اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2013, 09:25 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي الأسئلة الثلاثة حول ظاهرة "الثائر" بعد عامين على الربيع العربي

الأسئلة الثلاثة حول ظاهرة "الثائر" بعد عامين على الربيع العربي

إيمان رجب
باحثة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

خلقت الثورات العربية ظاهرة لم يتوقع أحد تشكلها في المنطقة العربية، وهي ظاهرة "الثائر"، أو المتظاهر كما أطلقت عليها التايمز كشخصية لعام 2011، وترتكز هذه الظاهرة على قدرة الفرد على التأثير في مسار التطور السياسي للدولة، من خلال قدرته على التعبئة، وتحريك فئات مختلفة من الشعب، التي لا يجمعها إطار تنظيمي واضح المعالم، والتي يحركها كما رأينا في مصر وتونس وليبيا واليمن حالة من "الغضب" من الوضع السائد ومن ممارسات النظم الحاكمة، حتى إن الكثير من المحتجين أطلقوا على فعالياتهم الاحتجاجية يوم الغضب day of wrath، وتصدرت الصحف الغربية في تغطيتها للثورات العربية عناوين من قبيل الغضب العربي Arab Wrath، حيث غدا الثائر قوة تقود التغيير الثوري، وقوة لا يمكن إغفالها خلال المراحل الانتقالية.

وكان عدمُ توقع هذا التعاظم لقدرة الفرد على التأثير، مرتبطًا بما كان سائدًا من أفكار بين المحللين والأكاديميين في المنطقة، من قبيل سيطرة "الدولة البوليسية"، أو كما أطلق عليها تقرير التنمية البشرية العربية دولة "الثقب الأسود" على مناحي الحياة، وتقييدها الحريات، على نحو أدى إلى تجريف الحياة السياسية، ونشر الخوف من المعارضة والاحتجاج، مما أدى إلى اختفاء الشارع كقوة سياسية، فضلا عن عدم مبالاة جيل "البضع وعشرين والبضع وثلاثين" كما أسماهم توماس فريدمان، بالمشاركة في الحياة السياسية، حتى إن البعض تعامل معهم على أنهم في حالة من النوم، وهذا ما تعكسه عناوين الصحف في يوم 22 يناير 2011 في مصر على سبيل المثال، والتي نقلت عن صفحة خالد سعيد شعارات من قبيل "يلا يا شباب قوم وفوق".

أحوال " الثوار" بعد الربيع العربي

وتقدم متابعة أحوال "الثوار" في دول الثورات العربية، بعد مرور عامين على التغيير الثوري في المنطقة، إجابة على ثلاثة أسئلة رئيسية، تمت مناقشتها مع بعض شباب الثورة، وكل منها يكشف بُعدًا من أبعاد ظاهرة الثائر في الدول العربية، يتعلق السؤال الأول بمن أين أتى الثوار؟ هل هم من "الشارع" أم من الأحزاب السياسية؟.

كانت معظم الأحزاب والقوى السياسية التي كانت موجودة في عهد النظم السابقة أحزابًا "كرتونية" أضفت شرعية على النظم الحاكمة، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، من خلال عدم تقديمها بديلا حقيقيًّا كقوى معارضة، وقبولها التفاوض مع النظام، وأحيانًا التماهي معه، حتى إن الحديث عن فكرة "الفلول" أو "بقايا النظام" كما في حالة مصر وتونس واليمن، يمكن أن تمس القوى التي أطلقت على نفسها "المعارضة" نظرًا لتعاملها مع النظم السابقة، ودخولها في صفقات معها. وفي ظل هذا الوضع، لم يكن متوقعًا أن تتحرك هذه الأحزاب لتثور على النظام.إلى جانب ذلك، سيطرت بعض الأفكار على المحللين العرب والغربيين حول الثوار، من قبيل أنهم "غير مسيسين" ولكن مثقفون، ولا يثقون في النظم الحاكمة.

ولكن من الواضح، أن قطاع الشباب داخل تلك المعارضة الكرتونية، والذي يمكن أن نطلق عليه جيل "مظاهرات انتفاضة الدرة"، كان غاضبًا من القيادات التقليدية في هذه الأحزاب بقدر غضبه ضد النظام، وهذا يفسر مشاركة شباب الوفد، رغم عدم رضا القيادات، وعدم توقيعهم على البيان الخاص بمظاهرات 25 يناير والذي نشر في الصحف المصرية في 23 يناير، ومشاركة شباب الإخوان في مظاهرات يوم 25 يناير 2011 رغم بيان الإخوان في 19 يناير 2011 والذي خاطبوا فيه النظام "لتهدئة الاحتقان داخل الشارع المصري" على نحو "يدعم الاستقرار في البلاد ويقي مصر من ثورةٍ شعبيةٍ ستكون أكثر ضراوة وأوسع أثرًا مما حدث في تونس الشقيق"، فضلا عن عدم رضا قيادات الجماعة عن تلك المشاركة. وهذا يعني من الناحية العملية، أن الشباب الذين قادوا الدعوة للثورة، كانوا على درجة من الوعي السياسي، الناتج عن تنشئتهم داخل أحزابهم السياسية، دون أن ينفي قدرتهم على حشد قطاعات من الشباب ومن الشعب غير المسيس.

وبعد تنحي مبارك كانت عودة الشباب إلى أحزابهم دون تغييرها تعتبر "ازدواجية" في التحرك، وتخليًا عن الزخم الثوري الذي خلقوه في الشارع، وقد ترجم هذا الإدراك إلى نوعين من التحرك، عبر عن النوع الأول تشكيل البعض تنظيمات مستقلة عن الأحزاب التقليدية مثل ائتلاف شباب الثورة وتنظيم شباب الثورة، ليعبر عن فكرة الثورة، وعن الطابع الشبابي لها، ولكن لم تستمر فاعلية هذه التنظيمات لأسباب تنظيمية، وأخرى مرتبطة بمواقف القوى الرئيسية التي تدير المرحلة الانتقالية.

الثوار ورفض الأطر التقليدية

وتمثل التحرك الثاني في محاولات نقل الثورة إلى داخل الأحزاب التقليدية، فبعد تنحي مبارك، استمر الشباب الثائر في رفض استمرار الأطر القديمة كما هي، فعلى سبيل المثال، طالب شباب الإخوان بالتغيير داخل الجماعة وبعقد انتخابات حرة لمكتب الإرشاد، وعقدوا مؤتمرًا في مارس 2011 لمناقشة مستقبل الجماعة، واستنادًا لتصريحات محمد مرسي الرئيس الحالي حين كان عضوًا في مكتب الإرشاد، فإن المكتب لم يسمح بعقد المؤتمر، ولم يقر إرسال ممثلين عنه، كما اتجه بعض الشباب لتشكيل أحزاب جديدة، بعد تنحي مبارك، مثل حزب الدستور والمصري الديمقراطي والمصريين الأحرار والتحالف الشعبي والتيار الشعبي.

وينصرف السؤال الثاني، إلى هل الثوار ثوار أم سياسيين؟، حيث يعني وصف "الثائر" التغيير الجذري، وأحيانا القبول بالنقيض حتى وإن لم يحقق أهداف الثورة، بينما يعني "السياسي" التفاوض والقبول بالاصلاح التدريجي، أي التخلي عن الثورة، وعادةً ما يعجز الثوار عن التفاوض، لأن منطق الثورة يقتضي التغيير الثوري، كما أن لديهم قناعة بأن عدم اكتمال الثورة نتيجة إعمال منطق التفاوض السياسي قد يؤدي إلى فشل الثورة، كما أن التفاوض السياسي يفترض الجمع بين "متناقضات"، وهي تحقيق غايات الثورة بآليات غير ثورية، مثل تشكيل أحزاب سياسية، وخوض الانتخابات، والالتزام بشرعية الدستور والصندوق، حتى وإن لم تتفق ومطالب الثورة.

وهذه الطبيعة الثورية للثوار، هي التي سمحت بتعبئة طوائف مختلفة من الشعب، من أجل الاحتشاد والمطالبة بإسقاط النظام في ميدان التحرير على سبيل المثال، رغم اختلاف الأهداف السياسية لمن ينتمي منهم لقوى سياسية بعينها، ولكنها لم تمكنهم من التأثير المنظم والمستمر في المرحلة الانتقالية.

والمشكلة، أن هناك دومًا قطاعًا من الثوار الذين يرفضون القبول بالطابع المرحلي للثورة، أو العمل بالآليات التقليدية لتحقيق مطالب الثورة وخاصة بعد النجاح في إسقاط النظام، مما يخلق عدم اتساق بينهم وبين السياق المحيط بهم، والذي بدأ يتغير ولا يتقبل تدريجيًّا فكرة استمرار الثورة إلى ما لا نهاية، لأسباب متعلقة بالتكلفة الاقتصادية للثورة، والتي لم يعد الشعب قادرًا على تحملها، ولكن من الواضح بداية تحول بعض الثوار إلى سياسيين.

ثائر حقيقي أم مصطنع

وينصرف السؤال الأخير إلى ما إذا كان الثائر الذي نقلته وسائل الإعلام حقيقيًّا أو مصطنعًا؟ ، فجزء من مشكلة تحديد من هو الثائر الذي قاد الثورة في مصر واليمن مثلا مرتبطة بالعقلية الإعلامية التي سعت دومًا للبحث عن شخص ما، شاب في العشرينيات أو بداية الثلاثينيات، مثل وائل غنيم في مصر، وتوكل كرمان في اليمن، ثم صدر الإعلام أيقونات ثورية أخرى، وتفيد شهادة العديد من النشطاء الثوار أن هؤلاء لم يعبروا عن القوى الثورية، ولم يلعبوا دورًا رئيسيًّا في الدعوة للثورة، وأنهم صنيعة الإعلام.

وكان هذا التوجه يعكس سيطرة العقلية القديمة لفهم التحول الثوري الذي تشهده الدول العربية، ويقلل من أهمية التغيير الذي ستحدثه هذه الثورات فيما تراكم من أدبيات نظرية عن الثورات في العالم، فلا الثورة التي شهدتها هذه الدول مثل الثورة الإيرانية بحاجة إلى قائد ديني، ولا هي مثل ثورة بوليفيا بحاجة لشيه جيفارا واحد ليقودها، فهذه الثورات متعددة الرءوس ومتعددة القيادات، وكل شخص بفضل التكنولوجيا الحديثة أصبح قادرًا على التأثير والدعوة للتظاهر والحشد، دون الكشف عن هويته الحقيقية، وبالتالي فالحديث عن قائد واحد فيه تبسيط مخل بالثورات العربية.

ولا تزال ظاهرة الثائر مستمرة في دول الثورات العربية، ربما على نطاق أقل اتساعًا مما كانت عليه مطلع عام 2011، وربما تستمر بآليات مختلفة، يغلب عليها ال*** أحيانًا كما تعبر عن ذلك ظاهرة "بلاك بلوك"، وهو ما يُكسب طابع التحول لهذه الظاهرة، ويخرجها عن طابعها السلمي الذي سيطر عليها طوال الفترة الماضية.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:30 PM.