|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
أنواع الطب النبوي
الحمد لله الذي وسع كلَّ شيء رحمةً وعلمًا، وأسبَغ على عباده نعمًا لا تُعدُّ ولا تُحصَى، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد، الذي أرسله ربُّه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
قال عامر الشعبي رحمه الله: قيل لعائشة رضي الله عنها: يا أمَّ المؤمنين، هذا القرآنُ تلقيتِه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الحلال والحرام، وهذا الشعر والنسب والأخبار سمعتها من أبيك وغيره؛ فما بال الطب؟ قالتْ: كانت الوفود تأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فلا يزال الرجل يشكو علَّةً، فيسأله عن دوائها، فيُخبره بذلك، فحفظتُ ما كان يصفه لهم وفَهِمْته؛ (سير أعلام النبلاء - للذهبي - ج2 - ص197). سوف نتحدَّث - بإيجاز - عن بعض أنواع الطبِّ النبويِّ. العلاج بالحبَّة السوداء: روى البخاري عن عائشة أنها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ هذه الحبَّة السوداء شفاءٌ مِن كلِّ داء إلا مِن السام))، قلتُ: وما السام؟ قال: ((الموت))؛ (البخاري حديث: 5687). تسمَّى الحبَّة السوداء بأسماء عديدة، منها: حبَّة البركة، الكمون الأسود، والكون الهندي؛ (زاد المعاد لابن القيم ج4 ص347). فوائد الحبَّة السوداء: إنَّ للحبة السوداء فوائدَ كثيرةً ذَكَرَها العلماء، ويمكن أن نوجزَها فيما يلي: 1- إذا طحنت بخلٍّ، وطلي به البرص والبهامة الأسود وقشرة الرأس، بَرَأَ بإذن الله. 2- إذا دُقَّت وعجنت بعسل النحل وشُربت بالماء الحار أذابت الحصاة التي تكون في الكليتين والمثانة. 3- إذا شربت عدَّة أيام ساعدتْ على در البول والحيض واللبَن. 4- إذا سخنت بالخل، وطلي بها على البطن، ***ت حب القرع، وهي ديدان تكون في البطن. 5- إذا عجنت بماء الحنظل الرطب، أو المطبوخ، ساعدتْ على إخراج الدود. 6- إذا دقَّت وربطت بخرقة مِن كتان واستمرَّ الإنسان في شمِّها نفعت مِن الزُّكام. 7- إذا طبخت بخلٍّ وتمضمض بها، نفعتْ مِن وجع الأسنان الكائن عن البرد. 8- إذا شرب منها مقدار مثقال بماء، نفعتْ في علاج ضيق التنفُّس. 9- تستخدم في علاج البلغم. 10- زيت حبَّة البركة ينفع في علاج الصداع. 11- مجففة لبلة المعدة ورطوبتها. 12- إذا دهن بزيتها نفع لعلاج داء الحيَّة. 13- إذا ضُمِّدَ به مع الخلِّ قلَع البثور والجرَب المتقرِّح، وحلَّل الأورام البلغمية المزمنة والأورام الصُّلبة. 14- إذا سحقت وخُلِطَت بدهن الحبَّة الخضراء، وقطر منها في الأذن ثلاث قطرات، نفعت مِن البرد العارض فيها والريح والسدَد. 15- إذا طحنتْ وقليتْ ثم نقعت في زيت، وقطر منها في الأنف ثلاث قطرات أو أربع، نفعت من الزكام العارض الذي يصاحبه عطاسٌ كثير. 16- إذا طحنت ووضع منها في الأنف، نفعت من ابتداء الماء العارض في العين. 17- زيتها يساعد في علاج اللَّقْوة، وهي اعوجاج في الفم، أو شلل العصب الوجهيِّ وميله إلى جهة غير طبيعيَّة، وسببه التشنُّج. 18- إذا وضع زيت حبَّة البركة في الأنف، نفع في علاج الفالج، وهو استرخاء لأحد شقَّي البدن، ويساعد أيضًا في علاج الكُزاز، وهو مرض نتيجة شدة البرد؛ (زاد المعاد لابن القيم ج4 ص297: ص300). العلاج بعسل النحل: يقول الله تعالى: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 68، 69]. قال ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69] ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلافِ مراعيها ومأكلها منها، وقوله: ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69]: أي في العسل شفاء للناس مِن أدواء تَعرِض لهم؛ قال بعض مَن تكلَّم على الطبي النبوي: لو قال: فيه الشفاء للناس، لكان دواءً لكلِّ داء، ولكن قال: فيه شفاء للناس؛ أي: يصلح لكلِّ أحد مِن أدواء باردة، فإنَّه حار، والشيء يداوى بضدِّه؛ (تفسير ابن كثير ج8 ص325: ص326). روى البخاري عن ابن عباس، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الشفاء في ثلاثة؛ في شرطة محجم، أو شَربة عسلٍ، أو كية بنار، وأنا أنهى أمَّتي عن الكيِّ))؛ (البخاري حديث 5681). روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ أخي استطلق بطنه (أصابه إسهال)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسقِه عسلًا))، فسقاه، ثم جاءه فقال: إني سقيتُه عسلًا فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة، فقال: ((اسقه عسلًا))، فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صَدَقَ الله، وكذب بطن أخيك))، فسقاه فَبَرَأ؛ (مسلم حديث 2217). قال ابن كثير: قال بعض العلماء بالطب: كان هذا الرجل عنده فضلات، فلمَّا سقاه عسلًا وهو حار تحلَّلتْ، فأسرعت في الاندفاع، فزاد إسهاله، فاعتقد الأعرابيُّ أنَّ هذا يضرُّه وهو مصلحة لأخيه، ثم سقاه فازداد التحليل والدفع، ثم سقاه فكذلك، فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرَّة بالبدن استمسك بطنه، وصلح مزاجه، واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته عليه من ربِّه أفضل الصلاة والسلام؛ (تفسير ابن كثير ج - 8 ص - 326). فوائد عسل النحل: إنَّ لعسل النحل فوائدَ كثيرةً، ذَكَرَها أهلُ العلم، يمكن أن نجملها فيما يلي: 1- العسل فيه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها. 2- يدفع الفضلات ويغسل خمل المعدة ويسخنها تسخينًا معتدلًا. 3- يفتح أفواه العروق، ويشدُّ المعدة والكبد والكلى والمثانة والمنافذ. 4- فيه تحليل للرطوبات، أكلًا وطلاءً وتغذيةً. 5- حافظ لقوى المعاجين، ومذهب لكيفية الأدوية الكريهة. 6- فيه تنقية للكبد والصدر. 7- العسل فيه إدرار للبول والطمث. 8- إذا شرب حارًّا بدهن الورد، نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون. 9- إذا شرب وحده ممزوجًا بماء نفع من عضة الكلب. 10- إذا وضع اللحم الطري في عسل النحل، حفظ طراوته ثلاثة أشهر. 11- إذا وضعت فيه الفاكهة يحفظها ستة أشهر. 12- إذا أضيف إليه الخل نفع أصحاب الصفراء. 13- يحفظ جثث الموتى، ويسمَّى: الحافظ الأمين. 14- العسل غذاء مِن الأغذية، ودواء من الأدوية، وشراب من الأشربة. 15- إذا دهن به البدن المقمل والشعر، *** القمل والصئبان، وطوَّل الشَّعر وحسَّنه ونعَّمه. 16- إذا أكحل به العين، جلا ظلمة البصر. 17- إذا اسْتُنَّ به بيض الأسنان وصقلها، وحفظ صحَّتها وصحَّة اللثة. 18- إذا شرب منه على الريق أذهب البلغم. 19- كان الأطباء القدامى يعتمدون عليه في الأدوية المركَّبة، ولا ذكر للسكر في كتُبِهم ولا يعرفونه. 20- العسل مأمون الغائلة، قليل المضار؛ (زاد المعاد ج4 – ص33: 34). العلاج بالحجامة: روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه، أنه سئل عن أجر الحجَّام، فقال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه فخفَّفوا عنه، وقال: ((إنَّ أمثل ما تداويتم به الحجامة والقُسْطُ البحري))؛ (البخاري حديث 5696/ مسلم حديث 1577). روى البخاري عن ابن عباس: احتجم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم مِن وجعٍ كان به؛ (البخاري حديث 5700). طريقة الحجامة: الحجامة هي: عمل خدوش بسيطة جدًّا على سطح الجلد في أماكنَ معينةٍ لإخراج التجمُّعات الدمويَّة بطريقة معقَّمة ومطهَّرة، ويقوم بها أهل الخبرة مِن الأطباء وغيرهم. فوائد الحجامة: إنَّ للحجامة فوائدَ كثيرةً، يمكن أن نذكر بعضًا منها: 1- الحجامة على الكاهل (وهي الفقرة السابعة من الفقرات العنقية) تنفع مِن وجع المنكب والحلق. 2- الحجامة على الأخدعين (وهي ما بين الأذنين، أو على القفا عند منبت الشعر، أو على جانبي الرَّقبة) تنفع من أمراض الرأس والوجه كالأذنين والعينين والأسنان والأنف والحَلْق. 3- الحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقِّي الرأس. 4- الحجامة على ظهر القدم تنفع من قروح الفخذين والساقين وانقطاع الطمث والحكَّة العارضة في الأنثيين. 5- الحجامة على أسفل الصدر نافعة من دمامل الفخذ وجربه وبثوره، ومن النقرس والبواسير وداء الفيل وحكة الظهر، ومحل ذلك كلِّه إذا كان عن دم هائج وصادف وقت الاحتياج إليه. 6- الحجامة على المقعدة تنفع الأمعاء وفساد الحيض؛ (زاد المعاد لابن القيم ج4 - ص55: ص58)؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج10 - ص161). العلاج بالعود الهندي: روى البخاري عن أمِّ قيس بنت مِحصَن، قالتْ: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((عليكم بهذا العود الهندي؛ فإنَّ فيه سبعةَ أشفية: يُسْتَعَطُ به مِن العُذْرة، ويُلَدّ به مِن ذات الجنب))؛ (البخاري حديث 5692). • العذرة: وجع في الحلق، وهو الذي يسمَّى: سقوط اللهاة؛ (فتح الباري ج10 - ص177). • ذات الجنب: ورم حار يعرض في نواحي الجنب في الغشاء المستبطن للأضلاع؛ (زاد المعاد ج4 - ص81). • اللد: صب الدواء في أحد جانبي فم المريض؛ (فتح الباري ج10 - ص176). روى البخاري عن أنس، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ أمثل ما تداويتم به الحجامة والقُسط البحري))؛ (البخاري حديث 5696). القسط: يعرف عند العطَّارين بعود القسط، وهو نوعان: هندي وهو أسود، وبحري وهو أبيض، والهندي أشدهما حرارةً؛ (فتح الباري ج10 - ص156). قال ابن القيم رحمه الله - عند الحديث عن العود البحري والهندي -: هما حاران يابسان في الثالثة ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربَا نفعَا من ضعف الكبد والمعدة ومِن بردهما، ومِن حُمّى الدور والربع، وقطعَا وجَع الجنب، ونفعا مِن السموم، وإذا طُلي به الوجه معجونًا بالماء والعسل قَلَع الكلَف؛ (زاد المعاد - لابن القيم - ج4 ص354). العلاج بالتلبينة: روى البخاريُّ عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانتْ تأمر بالتلبين للمريض وللمحزون على الهالك، وكانتْ تقول: إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ التلبينة تجم فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن))؛ (البخاري حديث 5689). تجم فوائد المريض: تريح قلبه، وتزيل عنه الهمَّ وتنشِّطه؛ (فتح الباري ج10 - ص154). التلبينة: حساء (أي شربة) يتخذ مِن دقيق الشعير بنخالته، وسميتْ تلبينة لشبهها باللبن لبياضها ورقَّتها؛ (زاد المعاد لابن القيم - ج4 - ص120). فوائد التلبينة: قال ابن القيم رحمه الله: إنَّ قوى الحزين تضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصةً لتقليل الغذاء، وهذا الحساء يرطِّبها ويقويها ويغذِّيها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، لكن المريض كثيرًا ما يجتمع في معدته خلط مراري، أو بلغمي، أو صديدي، وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة ويسروه ويحدره ويميعه، ويعدل كيفيته، ويكسر سورته؛ فيريحها، ولا سيما لمَن عادته الاغتذاء بخُبز الشعير؛ (زاد المعاد لابن القيم، ج4 - ص121). قال الموفق البغدادي رحمه الله: إذا شئتَ معرفةَ منافع التلبينة فاعرفْ منافع ماء الشعير، ولا سيما إذا كان نخالة؛ فإنه يجلو وينفذ بسرعة، ويغذِّي غذاءً لطيفًا، وإذا شرب حارًّا كان أجلى وأقوى نفوذًا، وأنمى للحرارة الغريزية، قال: والمراد بالفؤاد - في الحديث - رأس المعدة؛ فإنَّ فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصةً لتقليل الغذاء، والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، لكن المريض كثيرًا ما يجتمع في معدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي، وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة؛ (فتح الباري لابن حجر ج10 - ص155). العلاج بألبان وأبوال الإبل الصحراوية: الإبل الصحراوية: هي الإبل التي تعيش على النباتات والحشائش البريَّة، وتسقى بماء المطر. روي الشيخان عن أنس رضي الله عنه، قال: قدم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم نفر مِن عُكْل فأسلموا، فاجْتَووا المدينة، فأمَرَهم أن يأتوا إبلَ الصدقة فيشربوا مِن أبوالها وألبانها، ففعلوا، فصحُّوا، فارتدوا و***وا رعاتها، واستاقوا الإبل، فبعث في آثارهم فأتي بهم، فقطَّع أيديهم وأرجلهم، وسمَلَ أعينهم، ثم لم يَحْسِمْهم حتى ماتوا؛ (البخاري حديث 6804/ مسلم حديث1671). • الحسم: أي الكي بالنار لينقطع الدم! لقد كان هؤلاء النفر مصابين بمرض الاستسقاء؛ وذلك لما رواه النسائي عن أنس بن مالك، قال: فاجتووا المدينة حتى اصفرَّت ألوانهم، وعظمتْ بُطونهم؛ (حديث صحيح؛ صحيح النسائي، للألباني ج3 - ص87). الاستسقاء: مرض يتميَّز بانتفاخ البطن نتيجة تجمُّع غير طبيعيٍّ للسوائل في التجويف البريتوني، وتزيد علاماته كلما زادت كمية السوائل المتجمعة، وأسباب مرض الاستسقاء عديدة منها: تليُّف الكبد نتيجة البلهارسيا وهبوط القلب أو الدرن البريتوني، والسل وغير ذلك؛ (الطب النبوي، لابن القيم، بتحقيق قلعجي ص115). قال ابن القيم رحمه الله: الاستسقاء مرض ماديٌّ سببه مادة غريبة باردة تتخلَّل الأعضاء فتربو لها، إمَّا الأعضاء الظاهرة كلها، وإمَّا المواضع الخالية من النواحي التي فيها تدبير الغذاء والأخلاط، وأقسامه ثلاثة: لحمي وهو أصعبها، وزقي وطبلي، ولما كانت الأدوية المحتاج إليها في علاجه هي الأدوية الجالبة التي فيها إطلاق معتدل، وإدرار بحسب الحاجة، وهذه الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها؛ أمَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم بشربها؛ فإنَّ في لبن اللقاح جلاءً وتليينًا، وإدرارًا وتلطيفًا، وتفتيحًا للسدد؛ إذ كان أكثر رعيها الشيح والقيصوم والبابونج والأقحوان والإذخر، وغير ذلك من الأدوية النافعة للاستسقاء، وهذا المرض لا يكون إلا مع آفةٍ في الكبد خاصة، أو مع مشاركة وأكثرها عن السدد فيها، ولبن اللقاح العربية نافع من السدد؛ لما فيه مِن التفتيح والمنافع المذكورة؛ (زاد المعاد لابن القيم ج4 - ص46: ص48). ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة؛ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]. كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين الشيخ صلاح نجيب الدق
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
شكرا جزيلا لك اخى الكريم وجزاكم الله كل خير
|
#3
|
||||
|
||||
بارك الله فيك
|
#4
|
|||
|
|||
احسنت
احسنت بارك الله فيك
|
العلامات المرجعية |
|
|