|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
القصص النبوية الصحيحة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْمَلَ لَنَا الدِّينَ، وأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعمَةَ، وجَعَلَ أُمَّتَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ، وبَعَثَ فِيْنَا رَسُوْلاً مِنَّا يَتْلُو عَلَيْنَا آيَاتِهِ، ويُزَكِّينَا ويُعَلِّمُنَا الكِتَابَ والحِكْمَةَ. أَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الجَمَّةِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً تَكُونُ لِمَنِ اِعْتَصَمَ بِهَا خَيْرَ عِصْمَةٍ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِلْعَالَمِينَ رَحْمَةً، وفَوَّضَ إِلَيْهِ بَيَانَ مَا أُنزِلَ إِلَيْنَا، فَأَوْضَحَ لَنَا كُلَّ الأُمُورِ المُهِمَّةِ، وخَصَّهُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ، فَرُبَّما جَمَعَ أَشْتَاتَ الحِكَمِ والعُلُومِ فِي كَلِمَةٍ، أَوْ فِي شَطْرِ كَلِمَةٍ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ صَلاَةً تَكُونُ لَنَا نُورًا مِنْ كُلِّ ظُلْمَةٍ، وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً. أمَّــا بَـــعْـــــــدُ فَهَذِهِ مجْمُوعَةٌ مِنَ القَصَصِ الصَّحِيْحَةِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي بَعْضِ دَوَاوِينِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيْفَةِ ... تَتَحَدَّثُ عَنْ أَخْبَارِ مَنْ سَبَقُوْنَا مِنَ الأُمَمِ أَوْ مَا سَيَحْدُثُ مُسْتَقْبَلاً ... قُمْتُ بجَمْعِهَا وتَخْرِيجِهَا وشَرْحِ بَعْضِ مَا ذُكِرَ فِيْهَا مِن غَرِيْبِ الكَلاَمِ ... رَاجِياً مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَنْفَعَنَا بهَا وإِيَّاكُم ... وتُحَقِّقُ الغَرَضَ الَّذِي وُضِعَتْ لَهُ، وهُوَ العِبْرَة والاِتِّعَاظ. ؛،؛ وآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ؛،؛ --------- حــاتـــم أحــمـــد
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 15-04-2016 الساعة 03:48 AM |
#2
|
||||
|
||||
1/ قِــصَّـــةُ أَصْــحَـــابِ الــغَـــارِّ الـثَّــلاَثَـــةِ -- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: «انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ، حَتَّى آوَاهُمُ المَبِيْتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوْهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَاْرَ». «فَقَالوا: إنَّهُ لَا يُنْجِيْكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أنْ تدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ». «قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ كَاْنَ لِي أبَوَانِ، شَيْخَانِ كَبِيْرَانِ، وَكُنْتُ لَا أغْبَقُ قَبْلَهُمَا أهْلَاً وَلَا مَالَاً. فَنَأى بِي طَلَبُ الشَّجَرِ، فَلَمْ أَرُحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَاْمَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوْقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، فَكَرِهتُ أنْ أوْقِظَهُمَا، وَأَنْ أَغبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلَاً أوْ مَالَاً، فَلَبِثْتُ -وَالقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ- أنْتظِرُ اسْتِيْقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَاغَبُوْقَهُمَا. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيْهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ». «فَانْفَرَجَتْ شَيْئَاً لَا يَسْتَطِيعُوْنَ الخُرُوْجَ مِنْهُ». «وقَال الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ، كَاْنَتْ أحَبَّ النَّاسِ إِليَّ. فَأرَدْتُها عَلَى نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِيْنَ، فَجَاءَتْنِي فَأعطَيتُهَا عِشْرِيْنَ وَمَائَةَ دِيْنَارٍ، عَلَى أنْ تُخْلِي بَيْنِي وَبَيْنَ نفسِهَا فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْن رِجْلَيْهَا، قَالتْ: اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلَّابِحَقِّهِ، فَانْصَرَفْتُعَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاس إِليَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أعْطَيتُهَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيْهِ». «فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، غَيْرَ أنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُوْنَ الخُرُوْجَ مِنْهَا». «وَقَال الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ، وَأعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِيْنٍ، فَقَال: يَا عَبْدَ اللَّهِ! أَدِّ إِليَّ أَجْرِي، فَقُلْتُ: كُلُّ مَا تَرَىَ مِنْ أجْرِكَ مِنَ الِإبِلِ وَالْبَقَرِ وَالغَنَمِ وَالرَّقِيْقِ!!. فَقَال: يَا عَبْدَ اللَّهِ! لَاتَسْتَهْزِيءُ بِي! فَقُلْتُ: لَا أَسْتَهزِئُ بِكَ، فَأخَذَه كُلَّهُ، فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئَاً. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيْهِ». «فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُوْنَ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (3/ 2272)، ومُسْلِمٌ (4/ 2743). - (ثَلَاثَةُ نَفَرٍ): مِن النَّاس مِن الأُمَمِ السّابِقةِ. - (لَا أغْبَقُ قَبْلَهُمَا): لاَ أُقَدّم في الشُّربِ قَبلهُمَا أَهْلاً ولا مَالاً مِن رَقِيق وخَدَم. - (غَبُوْقَهُمَا): الغَبُوق هو شُرب العَشِي. - (أَرُحْ عَلَيْهِمَا): لَم أَرجِع. - (بَرَقَ الفَجرُ): ظَهَر نُوره. - (يَتَضَاغَوْنَ): َيصِيحُون من الجَوع. - (فَأرَدْتُهاعَلَى نَفْسِهَا): طَلَبتُ منها ما يطلبُ الرَّجُل مِن زَوجتِه. - (أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ): نَزَلَت بها فَاقَة وفَقْر وحَاجَة. - (لاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ): كِنَاية عن الفَرْج والجِمَاع.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 16-09-2016 الساعة 05:49 AM |
#3
|
||||
|
||||
2/ قِــصَّـــةُ الـقَـاتِــلِ الـتَّــائِـــبِ -- عَنْ أبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِىِّ، رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَاْنَ فِيْمَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَـتَــلَ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ نَفْسَاً، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَـتَـلَ تِسْعَةً وَتِسْعِيْنَ نَفْساً، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟! فَقَال: لَا، فَقَـتَـلَـهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مَائةً». «ثُمَّ سَألَ عَنْ أَعلَمِ أهْلِ الأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَال: إِنَّهُ قَـتَـلَ مَائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَال: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُوْلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟! انْطَلِقْ إِلَى أرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسَاً يَعْبُدُونَ اللَّهَ تَعَالَى، فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلَا ترْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ، فَإِنَّهَا أرْضُ سُوْءٍ». «فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطرَّيْقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيْهِ مَلَائِكةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ العَذَابِ». «فَقَالتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاْءَ تَائِبَاً مُقْبِلَاً بقَلْبهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى». «وَقَالتْ مَلَائِكَةُ العَذَابِ: إنَّهُ لَمْ يَعْمَل خَيْرَاً قَطُّ». «فَأتاهُمْ مَلَكٌ في صُوْرَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوْهُ بَيْنَهُمْ حَكَمَاً». «فَقَال: قِيْسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَاْنَ أَدْنَى، فَهُوَ لَهُ». «فَقَاسُوا فَوَجَدُوْهُ أدْنَى إِلَى الأرْضِ الَّتِى أرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3470)، ومُسْلِمٌ (4/ 2766)، واللَّفْظُ لَهُ.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 15-04-2016 الساعة 01:44 PM |
#4
|
||||
|
||||
3/ قِصَّةُ الغُلاَمِ وأَصْحَابِ الأُخْدُوْدِ -- عَنْ صُهَيْبٍ الرُّوْمِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: «كَاْنَ مَلِكٌ فِيْمَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ، وَكَاْنَ لَه سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لَلْمَلِكِ: إِنَّى قَدْ كَبِرْتُ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَاَمَاً أُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَاَمَاً يُعَلِّمُهُ، وَكَاْنَ في طَرِيْقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَاَمَهُ فَأعْجَبَهُ، وَكَاْنَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَتَىَ السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَال: إِذَا خَشِيْتَ السَّاحِرَ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإذَا خَشِيْتَ أهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ». «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيْمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَقَال: اليَوْمَ أَعَلمُ السَّاحِرُ أفْضَلُ أمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟! فَأَخَذَ حَجَراً فَقَال: اللَّهُمَّ إِنْ كَاْنَ أمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أمْرِ السَّاحِرِ، فَـاقْـتُـلْ هَذِهِ الدَّابَةَ حَتَّى يَمْضِي النَّاسُ، فَرَمَاهَا فَـقَــتَــلَــهَـا، وَمَضَى النَّاسُ». «فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأخْبَرَهُ. فَقَال لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ! أَنْت اليَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنِ ابْتُلِيْتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ». «وَكَاْنَ الغُلَامُ يُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأدْوَاءِ». «فَسَمِعَ جَلِيْسٌ لِلْمَلِكِ كَاْنَ قَدْ عَمِىَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيْرَةٍ، فَقَال: مَا هَاهُنَا لَكَ أجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي». «فَقَال: إِنِّى لَا أَشْفِي أَحَدَاً، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ تَعَالَى، فَإِنْ آمَنْتَ باللَّهِ تَعَالَى، دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ». «فَآمَنَ بِاللَّهِ تَعَالَى، فَشَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى». «فَأَتَى المَلِكَ فَجَلَسَ إِليْهِ كَمَا كَاْنَ يجلِسُ، فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَليْكَ بَصَرَكَ؟!» «قَالَ: رَبِّي». «قَالَ: وَلَكَ رَبٌ غَيْرِى؟!» «قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ». «فَأَخذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الغُلَامِ». «فَجِيءَ بِالغُلَامِ، فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: أيْ بُنَيَّ! قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَتَفْعَلُ، وَتَفَعْلُ». «فَقَالَ: إِنِّي لَا أُشْفِي أحَداً، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ تَعَالَى». «فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبهُ حَتَّى دلَّ عَلى الرَّاهِبِ». «فَجِيَء بِالرَّاهِبِ فَقِيْلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِيْنكَ، فَأَبَى؛ فَدَعَا بِالمِنْشَارِ، فَوُضِعَ المِنْشَارُ في مَفْرِقِ رَأسِهِ، فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ». «ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيْسِ المَلِكَ فَقِيْلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِيْنكَ، فَأَبَى؛ فَوُضِعَ المِنْشَارُ في مَفْرِقِ رَأسِهِ، فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ». «ثُمَّ جِيءَ بِالغُلَامِ فَقِيْلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينكَ، فَأبَى. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصحَابِهِ، فَقَال: اذْهَبُوا بِهِ إلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَاصْعَدُوا بِهِ الجَبَلَ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِيْنِهِ، وَإلَّا فَاطْرحُوْهُ». «فَذَهَبُوا بِهِ، فَصَعَدُوا بِهِ الجَبَلَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيْهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الجَبَلُ فَسَقَطُواْ، وجَاءَ يَمْشِي إِلَى المَلِكِ». «فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: مَا فُعِلَ بِأَصْحَابِكَ؟!». «فَقَالَ: كَفَانِيْهِمُ اللَّهُ تَعَالَى». «فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِن أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُوْرٍ وتَوَسَّطُوا بِهِ البَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِيْنِهِ، وإِلَّا فَاقْذِفُوهُ». «فَذَهَبُواْ بِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيْهِمْ بِمَا شِئتَ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِيْنَةُ فَغَرَقُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى المَلِكِ». «فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: مَا فُعِلَ بِأَصْحَابِكَ؟!» «فَقَالَ: كَفَانِيْهِمُ اللَّهُ تَعَالَى». «فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَـاتِـلِـي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ». «قَالَ: وَمَا هُوَ؟!» «قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيْدٍ وَاحِدٍ، وتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِن كِنَانَتِي، ثمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبْدِ القَوْسِ، ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الغُلاَمِ، ثمَّ اِرْمِنِي، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَـتَـلْـتَـنِي». «فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيْدٍ وَاحِدٍ، وصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْماً مِن كِنَانَتِهِ، ثُمَّ وضع السَّهْمَ في كَبْدِ القَوْسِ، ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللهِ رَبِّ الغُلَامِ، ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فَمَاتَ». «فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِاللَّهِ رَبِّ الغُلاَمِ». «فَأُتِيَ الْمَلِكُ، فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟! قَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ». «فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ، فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا؛ فَفَعَلُوا». «حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَلَهَا الْغُلَامُ: يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ (4/ 3005)، والتِّرْمِذِيُّ(5/ 3340). - (الْأَكْمَهَ): المَوْلُود أَعمَى. - (مَفْرِقِرَأْسِهِ): وَسَطِ رَأْسِه. - (ذُرْوَتَهُ): أَعلَى الجَبَل. - (الجِذْع): عُود مِن أَعوَاد النَّخْل. - (كِنَانَتِي): بَيْت السِّهَام. - (كَبْد القَوْسِ): وَسَطَه. - (خُدَّتْ): شُقَّتْ. - (أَقْحِمُوهُ): أَلْقُوهُ. - (قُرْقُورٍ): نَوْع مِن السُّفُنِ. - (صَعِيدٍ): الأَرض البَارِزَة. - (أَضْرَمَ): أَوْقَدَ النِّيرَان. - (تَقَاعَسَتْ): تَوَقَّفَت وجَبُنَت.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
4/ قِــصَّـــةُ الــغُـــلُـــــوْلِ -- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غَزَا نَبِيُّ مِنَ الأنْبِيَاءِ، فَقَال لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأةٍ وَهُوَ يُرِيْدُ أن يَبْنِي بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا. وَلَاأحَدٌ بَنَى بُيُوْتَاً وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوْفَهَا، وَلَا أَحدٌ اشْتَرَى غَنَمَاً أَو خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ أوْلَادَهَا». «فَغَزَا، فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ العَصْرِ، أو قَرِيَباً مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأمُوْرَةٌ وَأَنَا مَأمُوْرٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا». «فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعَ الغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ -يَعْنِي النَّارُ- لِتَأكُلَهَا فَلَمْ تَطْعمْهَا». «فَقَالَ: إنَّ فِيْكُمْ غُلُوْلَاً، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيْلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزَقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَال: فِيْكُمُ الغُلُوْلُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيْلَتُكَ، فَلَزَقَتْ يَدُ رَجُلٍ أوْ ثَلَاثَةٍ بِيدِهِ، فَقَالَ: فِيْكُمُ الغُلُوْلُ». «فَجَاءُوا بِرَأسٍ مِثْلِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ، فَوَضَعَهَا، فَجَاْءتِ النَّارُ فَأكَلَتْهَا». «فَلَمْ تَحِلّ الغَنَائِمُ لِأحَدٍ قَبْلَنَا، ثُمَّ أحَلَّ اللَّهُ لَنَا الغَنَائِمَ لَمَّا رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنا، فَأحَلَّهَا لَنَا». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (3/ 3124)، ومُسْلِمٌ (3/ 1747). - (بُضْعَ امْرَأَةٍ): فَرْجَهَا، وهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ النِّكَاحِ. - (يَبْنِيَ بِهَا): لَمْ يَدْخُل بِهَا. - (الغُلُولُ): الخِيَانَة فِي المَغْنَم.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 16-04-2016 الساعة 03:58 AM |
#6
|
||||
|
||||
5/ قِــصَّـــةُ الأَبْـــرَصِ والأَقْـــرَعِ والأَعْـمَــى -- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقَولُ: «إِنَّ ثَلَاثَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبرَصَ، وَأقرَعَ، وَأعْمَى، أرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكَاً». «فَأَتَى الَأَبْرَصَ فَقَالَ: أيُّ شَيءٍ أحبُّ إِلَيْكَ؟». «قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ». «فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ، وَأُعْطِيَ لَوْنَاً حَسَنَاً». «قَالَ: فَأيُّ الَمَالِ أحَبُّ إِلَيْكَ؟» «قَالَ: الِإبِلُ». «فأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَراءَ». «فَقَالَ: بَاركَ اللَّهُ لَكَ فِيْهَا». «فَأتَى الأَقْرَعَ، فَقَالَ: أيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» «قَالَ: شَعْرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَذِرَنِي النَّاسُ». «فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ، وَأُعْطِيَ شَعْرَاً حَسَنَاً». «قَالَ: فَأيُّ المَاْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟». «قَالَ: البَقَرُ». «فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلاً». «وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيْهَا». «فَأَتَى الأَعْمَى، فَقَالَ: أيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» «قَالَ: أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِليَّ بَصَرِي، فَأُبْصِرُ النَّاسَ». «فَمَسَحَهُ، فَرَدَّ اللَّهُ إِليْهِ بَصَرَهُ». «قَالَ: أيُّ المَاْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» «قَالَ: الغَنَمُ». «فَأُعْطيَ شَاةٍ وَالِدَاً». «فَأَنْتَجَ هَذَانِ، وَوَلَدَ هَذَا، فَكَاْنَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الِإبِلِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ البَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الغَنَمِ». «ثُمَّ إِنَّهُ أتَى الأَبْرَصَ في صُوْرَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِيْنٌ، قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِيَ اليَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الحَسَنَ، والجِلْدَ الحسَنَ،وَالمَالَ، بَعِيْراً أَتَبَلَّغُ بِهِ في سَفَرِي». «فَقَاْلَ: الحُقُوْقُ كَثِيْرَةٌ». «فَقَاْلَ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُ أَبْرَصَ يَقْذُرُكَ النَّاسُ، فَقِيْرَاً فَأعطَاكَ اللَّهُ؟!» «فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا المَاْلَ كَابِرَاً عَنْ كَاِبرٍ!!» «فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّركَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنتَ». «وَأَتَى الأَقْرَعَ في صُوْرَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَال لَهُ مِثْلَ مَا قَال لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ هَذَا». «فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ». «وَأَتَى الأَعْمَى فِي صُوْرَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَاْلَ: رَجُلٌ مِسْكِيْنٌ وَابْنُ سَبِيْلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِيَ اليَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ، شَاْةً أَتَبَلَّغُ بِهَا في سَفَرىِ؟» «فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِليَّ بَصَرِي، فَخُذْ مَا شِئْتَ، وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ مَا أَجْهَدُكَ اليَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّه عَزَّ وَجَلَّ». «فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيْتُمْ، فَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنْكَ، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3464)، ومُسْلِمٌ (4/ 2964). - (يَبْتَلِيَهُمْ): يَخْتَبِرَهُم. - (مَلَكًا): بِصُورَةِ إِنْسَان. - (قَذِرَنِي النَّاسُ): تَبَاعَدُوا عَنِّي وكَرِهُونِي. - (أَتَبَلَّغُ بِهَا): أَبْلُغُ بِهَا المَنْزِلَ الَّذِي أُرِيدُ. - (نَاقَةً عُشَراءَ): نَاقَة حَامِل. - (فَأَنْتَجَ هَذَانِ): صَاحِبُ الإِبِل والبَقَر، وأَنْتَجَ مِنَ النِّتَاج، وهُوَ: مَا تَضَعُهُ البَهَائِم. - (كَابِرَاً عَنْ كَاِبرٍ): وَرِثْتُهُ عَن آبَائِي وأَجْدَادِي، حَالُ كَوْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم كَبِيرًا وَرِثَ عَن كَبِيرٍ. - (انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ): الأَسْبَابُ الَّتِي يَتَعَاطَاهَا فِي طَلَبِ الرِّزْقِ. - (شَاةٍ وَالِدَاً): شَاةٍ حَامِلاً. - (مَا أَجْهَدُكَ): لاَ أَشُقَّ عَلَيْكَ.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 02-05-2016 الساعة 01:01 AM |
#7
|
||||
|
||||
6/ قِــصَّـــةُ الــرَّجُـــلِ مَـــعَ الــكَـــلْــــبِ -- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطرَيْقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرَاً فَنَزَلَ فِيْهَا فَشَرَبَ، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ». «فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَاْنَ قَدْ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلأ خُفَّهُ مَاْءًا، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيْهِ، حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الكَلْبَ». «فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ». «قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ! وَإِنَّ لَنَا في البَهَائِم أَجرَاً؟» «فَقَالَ: فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (3/ 2363)، ومُسْلِمٌ (4/ 2244). - (يَلْهَثُ): يُخْرِجُ لِسَانَهُ مِن شِدَّةِ العَطَشِ. - (الثَّرَى): التُّرَابُ النَّدِيّ. - (وَإِنَّ لَنَا في البَهَائِم أَجرَاً): أَيَكُونُ لَنَا فِي سُقْي البَهَائِم والإِحسَانِ لهَا أَجر. - (في كُلِّ كَبِدٍ): فِي الإِحسَانِ إِلَى كُلِّ ذِي كَبِدٍ. - (رَطْبَةٍ) حَيَّة.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
7/ قِــصَّـــةُ جُــرَيْـــجٍ -- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ في المَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ...». «وَكَاْنَ جُرَيْجُ رَجُلاً عَابِدَاً، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَاْنَ فِيْهَا، فَأتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي». «فَقَالتْ: يَا جُرَيْجُ!» «فَقَالَ: يَارَبِّ! أُمِّي وَصَلَاتِي؟» «فَأقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ». «فَلَمَّا كَاْنَ مِنَ الغَدِ أتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالتْ: يَا جُرَيْجُ!» «فَقَالَ: أيْ رَبِّ! أمِّي وَصَلَاتِي؟» «فَأقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ». «فَلَمَّا كَاْنَ مِنَ الغَدِ أتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالتْ: يا جُرَيْجُ!» «فَقَالَ: أيْ رَبِّ! أمِّي وَصَلَاتِي؟» «فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إلَى وُجُوْهِ المُوْمِسَاتِ». «فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجَاً وَعِبَادَتَهُ، وَكَاْنَتِ امْرأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بحُسْنِهَا، فَقَالتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأفْتِنَنَّهُ!» «فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِياً كَاْنَ يَأوِي إِلى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِن نَّفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ». «فَلَمَّا وَلَدَتْ قالتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوْهُ وَهَدمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعلُوا يَضْرِبُوْنَهُ». «فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟!» «قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ البَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ». «قَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟!» «فَجَاؤُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُوْنِي حَتَّى أُصَلِّي». «فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ في بَطْنِهِ وَقَالَ: يَا غُلَامُ! مَنْ أبوْكَ؟!» «قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي!» «فَأقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُوْنَهُ، وَيَتَمَسَّحُوْنَ بِهِ، وَقَالوا:نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ». «قَالَ: لَا، أَعِيْدُوْهَا مِنْ طِيْنِ كَمَا كَانَتْ». «فَفَعَلُوا». «وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ، وشَارَةٌ حَسَنَةٌ، فَقَالتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا!» «فَتَرَكَ الثَّدْيَ، وَأقْبَلَ إلَيْهِ، فَنَظرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَى ثَدْيهِ فَجَعَلَ يَرْتِضعُ». «وَمَرُّوا بِجَارِيةِ وَهُمْ يَضْرِبُوْنَهَا وَيَقُوْلُوْنَ: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ! وَهِيَ تَقُوْلُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ». «فَقَالتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظرَ إِليْهَا وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا». «فَهُنَالِكَ تَرَاجَعَا الحَدِيْثَ، فَقَالتْ: مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. وَمَرَّوُا بِهَذِهِ الأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُوْنَهَا وَيَقُوْلُوْنَ: زَنَيْتِ، سَرَقْتِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجَعَلْنِي مِثْلَهَا؟!» «قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ الرَّجُلُ كَاْنَ جَبَّارَاً، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإنَّ هَذِهِ يَقُوْلُوْنَ لَهَا: زَنَيْتِ، وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3436)، ومُسْلِمٌ (4/ 2550) واللّفظ له.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 25-04-2016 الساعة 05:48 AM |
#9
|
||||
|
||||
ما شاء الله مستر حاتم
خالص شكرى و تقديرى لحضرتك على هذه الموضوعات القمة متابع مع حضرتك جزاك الله خيرا و بارك الله فيك |
#10
|
||||
|
||||
اقتباس:
جزاكم الله خيرًا أستاذنا الكريم
وإنه لشرف لي متابعة حضرتك لمواضيعي أسعدني وشرّفني جدًا مرور حضرتك الجميل
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
8/ قِصَّةُ الكَلِيْمِ مُوَسَى مَعَ مَلَكِ المَوْتِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ -- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَاءَ مَلَكُ المَوْتِ إِلَى مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَال لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ». «قَالَ: فَلَطَمَ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَيْنَ مَلَكِ المَوْتِ، فَفَقَأهَا». «قَالَ: فَرَجَعَ المَلَكُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيْدُ المَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي». «قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِيِ، فَقُلْ: الحَيَاةَ تُرِيْدُ؟! فَإِنْ كُنْتَ تُرِيْدُ الحَيَاةَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ، فَإِنَّكَ تَعِيْشُ بِهَا سَنَةً». «قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟!» «قَالَ: ثُمَّ تموتُ!» «قَالَ: فَالآنَ مِنْ قَرِيْبٍ؛ رَبِّ أمِتْنِي مِنَ الأرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ». «قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «وَاللَّهِ، لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إلَى جَانِبِ الطرَّيْقِ عِنْدَ الكَثِيْبِ الأحْمَرِ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (2/ 1339)، ومُسْلِمٌ (4/ 2372) واللّفظ له.
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
9/ قِصَّةُ الكَلِيْمِ مُوَسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَعَ الحَجَرِ -- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ». «فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ!» «قَالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوْبِهِ». «قَالَ: فَجَمَعَ مُوسَى بِأثْرِهِ، يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ! ثَوْبِي حَجَرُ! حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى». «فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ». «فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نُظِرَ إِلَيْهِ». «قَالَ: فَأَخَذَ ثَوْبَهُ، فَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا». «قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَاللهِ إِنَّهُ بِالْحَجَرِ نَدَبٌ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم بِالْحَجَرِ، ونَزَلَت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}. (سورة الأحزاب: آية رقم 69) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 278)، ومُسْلِمٌ (1/ 339) واللّفظ لَه. - (عُرَاةً): جَمْعُ عَارٍ، والظَّاهِرُ أَنَّهُ لَم يَكُنْ حَرَامًا فِي شَرْعِهِم وإِلاَّ لأَنْكَرَ عَلَيْهِم مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ. - (آدَرُ): كَبِيْر الخِصْيَتَينِ. - (بإِثْرِهِ): خَلْفَهُ يَتَّبِعَهُ. - (بَأْسٍ): عَيْبٍ. - (فَطَفِقَ): شَرَعَ. - (نَدَبٌ): أَثَرٌ.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 28-04-2016 الساعة 10:26 PM |
#13
|
||||
|
||||
10/ قِصَّةُ نِسْيَانِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ -- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ». «فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! مَنْ هَؤُلَاءِ؟» «قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ». «فَرَأَى مِنْهُمْ رَجُلًا فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ». «فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! مَنْ هَذَا؟» «فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ: دَاوُدُ». «فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟!» «قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً». «قَالَ: أَيْ رَبِّ! زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً». «فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ، جَاءَهُ مَلَكُ المَوْتِ». «فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟!». «قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟!». «قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (5/ 3076)، وقَالَ فِي عَقِبِهِ: "هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ". وأَبُو يَعْلَى فِي "المُسْنَد" (11/ 6377). والحَاكِمُ فِي "المُسْتَدرَك" (2/ 3257)، وقَالَ: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ". ووَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
11/ قِصَّةُ صَاحِبِ الوَدِيْعَةِ -- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ». «فَقَالَ: ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ». «فَقَالَ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا». «فَقَالَ: ائْتِنِي بِالكَفِيلِ». «قَالَ: كَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا». «قَالَ: صَدَقْتَ». «قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ إلى البَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدُمُ عَلَيْهِ، لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ، وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ، ثُمَّ زَجَّ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلاً، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَإِنِّي جَهِدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكِبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي لَهُ، فَلَمْ أَجِدْ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا!» «فَرَمَى بِهَا إِلَى البَحْرِ، حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ». «فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ، يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَهُ بِمَالِهِ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةُ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ المَالَ وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أسلَفَهُ، فَأَتَى بِالأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ». «قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ شَيئاً؟! قَالَ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ». «قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِالأَلْفِ دِينَارٍ رَاشِدًا». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (3/ 2291)، وأحْمَدُ فِي "المُسْنَد" (14/ 8587).
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
12/ قِصَّةُ المَسِيْحِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَعَ السَّارِقِ -- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ»، «فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟» «قَالَ: كَلَّا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ». «فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي». رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4/ 3444) واللَّفْظُ لَهُ، ومُسْلِمٌ (4/ 2368).
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|