|
#1
|
||||
|
||||
المدرسة نشأتها وتطــور عمارتها
المدرسة نشأتها وتطــور عمارتها أ·د: عبد الله كامل موسى عبده كان المسجد الجامع في الأمصار الإسلامية هو دار العلم حيث كان مركزاً للحلقات العلمية والأدبية يلتقي بين أروقته المعلمون والمتعلمون ليتدارسوا أصول عقيدتهم الدينية وأركانها ويتدبروا القرآن الكريم وأحكامه ويحيطوا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه· و قد ظلت المساجد الجامعة في الأمصار الإسلامية تقوم بدورها كمراكز للإشعاع العلمي حتى شيدت المدارس كذلك فكانت حلقات العلم تقام في أماكن مختلفة إضافة للمساجد الجامعة كقصور الخلفاء والأمراء ومنازل العلماء والمكتبات كذلك كانت منتديات الأدب والعلم من الأماكن التي يلتقي فيها رجال الفكر والأدب ما أسهم في نهضة علميه رائعة حتى شيدت المدارس· نشأة المدرسة الإسلامية أما فيما يتعلق بنشأة المدرسة فقد أورد >الزركشي< في أعلام المساجد أن أول من بنى المدارس في الإسلام الوزير >قوام الدين نظام الملك الطوسي الحسن بن علي< حيث كان وزير السلطان >ألب أرسلان السلجوقي<·· وكان يحب الفقهاء ويكرمهم ويؤثرهم· بنى المدرسة النظامية في بغداد وبنى أيضاً مدرسة في نيسابور سماها المدرسة >النظامية< درس بها إمام الحرمين فاقتدى به الناس في بناء المدارس· وذكر >أوقطاى أصلان أبا< أن كثيراً من المدارس قد شيد زمن >الغزنويين< إلا أنها اندثرت وقد جاءت كلمة مدرسة في بعض النقوش التي وجدت في قراءة >فليزوان< في >غزنه< وجاء في تاريخ يمني ذكر المدرسة في عصر السلطان >محمود الغزنوي<· و الواقع أن المدارس الأولى ظهرت في الشرق الإسلامي في نيسابور ومرو وبخـارى خلال فترة حكم السلطان >محمود الغزنوي< 391 ـ 421هـ ـ 999 ـ1030م لإملاء الحديث وتدريس الفقه السني، وإعداد كوادر للدولة بحيث أصبحت هذه المدارس بمثابة مؤسسات رسميه لتخريج القضاة والوزراء وكتَّاب بيت المال· مدارس نيسابور كانت أولى هذه المدارس في نيسابور حيث أسس >ابن فورك< مدرسة على نفقته وفي مرو شيد >أبو حاتم محمد بن حيان البستي< من داره مدرسة لأصحابه وأفرد مكاناً لسكنى الطلبة الغرباء من أهل الحديث والمتفقهين كما شيدت في نيسابور المدرسة البيهقية والمدرسة السعيدية التي شيدها الأمير >نصر بن سبكتكين< ومدرسة ثالثه شيدها >أبوسعد إسماعيل بن علي الاستراباذي<، ورابعه أيضاً في نيسابور للأستاذ >أبو إسحاق<· ولم يكن لهذه المدارس الصبغة الرسمية كما لم تتخذ تخطيطاً معمارياً منظماً حيث افتقرت إلى التنظيم خلال تلك الفترة فقد كانت مظهراً من مظاهر النشاط الأهلي الخاص إلا أنها كانت تتسم في الهدف الذي شيدت لأجله والذي يتمثل في نشر الفكر السني وفي القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي ازدهرت عمارة المدرسة ازدهاراً كبيراً منذ وصول >نظام الملك< إلى الوزارة حيث أصبح لها صبغة رسمية، فقد اصبح السلطان ورجال الدولة هم القائمون على تأسيس المدارس<، وقد بلغت المدارس النظامية تسع مدارس في >الموصل والبصرة وجهيان وآمد وطربستان ومرو ونيسابور وهراة وبلخ<، إضافة إلى نظامية بغداد التي بدأ >نظام الملك< تأسيسها في بغداد في العام 457 هـ ـ 1064م وفرغ من عمارتها في العام 459 هـ /1067م وكانت وقفاً على أصحاب المذهب الشافعي أصلاً وفروعاً· ويذكر د·>أحمد فكري< أنه حتى عهد قريب كان المعتقد أن بقايا مدرسة >ابن منصور كومشتكين< في بصرى بالشام التي شيدت في العام 530 هـ ـ 1136م هي أقدم الآثار المتخلفة من المدارس ويضيف انه إن صح ما انتهى إليه بحث د·>عبد العزيز حميد< من أن عمارة المشهد المعروف بمزار الأربعين في تكريت بالعراق كانت مدرسة وأنها شيدت في أواخر القرن الخامس الهجري ـ الحادي عشر الميلادي فإنه يحتمل أن يكون هذا البناء أقدم مدرسة باقيه في العالم الإسلامي ويرجح د·>فكري< أن هذا البناء أسبق عهداً من مدرسة بصرى وهو أكثر احتفاظاً بعناصره الأولى وأكبر أهمية ومساحة· وقد استمر الأتابكة في العراق والشام على نهج السلاجقة في إنشاء المدارس فأقاموا الكثير منها في القرن السادس الهجري ـ الثاني عشر الميلادي مثل المدرسة الأتابكيه التي شيدها >سيف الدين غازي بن عماد الدين زنكي< في الموصل في منتصف القرن 6هـ ـ 12م ووجدت هذه السياسة تأييداً واسعاً من السلطان >نور الدين محمود<، حيث شيد الكثير من المدارس لفقهاء الشافعية في دمشق وحماه وحمص وحلب وبعلبك وبلخ وغيرها كونه حنفي المذهب كما أسس أول دار للحديث في دمشق فيما بين 549 و569هـ، 1154 ـ 1174م· والواقع أنه اندثرت معظم مدارس نيسابور والشام والعراق غير أنها بقيت بعض آثار المدارس في الشام والعراق بحيث يمكن الاستدلال منها على نظمها وتخطيطها وقت تشييدها فمدرسة بصرى الشام التي تقدم ذكرها تتكون من مستطيل طول جدران القبلة فيه 17متراً تقريباً وطول كل من ضلعيه الشرقي والغربي 20 متراً، وتتكون هذه المساحة المستطيلة من بيت للصلاة عرضه 5.5 أمتار بطول 7.5 أمتار، يشرف على فناء مربع وقد نظمت على جوانب بيت الصلاة والصحن قاعات· أما مزار الأربعين في تكريت وهي المنشأة التي تقدم ذكرها فتمتد حدودها الخارجية في شكل مربع تقريباً طول كل ضلع من أضلاعه 7.40م وتقسم هذه المساحة إلى بيت للصلاة يبلغ 7.5م بعرض 5.5 يحف به من شرقيه وغربيه قاعه مستطيلة يزيد طولها على 10أمتار وعرضها 5.5 أمتار، وفي الغرفة الشرقية ثلاثة محاريب مسطحة وفي الغربية يوجد محراب مسطح، بحيث يبلغ بذلك امتداد بيت الصلاة نحو 37.5 متراً، وللمنشأة فناء فسيح تزيد مساحته على36 متراً طولاً و30م عرضاً، وقد أقيمت على جانبيه الشرقي والغربي قاعات كانت تغطيها قباب كما أقيم في ركن البناء من جهة بيت الصلاة ضريحان أحدهما في الركن الجنوبي الشرقي ولكل منهما قبة وحيث يوحي نظام البناء بأن آخره كان يحتوى على قاعات· وقد بقيت أجزاء من دار الحديث النورية في دمشق كان تقدم ذكرها وهي تحتوى على بيت للصلاة يقابله في نهايته· وفيه المدخل ويطل بيت الصلاة على فناء مكشوف مربع تحيط به ثلاث مظلات جانبية· يلي دار الحديث النوري تاريخياً مما تبقى من آثار المدارس مدرسة >خان أون< في حلب وقد شيدت في العام 564 هـ /1168م وكانت مخصصه للمذهب الحنفي وتشمل بيتاً للصلاة يتوسطه محراب مجوف يشرف على فناء مكشوف فسيح مربع وأغلب الظن أنه كانت تحيط بجوانبه الثلاثة الآخرى قاعات من طابقين وكان مشيد في مكان البناء قاعات أخرى ومنافع عامة· و يستدل من الرسم التخطيطي لمدرسة >نور الدين زنكي< التي أنشأها في دمشق العام 567 هـ ـ 1172م، وخصصها للمذهب الحنفي أنه كان لها بيت للصلاة يتوسطه محراب مجوف يشرف على فناء مكشوف فسيح يحيط به من الجوانب الثلاثة الأخرى قاعات من طابقين ويبدو أنه كان يتوسط هذه القاعات في كل من الجانبين الشرقي والغربي إيوان مفتوح على الفناء ويشغل الضريح ركناً من أركان البناء مجاوراً لبيت الصلاة· وتبقت في حلب آثار مدرسة شيدها >شاذبخت معتوق< الملك العادل >محمود بن زنكي< في العام 589 هـ ـ1193 أوقفها على فقهاء المذهب الحنفي وسماها مدرسه >المعروف< أو المدرسة >البختية<، وهي تتكون من بيت للصلاة يتوسطه محراب مجوف وتعلوه قبة ويشرف هذا البيت على الفناء بثلاثة عقود ويبدو أنه كان يقابله إيوان يغطيه قبو مدبب يفتح على الفناء والفناء جاء مستطيلاً أقيمت على جانبيه قاعات وممرات ومنافع كما أقيمت في أركان المنشأة قاعات آخرى· ويستدل من بقايا المدرسة الشافعية في >معرة النعمان< التي شيدت في عام 595 هـ ـ 1199م التي خصصت للمذهب الشافعي أنه كان فيها بيت للصلاة يتوسطه قبة تعلو محرابه المجوف ويشرف البيت على فناء مكشوف مستطيل من خلال ثلاثة عقود وكان يحيط بالفناء قاعات من طابقين ومنافع عامه· و قد شيد السلطان >نور الدين زنكي< مدرسة آخرى في دمشق على غرار المدرسة النورية وهي المدرسة العادلية ولكنه توفى قبل أن تكتمل فأتمها الملك المعظم >عيسى< في عام 619 هـ / 1222م وجعل فيها ضريحاً وفيها دفن فيها أباه الملك العادل >سيف الدين أيوب< الذي توفى العام 615 هـ ـ 1218م وقد خصصت للمذهب الشافعي· و بني المدرسة الظاهرية في حلب العام 616 هـ ـ 1219م وخصصت للمذهب الشافعي أيضاً، وقد كانت تشغل مساحة مستطيلة حدودها الخارجية 38 متراً من الشمال إلى الجنوب و29 متراً من الشرق إلى الغرب تنقسم هذه المساحة إلى بيت للصلاة طول جدار القبلة فيه 15 متراً بعرض 4.5 أمتار يشرف على فناء فسيح مستطيل طوله 18 متراً وعرضه 15 متراً بعرض 4.5 أمتار، يشرف على فناء فسيح مستطيل طوله 18 متراً وعرضه 15 متراً يحيط به من جانبيه الشرقي والغربي قاعات وغرف للطلاب أما آخر الغرف فكان يتوسطها المدخل وتتقدمه سقيفة كما كان يضم على جانبي هذا المدخل غرفاً صغيره وقاعات أخرى· و قد شيدت المدرسة السلطانية في حلب العام 620 هـ ـ 1224م وكانت مخصصه للمذهبين الشافعي والحنفي وقد تبقى منها بيت الصلاة والضريح إلا أن الحفائر أثبتت أنها كانت تشغل مساحة شبه مربعة طول ضلعها الخارجي 35 متراً تقريباً يتوسطها فناء مستطيل فسيح طوله 20 متراً وعرضه 17متراً يتقدمها بيت للصلاة يطل على الفناء من خلال ثلاثة عقود أوسطها أكبرها وكان في الركن الجنوبي الشرقي ضريح ويحف بالفناء غرف صغيره للفقهاء ويتوسط آخرها المدخل تحف به من الجانبين غرف صغيره· وفى بغداد تكامل بناء المدرسة >الشرابية أو الإقبالية <في العام 628 هـ ـ1230م وهي تشغل مساحة شبه مربعة طول ضلعها الخارجي 48م يتوسطها فناء شبه مربع طوله 21.5 متراً وعرضه 20متراً، ويتصدر هذا الفناء بيت للصلاة ويحيط بالفناء رواق مسقوف من جهاته الشرقية والغربية والشمالية يطل عليهمن الجانبين الشرقي والغربي صف من سبع غرف ويتوسط الجانب الشمالي إيوان مفتوح على الرواق والفناء وقد أقيمت في أركان البناء وخلف الغرف الشرقية قاعات ومنافع عامة وللمدرسة طابق ثان تمتد على جوانبه الشمالية والشرقية والغربية غرف صغيره شبيهة بغرف الطابق الأرضي· وكانت المدرسة المستنصرية في بغداد قد شيِّدت عند افتتاح المدرسة الشرابية او الإقبالية، إذ بدا العمل فيها 625 هـ ـ 1228م، وتم بناؤها في العام 631 هـ ـ 1234م، وهي أول مدرسة في العالم الإسلامي تجمع تخصصات للمذاهب الأربعة، وتتميز بأنها أكبر المدارس حجماً ـ التي مازالت آثارها باقية حتى اليوم ـ وأكثرها احتفاظا بعناصرها التخطيطية والمعمارية، وأجلها مظهرا وبنيانا، فقد أقيمت على مساحة كبيرة طولها 104,80م وعرضها يتراوح بين 48,80م جنوبا و44,20م شمالاً، يتصدر المدرسة بيت للصلاة طول جدار القبلة فيه يزيد على 23 متراً بعرض يبلغ 5,90م، يطل على الفناء بثلاثة عقود أوسطها أوسعها، والفناء جاء مستطيلا مكشوفا طوله 62,40م وعرضه 27,40م، يحيط به من الجوانب الأربعة غرف صغيرة مؤلفة من طابقين يبلغ عددها في الطابق الأول 40 غرفة، وفي الطابق الثاني 36 غرفة، ولكنها أقل مساحة وحجماً من غرف الطابق الأرضي، ويتوسط الغرف الأرضية المسجد الجامع في الجانب الجنوبي، وإيوان في كل من الجانبين الشرقي والغربي، ومدخل المدرسة في الجانب الشمالي يحف به من جانبيه قاعة مفتوحة من خلال باب بطل على الفناء0 وفي حلب يستدل من آثار مدرسة الفردوس التي شيدت في العام 633هـ ـ 1235م وقد خصصت هذه المدرسة للمذهب الشافعي، وكانت أيضاً من أكبر المدارس الباقية في الشام حجما، إنها كانت تشغل مساحة مستطيلة تمتد حدودها الخارجية 44م من الشرق إلى الغرب و56م من الشمال إلى الجنوب، يتصدرها بيت للصلاة طول جدار القبلة فيه 25 متراً بعرض يزيد على 7 أمتار، يحف به من جانبيه قاعة مربعة كانت كل منهما تضم ضريحا، وللمدرسة فناء مربع يبلغ طول ضلعه 21 متراً، وقد أقيم إيوان في نهاية المدرسة ألصق بجداره الشمالي إيوان آخر يشرف على الشارع الخلفي للمدرسة، وكان يحف بهذين الإيوانين ممر من كل جانب، يؤديان إلى غرف وقاعات ومنافع· المدرسة في مصر: شهدت مصر عمارة المدرسة في نهاية العصر الفاطمي وذلك في مدينة الإسكندرية فقد شيد الوزير >رضوان بن ولخشى< العام 532 هـ /1138م أول مدرسة في الإسكندرية لتدريس المذهب المالكي وقرر للتدريس فيها الفقيه >أبو الطاهر بن عوف< وقد عُرفت بالمدرسة الحافظية نسبة للخليفة الفاطمي الحافظية، ثم عرفت بالمدرسة العوفية نسبة للفقيه >أبو الطاهر بن عوف<· و بعد أربعة عشر عاماً من إنشاء المدرسة الحافظية شيد الوزير >العادل بن السلار< مدرسة ثانيه في الإسكندرية لتدريس المذهب الشافعي وقرر في أن يدرس فيها الحافظ الشهير >أبو الطاهر السلفي< وذلك في العام 546 هـ /1150م· وفي العصر الأيوبي انتشرت المدارس انتشاراً عظيماً وكان ابتداء ذلك عندما هدم صلاح الدين الأيوبي دار المعونة في مصر وعمرها مدرسة للشافعية وكانت بجوار جامع عمرو بن العاص وهي أول مدرسة عمرت في مصر لإلقاء العلم في الفسطاط كما حول دار الغزل بجوار جامع عمرو بن العاص مدرسة للمالكية ثم عددت المدارس في عهد صلاح الدين وفي عهد الملك >الكامل< شيدت أول مدرسة في مصر لتدريس الحديث النبوي وذلك في العام 622 هـ / 1225م بخط بين القصرين وعرفت بدار الحديث الكملية وذلك على غرار دار الحديث التي شيدت من قبل >نور الدين محمود<، وقد جاءت هذه المدرسة مؤلفة من صحن وإيوانين وفي عهد السلطان الملك >الصالح نجم الدين أيوب< شيدت المدرسة الصالحية في العام 641 هـ /1243م لتدريس المذاهب السنية الأربعة وجاء تخطيط هذه المدرسة من إيوانين يفصلهما دهليز طويل بعرض 40 متراً بدءاً من وسط الواجهة· وفي العصر المملوكي العام 648 ـ 923 هـ / 1250 ـ 1517م شهدت مصر نهضة شامله في العمارة الإسلامية، وبخاصة العمارة الدينية التي تمثلت في المساجد والمدارس والخانقاوات والزوايا وغير ذلك من العمائر الدينية· ومن أهم المدارس التي بقيت واطلعنا على آثارها مدرسة >المنصور قلاوون< التي شيّدت العام 683 -684 هـ / 1284 -1285م ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون< التي بنيت العام 703 هـ 1303م ومدرسة و>خنقاه الجأولي< المشيدة في العام 703 هـ / 1303 م· المدرسة في شمال أفريقيا والأندلس عرفت بلاد المغرب بناء المدارس منذ نهاية القرن الخامس الهجري /الحادي عشر الميلادي طبقاً للدلائل التاريخية كما يذكر د·>محمد محمد الكحلاوي< وقد دوّن تاريخ هذه المدارس من قبل بعض المؤرخين المعاصرين إذ كشفت كل الطبقات النقاب عن المدارس التي انتشرت في عهد المرابطين مثل مدرسة فاس ومدرسة سبتة وانتشرت المدارس المرابطية في طنجة وأغمات وسجلماسة وتلمسان ومراكش كما ازدهرت مدارس الأندلس في عهد المرابطين ومن أهم مدارس الأندلس مدرسة قرطبة ومرسية والمرية وأشبيلية وطرطوشة وغرناطة وغيرها· وقد أمدتنا نصوص المؤرخين والرحاله بالكثير من المدارس التي شيدت في العصر الموحدي في بلاد المغرب والأندلس التي منها: مدرسة مدينة المهدية ومدرسة سلا المغربية ومدرسة مراكش إلى غير ذلك من المدارس· وفي العصر المرينى ازدهرت عمارة المدرسة وخصوصاً في عاصمة ملكهم مدينة فاس التي حلت مكان مدينة مراكش فكانت بحق أكبر عاصمة علمية شهدها المغرب الاقصى ومن الثابت أن معظم المدارس المرينية شيدت في القرن الثامن الهجري، الرابع عشر الميلادي الذي يمثل فترة الاستقرار والازدهار· وقد ميزت هذه المدارس بخصائص عدة من الناحية الفنية، حيث اتسمت بالزخارف والنقوش وروعة التصميم ومن أهم المدارس المرينية مدرسة في فاس العام 675 هـ 1274م وهي مدرسة الصفارين ومدرسة العطارين في فاس 725 هـ ـ 1324م ومدرسة المدينة البيضاء المعروفة بمدرسة دار المخزن بنيت العام 721 هـ ـ1320م وقد أمدتنا النصوص الوثائقية المنقوشة على لوحات الحبوس بما يثبت أسماء الأماكن المحبسة على عمارة المدارس المغربية وهذا التوثيق يعد مصدراً معلناً أمام أعين الناس حفاظاً على تلك الأوقاف من الضياع أو التبديل لكونها مصدر صرف على عمارة تلك المدارس· |
العلامات المرجعية |
|
|