نام , ووحدي ألعق الشقة وأسمع القلب يشكو دقة دقة
فوق البلاط زجاج العمر منكسر وشعره الأبيض المخبوء قد عقه
رفيق دربي الذي يلهو بغربته ألقى اثنتين ولا يبقى سوى طلقة
هناك تطبع خد المال قبلته أما هنا فأنا في وحدتي خرقة
هناك يقضي مع الأيام شهوته دون اكتراث بما في القلب من حرقة
لاحق لي عنده في أن يداعبني ما دام يأخذ من لحم الهوى حقه
عيون وقتي بأشباح الرؤى ازدحمت ضاقت مناديلها بالدمع والزرقة
على المشاجب أشيائي معلقة مثل الأرامل تشكو للدجى عشقه
وطفلتان معي لم يعبأ بشوقهما إليه , لم يقترف في قلبه خفقة
ألقاهما مثلما يلقي لفافته وراح يبحث عن ملهى وعن صفقة
هل يذكر اسميهما ؟ ..أم عنده امرأة قميصها ينتف الأسماء في رقة !
هذي الدمى لم تلامسها أصابعه منذ احترفنا قديما هذه الفرقة
أقول يا سيدي ( إ ر ج ع ) فحاجتنا إليك , يا سيدي , أرجوك هل تفقه ؟!
لكن يكرر بالأرقام حجته ويدعي الصدق لكن لا أرى صدقه
وسادتي أوشكت من طول وحدتها على الجنون , وليلي فاقد نطقه
قلبي أسير , وفي جدران عشرته يحيا ولا يشتهي رغم الأسى عتقه
عشرون يوما ونصف منذ طلقني أعدها وأنا في منتهي الدقة
ولا رسالة تأتيني تطمئنني وصوت هاتفه قد أحكموا غلقه؟
الباب يسهر حتى الفجر في قلق فربما كف زوجي تتقن الطرقة
تراه ينهي بسكين علاقتنا أم هل يعود ويرضاني إذن رزقه؟
اللفظ في فمه أخفى مسدسه لم يبق لي في حكاياتي سوى طلقة!
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:07 PM.