اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2015, 03:11 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي مسلمو أوجادين.. بأي ذنب تُركوا؟ ( تقرير )

مسلمو أوجادين.. بأي ذنب تُركوا؟ ( تقرير )


في هذا التقرير تذكير فقط بحال قوم من المسلمين قَلّ أن يذكرهم أحد أو يلتفت إليهم، وما أكثر ما تغيب مأساتهم عن أذهان إخوانهم المسلمين في أنحاء الأرض. بل إنهم أكثر تغيّباً من غيرهم من المسلمين الذين يعيشون أوضاعاً مشابهة.
ومن هنا تزداد معاناة مسلمي إقليم أوجادين المحتل منذ مائة عام أو يزيد.. والمأساة الكبرى والأكثر غرابة هي تجاهل العالم الإسلامي مع سبق الإصرار والترصد.. وهو أمر لم يحدث مع أي قضية من هذا النوع، ولم نجد لذلك تفسيراً يوضح هذا الصمت الغريب.
وخوفاً من الوقوع في ما وقع فيه غيرنا خصصنا هذا التقرير للحديث عن مسلمي أوجادين دفعاً للنسيان ومعرفة إلى ربنا.
تعريف بالإقليم
يعرف الصومال الغربي في بعض الكتابات بإقليم "أوجادين" حسب التسمية الاستعمارية، أو بالإقليم الخامس حسب التقسيم الإداري الإثيوبي، وقد ضم هذا الجزء إلى إثيوبيا منذ 1954م.
ويضم هذا الإقليم قبائل صومالية من نفس تلك التي تسكن جمهورية الصومال. ويعتبر الإقليم منشأً للتوترات السياسية بين الحكومات الصومالية والإثيوبية المتعاقبة منذ استقلال الجمهورية الصومالية التي كانت تعمل على استعادته من إثيوبيا.
وقد شهد أ*** الحروب في عام ١٩٧٧م عندما حمل سكان الإقليم السلاح تحت قيادة (جبهة تحرير الصومال الغربي) في وجه الجيش الإثيوبي بعد سقوط الإمبراطور هيلا سيلاسي بدعم من نظام الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري الذي أراد إقامة ما يعرف بالصومال الكبير.
واحتل مسلحو الجبهة والجيش الصومالي معظم الإقليم، غير أن إثيوبيا في عهد الرئيس منغستو هيلا ماريام وبدعم من كوبا والاتحاد السوفييتي السابق قامت عام ١٩٧٨م باستعادة السيطرة على الإقليم وهزمت الجيش الصومالي، كما دعمت في نفس الوقت مسلحي أرض الصومال المنتمين إلى الحركة الوطنية الصومالية وسمحت لهم بإقامة معسكرات على أراضيها.
وخلق فشل المشروع الوحدوي بهزيمة الصومال مشروعاً جديداً لدى الصوماليين في إثيوبيا وهو إقامة كيان مستقل عن كل من إثيوبيا والصومال.
وقامت كبرى العشائر الصومالية الإثيوبية "أوجادين" بتأسيس ما يسمى حركة تحرير أوجادين، مما أدى إلى تحفظ العشائر الأخرى على التسمية بحجة أنها توحي بتبعية الإقليم الصومالي كله لعشيرة أوجادين، وبالتالي فإن كل المنخرطين في حركة تحرير أوجادين ينحدرون من نفس العشيرة.
ورفض بعض العشائر مناصرة الحركة، بل فضلت البقاء ضمن الفدرالية الإثيوبية على الاستقلال والتسمي بأوجادين وإعطاء القيادة للعشيرة.
ويكمن مصدر الخلاف بين العشائر الصومالية حسب بعض المراقبين في عدم رغبة عشيرة أوجادين في تسمية الحركة بعبارة ترضي العشائر الأخرى وتزيل شبهة هيمنة عشيرة أوجادين على الحركة من جهة، واعتقاد عشيرة أوجادين أنها على الرغم من كونها كبرى العشائر الصومالية فإنها لم تحظ بالمكانة التي تستحقها من جهة أخرى.
وبعد هزيمة الصومال عام 1978م في إقليم أوجادين عمت البلاد اضطرابات مثلت مقدمة للانقلاب على بري وإنهاء حكمه عام 1991م، ثم دخلت الدولة في حرب أهلية، ومنذ أواسط الثمانينيات والصومال وإثيوبيا يحتضنان ويدعمان القوى المعارضة لنظام البلد الآخر.
مدلولات الكلمة
لكلمة (أوجادين) مدلولان، أحدهما جغرافي وآخر عشائري:
- يشير المدلول العشائري إلى عشيرة أوجادين، وهي غير مرتبطة بهذا المدلول في الحدود الجغرافية، إذ نجدها موزعة بين كل من إثيوبيا وكينيا والصومال.
فالصوماليون الإثيوبيون ينحدرون من عشائر صومالية عدة أكبرها عشيرة أوجادين، ثم تأتي عشائر أخرى كعشيرة عيسى وجِدواق وإسّاق وغدبورسي وهوِّيّا، ولا توجد عشيرة في الصومال إلا ولها امتداد في إثيوبيا، فهي موطن أصلي لبعض العشائر الصومالية كأوجادين التي يقطن معظم أفرادها إثيوبيا، أما بعض العشائر كهوِّيّا وإساق فلهم وجود في إثيوبيا على الرغم من أن معظمهم يقطن في الصومال.
- أما المدلول الجغرافي فيشير إلى الجزء الذي تقطنه عشيرة أوجادين في الإقليم الصومالي في إثيوبيا، فهو إذن لا يدل على الإقليم الصومالي الإثيوبي بأكمله.
وشعب أوجادين مسلم عربي الانتماء، ومعظمهم يتكلم اللغة العربية، ويقبلون على تعلُمها بنهم كبير، ونقل صاحب كتاب (مائة يوم مع ثوار إقليم أوجادين) - أحمد أبي سعدة - عن أحد المشايخ في منطقة (قلافو) قوله: "إن من لا يتعلم اللغة العربية يعتبر ناقص العقل والدين..".. وقد نهضت جماعة من أبناء الإقليم للدفاع عن أرضهم ضد الاحتلال الإثيوبي، ومن أبرز هؤلاء المقاومين (الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين).
الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين
هي جماعة مسلحة تطالب بانفصال إقليم أوجادين عن إثيوبيا، وتعتبر الجبهة أن الإقليم - الذي يصنف إقليماً خامساً حسب التقسيم الإداري الإثيوبي - أرض تحتلها إثيوبيا التي ضمت هذا الإقليم عام 1954م.
وقد أسس هذه الجبهة - عام 1984م - أفراد كانوا منخرطين في جماعات سابقة لتحرير أوجادين، سعياً للحصول على حكم ذاتي لمنطقة أوجادين الحدودية مع الصومال.
والجبهة تعتبر امتداداً لـ(جبهة تحرير الصومال الغربي) التي تشكلت عام 1960م، ولكنها انتهت بعد هزيمتها عام 1978م في الحرب التي قادتها ضد إثيوبيا عام 1977م لتحرير إقليم أوجادين وإقامة ما يعرف بالصومال الكبير.
وشهد الإقليم عدداً من الهجمات المتفرقة في إطار الصراع المديد عليه بين الحكومة الإثيوبية والمتمردين من الجبهة.
وتصف حكومة أديس أبابا الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين "بالمجموعة الإرهابية" و"الجناح الإرهابي التابع لجبهة التدمير بقيادة الحكومة الإريترية" الأمر الذي تنفيه أسمرا بشدة، وتطالب الحكومة الإثيوبية من الولايات المتحدة الأمريكية إدراج الجبهة ضمن لائحة "المنظمات الإرهابية"، وهو ما ترفضه واشنطن.
وعقب اكتشاف النفط والغاز في الإقليم أكدت الجبهة في أبريل 2006م أنها لن "تتساهل" حيال أي عملية تنقيب عن النفط في منطقة أوجادين طالما "لم يتم إقرار الحق الأساسي في تقرير المصير"، وحذرت الشركات الأجنبية من الاستثمار في ولاية أوجادين والعمل مع الحكومة الإثيوبية لاستغلال مواردها الطبيعية، ودعت الشركات إلى "وقف أي التزام أساسي مع الحكومة الإثيوبية".
وفي أبريل 2007م شن 200 مسلح من الجبهة هجوماً على حقل نفط يعمل فيه خبراء صينيون في إقليم أوجادين؛ مما أدى إلى م*** 74 شخصاً واختطاف سبعة من العاملين الصينيين بالموقع.
وقد اتهمت وزارة الإعلام الإثيوبية الجبهة بارتكاب "أعمال إرهابية مريعة، في إطار مؤامرة تشرف عليها الحكومة في أسمرا".
وبدورها اتهمت الجبهة حكومة أديس أبابا بارتكاب أعمال إرهابية ضد شعب أوجادين، وكانت الجبهة قد طالبت منظمات حقوق الإنسان العالمية بالتدخل في الإقليم ووقف الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان فيه.
قرن منالمآسي
وقع القرن الأفريقي تحت وطأة الاحتلال الأوروبي منذ القرن التاسع عشر الميلادي، فقد احتلت بريطانيا الإقليم الشمالي من الصومال، وفرنسا الجزء الذي سمي بالساحل الصومالي الفرنسي، وإيطاليا الجزء الجنوبي من الأراضي الصومالية وأرتريا.
وحينما قامت الحرب العالمية الثانية، استطاعت إيطاليا أن تحتل الصومال البريطاني عام 1359هـ -1940م، إلا أن بريطانيا استطاعت أن تُلْحِق هزيمة كبيرة بإيطاليا عام 1360هـ - 1941م. وتمكنت من احتلال الصومال الإيطالي. وفي عام 1368هـ - 1948م، استطاعت أثيوبيا أن تُعيد سيطرتها على أوجادين.
وكان إقليم أوجادين موضع تنافس بينهم، رغم أن إيطاليا حاولت غزوه وعرفت هذه الغزوة بحملة الكونت بورو وقد أبيدت قوات الغزو هذه في جلديسيا قرب هرر ولم تكن إثيوبيا بعيدة عما يجري في المنطقة، بل إن الملك منليك كان يتابع كل التطورات التي كانت تجري في المنطقة عن طريق أصدقائه الأوروبيين والمرتبطين معه دينياً، هؤلاء الأصدقاء العملاء كانوا يقيمون في مدينة هرر بصفة تجار؟، بينما كانت مهمتهم التمهيد للقوات الاستعمارية لاحتلال الإقليم.
وقد استغل الملك الإثيوبي (منليك) التنافس القائم بين الدول الاستعمارية الثلاث (بريطانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا) على إقليم أوجادين ومدينة هرر، حيث كانت هذه المدينة تتمتع بموقع تجاري وإستراتيجي وكانت كل دولة من هذه الدول الاستعمارية تسعى للانفراد بالإقليم وخاصة بريطانيا لأنها هي الدولة المستعمرة للإقليم، وهي التي أوحت وأشرفت على جلاء المصريين منه في أوائل عام 1885م كما أن بريطانيا هي التي نصبت الأمير عبدالله ابن أمير هرر السابق أميراً على المدينتين حتى يقوم بأخذ الأسلحة من سكان منطقة هرر، وحصل ملك إثيوبيا منليك على أسلحة فرنسية بكميات كبيرة.
وفي عام 1954م قام الاحتلال البريطاني بتسليم إقليم أوجادين الصومالي إلى إثيوبيا، وهي سياسة بريطانية اعتادت عليها في مستعمراتها بعد أن تخرج منها؛ حيث ترتكز على مبدأ (فرق تسد)؛ نكاية بأصحاب الأرض المحررة الذي يقاومونها، وخوفاً من نجاح أي محاولة توحيد بين أجزاء العالم الإسلامي.
وهي بهذا التصرف تحاول أن تضمن بقاء الصراع بين أبناء الأرض المحررة، أو خلق بؤر صراع مع المناطق والدول المجاورة.
وقد نجحت بريطانيا في زيادة حدة التصادم والعداء التاريخي بين إثيوبيا والصومال عندما سلمت أوجادين لإثيوبيا ولم تعيده لأصله (الصومال)، وتركت هذين البلدين يتقاتلان على هذا الإقليم.
فق حاول الصوماليون استعادة إقليم أوجادين بعد استقلال الصومال وتكوين الجمهورية الصومالية، فقامت القوات الصومالية في عامي 1398هـ- 1977م و1399هـ - 1978م بالسيطرة على معظم إقليم أوجادين، إلا أن القوات الصومالية أُجبرت على الانسحاب نتيجة لظروف دولية، ومساندة بعض القوى الكبرى لأثيوبيا.
وحرصاً على عدم مطالبة الصومال بإقليمه المحتل أو السعي نحو تحريره تسعى إثيوبيا دائماً في تغذية الصراع الصومالي الداخلي وزيادة اشتعال نيرانه سواء بدعمها لبعض أطراف الصراع أو المشاركة الفعلية المباشرة في الحرب الأهلية الصومالية عبر القيام باحتلال البلاد.
ونُقل عن الرئيس الإثيوبي الأسبق منجستو هيلا مريم - يوم فراره من أديس أبابا عند الإطاحة بحكومته - قولُه: "لو كان لشعب إثيوبيا بقية عقل وإدراك لعرفوا أن لي فضلاً كبيراً عليهم؛ لقد نجحت في تفكيك الدولة العدوة لهم وهي الصومال".
ولازال الوضع المأساوي - الذي يعيشه شعب أوجادين – مستمراً منذ أول محاولة احتلال حبشي عام 1887م.. ففي هذه الفترة الطويلة أصبح الإقليم ساحة شاسعة للحروب الدموية المتواصلة، هذه المأساة أحدثت أوضاعاً زادت آلامه وعمقت جراحه، فال*** وهدم المدن وإحراق القرى.. وتهجير ناسه هي الصفة الأساسية والأولى من سمات الاحتلال الإثيوبي لإقليم أوجادين ورغم كل ذلك لم تستطع إثيوبيا فرض احتلالها، بالرغم مما بذلته وتبذله من جهد عسكري وسياسي، حسب وصف أحمد أبي سعدة.. هذا الجهد المدعوم أمريكياً وإسرائيلياً وأوروبياً وكنائسياً غربياً.
ويعتمد شعب إقليم أوجادين في حلّ مشكلاته الاجتماعية التي تواجهه في حياته على التقاليد المعروفة المتبعة لديه، وخاصة التقاليد الموروثة عن الشريعة الإسلامية.
ومنذ استيلاء إثيوبيا على أرض الإقليم تقوم السلطة الاستعمارية بارتكاب أنواع من الظلم والبطش.. فقد ذكر أبو سعدة أن احتلال إثيوبيا لإقليم أوجادين تم بطريقة تختلف عن الطرق المتبعة لدى الدول الاستعمارية الغربية الأوروبية، إذ كان الاحتلال الحبشي يستخدم الجراثيم الوبائية ضد شعب الإقليم، وقد راحت ضحيته أعداد كثيرة من سكان الإقليم، بالإضافة إلى نشرها لوباء المواشي وبهذه الطريقة الخبيثة استطاعت إثيوبيا احتلال الإقليم.
وبعد أن تمكنت إثيوبيا من احتلال الإقليم، قامت بمصادرة الأراضي من مالكيها في أكثر المناطق وإعطائها للإثيوبيين.
وفرض على زوجات العرب المسلمين أن يخدمن زوجات الإثيوبيين في الأعمال المنزلية، وظل ذلك معمولاً به إلى أن احتلت إيطالية الحبشة.
ويعد الإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي من أكثر الحكام بطشاً بالمسلمين هناك، وقد عرف عنه يهوديته وكان يفخر أن من بين ألقابه "أسد يهوذا وسبط يهوذا".
وقد دأب هذا الطاغية – منذ توليه العرش - سنة 1930م - على تنفيذ خطة جهنمية لإبادة المسلمين وابتلاع ديارهم والقضاء على الإسلام في الحبشة وما حولها من معاقل الإسلام. فقد ادعى أن الإسلام "دخيل على الحبشة".
وبناء على ذلك نفذ الطاغية عدداً من المجازر بحق المسلمين كمجزرة (القرافي) في مقاطعة القرافي المسلمة، وم***ة (قبائل رايا) بالتعاون مع الاحتلال البريطاني، وم***ة (سلطنة أوسا)، وقرية جرسم، ومجزرة (داوي) وهي منطقة مسلمة كانت قبلة العلوم الإسلامية في الحبشة.. ولم تكن منطقة هرر في أوجادين ببعيدة عن بطش الطاغية فقد أوقع في حق أهلها م***ة - عام 1947م - استمرت ثلاثة أيام متوالية.
وعلى نفس المنوال قامت حكومات إثيوبيا المتعاقبة بتغيير المساجد وحولتها مكاتب عامة أو كنائس، كما حدث في مدينة هرر حيث هدمت الجامع الكبير وبنت مكانه كنيسة، وأصبحت جميع أوقاف الجامع تابعة للكنيسة.
ومارست الأنظمة التي تعاقبت على الحبشة كافة عمليات الاضطهاد ضد شعب أوجادين وفي كافة المناطق.. وقد أقفلت المناطق التاريخية والسياحية أمام السياح ومنعت الأجانب من زيارتها إلا الخبراء الإسرائيليين؛ لما بين الجانبين من مصالح مشتركة تضر بالعرب والمسلمين .
الطواطؤ الغربي ضد مسلمي أوجادين
بعد أن سلمت بريطانيا الإقليم لغير أصحابه (إثيوبيا) وأيقظت فتنة أخرى في منطقة القرن الأفريقي، تواطأ الغرب على إبقاء هذه الفتنة ووقف سداً أمام جهود تحرير أوجادين.. حيث تعاون مع إثيوبيا ضد استعادة الصومال لأراضيه، ثم إبقاء دائرة الحرب الأهلية الصومالية تدور إلى الآن.
أيضاً عمل على إبعاد قضية أوجادين عن أعين العالم؛ فغاب الإعلام العالمي ومعه العربي والإسلامي؛ كون العرب والمسلمين غالباً لا يلتفتون لقضايا بعضهم إلا إذا اهتم بها الإعلام الغربي.. مع وجود حالات استثنائية محدودة الجهد خافتة الصوت ضعيفة التأثير ما أسرع ما تزول عن أذهان الناس.. والغريب أن هذا الاستثناء معظمه غربي المصدر وليس عربياً إسلامياً.
ولمعرفة مدى التواطؤ العالمي والتغييب المتعمد الممارس ضد هذا الإقليم أنقل فقرات من مقالة لكاتب أمريكي يعرض فيها الوضع المأساوي للإقليم. والمقال في الأصل مقارنة بين اهتمام الغرب بدارفور وتجاهله أوجادين.
فقد ذكر الكاتب توم ماونتين العام الماضي - في موقع (كاونتر بونتش) الأمريكي وهو نشرة إخبارية سياسية نصف أسبوعية - أن مساعدات الإغاثة للصوماليين الذين يعيشون في إقليم أوجادين الإثيوبي قد تم إنهاؤها بصورة فعلية حاليًا في كافة أنحاء أوجادين تقريبًا منذ عدة سنوات، وذلك على الرغم من مرور البلاد بواحدة من أسوأ موجات الجفاف في التاريخ.
ومضت فرق الموت الإثيوبية - بتمويل عن طريق"الإعانات" الغربية- أكثر فترات العقد الماضي - في العمل على توسيع أعمال ال*** والفوضى في الأنحاء غير الحضرية من الإقليم. ومع استمرار طرد تقريبًا جميع أفراد اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة "أطباء بلا حدود"، لم تكن هناك سوى تغطية ضئيلة للغاية لهذه الإبادة الجماعية بوسائل الإعلام الغربية ناهيك عن أي فضح للدور الغربي في تمويل النظام الإثيوبي. ولك أن تقارن – يقول الكاتب- بين ذلك وبين اكتظاظ الإعلام الغربي بحملة "أنقذوا دارفور" الدعائية.
وقال: يتفق الجميع تقريبًا هنا في القرن الأفريقي - على الأقل هؤلاء البعيدين عن جدول المنح الغربية - على أن العدد الحقيقي لهؤلاء الذين فُقدوا خلال أعمال ال*** في غرب السودان يُقدر بعشرات الآلاف، وهو عدد مأساوي إلا أن ما يفوقه إلى حد بعيد هو ما حل بأولئك الذين يعانون في الصومال وأوجادين حيث لا تزال تدور رحى عمليات إبادة جماعية فعلية.
وقد تم إعلان الوضع الإنساني في الصومال - بينما لا يزال يعمل مسؤلو الإغاثة - أنه الأسوأ في العالم.. أما في إقليم أوجادين المجاو، فليس هناك ببساطة أية وكالات إغاثية - فيما عدا ما يوجد في قليل من البلدات - لتشهد بذلك ما هو في مثل سوء أو أسوأ على الأرجح مما عليه الصومال.
ويواصل قوله: وبينما يترسخ السلام ببطء في دارفور، فإنه في أوجادين ليس إلا ذكرى مفقودة منذ فترة طويلة. إن الحرب، والمجاعة، والمرض آفات تنتشر في أنحاء أوجادين وأصبحت وضعًا يمثل إلى حد كبير النمط السائد في المناطق الزراعية بإثيوبيا. وفي حين يجني الوكلاء الغربيون ملايين الدولارات بينما يروجون لشعارهم الأجوف "أنقذوا دارفور"، شهد السودانيون نمو السلام في البلاد. في المقابل فإن الإثيوبيين، الذين عانوا في ظل نظام يُعد أكبر متلق للمعونات الغربية في أفريقيا، لا يرون إلا مستقبل من الصراعات العرقية والدينية المتنامية، والأسوأ من ذلك، برامج نشطة للإبادة الجماعية.
والمشكلات المتنامية في إثيوبيا يمكن دائمًا العودة بأسبابها إلى الغرب، وتحديدًا إلى الولايات المتحدة. فالغرب، وعلى الأخص الولايات المتحدة، يتفانون من أجل إبقاء أفريقيا في حالة من الأزمة؛ حيث أن ذلك هو الوضع الأفضل لاستغلالها. واللوبي صاحب شعار "أنقذوا دارفور" مُكرس لجلب مزيد من أعمال ال*** إلى أفريقيا تحت ستار "التدخل الإنساني".. إلى آخر كلام الكاتب.
بعض جرائم الاحتلال
في عام 2008م حذرت لجنة حقوق الإنسان لإقليم أوجادين من تدهور أوضاع النساء والأطفال في الإقليم، وقالت في تقريرها السنوي الصادر في جنيف: إن "حالات ال****** والخطف زادت عام 2007م بصورة غير مسبوقة؛ مما ينذر بزيادة حجم المأساة، في وقت نشرت عدد من الصحف صوراً لفظائع يقوم بها قوات الاحتلال الإثيوبي.
ورصد التقرير 2256 حالة ****** نساء قام بها جنود الاحتلال الإثيوبي أو من المليشيات التابعة لهم عام 2007م؛ مما أسفر عن حالات حمل سفاح وانتشار أمراض خطيرة مثل نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ويعزز التقرير أقواله بأسماء بعض الضحايا والقرى والمدن التي وقعت فيها الاعتداءات.
وقالت فوزية عبد القادر منسقة شؤون المرأة والطفل باللجنة التي تتخذ من سويسرا مقراً لها: "إن استهداف النساء بهذه العمليات الوحشية سياسة ممنهجة تقوم بها القوات الإثيوبية والتابعون لها لإهدار كرامة المرأة الأوغندية وتدمير الأسرة وإجبارها على العيش في ذل وانكسار".
وكانت صحيفة أمريكية قد نشرت مؤخراً صوراً بالأقمار الصناعية تثبت قيام جيش الاحتلال الإثيوبي بإحراق بلدات وقرى بكاملها في إقليم أوجادين.
وقالت مؤسسة علمية أمريكية تدعى (أسوسيشن أوف أدفانس أوف ساينس) إن ثمانية مواقع بالمنطقة القاحلة الصخرية، التي كانت تتبع الصومال، في أوجادين تشهد دلائل واضحة تمامًا على وقوع عمليات احتراق وتدمير بسبب ما فعلته قوات الاحتلال الإثيوبية.
وتدعم هذه الصور التي التقطت بالأقمار الصناعية ما كانت منظمات بالدفاع عن حقوق الإنسان قد أماطت اللثام عنه وروايات شهود العيان بأن عدواناً شاملاً قد استهدف عشرات الآلاف من المسلمين في إقليم أوجادين.
وقال بيتر بوكايرت - مدير حالات الطوارئ في منظمة (هيومان رايتس ووتش) الحقوقية-: "ترفض سلطات إثيوبيا كثيراً التقارير الخاصة بحقوق الإنسان، وتزعم أن شهود العيان الذين نستدل بإفاداتهم كذابون ومؤيدون للمسلحين".
وأضاف: "لكن هذا الدفع الإثيوبي سيكون بلا قيمة بعد الكشف عن صور الأقمار الصناعية؛ لأن هذه الصور تعتبر أدلة لا تكذب".
وقال لارس بروملي - المسؤول في مؤسسة (أي أي أي إس) - إن فريقه حلل عدة صور أقمار صناعية في السابق للتثبت من صحة ما تعلنه منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان من حدوث انتهاكات أو ما شابه, مشيراً إلى أن الصور أكدت أن ثمانية مواقع هي عبارة عن بلدات صغيرة وقرى بمناطق وردهير وداجابور وكوراهي قد تعرضت للإحراق والتدمير على يد القوات الإثيوبية.
بدوره انتقد رئيس لجنة (حقوق الإنسان لإقليم أوجادين) - عبد القادر صُلب عبدي - موقف الدول العربية والإسلامية من التعامل مع قضية إقليم أوجادين، وتجاهلها لمعاناة أبناء الإقليم التي وثقتها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، خاصة بعدما أكد تقرير عن وجود 2256 فتاة مسلمة اغتصبت بالقوة على يد قوات الاحتلال الإثيوبي.
وقال عبدي: "لقد تلقينا ردودًا من دول أوروبية، ومنظمات دولية تؤكد حرصها على متابعة ما يحدث في الإقليم، وأنها تتدارس فيما بينها كيفية التعامل مع المشكلة؛ في المقابل لم نحصل على أية ردود أفعالٍ من الجامعة العربية، ولا منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا الاتحاد الأفريقي".
وأضاف أن "كل ما نريده من إخوتنا العرب والمسلمين، هو أداء دورهم في ممارسة الضغوط على الحكومة الإثيوبية؛ لوقف تلك الانتهاكات الخطيرة، وتفعيل بنود القانون الإنساني الدولي في التعامل مع تلك القضية؛ كي يتمكن سكان الإقليم من تقرير مصيرهم بأنفسهم".
وفي أكتوبر 2009م اتهم رئيس الجبهة المتحدة لتحرير إقليم أوجادين الشيخ إبراهيم محمد حسين القوات الإثيوبية بارتكاب جرائم حرب في هذا الإقليم.
وقال إن القوات الإثيوبية تمارس سياسة القمع، وترتكب ال*** والضرب، وتنفذ اعتقالات عشوائية في صفوف المدنيين.
وكشف - في تصريح للجزيرة نت يوم 26 أكتوبر 2009م - أن القوات الإثيوبية ***ت أكثر من 3800 شخص في أوجادين واعتقلت أكثر من 27 ألفاً آخرين كلهم من المدنيين.
واتهم رئيس الجبهة المتحدة أيضاً الإثيوبيين ب****** عشرين امرأة خلال الشهور الستة الماضية وبإحراق أكثر من عشرين قرية في الإقليم وبنهب أموال المواطنين وممتلكاتهم.
وأكد أن قوات الجبهة ***ت نحو خمسين ألف جندي إثيوبي منذ 1992م منهم حوالي 1500 جندي ***وا في 71 هجوماً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في حين *** من مسلحي الجبهة منذ التسعينيات من القرن الماضي نحو تسعة آلاف.
وأضاف الشيخ إبراهيم أن قواته حاربت إلى جانب المسلحين الإسلاميين الصوماليين ضد القوات الإثيوبية لما تدخلت في الصومال وطردت منه قوات المحاكم الإسلامية في نهاية عام 2006م.
ودعا القوى الإسلامية الصومالية إلى توحيد صفوفها ضد "العدو الخارجي والداخلي"، مضيفا أن الدول الغربية "لا تريد مساعدة الشعب الصومالي على الإطلاق وإنما تسعى إلى إحداث فتنة داخلية بين القوى الإسلامية".
ولخص أسباب المشكلة بمنطقة القرن الأفريقي في "التوسع الإثيوبي على حساب الأراضي الصومالية"، مؤكداً أن الاضطرابات الأمنية ستسمر في المنطقة "طالما تسعى إثيوبيا إلى تحقيق أهداف دينية وسياسية واقتصادية وإستراتيجية في المنطقة على حساب الشعوب الأخرى".
وفي يونيو الماضي اتهمت منظمة ألمانية معنية بحقوق الإنسان القوات الإثيوبية بارتكاب جرائم حرب مروعة في إقليم أوجادين.
وقالت (المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة)، في بيان لها: إنها قدمت طلبا رسمياً إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة لإجراء تحقيق مستقل حول *** القوات الإثيوبية عمداً وبدون سبب لصوماليين عزل ومسنين وفلاحين ورعاة بخمس من قرى أوجادين.
وضمّنت المنظمة في طلبها قائمة بأسماء 34 من أصل 70 شخصاً أعدمهم الجنود الإثيوبيون خلال عملية تمشيط واسعة نفذوها في أوجادين في 18 مايو الماضي.
وحول ملابسات الجريمة الإثيوبية بحق المدنيين، قالت المنظمة إن العملية العسكرية الإثيوبية وما رافقها جاءت رداً على هجوم شنته جبهة تحرير أوجادين ضد قاعدة عسكرية إثيوبية في مدينة مالاكالا الواقعة على الطريق الإستراتيجي الواصل بين مدينتي هرار وجيجيغا شمال غرب أوجادين؛ وهو الهجوم الذي أسفر عن م*** 94 جنديًّا إثيوبيًّا.
وبحسب المنظمة الألمانية، فقد قام الجيش الإثيوبي عقب هذا الهجوم بعزل قرى فافين وجوري وبامباس وفارسو وجلالشا عن العالم وتمشيطها على نطاق واسع.
وأكدت المنظمة أن لديها أدلة من شهود عيان على قيام الجنود الإثيوبيين بإطلاق الرصاص على مسنين وفلاحين ورعاة صوماليين أمام أعين ذويهم في القرى الخمس التي فر كثير من سكانها عقب رفع الحصار الإثيوبي عنها.
بعض المحطات المهمة في تاريخ إقليم أوجادين
فيما يلي بعض الأحداث التي مر بها الإقليم أو كان لها تأثير عليه، حسب ما جاء في كتاب (مائة يوم مع ثوار إقليم أوجادين المنسي):
- في 17 أكتوبر من عام 1870م افتتحت قناة السويس.
- في عام 1875م أجبرت بريطانيا مصر على التنازل لها عن المناطق التالية في القرن الأفريقي: زيلع ـ تندر ـ بربره ـ بلهار ـ تاجورا.
- في عام 1884م أنشأت بريطانيا محمية لها في هرجيسة سميت بالصومال الإنكليزي.
- في سبتمبر من عام 1884م قامت فرنسا باحتلال منطقة (تاجورا) بعد أن أخليت من القوات العربية المصرية.
- في أكتوبر من عام 1884م اتفقت كل من الدولتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا بالمحافظة على وضعهما الراهن من حيث ممتلكاتهما المطلة على عدن.
- في يناير من عام 1887م قامت القوات الحبشية بقيادة الإمبراطور منليك الثاني باحتلال مدينة هرر عاصمة إقليم أوجادين وضمتها إلى إثيوبيا.
- في 2 فبراير من عام 1888م اتفقت الدول الاستعمارية بريطانيا مع نظيرتها الاستعمارية فرنسا على منطقة الحدود الفاصلة بين مناطق سيطرة كل منهما وقد قرروا عدم التدخل في شأن مدينة هرر المحتلة من قبل إثيوبيا.
- في 2 مايو وقعت اتفاقية ما بين إثيوبيا وإيطاليا عرفت بمعاهدة (أوتشيالي) وهذه الاتفاقية أظهرت إثيوبيا على إنها منطقة نفوذ إيطالية.
- في 3 أغسطس عام 1889م ضمت إثيوبيا إقليم أوجادين، وقد ساعدتها بريطانيا على ذلك كمكافأة على وقوفها معها ضد الثورة المهدية.
- في 17 فبراير ألغى إمبراطور إثيوبيا منليك ومن طرف واحد معاهدة (أوتشيالي)؛ لأن إيطاليا حاولت اقتطاع عدة أجزاء من إقليم تجراي.
- في مايو من عام 1894م اتفقت بريطانيا مع إيطاليا على خط الخدود الذي يفصل بين الصومال الإيطالي والصومال البريطاني؛ فأصبح الخط الأول يضم أوجادين والثاني منطقة هود.
- في مايو من عام 1897م وقعت معاهدة ما بين بريطانيا وإثيوبيا وقد نصت هذه المعاهدة على رسم الحدود الفاصلة بين الصومال البريطاني وإثيوبيا. وكذلك على الاعتراف بضم منطقة هود إلى إثيوبيا.
- في سبتمبر من عام 1897م اتفقت إيطاليا مع إثيوبيا على منح إيطاليا منطقة تمتد من حدود الصومال البريطاني وبموازاة الساحل، وعرض هذه المنطقة 180 ميلاً باتجاه الداخل.
- في عام 1907م رسمت الحدود الفاصلة ما بين إثيوبيا وكينيا.
- نصب هيلاسيلاسي نفسه إمبراطوراً على إثيوبيا بعد وفاة زوجته الإمبراطورة زوديتو، وكان ذلك في الثالث من شهر أبريل من عام 1930م. وفي نفس العام احتل الجيش الإثيوبي إقليم أوجادين مرة أخرى.
- في بداية مايو من عام 1936م احتلت إيطاليا إثيوبيا وهرب إمبراطورها هيلاسيلاسي، كذلك ضمت إيطاليا إقليم أوجادين إلى ما سمي بالصومال الإيطالي.
- في عام 1942م استعادت إثيوبيا سيادتها الوطنية وقامت معاهدة بينها وبين بريطانيا، وقد نصت المعاهدة على احتفاظ بريطانيا بإقليم أوجادين وعاصمته مدينة هرر واعتبارهما منطقتين عسكريتين.
- في عام 1948م استعادت إثيوبيا مسؤولية الإشراف على إقليم أوجادين بصفته إقليم تائه.
- في 21 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (289) الذي يقضي بمنح الصومال استقلاله بعد فترة 10 سنوات.
- في أول أبريل من عام 1952م سلمت بريطانيا إقليم الصومال إلى إيطاليا بصفتها وصية عليه، وذلك بعد أن رسمت الحدود بين الإقليم وبين إثيوبيا، ولم تعترف إثيوبيا بذلك.
- في 26 نوفمبر من عام 1952م قدمت أمريكا معونة عسكرية لإثيوبيا قدرها خمس ملايين دولار من أجل تحسين وتطوير الجيش الإثيوبي وفي نفس العام أعلنت بريطانيا أنها ستنسحب من أوجادين وهود.
- في 26 يونيو من عام 1960م تم إعلان استقلال الصومال البريطاني، وفي أول يوليو من نفس العام أعلن استقلال الصومال الإيطالي وقد اتحد الصومال البريطاني والإيطالي وشكل جمهورية الصومال.
- في عام 1961م قاطع الصوماليون الذين يرزحون تحت الحكم الكيني (انفدي) الانتخابات التشريعية الكينية، وبنفس العام جرت مواجهة عسكرية بين الصومال وإثيوبيا حول إقليم أوجادين ومنطقة هود الصوماليتين.
- في 16 يناير اقترحت بريطانيا رسماً لحدود كينيا تضمنت إقليم انفدي المحتل.
- في يناير من عام 1964م جرى قتال عنيف على طول الحدود الصومالية الكينية والتي يبلغ طولها 900 ميل، وفي نفس الشهر من العام نفسه أقام الزعيم الصومالي مختار الطاهر حكومة سميت بحكومة التحرير من الاستعمار الإثيوبي، وكان ذلك في إقليم أوجادين.
- في 11 يوليو من عام 1964م جرت في القاهرة محادثات بين وزيري خارجية الصومال وإثيوبيا للبحث عن تسوية نهائية لمشكلة الحدود بين البلدين لم يتم الاتفاق وأحيل الموضوع إلى مؤتمر رؤساء الدول الأفريقية. وفي 15 يوليو من العام نفسه اتفق ممثلو الصومال وكينيا وإثيوبيا على استبعاد الموضوع الخاص بالنزاع من جدول أعمال مؤتمر القمة الأفريقي.
- في 15 يوليو عام 1965م فشلت لجنة الحدود الإثيوبية الصومالية في التوصل إلى اتفاق حول نزاع الحدود بين البلدين.
- في شهر أبريل من عام 1973م انضمت جمهورية الصومال إلى جامعة الدول العربية.. و(بذلك تصبح قضية أوجادين جزءاً من القضية العربية).
- في شهر فبراير من عام 1977م بدأ التقارب السوفييتي الإثيوبي وفي 21 فبراير من نفس العام أرسلت الصومال قوات عسكرية محمولة جواً إلى إقليم أوجادين.
- في بداية شهر يوليو عام 1977م اشتبكت القوات الإثيوبية مع المقاومين التابعين للحزب الثوري والاتحاد الديمقراطي الإثيوبي، وفي شهر تموز من الشهر والسنة نفسها أعلن متحدث باسم جبهة تحرير أوجادين عن م*** حوالي 1500 جندي وميليشي إثيوبي على يدي مقاتلي الجبهة.
- اتهمت إثيوبيا حكومة الصومال بأنها تستعين بالقوات العسكرية السورية والعراقية في أوجادين، وقد نفت جبهة تحرير أوجادين هذا الخبر.
- في 18 أغسطس عام 1977م قام مقاتلو إقليم أوجادين بهجوم شامل بالصواريخ ومدافع المورترز على معسكر للجيش الإثيوبي في مدينة دير داوا الأوجادينية، كذلك فشلت حكومة اليمن الجنوبي في التوسط ما بين الصوماليين والإثيوبيين ووضع حد للصراح المسلح القائم في إقليم أوجادين.
- في 9 فبراير عام 1978م انعقد مؤتمر الاشتراكية الدولية في مدينة بون الألمانية، وقد صرح شيمون بيريز الصهيوني المشارك في المؤتمر، بأنه يؤيد الإمدادات الإسرائيلية من الأسلحة إلى إثيوبيا، وكانت إسرائيل قد أقامت جسراً جوياً من أجل مد إثيوبيا بالأسلحة.
- في 2 مارس عام 1978م اعترف الرئيس الإثيوبي الماركسي ولأول مرة بوجود قوات كوبية تقاتل إلى جانب القوات الإثيوبية. وفي أول أبريل عام 1978 صرح الرئيس كارتر بأن حكومته قلقة لوجود قوات أجنبية وبشكل كبير وهائل في إثيوبيا.
- في 22 يونيو 1978م قامت القوات الجوية الإثيوبية بغارات مكثفة على عدة مناطق من إقليم أوجادين، وكان ذلك القصف رداً على ثوار إقليم أوجادين الذين حرروا مرة ثانية عدة مدن في الإقليم؛ وقد نتج عن القصف الجوي الإثيوبي م*** عدد كبير من المدنيين وتهديم معظم منازل المدن والقرى التي قصفتها الطائرات الإثيوبية، وكان السوفييت قد زودوا إثيوبيا بهذه الطائرات.
- في 18 يوليو 1978م طالب الصوماليين مؤتمر وزراء الخارجية الأفارقة المنعقد في الخرطوم بانتخابات حرة في إقليم أوجادين المحتل من قبل إثيوبيا الماركسية، ولم يستجيب الوزراء الأفارقة لطلب الصوماليين.
- في 30 يوليو أعلن شريف حسين أحد قادة ثوار إقليم أوجادين بأن المقاومة الأوجادينية لا تزال تسيطر على 85% من أراضي أوجادين، وإنها تقاتل وسوف تستمر في قتالها مع المحتلين الإثيوبيين حتى الحصول على استقلال الإقليم.
الخلاصة
لا أكون مبالغاً إذا قلت أن وضع مسلمي أوجادين هو الأسوأ بين مآسي المسلمين في أصقاع الأرض، ليس فقط بالجرائم والإبادة التي تمارس ضدهم، بل وفي التجاهل الذي يعانون منه؛ فبعد ضياع الحق ضاع الدعم والسند والمغيث والمعين، بل والمستمع والمتكلم والناظر.
وقد مر أعلاه كلام رئيس لجنة (حقوق الإنسان لإقليم أوجادين) عن موقف الدول العربية والإسلامية تجاه ما يدور في أوجادين.
ولا عجب في ذلك، فإذا كان المسلمون قد ضيعوا فلسطين وهي قضيتهم الأولى والأكثر حضوراً في أذهانهم فمن باب أولى أن يضيعوا قضية أوجادين الأكثر غياباً..
وكالذي يحرث في الماء ستظل مآسي المسلمين بلا حل إذا اجتمع فيهم الضعف والتباعد ومع وجود الصراع بينهم فالوضع أسوأ وأبعد عن الحل.
المصادر
- (الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام) – عبدالله التل – الطبعة الأولى 1391-1971م.
- الموسوعة العربية العالمية.
- (أوجادين م***ة بعيدة عن الأضواء)- توم ماونتين- مفكرة الإسلام، نقلاً عن موقع (كاونتر بونش) الأمريكي.
- موقع (مركز أمان) لحقوق الإنسان.
- موقع (المركز العربي الأفريقي للدراسات الإستراتيجية).
- الجزيرة نت.
اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:53 PM.