كلام من القلب" رسائل ربانية "

hamada fesal · #1 19-04-2013, 06:45 PM

رسائل ربانية

هذه السلسلة ليست كلمات تكتب لتحشر في العقول، لكنها نتاج حوار حي نابض بين الداعية الاسلامي الاستاذ عمرو خالد وعدد من الشباب في حديث مفتوح أصدق تعبير عنه أنه "حوار من القلب" أردنا أن ننقلها اليكم حية نابضة. حاولنا جاهدين أن نحافظ على أن تكون سهلة بسيطة قريبة من كلمات أصحابها بلا تكلف أو تقصير.

وبالله لا تنسونا من صالح دعائكم...

في هذه الرسالة:

ü ماذا يريد الله من البشر؟

ü رسائل الله لهداية البشر

ü الرسائل الربانية العجيبة لمالك بن دينار

ü حكايتهم بألسنتهم

ü حوار مع الشباب

ü خمسة نقاط.. هي مفاتيح الدخول الى الله عز وجل.

الرسائل الربانية

ولنبدأ بالسؤال الآتي: ماذا يريد الله من البشر؟

والاجابة واضحة فالله يقول: "والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا" (النساء 27:28)

..وكأن الله سبحانه وتعالى يقول: اريد ان اغفر لكم.. أن ارحمكم واهديكم، فكان الغاية من الحياة والهدف من الدنيا ان نقبل الى الهداية.. ولهذا الهدف العظيم فان الله سبحانه وتعالى لا يتركنا هكذا وانما يرسل لنا في كل لحظة رسالة تقودنا الى الهداية.. واذ امعنا في التفكير للحظات في حجم هذه الرسائل لتعبنا لانها كثيرة جدا..

واذا كان هناك من يتساءل: ما ذنب غير المسلمين في الغرب الذين لم يسمعوا عن الاسلام؟ وكيف يحاسبون على ذلك؟.. فاننا نقول ان الرسائل الربانية لا تنحصر في المسلمين فقط وانما تشمل الناس اجمعين...

ولا يوجد انسان على وجه الارض الا وبعث الله له رسائل لا حصر لها..

فهيا معا نعدد رسائل الله لهداية البشر فنجدها مثلا...

Ø الانبياء: فقد ارسلهم الله ولم يكتف بنبي واحد وانما انبياء كثيرين فقد قال تعالى: "وان من امة الا خلا فيها نذير" (فاطر 24)
أنبياء بعد انبياء يرسلهم الله تبارك وتعالى للبشرية.

Ø كتب سماوية كثيرة ومتعددة: بلغات مختلفة ولاقوام كثيرين حتى ختمت بالقرآن الكريم

Ø هذا الكون الواسع من حولنا.. فمن يطالع الكون من حوله يشاهد بديع صنع الله تعالى ولذا فالعلماء يقولون: ان الله ارسل للبشر كتابين كتاب مقروء وهو القرآن الكريم وكتاب منظور وهو الكون حتى لاتكون حجة لمن لا يقرا، فكل ما عليه ان ينظر حوله..

Ø الانسان نفسه وخلقه العجيب: "وفي انفسكم افلا تبصرون" (الذاريات 21)
انظر الى نفسك كيف تتحرك وكيف هي اعضاؤك وكيف جهازك الهضمي وكيف دمك الذي يسري في عروقك.. علم عظيم وحكمة تدل على خالق مبدع سبحانه..

هذه الرسائل كلها رسائل عظيمة وعجيبة وهي رسائل عامة لكن الله سبحانه برحمته بنا لم يكتف بذلك لكنه بعث رسائل خاصة.. لكل واحد فينا رسالة خاصة به وحده تجذب قلبه وتفيق هذا الانسان وقد تهزه وتزلزل كيانه ولكن للاسف لسنا جميعا نجيد القراءة.. لسنا جميعا نفهم الله عز وجل ولذا كان من أجلّ نعم الله على الانسان ان جعله يفهم.. فمن فهم أدرك حكمة الله في تصريفه لحياته فيزيد تعلقه بالله سبحانه.. ومن وفقه الله سبحانه حقيقة هو من وفقه الى فهم رسائله..

ومن سوء عمل الانسان ان تزيد غشاوته فلا يدرك هذه الرسائل ولا يفهمها وثمود مثال على ذلك: "واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى" (فصلت 17)

ونحن نخص الحديث عن الرسائل الخاصة التي قد تكون.. خفية.. مثل ان تقع عيناك على فقير معدم لا يجد ما ياكله، أو يدور حول القمامة يحاول أن يجد فيها ما يسد رمقه.. فيقول المبصر: الحمد لله على العافية والنعمة.. او ان ترى صاحب سلطان وقوة كيف ظلم وتجبر حتى نزع الله عنه سلطانه وتركه معدما فيستيقظ المبصر ويقول: لن اعتمد على احد ساعتمد على الباقي الذي لا يفنى ابدا.. ولا يضعف.

وممكن ان تكون الرسائل اكثر وضوحا لكنها تحتاج قراءة متانية.. موت صديق مثلا.. او مصيبة تقع لك فتتذكر انك فعلت من الذنوب ما تستحق عليه اكثر من ذلك فيذكرك بالله.. فالله يوفقك ويقول لك: أين تذهب؟؟ لن تسمعها باذنيك ولكن ستكون واضحة امامك في مشكلة تحدث لك في مرض ابن او نقص في رزق.. من لك غير الله؟... من سياخذ بيديك غيره؟.. وهذه الرسائل فقط تحتاج لقلوب نقية كي تفهمها.

وهناك امثلة كثيرة على الرسائل الواضحة تماما التي لا بد ان تقرأها..

Ø ومنها الرسالة التي ارسلها الله الى مالك بن دينار وهو احد كبار التابعين.. كانت بدايته فاجرا شديد العصيان يقول هو عن نفسه: ما تركت ذنبا الا فعلته.. ظللت على ذلك عمرا أؤذي الناس وآخذ اموالهم حتى جاء يوم رايت رجلا في السوق يشتري حلوى ويقول للبائع: اعطني وزدني فان لي ثلاث بنات وان الرسول (ص) بشر من يدخل البسمة على وجه بنات صغار بالجنة يقول: فوقع في قلبي حب البنات فتمنيت ان اتزوج وانجب بنتا (لاحظ هذه رسالة شديدة الوضوح) فهذه رسالة لم تات لمتدين وانما لعاص.

يقول: فاشتقت للزواج ولكن تساءلت من يزوجني وانا على فجوري هذا فقللت من فسقي بعض الشيء.. وانجبت ابنة كما طلبت من الله سميتها (فاطمة) احببتها بشدة وكلما كبرت كلما قوي الايمان في قلبي وضعف الفسق والفجور حتى اصبحت بنت ثلاث سنوات ورغم انني كنت سكيرا الا انني قللت من الشراب كثيرا حتى كنت اشرب يوما فازاحت بيدها الكاس عن فمي فشعرت ان يد الله هي التي ازاحته.

حتى حدث امر عجيب.. فجأة.. ماتت فاطمة.. يقول: فرجعت اسوا مما كنت من قبل لا اكاد افيق من الخمر.. ولم يكن لدي من الايمان ما اصبر به.. حتى جاءت ليلة فقلت: لاسكرن كما لم اسكر من قبل.. فظللت اشرب واشرب حتى سقطت مغشيا علي فرايت في المنام رؤيا عجيبة رايتني وكانني يوم القيامة والهول عظيم والبشرية كلها محشورة الى الله تعالى وقد دنت الشمس من الرؤوس فمنهم من يصل العرق الى كعبيه ومنهم من يصل الى ركبتيه ومنهم من يصل الى رقبته ومنهم من يسبح في عرقه.. ثم بدا النداء على اسماء البشر فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار حتى سمعت اسمي ينادي للعرض على الجبار.. فاختفى البشر من حولي ووجدتني وحدي في موقف العرض ةالحساب واذا بثعبان ضخم ياتي فاتحا فاه ليبتلعني فجريت وجريت حتى رايت رجلا عجوزا فقلت له انقذني من هذا الثعبان فقال: يا بني انا ضعيف ولا استطيع انقاذك ولكن اجري في هذا الاتجاه لعلك تنجو فجريت كثيرا حتى وجدت النار امامي والثعبان خلفي.. فظللت اجري حتى وجدت الرجل العجوز يبكي من حالي فاشار الي في اتجاه آخر فكان جبل وعلى الجبل اطفال صغار هم من ماتوا وتركوا آباءهم وامهاتهم في الدنيا.. فنادوا على ابنتي: يا فاطمة يا فاطمة ادركي اباكي.. فجاءت فاطمة فعرفتها وعرفتني فاخذتني بيديها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وجلست في حجري كما كانت تفعل في الدنيا وانا ارتعد فقلت: يا بنتي ما هذا الثعبان العظيم؟ قالت: هذا عملك السيء فقلت: وما هذا الشيخ العظيم؟ قالت: هذا عملك الصالح انت اضعفته حتى ما استطاع ان ينقذك ولولا موتي لما وجدت من ينقذك في اليوم ثم نادني: يا ابت: "الم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر اله وما نزل من الحق" (الحديد 16).... فاستيقظت وانا اقول: قد آن يا رب.. فقمت فاغتسلت وجريت الى المسجد فاذا بالامام يقرا نفس الآية، يقول مالك: ففهمت عن ربي.. فعلمت انني ان لم اعد اليه اليوم فقد لا يقبلني بعد اليوم.

وانا ادعو كل من أتاه الله رسالة معينة أن يخبرنا بها.. فربما نتقرب جميعا الى الله بذلك.

الشباب يتحدثون

*** كنا راجعين من المصيف ونحن نستقل اربعة سيارات فنام قائد احداها وكانت سيارتنا فانقلبت راسا على عقب ورغم ان احدا منا لم يمت الا اننا حين افقنا علمنا انه يمكن للانسان ان تنتهي حياته في لحظة بالطبع لم اكن محجبة وكنت بعيدة عن القرآن تماما فبدات اعود الى الله..

***بعد التزامي بحوالي اربع سنوات كان يقلقني جدا هل قبلني الله ام لا هل هو راض عني ام لا.. وفي احدى الليالي وانا استعد للنوم كان الموضوع يشغلني جدا فجاءني في النوم كان احدا يقول لي: اتريدين معرفة هل الله راض عنك ام لا.. تعالى لترى.. فرايت كان تلسكوبا كبيرا جدا ينظر للسماء فنظرت فيه فوجدت شكل السماء جميل جدا فقلت: ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله، واستيقظت وانا اردد هذه الكلمة.. فعرفت كان الله سبحانه يبلغني رسالة ان استمري واكملي.

***والحقيقة انا عندي شخصيا رسالة احفظها تماما وهي انه بعد اي ذنب لا بد تحصل للسيارة حادثة او "خبطة" وبعد الذنب انتظر هذه الحادثة واتوقعها.. وهذا شيء لا يضايق لانه ان شاء الله خيرا.. فبعض الناس يذنبون فيمهلهم الله ويحسن اليهم فيتمادون في هذا الذنب ظانين انه صغير وانه لو كان فيه مشكلة لحاسبهم الله وعاقبهم عليه فيظلون على الذنب.. لكن من ينبهه الله برسالة على الذنب الذي حدث فان هذا معناه انه يريد ان يقول له: قف.. فانا شخصيا اضع لنفسي قاعدة في رمضان اسال الله المداومة عليها حتى الموت هي المحافظة على الصلوات الخمس صف اول في الجماعة الاولى على يمين الامام واحاول بكل قوة ان انفذها..

وفي احدى الاعوام كنت متعودا ان اصلي العصر في النادي ثم اذهب لممارسة الرياضة حتى قبل المغرب ثم افطر في البيت.. وانا داخل النادي في احد الايام وجدت صوت الامام في الميكروفون يقول: سمع الله لمن حمده.. للاسف فاتتني الركعة الاولى ولكن لا باس سنلحق الجماعة الاولى ان شاء الله.. فجاء خاطر في ذهني ان اذهب لحجز الملعب لانني ببساطة ساكون بالجماعة ما دمت قد فاتتني تكبيرة الاحرام.. ولان الملاعب في رمضان تكون مزدحمة جدا.. وبالفعل ذهبت للملعب ووضعت اشيائي فقابلني شاب فقال لي: كلمة واحدة.. اعتذرت له للصلاة.. وفي وسط الحديث سمعت الامام يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وهنا شعرت كانني بمقولة جميلة لاحد الصالحين يقول: ليس العجب من عبد يتذلل الى سيده لكن العجب كل العجب من ملك يتودد الى عبده.. فالله سبحانه هو الذي يرسل لنا اشارات كي نفهم ونعود.. وكانه يقول: اما آن لك يا عبدي أن ترجع!!

افقت..فتضايقت وندمت..ضاعت الجماعة الاولى في رمضان!.. فجريت الى المسجد وفي الجري "لويت" قدمي فظللت 3 اسابيع لا استطيع المشي عليها لا لعب ولا رياضة ولا اي شيء.. فهي رسالة "رمضانية" خالصة..

***ارسل الله عز وجل لي رسالتين لكنني لم افهمهما.. وهما وفاة اخي الذي كان عمره 19 عاما فقط ثم بعده مات والدي في نفس العام.. لكن الرسالة الاخيرة انني حلمت باحوال الموت وما صاروا اليه فهذا جعلني كانني ارى الموت واتاكد انه يمكن ان ياتي في اي لحظة.. اشعر انني كلما نويت على ذنب اشعر ان الله بفضله العظيم يغمرني ويعطلني عن هذا الفعل..

حكايتهم بألسنتهم

اسمي هشام مرعي.. محاسب.. قبل فترة التقرب من الله سبحانه وتعالى.. نشات في اسرة متدينة تعرف الله لكن للاسف كنت بعيدا عنهم وعن الصلاة يعني ربما اصلي الجمعة فقط.. ومع فترة الجامعة بدات المعاصي الفظيعة في حياتي السهر والمخدرات.. وكنا نفعل كل شيء ولا نخاف من اي شيء والحياة بالنسبة لنا كانت ماذا سنفعل في الليل.. يعني كل وقتنا منذ الاستيقاظ من النوم حول: ماذا سنفعل في الليل ولا اي هدف آخر.. وفي احد الايام شربنا "بانجو" كالعادة وضحكنا وسهرنا.. لكن لما رجعت البيت شعرت ان الدنيا سوداء امامي..

وشعرت ان ملك الموت سيقبض روحي.. وكان البيت كله ظلام وكان شيئا ما يخنقني وسالت نفسي كيف ساقابل الله؟ وىثار المخدرات في جسمي.. فظللت ادعو يا رب لو تركتني فلن اذهب للمخدرات بعد اليوم ابدا.. طبعا الحمد لله نمت واستيقظت بلا مشاكل.. فظللت قريبا من الله اكثر من يوم..

صحيح لم ألجأ للمخدرات لكن السهر في الديسكو والسكر والخمر وكل هذا لم انقطع عنه.. وفي احدى السهرات وبعد أن ذهبنا لبيوتنا فوجئت بمن يتصل بي يقول: تصور فلان مات.. قلت له: كيف..كان معنا امس وكان طبيعي جدا شرب وضحك وكذا.. قال لي: اهله ذهبوا ليوقظوه وجدوه ميتا.. فذهبنا الى بيته وجدناه على السرير.. لا حول ولا قوة له.. لا يستطيع الكلام حتى.. وقفنا نقلب فيه وكلنا ذهول..

وسبحان الله بعده بفترة قصيرة.. احد اصدقائي كنا نشاهد عملا ما وكان بجانبي في لحظة وقع في "بئر" السلم ومات في لحظة.. كل هذه الامور كانت المفروض أن تؤثر في وترجعني الى الله لكن للاسف كانت تاثيرات وقتية فقط..

ظروف العمل جعلتني اسافر للخارج واستورد منتجات وهكذا بدات المعصية عندي تكبر جدا.. يعني غرق في المعصية وابتعاد تام عن الله وفي حينها.. جاء لي ابي في الحلم كان يمشي في السارع وقابلته فاردت ان اسلم عليه واقبله فوجدته يدير وجهه الناحية الاخرى.. بدات انادي عليه فتظاهر انه لا يسمعني.. ومشى في اتجاه آخر تماما، ثم جاءني حلم آخر وانا اكي في حجرتي وهو يجلس في حجرة خرى ولا يرريد أن يأتي ليكلمني ولا يسأل عن سبب بكائي..

من هنا شعرت أن هناك شيئا خطأ في حياتي.. ولم يقتصر الامر على هذا الحد ولكن امتد الى ان اتصلت بي اختي وقالت لي: ابي رحمه الله غضبان عليك جدا.. فجاء لي في المنام وقال لي: الحقي اخوكي هشام يسقط ويقع.. فبدا الخوف من الموت يتملكني.. وبدات اسال نفسي...

لو مت كيف ساقابل ربي.. وماذا ساقول له؟

بدات اخاف جدا من ربنا ومن لقائه.. وبدات اكره المعصية بشدة الى ان يسر الله لي صديقا اعطاني شريطا شدني جدا وجذبني اليه.. كانه يكلمني انا، كان الكلام فيه يدور حول انك لو اردت ان تقترب من الله وتحركت نحوه سيتجه هو اليك وياخذ بيدك.. فتقرب الى الله يتقرب اليك.. واتجه اليه كما كنت تتجه الى المعصية فالمبادرة ملك لك وحدك والراي انت صاحبه.

طبعا انا شعرت بضرورة التوبة الى الله سبحانه وتعالى ونفسيتي بدات ترتاح.. حتى لم اعد اشعر بخوف من الموت او من لقاء الله سبحانه وتعالى..

**يا ترى كيف مات صديقك الذي كان بجانبك؟

ـــ الحقيقة كنا في "سنتر" كبير تحت الانشاء وكان فيه فتحة "للاسانسير" وكان يسير بجواري فجأة سمعت حدوث ارتطام شديد ثم صيحة قوية (آآآه) فلم اجده بجواري طبعا كانت صدمة شديدة.. لانه كان من دقائق يركب السيارة معي وكنا نحلم بان نسافر ونذهب الى كذا ونفعل كذا وفي لحظة!! مات!! لم اكن اتخيل ان انسانا ممكن ان يموت في لحظة.

**طبعا العجيب ان هشام لم ينتبه او انتبه لفترة من الوقت ثم عاد مرة اخرى ورجع الى حياته العابثة.. والحقيقة هذا امر غريب جدا لاننا في كل مجموعة من الاصدقاء نجد احدهم قد توفي.. والاعجب ان اصدقاءه واصحابه وشلته لم يفيقوا بعد.. كيف لم يفق

ألم تنتبه أن الله يرسل اليك رسالة.. كيف لم تهزك ولم تقف امامها للتذكرة والاعتبار؟

لكن ما هي الخطوات التي اخذتها كي تتغير وتترك الطريق القديم؟

في البداية حاولت حضور الدروس والذهاب الى المساجد، وتغيير الاصحاب.. وهذه بالذات مهمة جدا ان تغير اصحابك. تبتعد عنهم وتبدا تغرس نفسك في بيئة صالحة طيبة صحبة مؤمنة..

**الحقيقة ناس كثيرون يسالون عن هذا الامر.. يريدون خطوات عملية للاقبال على الله والرجوع إليه..

واسمحوا لي ان اجيب بشكل عملي ومحدد.. خطوات واقعية محددة تماما لضبط النفس والالتزام مع الله وهي

خمسة نقاط.. ليست من عندي ولكن الرسول (ص) هو الذي نبه اليها.. وهي مفاتيح للدخول الى الله عز وجل.

v أولا: الصلاة في أول الوقت.. والمواظبة على ذلك وهي اكثر ما يرضي الله واكثر ما يجعل العلاقة قائمة بينك وبينه

v ثانيا: ذكر الله.. ولو خمس دقائق في اليوم.. باي صيغة أستغفر الله.. الحمد لله.. لا اله الا الله...

v ثالثا: الدعاء الى الله كل يوم.. أكيد تحتاج الى حاجات كثيرةمن الله في الدنيا والآخرة ادع باي لغة بما تشعر به وتحسه.

v رابعا: المحافظة على قراءة القرآن كل يوم.. ولو صفحة واحدة

v خامسا: البعد عن اصحاب السوء..

أنا موقن أنك ستكون بعدها إنساناً آخر

*كيف لم تؤثر فيك وسائل موت أصدقائك خاصة هذا الذي مات ورأيته في لحظة يودع الدنيا؟

الحقيقة كلما كنت اتوب كنت ارجع واعتقد ان الناس هم اصحاب السوء.. فانا موجود في نفس البيئة والمعصية والذنب والفراغ.. اريد ان اقترب من الله لكني لا اعرف كيف.

**الحقيقة أحب أن أقول شيئاً.. يعني هشام واصحابه بعث الله لهم رسائل بموت صديقهم.. هذان الصديقان ما ذنبهم؟ ولماذا لم يبعث الله لهم رسائل؟... وما أحب ن أقوله...

أن الله لا يترك أحدا أبدا إلا ويبعث له رسالة

ألا يمكن ان يكون الله قد بعث إليهم رسالة ولكن قوبلت بالرفض؟

هل حين بدأت التزام وجدت ان الله سبحانه وتعالى يرسل لك رسائله الربانية ومساعداته الإلهية لتثبيتك؟

- الحمد لله ذهبت الى الحج هذا العام.. وكنت قد خطبت فتاة لكنها لم تكن ملتزمة فكنت ادعو الله سبحانه لو كان فيها خير قربني اليها ويقربها إلى ولو كان فيها شر، يبعدني عنها ويبعدها عني.. وشعرت حينها أن الكعبة تهتز والمكان كله يرتج.. وأنا نفسي أرتج من داخلي والحمد لله وفقني لزوجة صالحة.

**لكن يا هشام انت انتقلت نقلة كبيرة جدا مما كنت تفعل الى اتجاه آخر هو اتجاه التوبة والرجوع الى الله...

فماذا كان شعورك وإحساسك؟

- طبعا الواحد موقن ان الله غفور رحيم.. مبدئيا كنت اشعر باهمية العودة لله لان ربنا سبحانه أعدّ الجنة ورغّب فيها وحذر من النار.. وأنا أريد ان أدخل الجنة وهذهالجنة لا تصلح الا للمتقين لان الله أعدها لهم.. اذن لا بد ان اتقي الله لادخلها.. فامامي طريق واحد لا غير..لا يصح غيره ولا يصلح.

**الحقيقة اريد ان اختم برسالة جميلة جدا ليست مني ولكنها رسالة ربانية... حديث قدسي جميل يكلمنا الله فيه من عليائه يقول.."يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما..فلا تظالموا.. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم.. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم.. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم.. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار، وانا اغفر الذنوب جميعا..فاستغفروني اغفر لكم.. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني.. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.. يا عبادي لو ان اولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا.. يا عبادي لو ان اولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا.. يا عبادي لو ان اولكم وآخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسالته، ما نقص ذلك ما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر.. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه" رواه مسلم عن النبي (ص) فيما روى عن الله تبارك وتعالى

هذه رسالة ربانية اتمنى ان نفكر فيها ونتعامل مع رسائل الله تبارك وتعالى باهتمام وثقة..

كلام من القلب فعلا
هناك المزيد لعمرو خالد الراجل انا بحبه خالص

لانه بيقدم موضاعته وخطبه
نابضة ويمكن تطبيقها
مش الرغى على الفاضى

لا يتم وضع روابط لمنتديات او مواقع اخرى

شكرا جزيلا