|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
نجوى الهدهد (قصيدة)
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ.. لاَ مِنْ أَيْنَ هُمْ بَدَأُواْ؟
سَيْرِي إِلَيْكَ عَلَى آثَارِهِمْ خَطَأُ!! وَحْدِي قَصَدْتُكَ - والسَّاعُونَ نَحْوَكَ فِي كُلِّ الدُّرُوبِ - أُجَافِي مَا ارْتَضَى الْمَلأُ وَحْدِي أُصَارِعُ هَذَا الْمَوْجَ مُرْتَكِباً إِلَى لِقَاكَ طَرِيقاً حَيْثُ لَمْ يَطَأُوا أَرْجُو الوُصُولَ وَذَنْبِي كَفَّ مِنْ بَصَرِي أَيْنَ الدَّلِيلُ وَنُورُ القَلْبِ مُنْطَفِئُ أَرْجُو الجِوَارَ وَقَدْ مَزَّقْتُ مِنْ دُبُرٍ كُلَّ الثِّيَابِ.. فَقُلْ لِي كَيْفَ أَجْتَرِئُ؟ وَكَيْفَ لِي بِجِوَارٍ يُشْتَرَى بِتُقىً وَالإِثْمُ زَادِي.. وَثَوْبُ الفَضْلِ مُهْتَرِئُ؟ أَجَلْ.. قَصَدْتُكَ ذَا ذَنْبٍ.. لَعَلَّ نَدَى مَدْحِيكَ يَشْفِي ضَلاَلاً مِنْهُ أَخْتَبِئُ يَدِي لِجُودِكَ خَيْرَ الرُّسْلِ نَاظِرَةٌ فَالقَلْبُ بِالْحُبِّ - رُغْمَ الذَّنْبِ - مُمْتَلِئُ وَحْدِي أَتَيْتُ.. وَآلاَمِي عَلَى أَثَرِي مُخَالِفاً نَهْجَ أَهْلِ الشِّعْرِ مُذْ بَدَأُوا تَرَكْتُ خَلْفِي كُمَاةَ الشِّعْرِ قَدْ بَسَطُواْ فِي مَدْحِكَ القَوْلَ حَتَّى احْتَارَ مُبْتَدِئُ تَخَيَّرُواْ مِنْ حَيَاةِ الْمُصْطَفَى قَصَصاً وَجِئْتُ وَحْدِي عَلَى عَيْنَيَّ أَتَّكِئُ أَبْطَأْتُ عَنْ مَوْعِدِي.. كَالْهُدْهُدِ.. احْتَرَقَتْ عَيْنِي وَقَلْبِيَ مِمَّا قَارَفَتْ سَبَأُ آتٍ إِلَيْكَ.. تَرَكْتُ النَّاسَ.. لَيْسَ كَمَا خَلَّفْتَهُمْ.. شِيَعاً.. تُوطَا وَلاَ تَطَأُ تَفَرَّقَ النَّاسُ إلاَّ فِي تَشَتُّتِهِمْ كَأَنَّهُمْ مِنْ تُرَابِ الْخُلْفِ قَدْ بُرِئُواْ تَبَرَّأَ القَوْمُ مِنْ دِينٍ وَمِنْ خُلُقٍ وَمَا دَرَواْ -مِنْ سَفَاهٍ- أَنَّهُمْ بَرِئُواْ كُلُّ يَبِيعُ بِدُنْيَا النَّاسِ آخِرَةً لَهُ.. فَلاَ الدِّينُ بَاقٍ.. لاَ.. ولاَ الكَلأُ أَشْكُو إِلَيْكَ ضَلاَلَ العَقْلِ بَعْدَ هُدىً حَتَّى تَرَى الْجَهْلَ فِي الأَرْحَامِ يَحْتَبِئُ أَضْحَى الضَّلاَلُ عَزِيزاً بَعْدَ ذِلَّتِهِ مُسْتَعْلِناً.. وَالْهُدَى -مِنْ ذُلِّهِ- خَبَأُ أَشْكُو إِلَيْكَ قُلُوباً أُشْرِبَتْ عَمَهاً بِهَا -سِوَى الأَهْلِ- لِلأَعْدَاءِ مُتَّكَأُ وَالْمَوْتُ.. مَا الْمَوْتُ؟ يَهْوَى أَرْضَنَا وَطَناً فَلَيْسَ إِلاَّ عَلَى مَنْفَايَ يَجْتَرِئُ مَنْفَايَ!! أَرْضِي التِي كَانَتْ لَنَا.. وَقَضَتْ فَشَتَّتَ الإِرْثُ مَنْ فِي حِضْنِهَا نَشَأُوا لِكُلِّ مُغْتَصِبٍ حَظٌّ يُطَاوِلُهُ وَنَحْنُ إِرْثٌ.. وَقَاضِي القَوْمِ يَجْتَزِئُ جَاعَتْ رَحَى الْحَرْبِ فِي الدُّنْيَا.. فَقِيلَ لَهَا اَلعُرْبُ أَكْرَمُ مَنْ ضَافُواْ وَمَنْ حَضَأُواْ حَلَّتْ فَلُهْوَتُهَا تَصْطَادُ مِنْ وَطَنِي خَيْرَ الْمَدَائِنِ.. وَالنِّيرَانُ تَنْدَرِئُ ثِفَالُهَا فَوْقَ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ دَمٌ يَمْتَدُّ فِي غَفْلَةٍ وَالقَوْمُ مَا رَبَأُواْ!! مَالَ الغُزَاةُ عَلَيْهَا وَهْيَ لاَهِيَةٌ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ.. وَمَنْ يَحْمِي الْحِمَى اخْتَبَأُوا خَانُواْ الرُّمَاةَ وَفَرُّواْ مِنْ لَظَى أُحُدٍ مَنْ لِلرُّمَاةِ.. وَأَهْلُ السَّفْحِ قَدْ خَسِئُواْ وَخَلْفَ مَنْ فَرَّ تَارِيخٌ يَقُولُ لَهُمْ إِيمَانُكَ النَّصْرُ.. لاَ الأَعْدَادُ.. لاَ الدَّرَأُ وَمِنْ ذُرَى الْجَبَلِ الرَّامِي يُنَاشِدُهُمْ لاَ تُدْبِرُواْ.. بَيْنَنَا وَالنَّصْرِ أنْ تَطَأُواْ فَلْتَدْخُلُواْ الأَرْضَ.. قَالُواْ: كَيْفَ؟ إِنَّ بِهَا قَوْماً جَبَابِرَةً.. مَا إِنْ لَهُمْ كُفُؤُ! فَاذْهَبْ وَرَبّكَ.. إِنَّا هَا هُنَا قعدٌ لَنْ نَدْخُلَ الأَرْضَ حَتَّى يَخْرُجَ الْمَلأُ كَانُواْ جُنُوداً.. وَلَكِنْ جُنْدَ أَلْسِنَةٍ سَيْفُ اللِّسَانِ كَهَامٌ فِي الوَغَى صَدِئُ وَضَاقَتِ الأَرْضُ بالأَهْلِينَ.. تَلْفظُهُمْ كَأَنَّهُمْ - حَيْثُ سَارُواْ فِي الثَّرَى - وَبَأُ تَقَاسَمَ الْجَهْلُ وَالأَعْدَاءُ قَصْعَتَنَا - وَالسَّيْلُ يُزْبِدُ - مِنْ قَرْنَيْنِ.. مَا فَتِئُواْ!! وَشَرَّدُواْ العُرْبَ مِنْ أَوْطَانِهِمْ وَغَدَوْاْ يُشَرِّدُونَ الحِمَى مِنْ قَلْبِ مَنْ رُزِئُواْ وَالعِلْمُ.. مَا العِلْمُ ؟ "اِقْرَأْ" أَيْقَظَتْ أُمَماً لَمَّا إِلَى ظِلِّهَا خَوْفَ الرَّدَى الْتَجَأُواْ وَقَوْمُنَا - يَا رَسُولَ الله - قَارِئُهَا أُمِّيُّ عَقْلٍ.. وَأَهْلُ العَقَلِ مَا قَرَأُوا!! وَبَاطِلٌ مُشْرِقٌ فِي نَفْسِ صَاحِبِهِ يُضِيئُهُ عَالِمٌ بِالْحَقِّ مُنْطَفِئُ كَشَمْعَةٍ فِي يَدَيْ لِصٍّ يَصِيدُ بِهَا وَضَوْؤُهَا الضَّوْءُ.. لَكِنْ فِعْلُهَا خَطَأُ أَرَى الْمَدَائِحَ لاَ تَرْوِي حِكَايَتَنَا فَمَا ادِّعَائِي وَخَلْفِي مَا رَوَى النَّبَأُ؟ وَمَا الْمَدِيحُ إذَا مَا القَوْلُ قَوْلُ هُدىً وَالفِعْلُ يَهْجُو.. فَيَحْكِي فِعْلَ مَنْ صَبَأُوا؟ وَالشِّعْرُ فِي أُمَّتِي إِنْ صَامَ لَيْسَ سِوَى نَصْلٍ بِهِ الشُّعَرَا جُرْحاً لَهَا نَكَأُوا هَذَا قَصِيدِي حَدَانِي خَلْفَ أَدْمُعِهِ شَوْقٌ إِلَيْكَ مَتَى تُهْدَى بِكُمْ سَبَأُ؟ مَتَى يَؤُوبُ إِلَى الإِسْلاَمِ شِيعَتُهُ وَيُشْتَرَى العَقْلُ بِالْخَمْرِ التِي سَبَأُوا مَتَى سَتُبْعَثُ فِي أَلْبَابِ طَائِفَةٍ مُذْ خَالَفُواْ هَدْيَكَ الوَضَّاءَ مَا هَدَأُواْ مَتَى يُهَاجِرُ أَهْلِي مِنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِلَى الْهُدَى فَيَلِي مَرْعَاهُمُ الكَلأُ يَا أَيُّهَا الغَيْثُ.. جُدْ.. فَالْمُسْلِمُونَ قَضَواْ عَنْ مَخْرَجِ التِّيهِ قَدْ أَعْمَاهُمُ الظَّمَأُ إِلَيْكَ أَلْجَأُ أَسْتَسْقِي نَدَاكَ هُدىً مُهَاجِراً مَنْ إِلَى أَهْوَائِهِمْ لَجَأُواْ وَفَوْقَ ظَهْرِي ذُنُوبُ الْمُسْلِمِينَ هَوَتْ يَنُوءُ عَقْلِي بِهَا.. وَالقَوْمُ مَا عَبَأُواْ أَجُرُّ ثَوْبَ افْتِقَارِي حَوْلَ حَوْضِكَ.. هَلْ مِنْ شَرْبَةٍ مِنْ هُدىً يُجْلَى بِهَا الصَّدَأُ؟ يَا سَيِّدَ الرُّسْلِ.. أَبْرِئْ أُمَّتِي لِتَرَى دَرْباً إلَى العِزِّ يُشْقِي مَنْ بِهَا هَزئُواْ يَا شَمْسُ.. فَلْتُشْرِقِي فِي لَيْلِ ذِلَّتِنَا كَيْ يَسْتَحِيلَ لِصُبْحٍ لَيْسَ يَنْطَفِئُ يَا بَدْرُ دُلَّ نُهَى السَّارِينَ فِي ظُلَمٍ عَلَى الصُّوَى.. فَمَنَارُ الْهَدْيِ مُنْكَفِئُ يَا نُورُ.. أَنْتَ وُضُوءُ العَالَمِينَ.. وَمَا صَحَّتْ صَلاَةٌ إذَا مَا القَوْمُ مَا وَضِئُواْ كُنْتَ الضِّيَاءَ.. فَمَنْ لِلْهَدْيِ إنْ غَرَبَتْ شَمْسٌ.. وَمَنْ لِلُصُوصِ اللَّيْلِ إنْ طَرَأُواْ ضَاءَ الطَّرِيقَ نُجُومُ الصَّحْبِ بَعْدَكَ يا شَمْسَ الزَّمَانِ.. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنِ انْطَفَأُواْ وَقَدْ تَرَكْتَ لَنَا القُرْآنَ شَمْسَ هُدىً لاَ يَنْطَفِي نُورُهُ عَنْ حَيِّ مَنْ قَرَأُواْ مَتَى سَيَفْتَحُ أَهْلُونَا مَصَاحِفَهُمْ لِيُبْصِرُواْ؟!! يَا رَسُولَ اللهِ.. كَمْ نَسَأُوا !! وَكَيْفَ يَطْمَعُ فِي مَنْ حَظُّ أَسْهِمِهِ ظَبْيٌ لِيُطْعِمَهُ – مَنْ حَظُّهُ الفَرَأُ؟؟ عبدالحميد محمد العمري
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|