|
#1
|
||||
|
||||
مآثر السلطان اورنكزيب عالمكير
بسم الله الرحمن الرحيم المصادر و المراجع : اورنكزيب عالمكير هو السلطان المسلم الزاهد , سلطان الهند المغولي , محي الدين محمد الملقب بـ اورنكزيب عالمكير و ارنكزيب كلمة فارسية تعني " زينة المُلك " و عالمكير كلمة فارسية ايضا تعني " جامع زمام الدنيا او العالم " اطلق عليه الشيخ الاديب علي الطنطاوي -رحمه الله- لقب " بقية الخلفاء الراشدين " , فقد قال عنه الشيخ علي الطنطاوي في كتابه " رجال من التاريخ " : ( ووفق الى امرين لم يسبقه اليهما احد من ملوك المسلمين : الأول : انه لم يعطي عالما عطيه او راتبا الا و طالبه بعمل , بتأليف او تدريس , لئلا يأخذ المال و يتكاسل فيكون قد جمع بين السيئتين , أخذ المال بلا حق و كتم العلم . الثاني : أنه اول من عمل على تدوين الاحكام الشرعية في كتاب واحد , يُتخذ قانون فوضعت له و بأمره و باشرافه و تحت ناظره كتاب " الفتاوى الهندية - العالمكيرية " على المذهب الحنفي .... ) . مولده و وفاته : ولد عام 1028 هـ , 1619 م . و توفي رحمه الله عام 1119 هـ , 1707 م . حكمه : 1068هـ - 1119هـ | 1658م-1707م . نسبه : يرجع نسبه الى الطاغية الشيعي المغولي " تيمورلنك " , فسبحان الله , يخرج الطيب من الخبيث . نشأته : نشأ و تربى على ايدي علماء كبار , حتى اصبح عارفا بالعلوم الدينية متعبدا على نسق الصوفية ( لم يذكر انه كان من الصوفية البتدعة الضالة , و نحسب انه سليم العقيدة على ما قرأنا من سيرته ) مآثره : اختلف اورنكزيب عن بقية سلاطين المغول الذين حكموا الهند , فقد كان تقيا ورعا زاهدا , وسط بيئة مملوءة بالترف و منغمسة في حياة اللهو , جاهد لاعلاء رايه الاسلام و لنشر المذهب السني , و قضى وقته في حفظ القرآن الكريم و كان يصوم أغلب ايام حياته , و قد كان لا يتردد ان ينزل في وسط المعركة من حصانه ليؤدي الصلاة في وقتها. كما حارب عباد الاصنام و حارب المذهب الشيعي . وصفه المؤرخون الهندوس و الاوروبيين بالتعصب , لكن لو نظرنا الى اعماله بموضوعية لا نجد فيها اجبارا على اعتناق الاسلام او تعصبا دينيا , فان حارب الهندوس و المهرات و الراجبوت , فانه قد حارب الشيعة الذين ينتسبون الى الاسلام ايضا . لم يكن اورنجزيب متعصبا الى الحد الذي يصفه الاوروبييون فكما كان يؤدب غير المسلمين اذا اشاعوا الفوضى , كان يفعل المثل مع المسلمين , فقد *** القبائل المسلمة في شمال الهند و لم يقف مكتوفا امام عصيان الرعاه غير المسلمين فقد اشاع المهرات الاضطراب في اقليم الدكن و ادبه اورنكزيب . و قد كان اونكزيب يحسن معاملة العاصين ان استسلموا له و يغدق عليهم . كان اورنكزيب محبا للعلم و العلماء و شجع التعليم , فقد بنى المدارس الكبيرة و اجرى الارزاق على العلماء و الطلبه ليتفرغوا للدراسة , و أنشا المساجد و رتب الارزاق للقائمين عليها . و قد كان عهده عهد ازدهار فقد اصلح الطرق و كثر من الاستراحات لابناء السبيل و بنى دارا للعجزة في معظم المدن كما بعث الحمية الاسلامية في نفوس المسلمين بالهند من خلال عنايته بالثقافة و الاداب و التعاليم الاسلامية . و قد امر بتدوين الاحكام الشرعية فدونت بامره على ايدي مجموعة من العلماء تحت اشرافه و عرفت بـ " الفتاوى الهندية " او " الفتاوى العالمكيرية " و هي من الكتب المهمة للفتوى على المذهب الحننفي , و قد انفقت على هذا الكتاب مبالغ تبلغ 200 الف روبيه . كما ألف كتاب وضعه بنفسه في الحديث و شرحه باللغة الفارسية , جمع فيه اربعين حديثا و شرحه . و لقد كان اقباله على العلوم الدينية لا يقل على اقباله على العلوم الادبية , فقد ادقن العربية و الفارسية و الهندية و التركية و له رسائل عديدة بالفارسية بعضها لا يزال موجودا الى اليوم , و قد كانت رسائله نموذجا على الاسلوب السلس الجميل . الغى اورنكزيب العديد من العادات التي كان يفعلها الناس للسلطان , فقد كان الناس يسجدون بعض السلاطين و عندما جاء شاه جان ( والد اورنكزيب عالمكير ) الغى هذه العادة المخالفة للاسلام , و لكن بقيت غيرها من العادات التي يفعلها الناس تعظيما للسلطان . عندما تولى اورنكزيب السلطة , امر الناس ان يكتفوا بتحيته تحيه الاسلام ( السلام عليكم ) . و قد خصص ربع الاراضي الخاصة بالسلاطين لبيت المال , و كان السلاطين من قبله يستغلونها في نفقاتهم الخاصة . راى انه لا ضير بنشر عيون وسط الناس لتأتيه باخبار البلاد و العباد . و قد اهتم اورنكزيب بالمظاهر و النواحي الاجتماعية و الاخلاقية , فقد منع الخمر و الميسر و طرد المطربين و المغنين من بلاطه , و قد خير الراقصات اللاتي كانن لمن قبله من السلاطين بالزواج او النفي . كان رجلا متواضعا حليما , يصبر على شعبه فقد كان يتجنب احكام ال*** الا على قطاع الطرق و المجرمين . وقد هدد واليه في البنغال عندما علم انه يتعالى على الناس في مجلسه . كان اونكزيب يشرف بنفسه على القضاء بين الرعيه فقد كان يجلس للناس ثلاث مرات في اليوم دون حاجب كل يستطيعوا الوصول اليه و عرض شكواهم , و قد بلغ من عدله ان امر القضاء في البلاد ان يجلسوا للناس خمس ايام في الاسبوع بدلا من يومين للنظر في قضايا الناس و حلها . بلغ من زهده و صلاحه انه كان يلبس البسيط من الثياب و يكثر من الصيام , و لا ينام الا على الارض , و يصلي التراويح بالناس و يجعل طعامه في رمضان خبز الذرة , و لم يسمح لأحد ان يغتاب آخر في حضرته و كف يده عن بيت مال المسلمين و اعتمد على نفسه في كسب زرقه , فعمل في صنع الطواقي و بيعها كما كان يكتب المصاحف و يبيعها و كان حسنا الخط و قد اهدى مصحفا الى مكة المكرمة , كما كتب ألفية ابن مالك في صباه و ارسله الى مكه المكرمة لينتفع به الناس . وفاته : توفي رحمه الله اثر مرض ألم به و هو بحيدر آباد ( آباد = مدينة ) و ادركته الشيخوخة حين بلغ التسعين عاما , و حين اشتد عليه المرض و شعر بدنو اجله , اوصى أن ان تقام له جنازة بسيطة بعد وفاته , و ان لا يزيد ثمن كفنه عن خمس روبيات قد جمعن من بيع الطواقي التي يصنعها و من نسخ المصاحف . - تاريخ مغول القبيلة الذهبية و الهند - أ.د.سهيل طقوش - دار النفائس - شخصيات التاريخ الكبرى - مجدي كامل - دار الكتاب العربي منقول |
العلامات المرجعية |
|
|