|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
في يوم عرفة.. نبحث عن حياة
إننا نبحث عن يوم يكون لنا خير يوم منذ الولادة، ولن يكون ذلك اليوم إلا اليوم الذي تضع فيه عن نفسك الأثقال والأحمال التي حملْتها من الذنوب، وتتطهر فيه من نجاسات الذنوب التي علقت بقلبك؛ فيغسلك الله منها ويطهرك، ويباعد بينك وبينها، ويزيل عنك أثرها بالماء والثلج والبرَد.
كان بعضهم يقول (اللهم أذقني برْد عفوك وحلاوة مغفرتك)، فالذنوب نار تحرق القلب تحتاج الى برد ليسكن ذلك القلب المحترق والضعيف. عندما تمر على مزابل الدنيا فيفوح نتنها؛ فتمهل فإن ما نحمله من الذنوب أشد نتنا وقبحا بكثير.. ولو كان للذنوب رائحة لما تعاشر الناس. لما قال تعالى (فعصى آدم ربه فغوى) فكان التعقيب بالفاء لتوالي الأحداث، لكن عند التوبة قال (ثم) (اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) فعقب بـ (ثم) وذلك لأن التوبة ليست ادعاء باللسان بل هي حالة من الندم الذي يخلف كل موضع شهوة من القلب، فتبقى حسرة الفوات وندم الوقوع في المخالفة في كل محل كانت فيه شهوة محرمة فينتفي عن القلب معصيته ويبقى الندم يخلف محل المعصية ويحل محل لذة الشهوة المحرمة؛ فيستعيد المرء قلبه ويلم شعثه ويجمع متفرقه ويصلح خلله ويداوي جرحه ويلتئم عليه.. وعندما يطْهر ويخلُص لربه تعالى ويسعى اليه بقلب سليم يصلُح حينها لمجاورة القدُس والولوج على الله والفوز بالقُرب. لمّا ذكر تعالى خلق الإنسان وبدايته، وحمله للأمانة ذكر ظلمه وجهالته *{وحمَلها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} ولكنه تعالى ذكر عقبها غاية العبد من وراء ذلك وآخر مسعاه فذكر التوبة {ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات، وكان الله غفورا رحيما} . كم من خير فاتك بسبب معصية التفتّ اليها أو لم تلتفت، وكم من الهم أو الحزن أصابك بسبب معصية قد لا تلقي لها بالا، وكم من علم نُسي أو وحشة في القلب حدثت أو قسوة حالت أو مصاب أصابك أو وهن في قوتك أو ضعف في بصيرتك، أو لذة عبادة فقدتها أو عمر فاتك في غير منفعة.. كل هذا بسبب ذنب حدث أو معصية اقتحمتها.. في يوم عرفة يطلب الناس النجاة؛ هم ال***ى وال***ة، هم الجناة والضحايا، إنهم يطلبون الحياة فاطلبها معهم لعلك تلحق بالقوم وإن باعدت بيننا وبينهم خطى.. لك طبع وشهوة، وسمات وقسمات، حددت ملامحك ورسمت شخصيتك، ولكن للشرع أمر ونهي وخلُق وقيم وشخصية يخرجها، فاخرج من طبعك ومقتضيات هواك وشخصيتك وانتقل من ولادة المشيمة الى ولادة الوحي، وساعتها ستكون حيا من جديد وشخص جديد يطرق الحياة.. {أوَمن كان ميتا فأحييناه} .... فتصلح لمجاورة الرب في الجنة وصحبة أنبيائه وأوليائه.. يا أيها السائر والمسافر.. إننا نبحث دوما عن بداية، فاجعله كذلك وارجُ من ربك.. مدحت القصراوي
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
عرفة: الاجتماع الأعظم لأهل التوحيد
أعظم ما في عرفة هو اجتماع هذا الجم الغفير , تاركين خلفهم أسباب الدنيا فلا فرق بين غني و فقير , و تاركين خلفهم كل علائق الشرك فلا وثن هناك و لا هوى و لا حاكم و غالب في الموقف إلا شرع الله و لا مسيطر على الشعائر إلا رسالة السماء , بلا غلو و لا تفريط و لا موضع فيه للشيطان .
يقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وهو يصف الشيطان وحاله في ذلك الموقف: *«مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ» * [رواه مالك والبيهقي وعبدالرزاق وابن عبدالبر] * جمع يحبه الله و يباهي به ملائكته: * روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء» . وعند أحمد في "مسنده" وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه" من حديث أبي هريرة مرفوعاً: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً» . * أهل الأرض في أشد الحاجة لاجتماع تلك القلوب : وسط ضجيج الفتن و الجهل و الشرك الذي يغط فيه غالبية أهل الأرض من نصارى و يهود و عباد بوذا و غيره , أهل الأرض في أشد الحاجة إلى من يحمل مشعل التوحيد ليهديهم نوره , و لينير دربهم و يدلهم على طريق الله , و لكن تحريش الشيطان و ضعف القلوب أدى إلى تنافر القلوب و الاختلاف و التناحر و التباغض و لو تأمل المسلمون موقفهم يوم عرفة و اجتماعهم كل جمعة و استفادوا من هذا و ذاك و تدربوا على دوام الاتحاد و وحدة الصفوف و اجتماع الكلمة , لسادوا العالم و لدخل الناس في دين الله أفواجاً. و ليعلم كل مسلم أنه على ثغر و يكفيه فقط ألا يكون سبباً من أسباب تفرق المسلمين , مع احتفاظه بعقيدة التوحيد بلا تحريف و لا تبديل . * يوم عرفة للجميع : فكما ان الحج عرفة فإن هذا اليوم فيه من الفضل لغير الحاج أيضاً ما يسر القلوب , ففيه خير الدعاء : قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»*صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره. و عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» [رواه الترمذي وحسنه الألباني ] صيامه يكفر ذنوب سنة ماضية و سنة مقبلة : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة» ر [واه مسلم في الصحيح] . و لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة سائلين الله تعالى أن يعتق رقابنا من النار و أن يوحد صف المسلمين و يجمعهم على كلمة التوحيد إنه رب ذلك و القادر عليه . أبو الهيثم محمد درويش
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
اللهم احملتا الي بيتك الحرام حجاجا و معتمرين كل الشكر و التقدير لحضرتك علي هذا الجهد
__________________
Minds, like parachutes, only work when opened
|
العلامات المرجعية |
|
|