|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
:رسالة إلى الرئيس القادم لمصر .. !
Sat, 03/03/2012 - سيدى الرئيس تحية طيبة وبعد.. أما وقد اختارتك الأمة المصرية فى انتخابات حرة ونزيهة فى يومى 16 و17 يونيو فى 2012 كى تكون رئيسا للجمهورية فى مرحلة ما بعد الثورة فإننى أعتقد أنه من واجب كل مصرى أن يصدقك النصيحة من أجل المصلحة العامة. إن مهام رئيس مصر ستكون من التعقيد بحيث سيكون عليه، بالتعاون مع مجلس الوزراء ومع البرلمان والقوى السياسية المختلفة، أن يقوم بسبع مهام متداخلة كلها تنبع من كلمة «قيادة». المهمة الأولى، أن يكون «قائد عملية التدمير» (chief destruction officer) أو CDO بدلا من العبارة الشهيرة CEO والتى تترجم حرفيا (كبير التنفيذيين). لدينا الكثير مما نحتاج تدميره فى مؤسساتنا ولوائحنا وقوانيننا. واختيار مصطلح «قائد عملية التدمير» مبنى على دراسات الإدارة سواء فى الشركات الخاصة أو المنظمات الحكومية، حيث يتم تشبيهها بمن يقوم بتدمير مبنى قديم متهالك أصبح عبئا فى وجوده وعبئا فى افتراض عدم وجوده (أى التصرف وكأنه غير موجود). وهنا يتم التعاقد مع شركة تقوم بإدارة تدمير المبنى وهو أشبه بإبدال موتور سفينة وهى فى عرض البحر ملىء بالأنواء ولهذا هى عملية فى منتهى التعقيد. لدينا مؤسسات كثيرة لو كانت تقوم بواجبها وفقا لمسماها الأصلى ولما هو مكتوب فى وثائق تأسيسها لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه فى كثير من المجالات. والكلام ليس بعيدا عن مؤسسات رقابية وإعلامية كبرى بل ومؤسسات سيادية لا مجال للخوض فى تفصيلات عملها علنا. ولكن لا شك أنها بحاجة أن تدمر تدميرا بناء، لأن المسألة ليست مرتبطة بإصلاحها، وإنما بإبدالها عبر سحب صلاحياتها إلى مؤسسات أخرى قائمة على قواعد مختلفة وبإدارة جديدة تقوم على الكفاءة والعلم وليس على التجربة الساذجة والخطأ غير المقصود. لكن الخطر الأكبر هنا، أن ندمر مؤسسة قبل أن نوجد البديل الفعال لها. المهمة الثانية، هى مهمة قيادة عملية إعادة برمجة مؤسسات الدولة لتعمل وفقا لخطة لها أهداف محددة على المستوى الوطنى مرتبطة بأهداف محددة على مستوى كل مؤسسة، لأنه ليس من المنطقى تدمير كل مؤسسات الدولة. وهنا نحن بحاجة لما يسمى بإعادة التعلم (de-learning and re-learning) كى نعمل من أجل هدف واحد يتحرك من أجله الجميع. وقد أشرت من قبل إلى كتاب عن «رجب طيب أردوغان: قصة زعيم» وكيف أنه بذل الجهد الأكبر والوقت الأكثر لإقناع المحيطين به بالقيم والأهداف التى سيقوم عليها حزبه الجديد. وبعد أن استوعب الجميع الهدف الأسمى والقيم الحاكمة، انطلقوا كل فى مؤسسته كى ينفذ الخطة المتفق عليها. ومن هنا أصبحت مؤسسات الدولة أكثر انسجاما واتساقا مع بعضها البعض، أصبحت الخارجية تتحرك نحو المزيد من دعم الاستثمارات والسياحة كجزء من الخطة. أصبح التعليم أكثر معاصرة لمتطلبات السوق التركية والأوروبية كجزء من الخطة. أصبح تنظيف الشوارع وتشجيرها يتم بمهارة أكبر كجزء من الخطة. وهكذا. المهمة الثالثة، القيادة بالقدوة. البعض يظن أن الكلام عن أخلاقيات القيادات والحديث عن سلوكهم الشخصى الإيجابى وكأنه انتقاص من فكرة «المؤسسية» بمنطق أننا لا نريد «زعيما شعبيا» وإنما «موظف إدارى». هذا كلام منطقى نظريا، ولكن من الذى ينشئ المؤسسات؟ ومن الذى يصوغ القوانين؟ ومن الذى إما يلتزم بها أو يخرج عليها؟ إنهم فى النهاية الأفراد. ولا بد أن يعلم الجميع أن القانون ينطبق على الجميع بدءا بالرئيس، وليكن هذا على نحو حقيقى وغير مفتعل. إلهاب حماس الناس للعمل وإقناعهم بأن هناك ما يستحق التضحية من أجله مسئولية عظيمة وهو ما أسميه «إدارة توقعات البشر» وزرع فكرة الرسالة فى عقولهم. سيكون الرئيس مطالبا بأن يقنع الناس بأن هناك رسالة للمصرى على أرض مصر تتخطى حدود مصلحته الشخصية والأسرية، وهو جزء من رسالة مصر فى محيطها العربى والتى تتخطى حدود مصلحتها القطرية. بدون الاقتناع بالرسالة وبأهميتها وبقيمتها يتحول الإنسان من التفكير فى الصالح العام إلى المبالغة فى الانكفاء على الصالح الشخصى. المهمة الرابع، قيادة المواطنين للشعور بالمسئولية المجتمعية. أى رئيس قادم عليه عبء أن يقنع الناس أن أحدنا لا يعيش وحده على أرض هذا الوطن وإنما هو جزء من مجتمع لا بد أن نراعى مصالح أبنائه ونحن نتخذ قراراتنا. أن يترك أحدنا سيارته فى أى مكان يشاء بغض النظر عن الضرر الواقع على الآخرين يعنى أننا فقدنا منطق المسئولية المجتمعية. الإنجاب على نحو مبالغ فيه وبلا حسن تربية وحسن تعليم يعنى أننا فقدنا منطق المسئولية المجتمعية. ستكون من مهام الرئيس القادم أن يكون قائدا للرأى العام (chief public opinion leader) ليس بحكم المنصب ولكن بحكم المصداقية والرؤية التى تجعلنا جميعا نعتقد أننا جزء من حل مشكلات بلدنا وعلينا أن نتحرك جماعة فى هذا الاتجاه. المهمة الخامسة، قائد فريق إدارة الأزمات المصرية (chief crisis management officer). مشاكل مصر كثيرة ومواضع الخلل متنوعة، وكل يوم ستكون هناك مفاجآت أكثر غير سارة سواء بسبب العشوائية والفوضوية التى نالت من الكثيرين منا أو بحكم التآمر والتواطؤ. الرئيس القادم ومعه رئيس الحكومة تحديدا عليهما مهمة وضع نظام إنذار مبكر للأزمات سواء الطائفية أو الفئوية أو الطوارئ. وهنا أشير تحديدا إلى مكتب إدارة الأزمات الذى أنشأه رئيس البرازيل السابق (لولا دى سيلفا) للتعامل مع المشاكل الملحة والعاجلة التى واجهها الرئيس خلال أول سنتين من فترة حكمه الأولى بسبب تصاعد المطالب التى لم تكن الدولة مستعدة لها بعد. المهمة السادسة، حماية «وطنية مؤسسات الدولة» ضد عمليات «التحزيب أو الأدلجة» وما أقصده هنا أن تكون مصر لجميع المصريين وليست لحزب بذاته طالما معه الأغلبية فإنه سيعبث فى الجينات الوراثية للدولة والمجتمع كى تتفق مع أيديولوجيته ورؤيته مثلما فعل الضباط الأحرار بعد أن تولوا حكم مصر فى عام 1952. وهذه مسألة مهمة بغض النظر عن من فى الأغلبية ومن فى الأقلية الآن أو فى حكومة قادمة. الرئيس القادم مطالب بأن يحافظ على مهنية مؤسسات الدولة السيادية الأربع: الجيش، الشرطة، الخارجية، المخابرات، وكذا مؤسسات صناعة العقول الأربعة: التعليم، الإعلام، الثقافة، الأوقاف. وهذا يقتضى ضمان وجود خطط قومية غير حزبية والتعامل بجدية مع منصب نائب الوزير الأول أو وكيل أول الوزارة وفقا للمفهوم البريطانى للكلمة (permanent secretary) حيث يكون هذا الشخص ومعه مكتبه القائمين على الحفاظ على مهنية الوزارات والهيئات مهما تغيرت الحكومات والوزارات، فهم ليسوا حزبيين ولا ينبغى أن يكونوا. هذه الفكرة تحتاج إعدادا إداريا وتغييرات مؤسسية تضمن الحفاظ على «لا حزبية» مؤسسات الدولة. المهمة السابعة، إدارة إجراءات الحقيقة والمصالحة والعدالة الانتقالية بما تتضمنه من قصاص عادل من كل من أجرم فى حق مصر سواء بقتل أبنائها أو الاعتداء على بناتها فى مرحلة ما بعد الثورة أو أفسد حياتها السياسية والاقتصادية والفكرية لعقود عدة. هذه مسألة ستحتاج شجاعة استثنائية وبصيرة حادة بشأن ماذا يتقرر متى وكيف يتم احتواء آثاره. لن ننطلق إلى الأمام قبل معالجة مشاكل الماضى معالجة جادة. سيدى الرئيس، أعانك الله. وأجرى الله الخير لهذا البلد الطيب أهله، بجهود أبنائه المخلصين له. ملحوظة: لكل من لا يرى فى نفسه القدرة على القيام بهذه المهام، فسباق الرئاسة ليس له، على الأقل الآن، وربما يستعد بعض المرشحين من الآن لمهام جسام لاحقا.
__________________
LOve Ur life
سابقاً وحالياً |
#2
|
||||
|
||||
|
العلامات المرجعية |
|
|