اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2015, 04:54 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي مآثر السلطان اورنكزيب عالمكير

بسم الله الرحمن الرحيم

اورنكزيب عالمكير




هو السلطان المسلم الزاهد , سلطان الهند المغولي , محي الدين محمد الملقب بـ اورنكزيب عالمكير
و ارنكزيب كلمة فارسية تعني " زينة المُلك "
و عالمكير كلمة فارسية ايضا تعني " جامع زمام الدنيا او العالم "
اطلق عليه الشيخ الاديب علي الطنطاوي -رحمه الله- لقب " بقية الخلفاء الراشدين " , فقد قال عنه الشيخ علي الطنطاوي في كتابه " رجال من التاريخ " : ( ووفق الى امرين لم يسبقه اليهما احد من ملوك المسلمين :
الأول : انه لم يعطي عالما عطيه او راتبا الا و طالبه بعمل , بتأليف او تدريس , لئلا يأخذ المال و يتكاسل فيكون قد جمع بين السيئتين , أخذ المال بلا حق و كتم العلم .
الثاني : أنه اول من عمل على تدوين الاحكام الشرعية في كتاب واحد , يُتخذ قانون فوضعت له و بأمره و باشرافه و تحت ناظره كتاب " الفتاوى الهندية - العالمكيرية " على المذهب الحنفي .... ) .
مولده و وفاته : ولد عام 1028 هـ , 1619 م . و توفي رحمه الله عام 1119 هـ , 1707 م .
حكمه : 1068هـ - 1119هـ | 1658م-1707م .
نسبه : يرجع نسبه الى الطاغية الشيعي المغولي " تيمورلنك " , فسبحان الله , يخرج الطيب من الخبيث .
نشأته : نشأ و تربى على ايدي علماء كبار , حتى اصبح عارفا بالعلوم الدينية متعبدا على نسق الصوفية ( لم يذكر انه كان من الصوفية البتدعة الضالة , و نحسب انه سليم العقيدة على ما قرأنا من سيرته )
مآثره : اختلف اورنكزيب عن بقية سلاطين المغول الذين حكموا الهند , فقد كان تقيا ورعا زاهدا , وسط بيئة مملوءة بالترف و منغمسة في حياة اللهو , جاهد لاعلاء رايه الاسلام و لنشر المذهب السني , و قضى وقته في حفظ القرآن الكريم و كان يصوم أغلب ايام حياته , و قد كان لا يتردد ان ينزل في وسط المعركة من حصانه ليؤدي الصلاة في وقتها. كما حارب عباد الاصنام و حارب المذهب الشيعي .
وصفه المؤرخون الهندوس و الاوروبيين بالتعصب , لكن لو نظرنا الى اعماله بموضوعية لا نجد فيها اجبارا على اعتناق الاسلام او تعصبا دينيا , فان حارب الهندوس و المهرات و الراجبوت , فانه قد حارب الشيعة الذين ينتسبون الى الاسلام ايضا .
لم يكن اورنجزيب متعصبا الى الحد الذي يصفه الاوروبييون فكما كان يؤدب غير المسلمين اذا اشاعوا الفوضى , كان يفعل المثل مع المسلمين , فقد *** القبائل المسلمة في شمال الهند و لم يقف مكتوفا امام عصيان الرعاه غير المسلمين فقد اشاع المهرات الاضطراب في اقليم الدكن و ادبه اورنكزيب .
و قد كان اونكزيب يحسن معاملة العاصين ان استسلموا له و يغدق عليهم .

كان اورنكزيب محبا للعلم و العلماء و شجع التعليم , فقد بنى المدارس الكبيرة و اجرى الارزاق على العلماء و الطلبه ليتفرغوا للدراسة , و أنشا المساجد و رتب الارزاق للقائمين عليها .
و قد كان عهده عهد ازدهار فقد اصلح الطرق و كثر من الاستراحات لابناء السبيل و بنى دارا للعجزة في معظم المدن كما بعث الحمية الاسلامية في نفوس المسلمين بالهند من خلال عنايته بالثقافة و الاداب و التعاليم الاسلامية .
و قد امر بتدوين الاحكام الشرعية فدونت بامره على ايدي مجموعة من العلماء تحت اشرافه و عرفت بـ " الفتاوى الهندية " او " الفتاوى العالمكيرية " و هي من الكتب المهمة للفتوى على المذهب الحننفي , و قد انفقت على هذا الكتاب مبالغ تبلغ 200 الف روبيه .
كما ألف كتاب وضعه بنفسه في الحديث و شرحه باللغة الفارسية , جمع فيه اربعين حديثا و شرحه .
و لقد كان اقباله على العلوم الدينية لا يقل على اقباله على العلوم الادبية , فقد ادقن العربية و الفارسية و الهندية و التركية
و له رسائل عديدة بالفارسية بعضها لا يزال موجودا الى اليوم , و قد كانت رسائله نموذجا على الاسلوب السلس الجميل .
الغى اورنكزيب العديد من العادات التي كان يفعلها الناس للسلطان , فقد كان الناس يسجدون بعض السلاطين و عندما جاء شاه جان ( والد اورنكزيب عالمكير ) الغى هذه العادة المخالفة للاسلام , و لكن بقيت غيرها من العادات التي يفعلها الناس تعظيما للسلطان .
عندما تولى اورنكزيب السلطة , امر الناس ان يكتفوا بتحيته تحيه الاسلام ( السلام عليكم ) .
و قد خصص ربع الاراضي الخاصة بالسلاطين لبيت المال , و كان السلاطين من قبله يستغلونها في نفقاتهم الخاصة .
راى انه لا ضير بنشر عيون وسط الناس لتأتيه باخبار البلاد و العباد .
و قد اهتم اورنكزيب بالمظاهر و النواحي الاجتماعية و الاخلاقية , فقد منع الخمر و الميسر و طرد المطربين و المغنين من بلاطه , و قد خير الراقصات اللاتي كانن لمن قبله من السلاطين بالزواج او النفي .
كان رجلا متواضعا حليما , يصبر على شعبه فقد كان يتجنب احكام ال*** الا على قطاع الطرق و المجرمين .
وقد هدد واليه في البنغال عندما علم انه يتعالى على الناس في مجلسه .
كان اونكزيب يشرف بنفسه على القضاء بين الرعيه فقد كان يجلس للناس ثلاث مرات في اليوم دون حاجب كل يستطيعوا الوصول اليه و عرض شكواهم , و قد بلغ من عدله ان امر القضاء في البلاد ان يجلسوا للناس خمس ايام في الاسبوع بدلا من يومين للنظر في قضايا الناس و حلها .
بلغ من زهده و صلاحه انه كان يلبس البسيط من الثياب و يكثر من الصيام , و لا ينام الا على الارض , و يصلي التراويح بالناس و يجعل طعامه في رمضان خبز الذرة , و لم يسمح لأحد ان يغتاب آخر في حضرته و كف يده عن بيت مال المسلمين و اعتمد على نفسه في كسب زرقه , فعمل في صنع الطواقي و بيعها كما كان يكتب المصاحف و يبيعها و كان حسنا الخط و قد اهدى مصحفا الى مكة المكرمة , كما كتب ألفية ابن مالك في صباه و ارسله الى مكه المكرمة لينتفع به الناس .





وفاته : توفي رحمه الله اثر مرض ألم به و هو بحيدر آباد ( آباد = مدينة ) و ادركته الشيخوخة حين بلغ التسعين عاما , و حين اشتد عليه المرض و شعر بدنو اجله , اوصى أن ان تقام له جنازة بسيطة بعد وفاته , و ان لا يزيد ثمن كفنه عن خمس روبيات قد جمعن من بيع الطواقي التي يصنعها و من نسخ المصاحف .

المصادر و المراجع :
- تاريخ مغول القبيلة الذهبية و الهند - أ.د.سهيل طقوش - دار النفائس
- شخصيات التاريخ الكبرى - مجدي كامل - دار الكتاب العربي
منقول
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:34 AM.